رئيس الوزراء التونسي المقال كمال المدوري خلال القمة الـ19 للفرانكفونية في فرنسا. 4 أكتوبر 2024. رويترز
تونس- “القدس العربي”: قرّر الرئيس التونسي قيس سعيد إقالة رئيس الحكومة كمال المدوري واستبداله بوزيرة التجهيز سارة الزعفراني.
وأكدت الرئاسة التونسية، في بلاغ، الجمعة، أن سعيّد استقبل، مساء الخميس، رئيسة الحكومة الجديدة سارة الزعفراني، حيث شدد خلال اللقاء على “المزيد من إحكام تناسق العمل الحكومي، وتذليل كل العقبات لتحقيق انتظارات الشعب التونسي”.
وجاء القرار بعد ساعات من إشراف سعيد على اجتماع لمجلس الأمن القومي تناول “المواضيع المتعلقة بسير دواليب الدولة بوجه عام، وبعدد من المواضيع المتعلقة بالوضع الأمني داخل البلاد، وبمكافحة الهجرة غير الشرعية، فضلاً عن التهريب والمضاربة والاحتكار ومقاومة تفشي المخدرات”، وفق البيان الرئاسي.
والزعفراني هي سادس رئيس حكومة في عهد الرئيس قيس سعيد، وثاني امرأة يكلفها سعيد بتشكيل الحكومة بعد نجلاء بودن.
وشدّد رئيس الجمهورية في هذا اللقاء خاصة على مزيد إحكام تناسق العمل الحكومي وعلى تذليل كل العقبات لتحقيق انتظارات الشعب التونسي. pic.twitter.com/u0kgJqL0hv
— Presidency Of The Governmentرئاسة الحكومة التونسية (@Gouvernementtn) March 21, 2025
وأثار القرار ردود فعل متفاوتة داخل الطبقة السياسية، حيث كتب المحلل السياسي فريد العليبي “نتمنى طي صفحة البيروقراطية مع طي صفحة كمال المدوري (…) وهذا ليس سهلا ويتطلب وقتا وخاصة خطة استراتيجية وقدرات بشرية ولكنه غير مستحيل”.
وأضاف “رئيسة الحكومة الجديدة سارة الزعفراني، هي من التكنوقراط أيضا وكانت في حكومة المدوري ويبدو أن اختيارها يستند إلى نجاحها في تنفيذ عدة مشاريع ضمن مجال عملها ونعني التجهيز بصورة رئيسية، وسيتطلب الأمر وقتا لمعرفة كيف ستتعامل مع الملفات الحكومية المختلفة فالأمر يتعلق بسياسة دولة بأكملها وامتلاك القدرة على حسن تدبيرها”.
وانتقد عبد الوهاب الهاني رئيس حزب المجد خطاب سعيد في اجتماع مجلس الأمن القومي، والذي تضمن “هجوما عنيفا على من يسكن في قصر الحكومة في القصبة. وهو ما تأكد بعد ساعة من نشر فيديو الخطاب عبر الإعلان على الساعة الخامسة والنصف صباحا عن إقالة المدوري كما كان منتظرا منذ أشهر”.
كما انتقد تكليف الزعفراني برئاسة الحكومة، مشيرا إلى أنها “المهندسة التي تعمل بعقلية “تقني سامي” طيع، تم تعيينها على رأس القصبة، رغم عدم كفاءتها للمنصب ورصيدها الهزيل في وزارة التجهيز والإسكان، لتكون رئيسة حكومة الرئيس السادسة في ست سنوات”.
وتساءل الباحث والمحلل السياسي عادل اللطيفي “ما هذا الاستهتار بالدولة والتونسيين؟”، مضيفا “هل يعقل أن يصدر بلاغ تغيير رئيس الحكومة على الساعة الخامسة صباحا؟ وهل يعقل تنزيل كلمة بمناسبة عيد الاستقلال في الخامسة صباحا من اليوم التالي؟”.
وتابع اللطيفي: “لم تم تعين كمال المدوري وإقالته كسابقيه بعد أشهر فقط؟”، مشيرا إلى أن سعيد “يستلذ السلطة من خلال ممارسة التعيين والعزل دون أدنى مراعاة لا للسياسات العمومية ولا لمصالح التونسيات والتونسيين. فهل يعقل أربعة رؤساء حكومات في أقل من أربع سنوات؟ إذا كان أداءهم فاشلا فمن عينهم هو المسؤول الأول عن فشلهم لأنه فشل في الاختيار”.
وكتب هشام العجبوني، القيادي في حزب التيار الديموقراطي، بتهكم “مرحلة البناء والتشييد يلزمها رئيسة حكومة اختصاص هندسة مدنيّة”.
وأضاف “أكبر عملية تشغيل هش في البلاد تتعلّق برؤساء حكومات ووزراء وولاة وكبار مسؤولي نظام العلوّ الشّاهق”.
على الشعب التونسي انهاء مهام الرئيس بأسرع وقت
اسمه تيس تعيس وليس قيس سعيد ,, دكتاتور يمشي علي خطي السيسي
للأسف تونس فقدت البوصلة…اين شعب البوعزيزي الذي زلزل عرش بنعلي و القذافي و مبارك و غيرهم…اين غاب هذا الشعب العظيم ترك رجل يعبث للأسف بتونس و ما ادراك ما تونس.
يعجبني بوقفته العسكرية من نمط عساكر نا في بداية الستينات من القرن الماضي رغم أنه مدني لكن أفكاره عسكرية يستحق رتبة عقيد أو لواء!
كان قيس سعيد أستاذا في العلوم السياسية طيلة ثلاثون عاما ،خلالها لم ينبس ببنت شفه ضد الاستبداد في عهد بورقيبة و بن علي ،فجأة يُؤتى به فيصبح رئيسا ،و هكذا يُؤتى بحكامنا و لا حول و لا قوه الا بالله
ماهذه المصيبة. خطاب نصف ساعة؟
استقلال الدوله في جميع مناحي الحياة من أفضل الأهداف التي من خلالها نحصل على الإكتفاء الذاتي..وهذا شي جميل..حيث وجود القواعد الاستعمارية الصهيوامريكانبيريطنوفرنسيالماني الإجرامية المفيوزيه العنصريه النازيه عدوه الإنسانية جمعاء علئ تراب الوطن يعد خيانه.
كلّ سياسته وخطاباته وقراراته قائمة على مبدأ المونولوج. لاحوار في دولة الرئيس، لا مقابلات صحفية، لا نقاش. هو وحده يحتكر الكلام، على نهج الرفيق كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمال… ومن سواه يجلس كالتلميذ المريد، يستمع إلى الذات الرئاسية بخشوع (أو -على الأقل- يتطاهر بالإصغاء). ومع ذلك، فإن كيم جونغ أون يبتسم أحياناً ويضحك ويتفاعل، أما نظيره، فلا نراه إِلَاّ عابساً، متجهماً، مكفهرّاً، مقطباً، معاً ، كأنه على عرش امبراطورية تمتد من قرطاج إلى شرق الصين.
مادام رئيس الحكومة في تونس منزوع الصلاحيات، معرّضاً -حتماً- للإقالة، بين ليلة وضحاها، فلماذا أصرّ دستور قيس سعيد على منصب رئيس الوزارة ؟