الرئيس الجزائري يدعو لإيجاد حلول إفريقية للقارة السمراء.. ويجدد مطلب إصلاح مجلس الأمن

حجم الخط
11

الجزائر- “القدس العربي”: دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى إيجاد حلول إفريقية لمشاكل القارة السمراء في ظل الأزمات وحالات الاستقطاب التي يعيشها العالم، مؤكدا ضرورة إصلاح مجلس الأمن وإزالة الظلم التاريخي الواقع على القارة الإفريقية بحرمانها من مقعد دائم في هذه الهيئة الأممية المؤثرة في القرار الدولي.

وأوضح تبون في كلمة له للمشاركين في الاجتماع نصف السنوي السادس للاتحاد الإفريقي بالعاصمة الغانية أكرا – تلاها نيابة عنه الوزير الأول نذير العرباوي- أن “ما يحيط بقارتنا من تطورات متسارعة دوليا وما يشوبها من أزمات متنامية داخليا، يفرض علينا اليوم، تكثيف جهودنا المشتركة وحشد قدراتنا الجماعية لتكريس مبدأ “الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية”.

وأكد الرئيس الجزائري أن “هذا المبدأ الذي أرساه الآباء المؤسسون لمنظمتنا القارية لم يكن يوما مجرد شعار أجوف، بل كان ولا يزال هدفا استراتيجيا بكل ما تحمله هذه العبارة من معنى، وبكل ما يفضي إليه تجسيدها على أرض الواقع من نتائج نتطلع جميعا أن تسهم في بناء مستقبل أفضل لشعوبنا”.

ومن هذا المنظور، قال تبون “تأتي حتمية تدعيم أركان البنية القارية للسلم والأمن، عبر استكمال تفعيل جميع آلياتها المعنية بالوقاية من النزاعات وتسويتها، وفي مقدمتها “القوة الإفريقية الجاهزة”، وذلك بغية توظيفها أحسن توظيف في الاستجابة للتحديات الراهنة”.

وذكر أن “الجزائر التي تتولى رئاسة “قدرة إقليم شمال إفريقيا”، أحد المكونات الخمس للقوة الإفريقية الجاهزة، تواصل جهودها من أجل تعزيز الجاهزية العملياتية لهذه الآلية الإقليمية وتمكينها من تقديم مساهمة فعلية وفعالة في حفظ السلم والأمن في إفريقيا”، مثنيا على “جهود الدول الشقيقة المنخرطة مع الجزائر في هذه الآلية، جمهورية مصر العربية ودولة ليبيا والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”.

والمعروف أن القوة الإفريقية الجاهزة هيكل تم الاتفاق على إنشائه بمناسبة مؤتمر رؤساء الدول والحكومات في دوربان جنوب إفريقيا، في يوليو 2002، واعتمدت من بين أمور أخرى، البروتوكول المؤسس لمجلس السلم والأمن. وتتكون هذه القوة من فرق جاهزة متعددة الأفرع تضم عناصر مدنية وعسكرية في بلدانها الأصلية وتكون مستعدة للانتشار السريع عند إشعار ملائم.

وفي هذا السياق، سجّل تبون وفق ما قال “بكل اعتزاز الإعلان الذي بادرت بنشره مفوضية الاتحاد الإفريقي لتأكيد الجاهزية الكاملة لقدرة إقليم شمال إفريقيا، وهو الإعلان الذي يأتي تتويجا لسلسلة من الزيارات التفقدية التي سمحت لخبراء كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة بالاطلاع على ما تحوز عليه هذه القدرة من إمكانيات عسكرية ومدنية ولوجستية، تؤهلها، وفقا للمعايير الدولية، للمشاركة في عمليات حفظ السلام على المستوى القاري”.

ومن شأن هذا الإعلان، حسب الرئيس الجزائري، “أن يشكل حافزا قويا للدول الأعضاء من أجل المضي قدما في التحضير والإعداد للتمرين الميداني المقرر أواخر عام 2024، بخصوص محاكاة عملية نشر بعثة لدعم السلام. وهو التمرين الذي يستهدف الحفاظ على مستوى عال من الجاهزية وضمان استجابة سريعة وفعالة تجاه الوضعيات المستعجلة والحالات الطارئة”.

وعلى ضوء هذه التطورات، تقدّم تبون بتوصيات لاعتمادها منها “الترحيب بإعلان جاهزية قدرة إقليم شمال إفريقيا، وتوفير الدعم الضروري واللازم للأمانة التنفيذية لقدرة إقليم شمال إفريقيا في أفق تنفيذ التمرين الميداني المبرمج والذي سيشكل إضافة نوعية لإعداد وتحضير القوة الإفريقية الجاهزة برمتها”.

كما ورد في توصياته “التعجيل باعتماد مذكرة التفاهم المتعلقة بالقوة الإفريقية الجاهزة بين مفوضية الاتحاد الإفريقي، من جهة، والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية من جهة أخرى، والمضي قدما في عملية مراجعة المفهوم الاستراتيجي للقوة الإفريقية الجاهزة، لجعلها أكثر اتساقا مع عقيدة الاتحاد الإفريقي بخصوص عمليات حفظ السلام وتوفير الدعم اللازم لها كجزء لا يتجزأ من البنية الإفريقية للسلم والأمن”.

وفي اعتقاد تبون: “لا شك أن الوقت قد حان لتفعيل دور “القوة الإفريقية الجاهزة” في تجسيد “إفريقيا التي نريد”، إفريقيا آمنة ومستقرة، وإفريقيا مندمجة ومزدهرة، وإفريقيا تساهم بكل مسؤولية في معالجة التحديات التي تواجهها في مجال السلم والأمن”.

وكانت الجزائر قد اعتمدت سنة 2020 تعديلا لافتا في دستورها يسمح لأول بإمكانية خروج قواتها في مهمات خارج البلاد، بموافقة ثلثي أعضاء البرلمان. وكانت قبل ذلك العقيدة العسكرية للجزائر، تمنع إرسال جنود خارج حدود البلاد.

من جانب آخر، جدد الرئيس الجزائري “عزم الجزائر التام للعمل بصفتها عضوا غير دائم في مجلس الأمن للأمم المتحدة، من أجل الدفاع عن مصالح قارتنا وإعلاء صوتها، وحشد الدعم لمساعينا المشتركة لتمكين قارتنا من لعب دورها الكامل في مجال حفظ السلم والأمن في إفريقيا، وفقا لمقتضيات ميثاق الأمم المتحدة، في انتظار تصحيح الظلم التاريخي على قارتنا فيما يخص تمثيلها على مستوى مجلس الأمن الأممي، خاصة وأننا نعيش اليوم مشهدا دوليا متقلبا يطبعه تنامي بؤر النزاع، وسط عجز المجموعة الدولية عن تحمل مسؤولياتها في استتباب السلم والأمن الدوليين”.

ولعل أبرز دليل على ذلك، وفق الرئيس الجزائري “حرب الإبادة الهمجية التي تشنها قوات الاحتلال على الشعب الفلسطيني الأعزل، والذي نجدد من هذا المنبر تضامننا الراسخ معه، ونؤكد له دعمنا الثابت إلى غاية استرجاع حقوقه المشروعة كاملة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول DINA:

    كيف لتنظيم إنفصالي بدون أرض ولا سيادة أن يساهم في إحلال السلم في القارة. لقد جانبت الصواب يا سيادة الرئيس فقمة أكرا الأخيرة منعت قطعيا على المسماة “الجمهورية الصحراوية” حضور القمم الإفريقية مع القوى العالمية مما يؤكد أن هذا الكيان في طريقه للخروج من الإتحاد

  2. يقول محمد:

    إيجاد الحلول للمغرب العربي اولا

  3. يقول ALI:

    الرئيس الجزائري ركز كثيرا على “” القوة الافريقية الجاهزة “” و التي تكونها الجزائر و مصر و ليبيا و الجمهورية الصحراوية الديمقراطية. في نفس الوقت اتفقت دول التحاد الافريقي في قمة اكرا المقامة في غانا منع ما يسمى “” الجمهورية الصحراوية الديموقراطية”” من اية مشاركة داخل الاتحاد الافريقي مع القوى العظمى او المنظمات التابعة للأمم المتحدة. و هكذا يكون الرئيس الجزائري قد تعدى الصواب خاصة و ان وزيره في الخارجية احمد عطاف اعترف أمام الحضور خلال هذه القمة بهذا المنع . منع آجلا ام عاجلا سيؤدي إلى طرد البوليساريو من الاتحاد الافريقي. كان على الرئيس الجزائري ان يدافع مباشرة على الجمهورية الصحراوية او يستنكر طردها من المشاركة داخل الاتحاد الافريقي.

  4. يقول ريفي:

    الجزائر بلد كبير قام بالمساهمة في تحرير أفريقيا من المستعمر، الله يحمي الجزائر

  5. يقول كريم المغربي:

    جاء في كلمة الرئيس الجزائري ما يلي ”، مثنيا على “جهود الدول الشقيقة المنخرطة مع الجزائر في هذه الآلية، جمهورية مصر العربية ودولة ليبيا والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” ، أولا لا مصر ولا ليبيا تعترفان بما يسمى” الجمهورية الصحراوية” وثانيا الإتحاد الإفريقي المنعقد بغانا أصدر قرارا بمنع هذه الجمهورية المزعومة من المشاركة في أي مؤتمر يجمع الإتحاد الإفريقي مع دول كبرى كالصين وروسيا واليابان أو إتحادات دولية كالإتحاد الأوربي أو منظمات دولية ، وثالثا هذا القرار الأخير هو تمهيد لطرد جمهورية البوليزاريو من الإتحاد الإفريقي ، مسألة وقت فقط.

    1. يقول ابن سعيد:

      الصحراء الغربية عضو مؤسس كامل العضوية في الإتحاد الإفريقي ولاأحد يستطيع حرمانها من ممارسة حقهاالعضوي ولهاأيضاكامل الصلاحيات كعير من دول الإتحاد في طلب طرد أي تراها دولة تنازعهاوتناوئها على مقعدها في الإتحاد الإفريقي ..

  6. يقول بوعلام .الجزائر:

    الأمر على عكس مايروج له البعض والمسألة تتعلق بتوسيع مشاركة الصحراء الغربية لتشمل المشاركة في القمم التي تعقد بإسم إفريقيا وليس تحت مظلة الإتحاد الإفريقي مثل قمة روسيا وإفريقيا، والصين وإفريقيا أما القمم التي تعقد بإسم الإتحاد الإفريقي فالمشاركة محسوم فيها بإعتبارها عضو مؤسس، وطلب توسيع المشاركة تقدمت به الجزائر وجنوب أفريقيا ودول حليفة ولم يتم البث فيه بإعتباره مسألة خلافية وتم إرجائه لقمة الرأساء ،وبالتالي المسألة تتعلق بتوسيع المشاركة وليس العكس كما يشتهي البعض ويروج.

  7. يقول ابن الوليد. المانيا. (على تويتر ibn_al_walid_1@):

    لا أدري كيف لبعض المعلقين ينفون منع البوليساريو ..
    رغم أن وزير خارجية الجزائر أحتج على الأمر.. رسميا..

    1. يقول Ali:

      ان جزائري و دمي صحراوي. تحيا الصحراء الغربية حرة.

    2. يقول ابن الوليد. المانيا. (على تويتر ibn_al_walid_1@):

      جميل.. لكن البوليساريو منعت فعلا ..

  8. يقول Mehdi:

    افريقيا ليس لها شأن في الأمم المتحدة و لا مجلس الأمن ، تعتبر ارض يسكنها بشر أقل قيمة من الأوروبيين البيض و الأمريكيين البيض .

اشترك في قائمتنا البريدية