الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستقبل الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمد- أرشيف
أنطاليا- “القدس العربي”: في إحدى الندوات التي شملها منتدى أنطاليا الرابع للدبلوماسية تحدث الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمد، عن التطورات التي شهدتها بلاده أثناء فترة حكمه الأولى (2012-2017). وقد أعيد انتخابه لدورة ثانية، في أيار/ مايو 2022. وقال إنه استطاع أن ينقذ البلاد وينتقل بها من دولة فاشلة إلى دولة “هشة” وهو في الطريق لنقلها إلى موقع دولة نامية، خاصة وأن الشركات التركية التي تعمل على استكشاف حقول النفط تتوقع أن يصبح الصومال بلدا مصدرا للبترول خلال السنوات العشر القادمة.
وردا على سؤال “القدس العربي” من بين ثلاثة أسئلة سمح وقته بالرد عليها، حول الضغوط التي تمارس على مقاطعة” أرض الصومال” المنشقة عن الصومال بقبول الفلسطينيين الذين سيهجرون من غزة مقابل أن يتم الاعتراف بالإقليم كدولة مستقلة. “ما هو موقف حكومة بلادكم من هذا الاقتراح الذي يعني أن العالم محكوم بقانون الغاب وليس بالقانون الدولي وهل ستقاومونه إن لزم الأمر؟ وهل الاعتراف بأرض الصومال دولة مستقلة سيعقد الأمور أكثر للعودة إلى وحدة الأراضي الصومالية؟”، قال الرئيس حسن شيخ محمد: “قضية فلسطين بالنسبة لنا قضية مبدئية لم نساوم عليها ولن نساوم عليها في المستقبل. ما نريده أن تحل هذه القضية حلا سلميا بناء على “حل الدولتين” إسرائيل وفلسطين ويعيش الشعبان بسلام، الشعب الفلسطيني والشعب اليهودي. وأرض الصومال هي جزء من الصومال، ولكن إذا جاء أحد واستعمل قانون الغاب، كما قلت، وقرر أن يقتطع هذا الجزء من الصومال فهذا ليس سلاما. أرض الصومال، أكرر، جزء من الصومال ولن نقبل أن تكون الصومال أرضا لتهجير الفلسطينيين من بلادهم. هذا ليس حلا بل سبب آخر لتفاقم الصراع. إن فكرة نقل شعب من أرضه ونقلهم إلى أرض أخرى لا يشكل حلا. ولو كان هذا حلا لتم بحثه من زمن بعيد. الشعب الفلسطيني يعيش في أرضه منذ آلاف السنين وإذا جاء من يقول سأنقل هذا الشعب من أرضه إلى أرض أخرى فهذا لا يعني إلا مزيدا من المشاكل والصراعات. وستبقى الصومال منخرطة في جهود إيجاد حل سلمي لهذا النزاع”.
وكان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قد التقى السبت، الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، على هامش منتدى أنطاليا للدبلوماسية.
قال الرئيس إن بلاده هي من إحدى الدول التي أنشأت منظمة الوحدة الإفريقية عام 1963 وكانت من الدول المستقرة إلا أنها تعرضت للحروب الخارجية والحرب الأهلية. وبدأت التعافي بمساعدة المجتمع الدولي وخاصة تركيا. وأثنى الرئيس الصومالي على دور تركيا في مساعدة الصومال وخاصة في مكافحة الإرهاب. وقال إن تركيا لم تساعدنا فقط بالكلمات وإسداء النصائح حول مكافحة الإرهاب، لكنها أرسلت خبراءها ليعملوا معنا في الميدان ويعرضوا أنفسهم للخطر مثل أفراد القوات المسلحة الصومالية.
وأكد الرئيس الصومالي على أن بلاده كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي للسنتين القادمتين ستعمل مع شركائها الأفارقة وغيرهم على إصلاح المجلس ليكون أكثر تمثيلا لعالم اليوم. وأكد أن بلاده تتبع نهجا قائما على السلام مع جيرانه ومع الدول الأخرى.