الرجوب كشف عن ضغوط أمريكية وإسرائيلية لإفشال جهود الوحدة

أشرف الهور
حجم الخط
1

غزة ـ “القدس العربي” : بهدف التوصل إلى توافق وطني مع جميع الفصائل حول التفاهمات التي جرت مؤخرا بين وفدين قياديين من حركتي فتح وحماس، في مدينة إسطنبول التركية، والخاصة بإجراء الانتخابات، قبل عقد الاجتماع الثاني للأمناء العامين للفصائل، لإقرار موعد الانتخابات التشريعية أولا، ومن ثم الرئاسية، بدأ وفد قيادي من فتح، بإجراء سلسلة لقاءات في العاصمة السورية دمشق، مع قيادات من الفصائل الفلسطينية الموجودة هناك، وغالبيتها من فصائل منظمة التحرير.
وتشمل الجولة الحالية لوفد فتح عقد لقاءات تشمل شرح ما جرى التوصل إليه مع حركة حماس خلال الأيام الماضية، من تفاهمات حول إجراء الانتخابات العامة، كمخرج رئيس من حالة الانقسام، حيث تأتي هذه اللقاءات بناء على اتفاق بين فتح وحماس، شمل قيام قادة الحركتين بإجراء اتصالات مع الفصائل، لوضعها في صورة ما جرى التوصل إليه مؤخرا.
ويرأس وفد فتح في هذه المحادثات جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية، بمشاركة روحي فتوح الذي شارك الرجوب في حوارات إسطنبول الأخيرة مع حماس، وينضم إليهم من سوريا عضو اللجنة المركزية للحركة سمير الرفاعي.
وتأتي الاتصالات الجديدة، حسب ما علمت “القدس العربي”، بعد اتصالات مماثلة أجراها قادة من حركة فتح مع قادة فصائل منظمة التحرير التي توجد مركزيتها في الضفة الغربية المحتلة حيث يجري الحوار حاليا، حول إقرار التفاهمات مع حماس، لتصبح معبرة عن وجهة نظر كل الفصائل، خاصة في ما يتعلق بالانتخابات والمشاركة فيها والقوائم والاقتراع ونسب الحسم وغيرها من الأمور الفنية، بعد أن جرى الاتفاق على أن تعقد الانتخابات وفق نظام النسبي الكامل.
وكان آخر اللقاءات قد عقدت أمس الأحد بين أعضاء من اللجنة المركزية لحركة فتح، وعدد من الأمناء العامين للفصائل في مدينة رام الله، جرى خلاله بالأساس بحث ملف الانتخابات، ومخرجات اجتماع الأمناء العامين الشامل الذي عقد الشهر الماضي، بما في ذلك ملف “المقاومة الشعبية”.
ووصف بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، وعضو اللجنة التنفيذية الاجتماع بـ “المثمر”، وقال إن قيادة فتح استعرضت خلاله نتائج الحوارات مع حركة حماس، واستكمال تنفيذ قرارات اجتماع الأمناء العامين.
وتعد الاتصالات الحالية المرحلة الثانية من خطوات المصالحة التي بدأت عمليا عقب اجتماع الأمناء العامين للفصائل في الثالث من الشهر الماضي، وما تلاه من اجتماعات معمقة بين قادة فتح وحماس في اسطنبول.
وسيصار في نهاية اللقاءات بعد إقرار تفاهمات فتح وحماس، إلى عقد اجتماع للأمناء العامين للفصائل، يجري خلاله تضمين تلك التفاهمات في الرؤية الوطنية لإنهاء الانقسام واتمام المصالحة، والتي ستعدها لجنة تشكل بالتوافق بين الجميع.
وجدير بالذكر أنه تم التوافق في إسطنبول عقب لقاءات بدأت يوم 22 من الشهر الماضي، بين فتح وحماس على إجراء الانتخابات الفلسطينية بالتتابع، مجلس تشريعي، تليها الانتخابات الرئاسية، ثم انتخابات المجلس الوطني، على أساس التمثيل النسبي، ووفق تدرج مترابط لا يتجاوز الـ6 أشهر، وذلك من أجل بناء النظام السياسي وتحقيق الشراكة السياسية.
وخلال اليومين الماضيين عقدت قيادة فتح وحماس كل على حدة، اجتماعات داخلية أقرت فيها ما جرى التوصل إليه في اسطنبول.
وقال الرجوب إن الحركة ستجري حوارات مع حركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية القيادة العامة، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية، إضافة إلى منظمة الصاعقة، بهدف انضاج ظروف الدعوة إلى الانتخابات.
وأكد ضرورة وجود تفويض من الفصائل الوطنية والإسلامية للرئيس محمود عباس كي يتمكن من إصدار مرسوم رئاسي بالدعوة إلى الانتخابات على أن يلي ذلك حوار وطني شامل في العاصمة المصرية القاهرة لمناقشة الآليات التي يجب أن نعمل بموجبها والأساس السياسي للانتخابات.
وأوضح أن التفاهمات مع حماس تنص على إجراء انتخابات بالتمثيل النسبي خلال ستة أشهر على ثلاث مراحل تشريعية ورئاسية ومجلس وطني على أن تكون على التوالي.
وأعلن الرجوب أن فتح أبلغت حماس برغبتها في تشكيل حكومة ائتلاف وطني بعد الانتخابات وما عدا ذلك سيكون على طاولة الأمناء العامين، لكنه لم يحدد موعد اجتماعهم المقبل.
وأوضح أن الحوار الوطني الحالي هو “فلسطيني خالص” بهدف تحقيق وحدة في الموقف السياسي والنضالي ورؤية تكون فيها منظمة التحرير هي العنوان، مؤكدا أن كل ذلك سيتحقق على “صخرة الوحدة والصمود المقاوم”.
واعتبر أن قرار إنجاز الشراكة الوطنية يعد “قرارا استراتيجيا كجزء من الالتزام تجاه مخرجات اجتماع الأمناء العامين بما في ذلك بناء قيادة وطنية موحدة والتمسك بمنظمة التحرير”.
وفي السياق كشف الرجوب عن ضعوط تمارسها واشنطن وتل أبيب لإفشال جهود تحقيق الوحدة الوطنية و”قتل أي أمل في حياتنا”، مؤكدا أن ذلك “سيتحطم بصمودنا ومقاومتنا”.
من جهته قال حسام بدران عضو المكتب السياسي لحماس، وأحد الذين شاركوا في حوارات إسطنبول، إن هناك توافقا بين فتح وحماس، وكافة الفصائل، حول ضرورة إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، في كافة المحافظات، خاصة في القدس، بهدف ترتيب البيت الفلسطيني، تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
وأضاف بدران في حديث لإذاعة “صوت فلسطين” الرسمية ان هناك استحقاقات لا بد من العمل عليها لتوحيد المؤسسات الفلسطينية وإعطاء أمل حقيقي، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني وحده من يختار قيادته وبرنامجه السياسي. وأوضح أن اللقاءات والحوارات الثنائية بين فتح وحماس، ليست بديلة عن لقاءات كافة الفصائل، مشيرا إلى أن حماس تواصلت مع الفصائل في الوطن والخارج بهدف الاتفاق على إنهاء الانقسام وبحث سبل مواجهة صفقة القرن وانتهاكات الاحتلال والضم والتطبيع وكافة التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية.
وأكد بدران أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولا ممثل غيرها.
وكان الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع قال إن المرحلة الحالية من الحوار الوطني الثنائي والشامل بحاجة لـ “خطوات تعزيز الثقة وبث الأمل في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني وتحديداً في قطاع غزة”.
وأضاف “مخرجات اللقاءات الثنائية بين حركتي فتح وحماس، ستعرض في “اللقاء الوطني الجامع”، لافتا إلى أن التفاهمات التي جرت تعد “أكثر جدية”، وأضاف “أي خطوة يتم الاتفاق عليها ستكون ضمن الإجماع الوطني”.
وأشار القانوع إلى أن المرحلة المقبلة من الحوارات تتطلب الخروج بموقف وطني مشترك لوضع جداول زمنية لما سيتم الاتفاق عليه وتشكيل قيادة وطنية للمقاومة الشعبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول A. Z:

    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. إلي متي يتحكم الأمريكي و الإسرائيلي بالقرارات الوطنيه الفلسطينيه . كفي، كفي ،كفي. علي جميع القيادات والأحزاب الفلسطينية الوقوف وقفه رجل واحد. والأخذ باستقلالية القرارات التي تصدر بالاجماع.

اشترك في قائمتنا البريدية