السعودية تعيد فتح سفارتها في دمشق… وقطر تعتمد محددين رئيسيين في الملف السوري

هبة محمد ووكالات
حجم الخط
1

دمشق – «القدس العربي»: في خطوة ذات أهمية في سياق تطبيع العلاقات وإعادة النظام السوري إلى المنظومة العربية الرسمية، اتفقت السعودية مع النظام في دمشق، على معاودة فتح سفارتيهما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية قبل أكثر من عقد. وقالت ثلاثة مصادر مطلعة لرويترز أمس، إن سوريا والسعودية اتفقتا على معاودة فتح سفارتيهما بعد قطع العلاقات الدبلوماسية.
وعلى الرغم من أن أسباب عزل النظام السوري عن محيطه العربي لا تزال قائمة، كما أن شروط عودته إلى جامعة الدول العربية غير معدة بعد، إلا أنه بعد الزلزال المدمر أظهرت عدد من الدول العربية مواقف تشير إلى رغبتها في إعادة العلاقات السياسية مع النظام السوري، محاولة استغلال الشق الإنساني من الكارثة، على أمل تطويره إلى مبادرة دبلوماسية، لتكون مدخلاً لعودة سوريا إلى المنظومة العربية الرسمية.
وأعلنت وزارة الخارجية القطرية، أمس الخميس، أن موقف الدوحة من أزمة سوريا يعتمد على تحركات النظام في دمشق والإجماع العربي بشأنها.
جاء ذلك خلال إحاطة إعلامية لمتحدث الخارجية ماجد بن محمد الأنصاري في الدوحة، وفق وكالة الأنباء الرسمية “قنا”. وذكر حسب وكالة الأناضول التركية، أن “موقف دولة قطر من الأزمة السورية يعتمد على محددين رئيسيين، الأول هو أن يقوم النظام بما يلبي تطلعات الشعب السوري في الحل السياسي وبيان جنيف1 (يونيو/ حزيران 2012) والمحدد الثاني هو الإجماع العربي حول هذه التحركات”. وأشار إلى أن قطر “منخرطة في العديد من المبادرات الهادفة في المقام الأول إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري، ودعم أي جهد يحقق السلام الشامل وفقاً للمحددين الرئيسيين السابق ذكرهما”.

المبادرة الأردنية

وحول المبادرة الأردنية المزمعة للمساهمة في حل الأزمة السورية، أفاد بأن قطر “تدعم جميع المبادرات التي تهدف إلى إيجاد السلام الشامل في سوريا، وتدعم جميع الجهود العربية والدولية في هذا الإطار”. ويعتزم الأردن إطلاق مبادرة لحل الأزمة السورية تحدث عنها وزير خارجيته العام الماضي، وتقوم على “دور عربي مباشر ينخرط مع الحكومة السورية في حوار سياسي يستهدف حل الأزمة ومعالجة تداعيتها الإنسانية والأمنية والسياسية”.
وتحدث الأنصاري عن “البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية وأدانت فيه بأشد العبارات تصريحات وزير المالية الإسرائيلي (بتسلئيل سموتريتش)، التي أنكر فيها وجود الشعب الفلسطيني، واستخدامه خريطة لإسرائيل تضم حدود المملكة الأردنية الهاشمية والأراضي الفلسطينية المحتلة”. والأحد، زعم سموتريتش وهو زعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف، خلال لقاء مع مؤيدين لإسرائيل في باريس، أنه “لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني”. وخلال كلمته، عرض سموتريتش خريطة مزعومة لإسرائيل تضم حدود الأردن والأراضي الفلسطينية، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.
وفي إحاطته، تطرق الأنصاري إلى اتصال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بوزيري خارجية السعودية وإيران و”ترحيبه بالاتفاق السعودي – الإيراني وصدور الإعلان المشترك، وتأييد دولة قطر لكل ما جاء فيه”.
وشهد الملف سوريا حراكاً دبلوماسياً من العاصمة الأردنية عمان، حيث استضافت الأردن، الثلاثاء، اجتماعاً حضرته 12 دولة عربية وغربية، بمشاركة الاتحاد الأوروبي ومبعوث الأمم المتحدة، بهدف تحريك الملف “استناداً إلى المبادرة الأردنية التي تقوم على دور عربي مباشر ينخرط مع الحكومة السورية في حوار سياسي لحل الأزمة وتداعيتها الإنسانية” وذلك في سياق سلسلة خطوات بدأتها الإمارات العربية المتحدة عام 2018، بهدف إعادة تأهيل النظام السوري وتطبيع العلاقات معه، في إطار جهود تُشارِك فيها الأردن ودول عربية أخرى.
وحضر الاجتماع ممثلون عن الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والسعودية وقطر والعراق والأردن والإمارات وتركيا والنرويج، إلى جانب جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة.
وقدم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، خلال الاجتماع، إحاطة حول آخر تطورات الأوضاع في سوريا، وبشكل خاص في أعقاب كارثة الزلزال الي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا، في 6 شباط الماضي. وقال مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، دان ستوينيسكو، في تغريدة عبر “تويتر”، “تبادلنا التطورات والوضع الحالي في سوريا في أعقاب كارثة الزلزال، رحّبت بالموجز الذي قدمه السيد بيدرسون وأكدت دعمنا لقرار مجلس الأمن رقم 2254”.

الصفدي – بيدرسون

وقالت وزارة الخارجية الأردنية، إن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، الثلاثاء، لمبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا، غير بيدرسون، في إطار الجهود الأردنية المستمرة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية استناداً إلى المبادرة الأردنية التي تقوم على دور عربي مباشر ينخرط مع الحكومة السورية في حوار سياسي يستهدف حل الأزمة ومعالجة تداعيتها الإنسانية والأمنية والسياسية.
وأطلع غريفيث على جهود الاردن في “مساعدة الأشقاء في سوريا، وإيصال المساعدات لهم لتمكينهم من مواجهة تبعات وتداعيات الزلزال، كما أطلعه وعلى التحديات التي تواجهها المملكة في استضافة اللاجئين، مؤكداً ضرورة تحمل المجتمع الدولي لالتزاماته تجاههم”. وكان الملك عبد الله الثاني، قد اقترح بنود المبادرة العربية على الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته إلى واشنطن منتصف عام 2021، ثم كررها وزير الخارجية الأردني متحدثاً عن خطوة مقابل خطوة، وطرح آلية ابتعاد النظام السوري عن إيران أو على الأقل إعطاء الفرصة لتواجد عربي.
ويقود الأردن إلى جانب بعض الدول العربية، مبادرة لإعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية، وفي هذا الإطار تحدث المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في ورقة بحثية له عن مبررات بعض الدول العربية في إعادة تأهيل النظام السوري، وقال إن “وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، برر التقارب العربي مع نظام الأسد بأنه يأتي نتيجة غياب أي استراتيجية فعالة لحل الصراع السوري”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول المغربي:

    ان محاولة بعض الأنظمة العربية التقرب من النظام السوري القاتل تحت مظلة التضامن الانساني لهو دليل على ان هذه الأنظمة تريد تبرءة بشار الاسد و زمرته من جراءم القتل التي ارتكببوها في حق الشعب السوري..انه لعار ..

اشترك في قائمتنا البريدية