السفيرة الأمريكية في الجزائر تواجه غضب السياسيين بسبب موقف بلادها من فلسطين- (تدوينة)

حجم الخط
13

الجزائر- “القدس العربي”:

تقلصت هوامش الحركة للسفيرة الأمريكية في الجزائر إليزابيث مور أوبين، منذ بدء الحرب على غزة بعد أن كانت تتحرك على نطاق واسع في السابق وتحظى بتغطية إعلامية كبيرة، وتحولت لقاءاتها مع السياسيين إلى مناسبة لإبلاغها الغضب الجزائري من مشاركة بلادها بشكل مباشر في العدوان.

وفي آخر ظهور لها، التقت السفيرة بالسياسية اليسارية لويزة حنون وكانت تبحث عن إجابات حول الوضع الداخلي في الجزائر والانتخابات الرئاسية، لكن اللقاء تحول حسب بيان حزب العمال إلى مساحة للدفاع عن الشعب الفلسطيني وانتقاد الغطرسة الأمريكية.

وذكر الحزب أن زعيمته لويزة حنون حملت مسؤولية حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني، للحكومة الأمريكية، حيث ذكّرت أنّ الإدارة الأمريكية وبريطانيا هما من قرّرا بتواطؤ من جوزيف ستالين إنشاء الكيان الصهيوني في 1947 في إطار الأمم المتحدة على أنقاض الدولة الفلسطينية التي تم تدميرها وتجزئتها وتشريد شعبها.

وأشارت حنون إلى أنّ معاناة الشعب الفلسطيني عمرها 75 سنة من سياسة الاضطهاد الوحشي غير المنقطعة والتي لا تطاق ويمارسها الكيان الصهيوني، وعليه الصراع لم يبدأ يوم 7 أكتوبر.

وذكّرت أنّ الحكومة الأمريكية تتحمّل المسؤولية الكاملة في حرب الإبادة الجماعية الجارية وفي الهمجية الصهيونية كونها تدعم سياسيا، دبلوماسيا، عسكريا وماليا الكيان الصهيوني في حربه الإجرامية على الشعب الفلسطيني.

وأوضحت أن هذه الحرب المسعورة باتت تشكّل خطرا على البشرية جمعاء حيث تهدّد السلام في العالم، في حين تتزايد الحروب المفبركة من قبل الحكومة الأمريكية وحلفائها، في مختلف القارات منها الحرب في أوكرانيا بإسقاطاتها الوخيمة على كل الشعوب اقتصاديا واجتماعيا.

كما طالبت الأمينة العامة لحزب العمال بإلحاح السفيرة الأمريكية رفع تطلّب وقف حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني للرئيس الأمريكي جو بايدن، مثلما يطالب به الشعب الأمريكي وشعوب العالم منذ بداية العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني.

وأكّدت حنون أنّ الرئيس الأمريكي وحكومته هما من يقدران على وقف المجازر في فلسطين بالتّوقف عن تقديم الدعم بالسلاح وبالفيتو، كما أنّ الإدارة الأمريكية تتحمّل مسؤولية وضع حدّ لانتشار الحروب في العالم.

أما بخصوص استفسار السفيرة عن الشأن الداخلي الجزائري، فأجابت حنون بأنّ إنهاء حرب الإبادة في غزة والضفة الغربية تبقى أولوية كل شعوب المعمورة وبالتالي الشعب الجزائري، وحزب العمال، خاصة وأنّ الكيان الصهيوني، حسبها، لا يخطّط فقط لتفجير كل منطقة الشرق الأوسط إنما أيضا لزعزعة منطقة الساحل الإفريقي.

وردا على سؤال السفيرة حول ما إذا كانت حنون ستترشح للرئاسيات، قالت السياسية الجزائرية بأن أولويات حزبها تتمحور حاليا حول نصرة الشعب الفلسطيني والمساهمة في تحسين الظروف الاجتماعية والسياسية لتوفير المناخ السياسي المناسب للرئاسيات، كنا عبّرت عن رفض حزب العمال المطلق لكل تدخّل في الشأن الداخلي للجزائر بمناسبة الرئاسيات ولكل ابتزاز أو ضغط خارجي تحت أيّ ذريعة كانت.

وأشارت في هذا السياق لمحاولات سابقة تهدف لضرب الاستقرار وإلى الإسقاطات الوخيمة المترتّبة عن التدخلات الأجنبية في شتى البلدان، وأكدت أن حزبها “لا يقبل أي درس في الديمقراطية من أيّ حكومة خاصة تلك المسؤولة عن اغتيال الزنوج أو مواطنين من أصول مغاربية وتلك المتواطئة في إبادة الشعب الفلسطيني”.

وسبق للسفيرة مور أوبين أن تعرضت للانتقاد اللاذع من قبل رؤساء المجموعات البرلمانية للأحزاب المشكلة للبرلمان، حيث أبلغوها احتجاجهم على موقف بلادها المشارك في العدوان على غزة وبينوا لها أن “حماس وفصائل المقاومة ليسوا إرهابيين”.

واعترفت السفيرة الأمريكية في تغريدة لها على موقع إكس، بأن المحادثات كانت معقدة مع البرلمانيين الجزائريين. وقالت: “أجريت اليوم مع أعضاء البرلمان الجزائري محادثة بناءة بشأن الوضع في غزة. ناقشنا المجالات التي تلتقي فيها وجهات نظرنا وكذلك وجهات نظرنا المختلفة. تعتبر المحادثات المعقدة، التي تتم بحسن نية، ذات أهمية قصوى”.

ومع الأسابيع الأولى للعدوان، وجّه 15 حزبا سياسيا مذكرة للسفيرة الأمريكية احتجاجا على موقف بلادها المنحاز للاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني.

وأعابت الأحزاب المنضوية في إطار الهيئة الداعمة والمناصرة لفلسطين، الصمت الأمريكي عما يرتكبه الاحتلال من تدمير وإبادة وتهجير وهو “ما نعتبره تنصلا وتنكرا للمبادئ التي تقوم عليها الشرعية الدولية والعيش المشترك والسلام بين الشعوب”.

واعتبرت أنه ذات الموقف “الذي من شأنه أن يعطي الغطاء لسلطة الاحتلال لمواصلة عدوانها الهمجي ضد الشعب الفلسطيني، والذي من شأنه أن يؤدي إلى حرب إقليمية تهدد أمن واستقرار المنطقة”.

ومع انضمام الجزائر لمجلس الأمن في ولاية غير دائمة، ذهبت قراءات إلى أن الولايات المتحدة قد تضغط على الجزائر للحد من تحركها. وقال الدبلوماسي والوزير السابق عبد العزيز رحابي، في هذا الشأن إن الولايات المتحدة تريد من الجزائر تغيير موقفها من فلسطين.

وذكر رحابي في تصريحات لقناة النهار أن الولايات المتحدة تريد من الجزائر تغيير موقفها تجاه القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن “الولايات المتحدة تقيم علاقاتها مع جميع الدول بناءً على موقفها تجاه إسرائيل”.

وزاد تصنيف الخارجية الأمريكية الأخير للجزائر “ضمن الدول التي تستدعي المراقبة في مجال انتهاك الحريات الدينية”، من حدة الغضب ضد المواقف الأمريكية التي ذكرت أحزاب وهيئات جزائرية أنها تتعامل بمكيالين وتغض الطرف دائما عندما يتعلق الأمر بإسرائيل.

وفي هذا السياق، شنّ المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر، هجوما لاذعا على وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، معلقا بشكل ساخر على قراره: “لا يبدو أن بلينكن وجد مجالا أشد قساوة على المتدينين ومنعهم حتى من دخول معابدهم مثلما تفعل إسرائيل بالمسلمين في فلسطين ومنعهم من دخول المسجد الأقصى وحرمانهم من الصلاة في رحابه”.

وأضاف بنفس النبرة التي تحاول إظهار ازدواجية المعايير الأمريكية لما يتعلق الأمر بإسرائيل “لعل السيد بلينكن ينتظر من الكونغرس أن يصدر قانونا لحماية الحياة البشرية وتجريم قتل الأطفال والنساء وتهديم المنازل ليصدر بيانا يجرم فيه الكيان الصهيوني الذي يدك منازل الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية بالصواريخ التي تسلمها له أمريكا، بمعرفة السيد بلينكن..”.

وعلق أحمد صادوق وهو قيادي في حركة مجتمع السلم ثاني حزب من حيث عدد المقاعد في البرلمان الجزائري بالقول إنه “إذا كان بلينكن وأمثاله يعتقدون بإمكانية ابتزاز الجزائريين ومساومتهم على مواقفهم الثابتة، فهو واهم باعتبار أن الموقف من القضية المركزية موقف مبدئي وتاريخي وعقائدي ووطني”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول كريم:

    اسمحوا أولا للشعب بالتظاهر والاحتجاجات نصرة لأهل غزة قبل شيء

    1. يقول لاعق اليد:

      اسحبوا الممرضات و اقطعوا التعاون الامني و العسكري مع قتلة اطفال غزة

    2. يقول هالة_باريس:

      الشعب الجزائري كبير لم يكتف بالتظاهر ..بل انتقل إلى مرحلة أعلى هي دعم فلسطين بالمال والنفيس عبر الجمعيات المنظمة تنظيما جيدا لتوفير الدواء و الخيام والأكل ..إلخ …أما عن الدولة فحدث و لا حرج فما تقدمه ااجزائر دولة وشعبا أكبر مما يتصوره عاقل و لا نمن على الله أحدا

    3. يقول ابن سعيد:

      أهل غزة يعلمون جيدا من هو أكثر شعب عربي نصرة للقضية الفلسطينية فعلا وقولا .

  2. يقول 'غزاوي:

    مجرد تساؤل
    ماذا عن غضب الإعلام الجزائري؟
    ربما الجزائرهي الدولة الوحيدة التي حكومتها وجيشها وشعبها وأحزابها وإعلامها على قلب رجل واحد من القضية الفلسطينية. باستثناء بعض الشواذ الذين خصصت لهم “القدس العربي” مقالا تحت عنوان:”خضرا وداود وصنصال..روائيون جزائريون يشذون عن الموقف الوطني الداعم لفلسطين”
    وما ورد في المقال حول نشاط السفير الأمريكية حقيقي، حتى أنها كسبت قلوب الجزائريين، لكن عندما يتعلق الأمر بالمبادئ والقضية الفلسطينية جميعهم قالوا لها “لا”، بخط سميك وتحتها سطرين.
    المقال تكلم عن الأحزاب السياسية، وإليكم بعض العناوين لمقالات نشرتهما جريدتي”الخبر”و”الشروق” واسعتي الانتشار والمقروئية:
    – أمريكا تدمر وتقتل وتبيد لكن لا تنتصر
    – الوقاحة..
    – واشنطن..المتهم الأول بسبب دفاعها عن جرائم الاحتلال
    – بايدن مع مواصلة الإبادة إلى آخر فلسطيني
    – بايدن يغرق في مطبخ مستشفى الرنتيسي
    – بايدن الصهيوني وبلينكن اليهودي.. ما هي الخلفية؟
    – اليهودي بلينكن والأسقف فيسكو الجزائري
    – الأرندي: أمريكا دولة داعمة للكيانات الإجرامية
    – “مجلس الأمن”.. سيف أمريكا على رقاب الدول!
    – أمريكا..القوة المارقة في العالم
    – أمريكا مسؤولة عن مجزرة مستشفى المعمداني والجريمة وصمة عار لن تمحى

  3. يقول م/ب اولاد براهيم:

    ما الفائدة من التظاهر اليومي اى 100مظارة ومسيرة اذا لم توقف التطبيع وتطرد السفير – وعودة المرتزقة من صفوف جيش الاحتلال ,, ما الفائدة من المظاهرات التي يردد فيها شعار ” كلنا اسرائيليون”

    1. يقول قبائلي:

      التظاهر اليومي دليل على حرية مفقودة عند البعض وتضامن كبير مع فلسطين

    2. يقول فوزي لقجع:

      أحسنت

  4. يقول بلاريج المناضل:

    سبحان الله أصبح الاحتجاج الكلامي من بعيد على السفيرة الأمريكية بطولة وصمودا تستدعي الافتخار والمفاخرة. وهي نفس السفيرة التي تسرح وتمرح في كل مكان بطريقة ممثل الباب العالي في سالف العصر والاوان. لماذا لم يحاول أصحاب المفاخرة ولو من باب المحاولة أن ينظموا مظاهرة أمام السفارة لترى السفيرة المبجلة وتسمع صوت الرافضين للموقف الأمريكي كما حصل أمام قنصلية أمريكا بالدار البيضاء بالمغرب.

    1. يقول كريم:

      أحسنت كما العادة .

    2. يقول Abdellrahim:

      المهم نحنو لسنا من المطبيعين ولا نرضا بذالك

    3. يقول قبائلي:

      الساكت عن الجرائم الذي لم يصدر عنه حرف تأييد لحماس هو أكبر المطبعين.

    4. يقول غزاوي:

      إلى الأخ بلاريج المناضل
      يبدو أنك لم تقرأ المقال أو لم تفهم ما قرأت، حيث جاء فيه ما نصه:
      “واعترفت السفيرة الأمريكية في تغريدة لها على موقع إكس، بأن المحادثات كانت معقدة مع البرلمانيين الجزائريين. وقالت: “أجريت اليوم مع أعضاء البرلمان الجزائري محادثة بناءة بشأن الوضع في غزة. ناقشنا المجالات التي تلتقي فيها وجهات نظرنا وكذلك وجهات نظرنا المختلفة. تعتبر المحادثات المعقدة، التي تتم بحسن نية، ذات أهمية قصوى”.
      ومع الأسابيع الأولى للعدوان، وجّه 15 حزبا سياسيا مذكرة للسفيرة الأمريكية احتجاجا على موقف بلادها المنحاز للاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني.” انتهى الاقتباس والالتباس

اشترك في قائمتنا البريدية