طرابلس – «القدس العربي»: أعلن الناطق باسم قوات حفتر اللواء أحمد المسماري، ارتفاع عدد ضحايا الإعصار دانيال في درنة إلى 4029 حالة وفاة، وذلك بعد انتشال 697 جثماناً في المدينة خلال الفترة من 18 إلى 24 أيلول/ سبتمبر الجاري، حسب الإحصائية المنشورة على صفحته في موقع فيسبوك، الثلاثاء.
وأظهرت الإحصائية دفن 647 جثة في مقبرة مرتوبة، بينما دفنت 50 جثة أخرى في مقبرة الظهر الحمر.
وقبل ذلك، أعلن الناطق باسم اللجنة العليا للطوارئ والاستجابة السريعة في الحكومة المكلفة من مجلس النواب، محمد الجارح، انتشال سبعة جثامين جدد، الإثنين، في مدينة درنة، ليصل إجمالي الضحايا حتى الآن إلى 3875 حالة.
وأضاف، خلال المؤتمر الصحافي اليومي، أن فرقًا أجنبية ما زالت تعمل في مدينة درنة للبحث عن المفقودين، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن العمل مستمر لإكمال وإنشاء الجسر الرابط بين شرق وغرب درنة بين شركة النهر وشركة الفرات الخاصة.
وحذر من شرب مياه الآبار الجوفية في كل أنحاء درنة، إلى حين إعلان نتائج الفحص والتحليل للتأكد من سلامة المياه للشرب.
والأسبوع الماضي، باشر فريق فني بالإدارة العامة للإصحاح البيئي أخذ عينات من الآبار لإجراء مجموعة من التحاليل والاختبارات عليها، بهدف تصنيفها “ملوثة أو غير ملوثة” لوضع التدابير الصحية بشأنها.
وفي سياق آخر، أشار الجارح إلى أن مراقبة التعليم في درنة ستعقد اجتماعًا مع مديري مدارس المدينة لوضع جدول زمني للعودة المدرسية، لافتًا وجود 70 مدرسة صالحة للدراسة في درنة، من بينها 12 مدرسة يجرى استخدامها حاليًا في الإيواء والإغاثة.
وأعلن وزير الصحة عثمان عبد الجليل، فقدان 101 شخص من العناصر الطبية والطبية المساعدة في فيضانات درنة، من بينهم جراحون كبار واختصاصيون وأطباء مهرة ومساعدون أكفاء. وتابع عبد الجليل، خلال المؤتمر نفسه، أن وزارة الصحة لن تنسى منتسبيها الذين قدموا حياتهم مثالًا صادقًا لمهنة الطب من أجل وطنهم وأهله ومواطنيهم.
وعقب ذلك، قال وزير الصحة في الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، عثمان عبد الجليل، إن انتشال الجثامين في ليبيا جراء السيول والفيضانات المدمرة شرقي البلاد سيمتد أشهراً. وبين أن السلطات تركز في المرحلة الحالية على انتشال جثامين الضحايا جراء الفيضانات، مؤكداً أن فرص إنقاذ أحياء باتت معدومة.
وقال إنه رغم المساعدات الكبيرة التي جاءت من الدول العربية والغربية وفرق الإنقاذ الكثيرة، فإن طبيعة العمل صعب، وحجم الكارثة كبير.
وأضاف أن طلب الحكومة الليبية كان واضحاً من الدول التي تقدم المساعدات، وهو “توفير فرق فنية على مستوى عال من التخصص”، لمواجهة تداعيات حجم الكارثة.
وبين أن عدد المفقودين مرتفع، ووزارة الداخلية تقوم بجهود مضنية لتسجيل المفقودين. وأوضح أن وزارة الصحة أقدمت على تحصين (تطعيم) جميع العاملين في قطاع الصحة والإنقاذ والأطفال حتى عمر 5 سنوات من باب الاحتياط، خوفاً من انتشار الوباء.
وفي السياق، أعلن جهاز المباحث الجنائية التابع لحكومة الوحدة الوطنية الإثنين، رفع البصمات الوراثية لـ 35 جثة مجهولة الهوية في المناطق المتضررة من الفيضانات شرق ليبيا.
وأكد، في منشور عبر صفحته على فيسبوك، رصد وتقدير الأضرار لـ 365 موقعًا من خبراء التقديرات المالية وحصر الأضرار رفقة أعضاء مكتب النائب العام.
وفي وقت سابق، أعلن الجهاز انتشال 60 جثة وأخذ عينات (DNA) لـ 338 جثة مجهولة الهوية من فريق البصمة الوراثية، من ضحايا كارثة العاصفة دانيال خلال أيام الخميس والجمعة والسبت الماضية.
وتعقد الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد، اجتماعًا الأربعاء في مدينة درنة، لدعم الجهود الجارية لإعادة تأهيل وإعمار المدينة، بحسب الناطق باسم اللجنة العليا للطوارئ والاستجابة السريعة محمد الجارح.
ومن المتوقع أن يتخذ مجلس الوزراء عدة قرارات وإجراءات، من بينها تشكيل لجنة تسييرية لمدينة درنة، بالإضافة إلى اعتماد مجموعة العمل الاستشاري لجهود الاستجابة للمناطق المتضررة.
وغمرت الأمطار الغزيرة الناجمة عن إعصار اجتاح البحر الأبيض المتوسط على طول الساحل الشمالي الشرقي، عدة مدن ليبية ما تسبب في مصرع الآلاف؛ حيث كانت مدينة درنة الساحلية، التي يسكنها نحو 90 ألف شخص، واحدة من أكثر المدن تضررًا من الإعصار.
وقبل يوم واحد، أصدر مكتب النائب العام الليبي أمرًا بتوقيف ثمانية مسؤولين في إطار التحقيق في كارثة الفيضانات التي أودت بحياة الآلاف في شرق ليبيا.
وأضاف مكتب النائب العام أن النيابة مضت في طلب ما يلزم التحقيق في مواجهة بقية المسؤولين عن حادثة فيضان مدينة درنة وغيرهم ممن أساء إدارة مشروع إعادة إعمارها.
وذكر مكتب النائب العام أن مسؤولي إدارة الموارد المائية، تعمدوا خلال سنة 2014 اتخاذ إجراءات سداد مبالغ مالية لفائدة شركة “أرسيل” التركية للإنشاءات المتعاقد معها لصيانة السدين، رغم انتفاء تناسب المبالغ المالية التي حصلتها مع أعمالها المنجزة، وثبوت إخلالها بالالتزامات المتولدة عن العقد.
وقبل أسبوعين، تسببت عاصفة ضربت شرق ليبيا في قتل وفقدان الآلاف، وتدمير البنية التحتية، خاصة في مدينة درنة التي لا تزال معزولة بسبب الدمار الذي لحق بالطرقات الموصلة إليها بشكل يجعل من الصعب وصول فرق الإنقاذ والإمدادات الإنسانية، كما انقطعت الاتصالات بشكل كلي عن المدينة، فضلاً عن الكهرباء، في وقت سابق.