السلطة الفلسطينية: نرفض أي إملاءات.. ومستعدون للعودة إلى قطاع غزة

حجم الخط
5

جاكي خوري

اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع أبقى السلطة الفلسطينية خارج دائرة التأثير، ولا شيء يضمن عودة مؤسساتها إلى القطاع. دليل عدم مشاركتها نجده في تقارير تتحدث عن الاتفاق في قنواتها الرسمية. ومقربو الرئيس أبو مازن هاجموا الاتفاق واعتبروه “استسلاماً لا عامل فيه يشكل أي أساس لعملية سياسية”. مصدر رفيع في م.ت.ف، قال للصحيفة بأنه باستثناء تحرير السجناء، لا يمكن لحماس التفاخر بشيء – بالتأكيد ليس بأفق يسمح للفلسطينيين في القطاع بالقول إن الثمن الدموي الذي دفعوه في الـ 15 شهراً كان مجدياً.

رغم الانتقاد فإن نشطاء كبارا في فتح اعترفوا في محادثات مغلقة بأنه ليس للسلطة وقيادة المنظمة أي أدوات ضغط على أي جهة في الساحة الدولية والعربية، باستثناء البيانات والمبادرات التي لا أساس لها على الأرض. هذا الموقف ظهر أول أمس في بيانات مكتب أبو مازن، أن السلطة الفلسطينية “استكملت الاستعداد لتحمل المسؤولية بالكامل عن قطاع غزة”. هذا رغم أنها ليست طرفاً في اتفاق وقف إطلاق النار.

نشطاء كبار في فتح اعترفوا في محادثات مغلقة بأنه ليس للسلطة وقيادة المنظمة أي أدوات ضغط على أي جهة في الساحة الدولية والعربية

حسب البيان، فإن طواقم السلطة الفلسطينية الإدارية والأمنية مستعدة للمساعدة في “إعادة النازحين إلى أماكنهم، وإعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، وإدارة المعابر وإصلاح الدمار”. وجاء في البيان أن الحكومة في رام الله بلورت الخطة والاستعداد لإعادة الإعمار بالتنسيق مع بلدية غزة وبلدية جباليا، بالتعاون مع “اللجنة العربية الدولية لإعادة إعمار فلسطين”. حسب البيان، ستبدأ هذه في توفير المعدات لفتح الشوارع الرئيسية في شمال القطاع بتسويتها وإزالة الأنقاض.

هذه الخطة لا يمكن أن تتحقق بدون دعم دولي وتجند الدول الثرية في العالم، لا سيما العالم العربي. هذا الدعم والتجند غير مضمون، لذلك فإن توقيت نشر بيان السلطة الفلسطينية ليس إلا محاولة لإعطاء إشارات للإدارة الأمريكية الجديدة في واشنطن والأمم المتحدة ودول الوساطة بأنها ما زالت هي وأبو مازن على قيد الحياة. “يجب الاعتراف بأننا وصلنا إلى وضع لا نعرف فيه من سيدير ماذا في القطاع في اليوم التالي”، قال مصدر فلسطيني رفيع للصحيفة.

يجب الإشارة إلى أن السلطة الفلسطينية رفضت اقتراحاً لمصر، وافقت عليه حماس، وهو تشكيل لجنة مهنيين تدير القطاع وتكون خاضعة للحكومة في رام الله. وقالت السلطة إن هذه الخطة ستخلد الانقسام، وإن إدارة القطاع يجب أن تكون بآلية موحدة خاضعة لحكومة ناجعة، سواء في الضفة الغربية أو في القطاع.

علمت “هآرتس” أن الدول المستعدة للاستثمار في إعادة إعمار القطاع تضع شروطاً على شكل “إصلاحات”، سيبدأ في أعقابها تغيير في شخصيات حكومة السلطة الفلسطينية. حسب مصادر فلسطينية، إحدى هذه الدول هي الإمارات، التي تطالب بتعيين الدكتور سلام فياض في منصب رئيس الحكومة. ويطالب آخرون بتعيين شخص من القطاع، مثل وزير الخارجية السابق ناصر القدوة. حاشية أبو مازن ترفض أي محاولة إنزال رئيس حكومة بالمظلة، حسب رأيهم، وإملاء قيادة جديدة على الفلسطينيين. وحسب قولهم، هذه العملية قد تحدث في مؤسسات م.ت.ف ومن خلال الانتخابات.

في الوضع الحالي، بعد الصدمة والأزمة الإنسانية التي مرت على الفلسطينيين، فإن قيادتهم بكل الفصائل لم تنجح في الدفع قدماً بعملية سياسية واحدة. وبدلاً من ذلك، تواصل المناكفات بدون قدرة على تقديم أي بديل وأي أفق للشعب الفلسطيني.

ستحاول حماس بث السيطرة على الأرض. وقد تحصل على الدعم، المباشر وغير المباشر، من دول مثل تركيا وإيران والسلطة الجديدة في سوريا، إضافة إلى استمرار المساعدة من قطر. هامش عمل السلطة الفلسطينية يقتصر على الأردن ومصر والسعودية، لكن في الظروف التي ستلزم أبو مازن بالدفع قدماً بخطوات عميقة في السلطة، التي فيها شك إذا كانت لديه القدرة على تنفيذها. بسبب أزمة القيادة، ثمة من يقترحون على أبو مازن ودول الوساطة وحتى على الإدارة الأمريكية الجديدة، استخدام الضغط من أجل إطلاق سراح مروان البرغوثي من السجن الإسرائيلي في نهاية الصفقة، كي يضع البديل للجميع.

هآرتس 19/1/2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Abdo:

    – اذا كان له من حسنات يقدمها لغزة حبدا لو اكتفى بالضفة التي هي غارقة في الدماء والمحتل توغل فيها واوغل في سفك الدماء وابتلاع المزيد من الأراضي وتوسيع المستوطنات..

  2. يقول ابو عمر:

    وبحق الذي بعث محمد بالحق لن تدخل غزة الأبية…

  3. يقول ابن عباس:

    “إعادة النازحين إلى أماكنهم، وإعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، وإدارة المعابر وإصلاح الدمار”

    اكبر مزحة او كذبة في التاريخ، كيف للسلطة الفلسطينية القيام بذلك؟

    لم يطلب احد منها إعداد الخطة وسجل السلطة في غزة للعشرين سنة الماضية وموقفها العاجز والسلبي خلال الحرب جردها حتى من دعم الفلسطينين.

    ولا ننسى حربها على مخيم جنين.

    كلمات كبيرة وردت في البيان لم يأخذها احد بجدية.

  4. يقول جزائري حر:

    تبحث السلطة فلسطينية على مال من طريقة تسيير قطاع.. لم تكن يوما تضحي من اجل شعب الى من اجل شهرة و مال و امتيازات..

  5. يقول حسين الحمام:

    السلطة تعمل إصلاح بداخلها اولا ومن ثم تفكر في غزة ،بدنا رواتب كاملة غير منقوصة ونسبة من المستحقات والرواتب يتم دفعها في بداية الشهر وليس في منتصف الشهر ،تعبنا من الوعود وازهقنا من الوضع المزري.

اشترك في قائمتنا البريدية