بغداد ـ «القدس العربي»: بحث رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أمس الخميس، مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز في مدريد، التعاون بين البلدين، و«التحديات الدولية».
عمق العلاقات
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان إن السوداني التقى سانشيز، وجرى، خلال اللقاء، «مناقشة آفاق التعاون بين العراق وإسبانيا على جميع الصعد، وبحث الملفات الأساسية، استناداً إلى عمق العلاقات الثنائية التي ترتكز على تاريخ مميز من التعاون».
زيارة رئيس الوزراء لإسبانيا جاءت، وفق البيان «للاستمرار في تعزيز العلاقات، بجانب ما تحقق خلال زيارة سانشيز إلى بغداد نهاية العام الماضي».
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن «مواقف إسبانيا تحفز الحكومة على تأسيس شراكة شاملة وواعدة، وهو ما يتجسد في حضور الشركات الإسبانية الفاعل في مسار التنمية في العراق» مشيراً إلى أن «تعزيز العلاقات الثنائية هو جزء من استراتيجية الحكومة في التعامل مع جميع دول التحالف الدولي بعد انتهاء مهماتها في العراق، وقد كانت إسبانيا إحدى الدول المشاركة فيه».
وثمن السوداني «مواقف إسبانيا تجاه القضية الفلسطينية، ودعمها الواضح لها من خلال الاعتراف بدولة فلسطين، بالإضافة إلى دعواتها لوقف الحرب على غزة ولبنان».
وتطرق اللقاء إلى التطابق في الرؤى فيما يخص التحديات الدولية.
في حين قدم سانشيز شكره للسوداني على تلبية الدعوة وزيارة إسبانيا، مؤكداً «أهمية العراق ومحوريته في المنطقة».
توقيع 7 مذكرات تفاهم مشتركة بين البلدين
وأشار إلى «رغبة بلاده في تأسيس شراكة مع العراق، بجانب رغبة الشركات الإسبانية للمشاركة في المشاريع المختلفة في العراق».
ورعى السوداني وسانشيز، توقيع 7 مذكرات تفاهم مشتركة بين البلدين.
وذكر مكتب رئيس الوزراء في بيان أن «السوداني وسانشيز ترأسا، وفدي العراق وإسبانيا، في المباحثات التي جرت الخميس، في مدريد، بحضور وزراء؛ الخارجية، والداخلية، والنقل، والتجارة»
وأضاف: «رعى الجانبان توقيع أربع مذكرات تفاهم مشتركة».
وأشار إلى «مذكرة تفاهم للتعاون في المجال القانوني وتبادل الخبرات، بين وزارة العدل العراقية، ووزارة الرئاسة والعدل والعلاقات مع المجالس التشريعية في إسبانيا».
كما لفت إلى «مذكرة تعاون بين لجنة مبادرة الضمانات السيادية، وحكومة إسبانيا» فضلا عن «مذكرة تفاهم بين اتحاد غرف التجارة العراقية، وغرفة التجارة الإسبانية».
إضافة إلى «مذكرة تفاهم بين اتحاد الصناعات العراقي، والاتحاد الإسباني لتنظيم أعمال الشركات» حسب البيان، الذي لفت كذلك إلى أن «المباحثات اشتملت على توقيع مذكرات تفاهم أخرى، هي: مذكرة تفاهم بين هيئة النزاهة العراقية والنائب العام للدولة في إسبانيا، جرى توقيعها في مقرّ الادعاء العام الإسباني. ومذكرة تعاون بين محافظة واسط وشركة إيماتيا الإسبانية للإنشاءات، جرى توقيعها في مقر غرفة التجارة الإسبانية، ومذكرة تفاهم للتعاون الأمني بين وزارتي الداخلية العراقية والإسبانية، سيتم توقيعها في مقر وزارة الداخلية الإسبانية».
وأجرى السوداني مقابلة مع صحيفة «الموندو» الإسبانية، حيث اعتبر أن اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار في قطاع غزّة المحاصر، أسوّة بالقرار المُتّخذ في لبنان، يسهم في استقرار المنطقة، مشيرا إلى أن القانون العراقي يمنع الاعتراف بالكيان الصهيوني، وإن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض والقضية.
«حدث مهم»
بيان لمكتبه الإعلامي، نشر مقتطفات من الحوار الذي أكد فيه رئيس الوزراء أن «اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حدث مهم، ونأمل أن يشمل قطاع غزة لينعكس على استقرار المنطقة». وأضاف: «قوانيننا تنص على عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني، والفلسطينيون هم أصحاب الأرض والقضية، وهم من يقررون صيغة الحل لقضيتهم» مستدركاً بالقول: «نحن أمام مرحلة متميزة في العلاقات مع إسبانيا، وهناك رغبة متبادلة في تنميتها وتطويرها في جميع المجالات».
واعتبر أن إسبانيا «جزء من التحالف الدولي الذي ساعدنا في القضاء على داعش الإرهابي، وبناء على طلبنا ستنتهي مهمة التحالف الدولي خلال عامين لانتفاء مبررات وجوده» لافتاً إلى أن «علاقاتنا مع الولايات المتحدة مؤسساتية وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي، ولدينا تواصل مع فريق ترامب وهو يرغب بتطوير العلاقات معنا.
وأكد أن «قدرات أجهزتنا الأمنية وصلت لمرحلة متقدمة، وهناك استقرار سياسي انعكس على الوضع العام للبلد».