السودان يحتفل بمرور عام علي اتفاق السلام وسط قلق من استمرار الحرب الاهلية في دارفور

حجم الخط
0

السودان يحتفل بمرور عام علي اتفاق السلام وسط قلق من استمرار الحرب الاهلية في دارفور

السودان يحتفل بمرور عام علي اتفاق السلام وسط قلق من استمرار الحرب الاهلية في دارفور الخرطوم ـ يو بي آي: احتفل السودان امس بذكري مرور عام علي توقيع اتفاقية السلام بين حكومة الرئيس عمر البشير والحركة الشعبية الذي أنهي أكثر من عشرين عاما من الحرب الأهلية في جنوب البلاد. وجري الاحتفال بالمناسبة في مدينة جوبا، 1200 كيلومتر جنوب الخرطوم، وهي العاصمة التي اتخذتها حكومة جنوب السودان التي تشكلت بموجب الاتفاقية مقرا لها. وتحدث في الاحتفال الفريق سلفا كير النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس حكومة الجنوب مشيدا بالاتفاقية التي جلبت السلام والاستقرار إلي جنوب البلاد بعد حرب استمرت عامين. وشارك في الاحتفال مسؤولون من حكومة الوحدة الوطنية المركزية في الخرطوم، وممثلون من دول الجوار وبعض الدول الغربية التي رعت المفاوضات إضافة إلي ممثلي منظمة إيغاد التي قادت الوساطة بين الطرفين. وأصدرت وزارة الخارجية بيانا بالمناسبة عددت فيه الخطوات التي تم تنفيذها في الأشهر الستة الماضية لتطبيق الاتفاقية وشملت إعادة هيكلة أجهزة الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية لاستيعاب مشاركة الحركة الشعبية في السلطة. وتأتي هذه الاحتفالات دون أن يتحقق السلام الشامل في البلاد الذي كانت تبشر به الاتفاقية في وقت لا تزال فيه الحرب الأهلية مستمرة في إقليم دارفور غربي البلاد، ولم تحسم قضية التمرد في شرقها. وقال ألفرد تعبان المسؤول في صحيفة خرطوم مونيتور الناطقة بالإنكليزية الصادرة في الخرطوم امس إن هناك القليل الذي تحقق ويستحق الاحتفال به. وقال تعبان إن الاتفاقية أوقفت الحرب ولكنها لم تحقق السلام، واتهم حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير بأنه يتعمد عرقلة تنفيذ الاتفاقية. وأشار تعبان إلي استمرار تردي الأوضاع المعيشية في جنوب السودان بما في ذلك جوبا العاصمة وانعدام الخدمات الصحية، وخدمات المياه والكهرباء وتعبيد الطرق. غير أن نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار اعتبر أن هناك أسبابا منطقية أدت إلي البطء الذي لازم تنفيذ الاتفاقية لافتا إلي الوقت الذي استغرقته جهود سن القوانين والدساتير التي تقوم علي أساسها المؤسسات الدستورية المناط بها تنفيذ الاتفاقية. وقال مشار فيما يتعلق بجهود إعادة الإعمار والتنمية في الجنوب إن الحكومة وقعت عددا من الاتفاقيات في هذا الخصوص. وقد وقعت اتفاقيتان مع البنك الدولي، الأولي لشراء أدوية وأدوات مدرسية بالجنوب بتكلفة بلغت 23 مليون دولار، واخري بغرض تأهيل مدينة جوبا ورئاسات الولايات بالجنوب بتكلفة بلغت 150 مليون دولار. وذكر مشار أن حكومة الجنوب ستدفع 100 مليون دولار، بينما تدفع 50 مليون دولار من صندوق المانحين. وأضاف، في مجال الطرق، يجري حاليا فتح طرق تربط الجنوب بأوغندا وكينيا وإثيوبيا، وتعبيد الطرق الداخلية، إلي جانب فتح الطريق امام الملاحة النهرية. ويشار إلي أن نائب الرئيس ورئيس حكومة الجنوب سلفا كير شكا في تصريحات صحافية متعددة من بطء المجتمع الدولي في الوفاء بتعهداته في مؤتمر المانحين. وكان رعاة عملية السلام في السودان تعهدوا في مؤتمر أوسلو بتوفير 4.5 مليار دولار لمساعدة السودان في تجاوز آثار الحرب وإعادة توطين أكثر من أربعة ملايين نازح. وتقول تقارير حكومية إنه وبعد مضي أكثر من عشرة اشهر علي مؤتمر أوسلو فإن المانحين لم يوفروا سوي مئة مليون دولار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية