الشاعرة المصرية نجلاء خليل ونصوص عن السلام

حجم الخط
3

«في نصوص نجلاء خليل – بشكل عام – تتجلى صورة الأنثى العاشقة، المعطاء، رمز الخصب والنماء. منذ مجموعتها الأولى «نوارس الحنين» مرورا بـ»مشاعر عارية» وحتى «لآلئ» أحدث ما صدر لها، لا تختلف صورة هذه الأنثى الوالهة المتدلهة، المتبتلة في محراب الشوق والعشق، ينهمر الشعر من تلك الروح بدون بهرجة مصطنعة، راسماً حدود وأبعاد ومعالم تلك الأنثى الباحثة دوما عن نصفها الآخر..
«أحبك بأعصابي
فدعني أنبع من مساقط قلبك
وأصب في شرايينك دموع الحنين
وخذني إليك». (ديوان مشاعر عارية).
البيئة ولغتها
ولأن الإنسان بطبيعته ابن بيئته، فقد انعكست مفردات تلك البيئة الإسكندرية على لغة الشاعرة، فنجد مفردات بعينها تدور في نصوصها وتتكرر مثل «البحر، النوارس، الموج، الحنين، اللآلئ « وغيرها، تلك المفردات النابعة من تلك البيئة، والقدرة على توظيفها بشكل جيد..
«وأنا…
احترفت انتظارك
لا ضمني البحر
ولا احتوتني الرمال
كنورس
قتلني الترحال
وأتعبني الانتظار
فهل تأتي؟» (مشاعر عارية).
تجاوز صورة الجسد
لا تقف نصوص نجلاء خليل بالمرأة عند جغرافيا الجسد فقط، بل ترسم ملامح تلك الروح، وتعري عذاباتها وهمومها، وترسخ في الأذهان صورة المرأة القوية المناوئة، بحضورها المستقل، كالرجل تماما، بعيدا عن سلطة الأب، والوصي، وليست مجرد صورة نمطية للمرأة الضعيفة المهمشة:
«في البدء
أنت حبيبي
وأنا لا أسالم
ولا أهادن
وأعلن حربي» (نوارس الحنين).
بناء القصيدة
التكثيف هو الملمح الأهم في نصوص نجلاء خليل ويتضح بشكل كبير في ديوان «لآلئ»، وبالأخص في الجزء الثاني من الديوان تحت العنوان نفسه، الذي يتألف من تسعين نصا قصيرا، والذي يقوم على التكثيف المشهدي للجملة، وعلى الرغم من قصر هذه النصوص إلا أنها ذات دلالات متشعبة وإحالات كثيرة، معتمدة على المفارقة في أغلب نصوصها وهي التي تولد الدهشة لدى المتلقي:
«كم هو مرهق أن نكتب الإحساس
نشرع في الكتابة وما أن ننتهي
تبدأ عاصفة من البكاء» (لآلئ).
كما ان هذه النصوص القصيرة تختلف في زوايا رؤيتها للأشياء، ما يكسر أفق التوقع لدى المتلقي، هذا بجانب الثنائيات الضدية التي تحملها بعض هذه النصوص، وهو ما يعكس حالة التناقض التي يموج بها الواقع الذي تعكسه تلك النصوص:
«كالمجانين
أعد على أوراق الورد، سيأتي، لن يأتي
وحينما تنتهي الأوراق، تؤلمني الأشواك
ولا يأتي». (لآلئ)
وتتضح قدرة الشاعرة على رسم صورة واضحة – بدون غموض – للمرأة بكل ما يكتنفها من مشاعر وأحاسيس، وتناقضات، بدون تنميط لنموذج المرأة، كما جاءت في تراثنا الثقافي، حيث اهتمت بأدق تفاصيلها الحياتية، وما يتعلق بها من وقائع، كل هذا في إطار البعد الروحي للعلاقة الثنائية بين المرأة والرجل، تلك العلاقة القائمة على العطاء والإيثار..
«حركة كونية أنت.. وأنا الدائرة حول مدارات وجودك
كأنك النواة، وكأنني التي تعاني في بعدك
الانشطار». (لآلئ)

٭ شاعر وكاتب مصري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول نجلاء خليل:

    كل الشكر والتحيه لقلم حضرتك الراقي

  2. يقول نجلاء خليل:

    كل الشكر والتحايا لقلم مبدع شاعرنا الأستاذ أشرف قاسم الشاعر والناقد المحترم

  3. يقول balli_mohamed casa maroc:

    كلمة جد قصيرة الشعر تكلم عن الحب وبالنغمات الموسيقية فلاتوجد لوحة من لوحاته خالية من النغمة الموسيقية الجدابة بين قوسين من حنكة وبين قوسين الشاعر والمرأة الشاعرة رسم النصوص من بضع حروف سهلة في القراءة لكنها غنية بالمعاني شكرا لصاحب القلم وبلغة الشعر كدالك ولاانسى المنبر

اشترك في قائمتنا البريدية