الشخصيات التي طبعت سنة 2020 من منصف السلاوي إلى الحقوقية لجين الهذلول

د. حسين مجدوبي
حجم الخط
0

منذ أن أرست مجلة “التايم” الأمريكية في العشرينات من القرن الماضي تقليد اختيار شخصية السنة، دأبت مختلف وسائل الإعلام بل والمؤسسات السياسية والثقافية اختيار شخصية أو عدد من الشخصيات بل حتى المؤسسات التي تترك بصمات واضحة على الأحداث في سنة واحدة. ويتعدى الأمر أحيانا إلى اختيار شخصية الألفية كما حدث مع اختيار يوهان غوتنبرغ مطور آلة الطباعة شخصية الألفية الثانية، أو العالم الفيزيائي أنشتاين كشخصية القرن العشرين. ويخضع الاختيار لعدد من المقاييس والشروط ومنها، هل يتعلق الأمر بشخصية في مدينة أو دولة أو على المستوى العالمي ثم نوعية القطاعات وأحيانا يتم اختيار مؤسسات ومنظمات أدت دورا هاما. وتحاول وسائل الإعلام التوفيق بين فضاء اشتغالها وجمهورها ثم هيمنة شخصية تصنع الحدث بشكل مباشر أو غير مباشر يكون له تأثير سلبي أو إيجابي سواء في الحاضر أو يمتد إلى المستقبل القريب. وقد يتفاجأ القارئ أن مجلة “التايم” اختارت شخصيات من نوع ستالين وهتلر ضمن شخصيات السنة الأول سنة 1939 والثاني سنة قبله، بل وأرادت اختيار أسامة بن لادن شخصية السنة سنة 2001 وتراجعت في آخر المطاف.

ونختار في هذا الصدد، سبع شخصيات، شخصية السنة الرئيسية ثم خمس شخصيات أخرى علاوة على مؤسسة كان لها حضور عالمي وتركت بصمات على العالم العربي. وتعد سنة 2020 استثنائية في تاريخ العالم بل البشرية بسبب الوباء الناتج عن فيروس كورونا والذي يتسبب في مرض كوفيد-19. وأصبحت الجائحة الموضوع المهيمن سياسيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا بل ويتسبب في تغييرات جيوسياسية عميقة تشمل الجميع. وعليه، فالكثير من الشخصيات المختارة ارتبطت بالجائحة بطريقة أو أخرى، سلبا أو إيجابا لاسيما في ظل تجميد معظم الأنشطة مثل اللقاءات الرياضية العالمية والمهرجانات الثقافية والقمم السياسية الكبرى وهو ما حال دون ظهور تأثير شخصيات ومؤسسات أخرى، ليبقى الحدث هو فيروس كورونا وكل ما يرتبط به.

شخصية سنة 2020

منصف السلاوي: نقطة ضوء وسط الظلام  والرجل الذي فرض شروطه على ترامب منصف السلاوي هو عنوان فخر نظرا للمستوى العلمي الذي بلغه، وفي الوقت ذاته عنوان مآسي العالم العربي-الأمازيغي بعدما كشف نقاط حزينة وسلبية بل ومأساوية وهي إهمال الطاقات وقمع الحريات.

ولد سنة 1959 في أكادير جنوب المغرب، وهاجر إلى بلجيكا لإتمام دراسته الجامعية، وحقق أعلى درجات البحث العلمي في جامعة بروكسيل. ويحكي باحثون مغاربة وهم كمال المسعودي ومحمد الشكري كلاهما حاصلين على دكتوراه في البيولوجيا الجزئية والفيروسات من بلجيكا وكانا يرافقانه في بعض المناسبات كيف عاد هذا العالم للتدريس في المغرب إبان التسعينات وجرى رفضه. لم يجد أمامه سوى العودة إلى بلجيكا ليدير أحد أكبر شركات صناعة الدواء، ثم الانتقال إلى الولايات المتحدة للتدريس والبحث العلمي والاستثمار في المجال الطبي.

والمفارقة أن هذا القادم من المغرب والذي لم يدرس في الجامعات العريقة في الولايات المتحدة مثل برينستون وهارفارد واستانفورد وكولومبيا كان الملجأ الوحيد للبيت الأبيض لتعيينه خلال ايار/مايو الماضي على رأس لجنة موسعة مكونة من المصالح الطبية والاجتماعية والبنتاغون لتنفيذ عملية Warp Speed لإيجاد لقاح لمواجهة فيروس كورونا الذي ضرب العالم. ولم يقبل بسهولة الإشراف على اللقاء، فقد فرض شرطين على رئيس مثل دونالد ترامب معروف بعناده ويقول “اشترطت أن لا يكون هناك تدخل سياسي في عملي ولا بيروقراطية لإبطاء سرعته”. ويؤكد “وافق البيت الأبيض على الشرطين لتكون العملية خاضعة للمنطق العلمي وليس السياسي”. والمفارقة أنه أول مواطن قادم من عمق العالم العربي ينصاع دونالد ترامب لشروطه.

وبالفعل، خلال تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعلن السلاوي التوصل إلى لقاح موديرنا الذي يتميز عن الباقي بمستوى المناعة الصلبة ضد الفيروس وقدرته على مواجهة النسخ الجديدة ومنها النسخة التي ظهرت في بريطانيا نهاية كانون الأول/ديسمبر 2020. وأصبح لقاح موديرنا المفضل لدى الطبقة السياسية والعسكرية في الولايات المتحدة بل وفضله عالم الفيروسات ومدير مكتب الأمراض المعدية الأمريكي فوشي على باقي اللقاحات.

ويعد منصف السلاوي مصدر فخر للعالم العربي-الأمازيغي وعلى رأسهم المغاربة بحكم انتمائه إلى هذا البلد، لكن بروزه العلمي يلقي الضوء على مظاهر حزينة في العالم العربي. وعلق أكثر من مواطن مغربي “كيف أن عالما من هذا الحجم لم يحصل حتى الآن على أي وسام من الدولة؟”. لكن الأسوأ أن حالة السلاوي تبرز ضياع الدول العربية في باحثين من مستواه وهم كثر، لم تمنحهم أوطانهم الفرصة لسببين، مواقفهم السياسية، ثم غياب دعم البحث العلمي.

ويقول محمد الشكري “منصف السلاوي يجسد هجرة الأدمغة التي تعاني منها دول العالم الثالث، أن ترفضه جامعة مغربية للتدريس فهذا يعد من باب السوريالية”. ويضيف “كمختص في البيولوجيا الجزيئية وأعرف أعمال منصف السلاوي جيدا  لقد سجل اسمه في تاريخ البحث العلمي وسيذكره التاريخ ضمن الكبار مثل باستور لأنه مسؤول عن تطوير عدد من اللقاحات التي تفيد البشرية طبيا وليس فقط لقاح موديرنا، اختياره جاء بناء على سيرته العلمية”. وعمليا، أمضى ما يقرب من 30 عاما في شركة غلاكسو سميث كلاين العملاقة للمستحضرات الصيدلانية، منها 27 عاما وهو يشتغل على لقاح للملاريا، فأنجز 14 لقاحًا وطرحها إلى السوق ثم سطع نجمه حتى أصبح رئيسا لقسم البحث والتطوير للشركة بأكملها. ويعلق السلاوي “لطالما كانت اللقاحات غرامي الأول. إنه المجال الذي أحب العمل فيه أكثر من غيره”.

منصف السلاوي هو عنوان حزين لظاهرة أخرى وهي إهمال الدول العربية للبحث العلمي، بلغة الأرقام، يمكن لكل دولة إنشاء مختبرات للبحث العلمي، وأرقاها لا يتعدى مائة مليون يورو، وهي في متناول دول الخليج وشمال إفريقيا لاسيما وأن البحث العلمي أصبح مرادفا للربح المادي بحكم بيع الأدوية وتحول قطاع الصحة إلى مصدر هام للربح وتعزيز الأمن القومي.

ست شخصيات لسنة 2020

الطبيب الصيني لي ولينغ: تفاحة آدم الجديدة في ثقافتنا الجماعية ومعتقداتنا الدينية، اعتدنا ترديد رواية تناول آدم للتفاحة وقرار الخالق بإنزال المخلوق إلى الأرض كعقاب له، وبهذا خسرت الإنسانية العيش في الفردوس. وأصبحنا نردد ماذا لو لم يتناول آدم التفاحة؟ وتتكرر هذه المقولة في حياة الكثير منا بسبب إهدار الفرص أو ارتكاب الأخطاء القاتلة. وهذه الرواية المترسخة في الديانات السماوية هي الأنسب للتحسر على عالم ما قبل فيروس كورونا، حيث كان السفر متاحا واللقاءات المحلية والوطنية والدولية سواء في الرياضة أو السياسة أو الثقافة.

ويعد الطبيب الصيني لي ويلينغ البطل الغائب الحاضر الذي لم تكتمل بطولته في إنقاذ البشرية من كابوس فيروس كورونا. لقد رصد الطبيب في بداية كانون الأول/ديسمبر 2019 مرض التنفس، واعتقد أنه السارس الذي ظهر سنة 2003، وبعين العالم تيقن أنه أمام فيروس جديد وبدأ يدق ناقوس الخطر. وببيروقراطيتها المعتادة، قامت الدولة الصينية باعتقاله وتهديده تحت طائلة “بث الأخبار المزيفة التي تسيء إلى الوطن”.

 وبعد مرور ثلاثة أسابيع تبينت صحة ملاحظات الطبيب، لكن جاء الأمر متأخرا، فقد انتشر المرض في الصين وباقي العالم وأصبح الطبيب ويلينغ نفسه من ضحاياه، حيث سيغادر الحياة يوم 6 شباط/فبراير 2020. وشكلت وفاته موجة من الغضب في صفوف الصينيين ضد الحكومة بشكل لم تشهده البلاد منذ الثورة الشيوعية. واضطر الحزب الشيوعي الحاكم إلى الاعتذار وفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات، وهي سابقة من نوعها.

سنبقى دائما نردد على شاكلة تفاحة آدم، لو كانت سلطات بكين قد أخذت بعين الاعتبار تحذيرات هذا الطبيب؟ بدون شك كان العالم سيكون مختلفا، وكان تأثير فيروس كورونا لن يتجاوز تأثير فيروسات سمعنا بها وبقيت محصورة ولم تتحول إلى وباء عالمي مثل سارس وأنفلونزا الطيور  أو الخنازير.

رجب طيب اردوغان: براغماتية على الطريقة التركية

يعتبر البحر الأبيض المتوسط هو محور العالم العربي علاوة على الخليج نسبيا، وكل تطور فيه يمس مختلف الدول. وإذا حاولنا البحث عن شخصية محورية كان لها تأثير في هذا الفضاء سيكون بدون شك سيكون الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وذلك  لأكثر من سبب ويتفوق على باقي الزعماء العرب الذين غابوا بل وحتى المسلمين مثل باكستان وأندونيسيا وإيران.

لقد بصم اردوغان سنة 2020 ببصمات قوية قد تصبح طريقا للكثير من الدول نحو استقلالية القرار جيوسياسي. في هذا الصدد، لقد منع فرنسا، الدولة الأوروبية التي رسمت خريطة العالم العربي رفقة بريطانيا في سايس بيكو، من تكرار استراتيجيتها في ليبيا، أي تقزيم دور فرنسا في البحر المتوسط لأول مرة منذ عهد نابليون بونابرت. في الوقت ذاته، وضع خطوطا حمراء لباريس في شرق المتوسط بشأن التنقيب عن النفط وانحيازها لليونان علاوة على تقزيم دورها في حرب أرمينيا.

وخلال سنة 2020 تعد تركيا أول عضو في الحلف الأطلسي يرفض توصيات الحلف بشراء سلاح استراتيجي من صنع روسي وفضل صواريخ إس 400 على الطائرات الأمريكية المقاتلة إف 35. وختم نهاية 2020 بالقطار الرابط بين الصين وتركيا ضمن طريق الحرير الذي يعتبر أحد الشرايين الهامة لهيكلة التجارة العالمية الآن ومستقبلا.

 وبغض النظر عن الجانب السلبي لاردوغان بخرقه حقوق الإنسان والحد من الحريات، انتقل بتركيا سنة 2020 إلى مصاف الدول الواعدة للالتحاق بنادي الكبار وأوقف باريس ولندن عن رسم خرائط منطقة الشرق الأوسط. لقد انضاف إلى إيران لتأكيد معطى جيوسياسي جديد وهو لا يمكن اتخاذ أي قرار كبير في الشرق الأوسط دون أنقرة وطهران.

دونالد ترامب: الرئيس الطائش

هي الدولة الأكبر والأكثر تأثيرا في العالم، وأوتوماتيكيا يكون رئيسها ضمن الشخصيات التي تطبع العالم كل سنة، وعندما يتعلق برئيس من طينة دونالد ترامب الذي يجمع كل المتناقضات يصبح اختياره واجبا إعلاميا.

عاشت الولايات المتحدة ومعها العالم الانتخابات الأمريكية بنوع من الإثارة التي تميز بها المخرج هيتشكوك، انتظار النتائج وانتظار طريقة تصرف رئيس رفض هذه النتائج ورفض تهنئة خصمه الديمقراطي جو بايدن، وحاول على طريقة الأنظمة الدكتاتورية توظيف مؤسسات البلاد للبقاء “عنوة” في البيت الأبيض. وكانت كلمة الفصل للمؤسسات التي شيدها الأمريكيون عبر قرنين ونصف وليس لرغبات الفرد. وبقدر ما تراجعت حقوق الإنسان وجودة الديمقراطية في عهد هذا الرئيس في الولايات المتحدة والعالم، بقدر ما ينتظر الرأي العام استئناف وضعها السابق مع الديمقراطي بايدن.

وامتد تأثير ترامب إلى العالم العربي أكثر من أي رئيس أمريكي آخر خلال العقود الأخيرة، عزز من قبضة الحكام العرب ضد شعوبهم، وفرض عليهم التطبيع، وفي الوقت ذاته لم يتردد في إهانتهم بين الحين والآخر وخاصة الأمير السعودي محمد بن سلمان و”الدكتاتور المفضل” المصري السيسي.

وسيبقى ترامب في التاريخ الأمريكي بمثابة ذلك الرئيس الذي فضل مؤشر بورصة وول ستريت على صحة المواطن الأمريكي عندما قبول الحقائق العلمية حول خطورة فيروس كورونا، ليجعل من بلاده الرائدة في مجال البحث العلمي بجامعاتها مثل هارفارد وستانفورد هي الأولى في عدد الوفيات والإصابات بالفيروس عالميا. لن تنسى الذاكرة الجماعية للعالم كيف تساءل رئيس أقوى دولة هل يمكن جرع جسم الإنسان بحقن مواد التنظيف ضد البكتيريا التي تستعمل في المراحيض.

رئيسة حكومة نيوزيلندا جاسيندرا أردين:  الوجه الجميل للغرب

أبهرت نيوزيلندا العالم بهدوءها وجمال مناظرها الطبيعية الخلابة التي شكلت استديو مفتوح لأشهر الأفلام خلال الثلاثة عقود الأخيرة مثل “سيد الخواتم” و”نارنيا” و”الباينو” لكن هذه المرة أبهرت العالم بشخصية رئيسة حكومتها الشابة جاسيندا أردين.

هذه السياسية المولودة سنة 1980 قادت الحزب العمالي إلى رئاسة الحكومة في نيوزيلندا سنة 2017 والتي حضرت أشغال الأمم المتحدة سنة 2018 رفقة ابنتها البالغة من العمر شهور قليلة، أبهرت العالم بمعالجتها للعمل الإرهابي الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايستشرش يوم 15 اذار/مارس 2019 وخلف مقتل 51 شخصا. واجهت الإرهاب بصلابة يقل نظيرها عند الساسة الغربيين في أوروبا ومنها في فرنسا بل حتى بريطانيا ونادت بميثاق تعايش بين الديانات والحضارات بعيدا عن الصراعات والأحكام المسبقة ونقلت صورة مغايرة عن تلك القطعة من الغرب الواقعة أسفل الكرة الأرضية أستراليا ونيوزيلندا التي سيطرت عليها الأفكار غير المتسامحة خلال العقود الأخيرة.

وعادت لتعطي للعالم درسا في كيفية التعاطي مع الأزمات، وهذه المرة لا يتعلق الأمر بالإرهاب بل بمواجهة “العدو المشترك للإنسانية” فيروس كورونا، حيث سيطرت على الفيروس وحافظت على اقتصاد بلادها من الانهيار عكس دول أخرى. وكافأها الشعب بمنحها الأغلبية المطلقة في الانتخابات التشريعية التي جرت خلال أكتوبر الماضي، حيث أعادت للحزب العمالي أمجاده الغابرة. إنها الوجه النسائي البارز لسنة 2020 بل أحد أبرز الوجوه السياسية الرائعة في سنة استثنائية بإيمانها بالقيم المشتركة ودفاعها عن حقوق الإنسان.

لجين الهدلول: ويستمر الصمود الحقوقي

تسيطر أخبار النجوم وخاصة نجمات الغناء والتمثيل على مواقع سوشيال ميديا في العالم العربي. وهي استراتيجية تبدو مبرمجة من طرف بعض الأنظمة لصرف الشباب عن الانشغال بالسياسة. ورغم كل هذا يستمر العالم العربي غنيا بدينامية حقوقية تدافع عن كرامة المواطن بين هيئات مثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أو شخصيات مثل الرئيس التونسي السابق أيمن المرزوقي.

ووسط تراجع الحقوق التي ساهم في تدهورها وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدما جعل من دكتاتوريين عرب أصدقاءه المفضلين، تستمر المقاومة المدنية مشتعلة سلميا في وجه الجلاد. وتحولت المواطنة السعودية لجين الهذلول إلى رمز حقيقي للمرحلة بفضل صمودها في وجه نظام يتزعمه ولي العهد محمد بن سلمان الذي انفتح على الغرب في مظاهر مثل ماكدونالد وليس الأسس الراقية التي قام عليها هذا الغرب وهي حقوق الإنسان. جريمة لجين هي دعوتها إلى حق المرأة في السياقة ونهاية ولاية الرجل ضمن حقوق أخرى، وكان هذا كافي لكي يقودها إلى السجن منذ سنة 2018. الأخبار المتسربة عنها مقلقة من تحرش جنسي وتعذيب جسدي وحرب نفسية بغية تحطيمها. سطوة الجلاد لم تنفع ولم ترهبها ،  وتستمر صامدة في وجه آخر القلاع المناهضة لحركية التاريخ البشري نحو الحرية.

لجين الهذلول احتلت فضاءات هامة في وسائل الإعلام الدولية خلال السنة الماضية، وتؤكد حضورها سنة 2020 طالما استمر القهر والقمع في العربية السعودية والعالم العربي. إنها الوجه الحقوقي المعبر عن تحرر المرأة العربية-الأمازيغية سنة 2020 وأحد كوابيس الأنظمة القمعية.

الاتحاد الأوروبي : القرار الذي يؤرق الدكتاتوريين العرب

يجري اتهام الدول الأوروبية بالتورط في الصمت بشأن خروقات حقوق الإنسان ومنها في العالم العربي، وذلك بسبب مراعاة بعض الدول لمصالحها، وتجلى هذا في كيف منح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وساما للدكتاتور المصري عبد الفتاح السيسي. ويبدو أن الاتحاد الأوروبي بدأ يغير من مواقفه ليحد من “الضوء الأخضر” الذي تمتع بها دكتاتوريون في العالم ومنهم في الضفة الجنوبية للمتوسط. في هذا الصدد، صادق وزراء خارجية  الاتحاد الأوروبي يوم 7 كانون الأول/ديسمبر 2020 على قانون يتيح ملاحقة ومحاكمة كل من تورط في خرق  حقوق الإنسان في أي منطقة من العالم. هذا القانون جاء للرد مستقبلا على ارتفاع الخروقات خاصة في دول العالم العربي، حيث لا يرغب الأوروبيون تبني موقف المتفرج والتساهل مع الدول الشريكة لهم في مزيد من خروقات حقوق الإنسان. القانون يأتي بعد وعي أوروبا باقتراب انفجار آخر على شاكلة الربيع العربي قد يكون هذه المرة أكثر دموية.

القانون الجديد يعاقب الذين خرقوا القانون ويصادر ممتلكاتهم وحساباتهم البنكية في أوروبا. بدون شك، سيجري تفعيله على الندى القصير، وقد يؤدي إلى أزمات، لكن أوروبا ترغب في أخذ مسافة من الأنظمة القمعية لتجعل القانون فوق الجميع.

قرار الاتحاد الأوروبي هذا ونظرا لانعكاساته الإيجابية وأساسا العالم العربي، المرتع الأخير للدكتاتورية في العالم، يجعل من هذه المؤسسة أحدى “شخصيات 2020”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية