الشرع يلتقي وفداً قطرياً في دمشق: الدوحة أبدت اهتمامها بالاستثمار في قطاعات بينها الطاقة

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق ـ «القدس العربي»: استقبل القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، أمس الإثنين، وفداً قطرياً، حيث وجّه دعوة إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لزيارة سوريا، وأشار إلى أن الدوحة أبدت اهتمامها بالاستثمار في قطاعات، من بينها الطاقة، كما أجرى مباحثات مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الذي أكد استعداد بلاده للمساعدة في إعادة إعمار سوريا، وتزامن ذلك مع اتصال بين وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، مع نظيره السوري أسعد حسن الشيباني بحثا فيه «سبل تعزيز العلاقات الأخوية». وأكد الشرع في تصريحات صحافية خلال استقباله وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي في العاصمة السورية دمشق، أن قطر لها أولوية خاصة في سوريا بسبب مواقفها المشرّفة تجاه الشعب السوري.

مشاركة فعالة

وأوضح أن الجانب القطري كان ثابتاً على موقفه في كل المراحل إلى جانب الشعب السوري، وأن مشاركة دولة قطر في المرحلة المقبلة ستكون فعالة ومهمة.
وأضاف أن العلاقات بين الدوحة ودمشق ستعود أفضل مما كانت في السابق، وأنهم سيبدؤون تعاوناً إستراتيجياً واسعاً مع قطر خلال الفترة المقبلة يسعون من خلاله إلى الاستفادة من الخبرات القطرية في جميع المجالات.
وبيّن أن الدوحة أبدت اهتمامها بالاستثمار في قطاعات، من بينها الطاقة في سوريا في المستقبل.
فيما قال الخليفي إنه بحث مع الشرع خطوات المرحلة الانتقالية، مؤكداً أن موقف دولة قطر ثابت في الوقوف إلى جانب سوريا وشعبها، وأن الشعب السوري سّيد قراره ولن يتعرض للوصاية من أحد.
كما ذكرت الخارجية القطرية أنه بحث مع الشرع العلاقات الوثيقة بين البلدين وسبل دعمها، كما بحث معه احتياجات مطار دمشق الدولي وكيفية تقديم الدعم اللازم لتشغيله.
وأضافت أن الخليفي «أكد استمرار دعم دولة قطر الراسخ للأشقاء السوريين لبناء دولة المؤسسات».
وحسب قناة «الجزيرة» الوفد القطري المرافق للخليفي بحث دعم الدوحة تأمين مطار دمشق الدولي وتدريب الكوادر الفنية. وأضافت أن وفد الخطوط الجوية القطرية ناقش سبل تطوير أجهزة الملاحة الأرضية في المطار وأبراج المراقبة الجوية.
ووفق الخارجية القطرية الزيارة تأتي «بعد قطيعة مع النظام السابق استمرت نحو 13 عاماً، بسبب محاولاته الوحشية لقمع ثورة الشعب السوري الشقيق ونضاله الملهم من أجل العدالة والحرية والتنمية والازدهار».
وأكدت أن هذه الزيارة تؤكد على متانة العلاقات الأخوية الوثيقة بين دولة قطر والجمهورية العربية السورية الشقيقة، وحرص قطر التام على استمرار مساندتها ودعمها للشعب السوري الشقيق من أجل النهوض بسوريا والمحافظة على سيادتها واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها.
كما التقى الشرع، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الذي أكد استعداد بلاده للمساعدة في إعادة إعمار سوريا، على ما نقل عنه التلفزيون الرسمي الأردني.
ونقلت قناة «المملكة» الرسمية عن الصفدي تأكيده «استعداد الأردن لتقديم كافة أشكال الدعم لسوريا، ومساعدته في عملية إعادة الإعمار» مشيراً إلى أن «إعادة بناء سوريا أمر مهم للأردن وللمنطقة ككل».

بحث مع وزير الخارجية الأردني «التجارة والحدود»… وتحرك إماراتي تجاه سوريا

وأضاف أن «التجارة والحدود والمساعدات والربط الكهربائي (بين البلدين) من بين الملفات التي طرحت في المباحثات، إضافة إلى مناقشة الجانب الأمني».
وأكد أن «الإدارة الجديدة في سوريا يجب أن تأخذ فرصتها لوضع خططهم، وأولويتهم واضحة بإعادة بناء وطنهم والأمن والاستقرار».
وتابع «نحن متوافقون على دعم الشعب السوري في إعادة بناء دولته» وأن «الدول العربية متفقة على دعم سوريا في هذه المرحلة دون أي تدخل خارجي».
وأعرب عن أمله في أن «تكون هناك حكومة تمثل جميع الأطياف في سوريا» مؤكداً أن «الأردن سيقف دوماً بجانب الشعب السوري».
وأضاف «ندعم العملية الانتقالية في سوريا وصياغة دستور جديد للبلاد» مؤكداً «حرص الأردن على تقديم سبل الدعم كافة للاجئين السوريين» مشدداً على أن «عودتهم إلى بلدهم يجب أن تكون طوعية».
وأدان الوزير الأردني «التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية» مطالباً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن «يهبوا لمساعدة سوريا في منع إسرائيل من التعرض لسيادة أراضيها، «وإلا سيؤدي ذلك إلى صراع لا ترغب به المنطقة».
ووصف حواره مع الشرع بـ «الصريح والإيجابي» وأن رسالة الشرع بشأن أهمية التعاون كانت «إيجابية جدًا».
وخلص أن «الشرع يُدرك أهمية العلاقات الأردنية السورية وأهمية التعاون معاً».
وهي أول زيارة يُجريها مسؤول أردني كبير لسوريا منذ سقوط الرئيس بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر.
يُشار إلى أن الأردن من البلدان العربية القليلة التي أبقت سفارتها مفتوحة في دمشق خلال النزاع في سوريا.
وللأردن حدود برية مع سوريا تمتد على 375 كيلومتراً. وتقول عمان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوريا منذ اندلاع النزاع في سوريا العام 2011، ووفقاً للأمم المتحدة، هناك نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجلين في الأردن.
وأعلن مصدر في وزارة الداخلية الأردنية الإثنين «عودة 12800 سوري إلى بلادهم منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون أول/ديسمبر الجاري وحتى يوم أول أمس الأحد» مشيراً إلى أن «من ضمن العائدين لبلادهم 1309 لاجئين سوريين».
وتوقع المصدر في تصريحات نقلتها «المملكة» «عودة المزيد من السوريين إلى بلادهم في الأيام المقبلة» مشيراً إلى أن «الأردن يدعم العودة الطوعية للسوريين إلى بلادهم».
واستضاف الأردن في 14 كانون الأول/ديسمبر اجتماعاً حول سوريا بمشاركة وزراء خارجية ثماني دول عربية والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والاتحاد الأوروبي، إضافةً إلى ممثل الأمم المتحدة.
وفي سياق الزيارة الدبلوماسية لدمشق، زار العاصمة السورية أول أمس الأحد، وفد سعودي التقى الشرع.
وأكّد مصدّر مقرب للحكومة السعودية الإثنين لوكالة فرانس برس فضل عدم كشف هويته أنّ «وفداً حكومياً رفيعاً التقى أحمد الشرع في دمشق الأحد».
وأشار المصدر إلى أن المحادثات «ركّزت على الوضع في سوريا والقضاء على «الكبتاغون» وغيرها من موضوعات».
وأضاف أنّ «المخاوف الرئيسية الآن هي أنّ تفعل (الإدارة الجديدة) ما تقول» في إشارة خصوصاً إلى وعود الشرع حول حل الفصائل المسلحة وعدم تشكيل سوريا تهديداً لجيرانها.

تحرك إماراتي

إلى ذلك، وفي أول تحرك رسمي إماراتي تجاه الإدارة السورية الجديدة بحث وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، مع نظيره السوري أسعد حسن الشيباني «آخر التطورات في سوريا وسبل تعزيز العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين والشعبين الشقيقين».
وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية بأن ابن زايد بحث خلال اتصال هاتفي مع الشيباني «آخر التطورات في سوريا».
وناقش الجانبان «سبل تعزيز العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين والشعبين الشقيقين في المجالات ذات الاهتمام المشترك».
وشدد وزير خارجية الإمارات على «أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة وسيادة سوريا» وفق ذات المصدر. وأكد «موقف الإمارات الداعم لجميع الجهود والمساعي المبذولة للوصول إلى مرحلة انتقالية شاملة وجامعة تحقق تطلعات الشعب السوري في الأمن والتنمية والحياة الكريمة».
وأوضح أن الإمارات «تؤمن بأهمية إعادة التفاؤل إلى الشعب السوري الشقيق من أجل مستقبل مزدهر».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية