دمشق ـ «القدس العربي»: يحضّر أبناء المكون الشركسي في سوريا، ورقةَ عمل تتضمّن رؤية متكاملة حول «حقوقهم وطموحاتهم ومساهمتهم» في سوريا ما بعد الأسد، وسط مساعٍ للقاء وفد منهم قائد الإدارة السورية، أحمد الشرع في دمشق.
على خُطى الغالبية العظمى من السوريين، نزل أبناء الشركس، المنتشرين في المدن السورية، إلى الساحات العامة احتفالاً بإسقاط نظام بشار الأسد، فرحين بانتهاء عهد نظام الأسد كحال كل فئات الشعب.
الاستعداد للمرحلة المقبلة
مؤسستهم الوحيدة غير السياسية والمرخصة رسمياً، «الجمعية الخيرية الشركسية» في دمشق، ومع فروعها غير المشهرة في محافظات حلب وحمص وريف دمشق والقنيطرة، شاركت بهذه الاحتفالات وبدأت الاستعداد للمرحلة المقبلة في عملية إعادة بناء الدولة، والإعلان في ذات الوقت الحداد على شهدائهم الذين قضوا في سجون الظلام.
وأصدرت إدارة الجمعية الشركسية بياناً أكدت فيه أن «يوم الثامن من كانون الأول/ ديسمبر لعام 2024 كان يوماً تاريخياً فاصلاً في حياة السوريين جميعاً، الذين قالوا كلمتهم التي لا تعلو فوقها كلمة، للتخلص من فترة سادها الظلم والاستبداد وعانى فيها شعبنا الكثير من التمييز والفساد والعنف والنّعرات الطائفية».
وأكد على «التنديد الشديد بممارسات الطغاة التي ارتكبت بحق الموقوفين والسجناء، والدعوة لمحاسبة كافة الجناة، مع الترحم على الشهداء والأبرياء الذين فقدوا أرواحهم في زنزانات الظلم».
وأوضح أن «المكون الشركسي، وكجزء من الشعب السوري، يعيش رغبة المشاركة في بناء سورية جديدة، ويتطلع نحو مستقبل مشرق تسود فيه لغة القانون والعدالة والكرامة لجميع أبنائها، ويتم فيها احترام حقوق الإنسان دون تمييز، وتحقيق تطلعات الشعب العريق لتعيش سورية حرة أبية».
وفي السابع عشر من الشهر الجاري استضاف مقر الجمعية في حي ركن الدين الدمشقي، اجتماعاً ضم أعضاء من إدارة الجمعية ومن المجلس الاستشاري الشركسي وعدد من الناشطين الشركس، ناقشوا خلاله المستجدات الأخيرة في سورية وجرى التوافق والتأكيد، حسب ما نشرته الجمعية على صفحتها الرسمية، على أن «المكون الشركسي هو جزء لا يتجزأ من المجتمع السوري المتميّز بتنوعه عبر التاريخ».
سيقوم هذا المكوّن، وفق البيان «بدوره الوطني لبناء سورية الحرة الأبية، مع الدعوة إلى ضرورة التكاتف والتعاضد لبناء مكوّن شركسي قوي ومتماسك، وتحضير قاعدة بيانات عن مجتمعنا وعن واقع القرى والأضرار والخدمات بالاعتماد على فروع الجمعية ومقراتها ولجان العمل فيها، والعمل على تقديم المساعدة والخدمات الممكنة لكافة أهالينا بالتنسيق مع الجهات المعنية، والتحضير للتعامل مع المنظمات الدولية التي ستأخذ دورها في المرحلة القادمة».
مساعٍ للقاء الشرع… والمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني
وجرى التأكيد خلال اللقاء «على أهمية ودور الجمعية كممثل رسمي للمكون الشركسي» وفق الجمعية التي أكدت في منشور آخر لها، أنه وبناءً على مخرجات ذاك اللقاء التشاوري والأنباء التي تحدثت عن عقد القيادة الجديدة للبلاد مؤتمراً للحوار الوطني في سوريا خلال الفترة القريبة القادمة، وأيضاً بهدف تحضير ورقة عمل من المكوّن الشركسي يتضمن رؤية متكاملة عن مجتمعنا وأهدافنا وحقوقنا وطموحاتنا ومساهمتنا في بناء سوريا الحرة المستقلة، تم توجيه الدعوة إلى أفراد مجتمعنا في الداخل وفي المهاجر، وممن يرغبون بتقديم أفكار في هذا الإطار، وإرسال مقترحاتهم إلى الجمعية ليتم بناءً عليها، تحضير ورقة عمل متكاملة حول رؤية المجتمع الشركسي للمرحلة القادمة وللمستقبل.
كما ذكرت الجمعية أنه يتم العمل من أجل تنظيم لقاء مابين وفد يمثل شراكسة سوريا مع قائد الإدارة السورية، أحمد الشرع في دمشق، والمراسلات ما تزال متواصلة لعقد هذا اللقاء وبانتظار الموعد المحدد من القيادة.
قوائم معتقلين
وتعرّض الشركس في سوريا إلى ما تعرّض له باقي أبناء الشعب، وإن حاول النظام وبعض ممن كان يتعاون معه ويستفيد منه، تقديمهم على أنهم فئة محسوبة على النظام وفق قاعدة إدعاءاته بأنه يحمي الأقليات في سوريا، لكن الشركس، انخرطوا ومنذ اللحظة الأولى، في الثورة السورية، وقدّموا الشهداء على هذا الطريق، كما تعرّض المئات منهم للاعتقال والسجن التعسفي من دون أي محاكمات، وقسم منهم تم احتجازهم كباقي السوريين، بهدف الابتزاز المالي وتحت سيف التصفية، وتم فعلاً إعدام المئات منهم وخصوصاً في سجن صيدنايا وفي المعتقلات الأخرى، وتأكد ذلك بعد إسقاط النظام وتبييض السجون وعدم العثور على أي من الذين تم توقيفهم واحتجازهم في عهد نظام الظلام السابق.
مصادر مطلعة على نشاطات الجمعية خلال عهد النظام السابق، قالت لـ«القدس العربي»: إن «الجمعية الشركسية وفي سنوات 2013 حتى 2016، نشطت وجمعت قوائم بأسماء المختطفين والمختفين قسراً، وضمّت هذه القوائم، معلومات عن ظروف وأسباب ومكان اعتقالهم، وحاولت مع السلطات الرسمية حينها، إن كان مع لجنة المصالحة في مجلس الشعب التي كان يترأسها عمر أوسي، أو عبر وزير المصالحة علي حيدر، أو وزير العدل نجم الأحمد ومعاونه تيسير الصمادي، وحتى مع مكتب الأمن الوطني، حاولت العمل للكشف عن مصير أبنائها والسعي للإفراج عنهم، لكن كل تلك الجهود ذهبت سداً إلا في بعض الحالات النادرة، وتمت تصفية معظم معتقلينا».
وقالت ذات المصادر إنه و«تخليداً لذكرى شهدائنا وتقديراً للتضحيات التي قدموها في سبيل انتصار الثورة السورية المباركة على نظام الأسد المجرم، أقامت الجمعية في مقرّها في ركن الدين مجلس عزاء لهم يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، وقدم خلاله عدد كبير من أهالي مجتمعنا العزاء لأرواح شهدائنا من الشباب الذين قضوا في سجون الظلام».
وشددت على «ضرورة وأهمية متابعة ملف المفقودين والمختفيين قسراً والذين تمت تصفيتهم في سجون ومعتقلات النظام خلال الفترة المقبلة، عبر توثيق الأسماء وصورهم وتسليمها للجهات المختصة والحقوقية لتستخدم في المحاكم المرتقبة لرموز النظام البائد، ولحفظ حقوق هؤلاء الشهداء وأقاربهم وأبنائهم ضمن أي قرارات تصدر لاحقاً من الدولة الجديدة» موضحة أن «هذا الجهد قد بدأ فعلاً عبر نشطاء من الشباب الشركسي في إطار حملة تقودها حالياً صفحة «بنج» على فيسبوك».
عانوا من قمع النظام… ومعارض يطالب بالاعتراف بهم كأقلية قومية
يُقدر عدد الشركس في سورية ببضعة مئات من الآلاف، منتشرون في مدن وأرياف حلب وحماه وحمص ودمشق والقنيطرة، ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، هرب معظم أبنائهم ممّن تنطبق عليهم شروط الخدمة الإلزامية، خارج البلاد، وبشكل رئيس إلى تركيا والأردن ودول الاتحاد الاوربي وتحديداً منها ألمانيا.
والكثير من قراهم وتجمعاتهم تعرضت لقصفٍ وحشي وتدميرٍ كبير كما حصل لقرية مرج السلطان في غوطة دمشق الشرقية، وحيّهم في مدينة الحجر الأسود قرب العاصمة، إضافة إلى قرى القحطانية وبيرعجم والبريقة في محافظة القنيطرة، كما أن تجمعاتهم لم تنجُ من عمليات «تعفيش» منظمة بعد استعادة جيش النظام السيطرة عليها، ما أدى إلى تدميرها بشكل فاقَ حتى تدمير القنابل والبراميل المتفجرة.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد، عبّر شركس سورية عن فرحهم ليس فقط عبر نشاطاتهم السابقة، وإنما كان ذلك واضحاً من على صفحاتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، وإن كانت فرحتهم امتزجت بمشاعر الحزن التي رافقت عدم الافراج عن معتقليهم من سجون النظام، وتداولت صفحاتهم الكثير من الصور ومقاطع فيديو، أظهرت إحداها زنزانات للمنفردات في «سرية المداهمة» التابع للاستخبارات العسكرية بدمشق، وقد رسم السجين فيها قمة جبل إلبروز في شمال القفقاس مع رمز لجمهورية قرتشاي ـ شركيسيا ضمن روسيا الاتحادية حالياً، أسفل الرسم، في دلالة إلى الموطن الأصلي الذي جاء منهم الشركس إلى سورية منذ أكثر من 150 عاماً بعد أن طردتهم روسيا القيصرية منها إثر حرب إبادة استمرت لأكثر من 100 عام راح ضحيتها نحو مليوني شهيد، وربما عدد مماثل آخر خلال عمليات التهجير القسرية.
وفي هذا الإطار، نشر «المجلس القفقاسي الشركسي» قائمةً بأسماء المغيبين قسرياً من الشركس، وقال إنه يعتقد بأنهم كانوا في سجن صيدنايا وضمت القائمة غير النهائية 45 شخصاً.
وقال المعارض والسجين السياسي السابق لنظام الأسد، ديب قات، على صفحته الشخصية على «فيسبوك»: «نفتخر بأن الشركس في هذه الحرب منذ 2011 لم يُقتل أحد منهم (على الهوية) كونه شركسي وكانت مساهمات الشركس في مقاومة الطاغية ومن استشهدوا أو فُقدوا أو سُجنوا، بالمئات، كما كان دورهم في الحروب الوطنية وبالأخص حرب الانقاذ في فلسطين والحروب الوطنية الأخرى، لا تقارن بما قدمته أي ملّة من مكونات الشعب السوري، وليس في هذا منّة».
وتابع: أن «مطالب الشركس محدودة فليس لهم مطالب جغرافية كما للكرد، ولكن جلّ طلبهم هو الاعتراف بهم كأقلية قومية لها الحق في الحفاظ على ممارسة تقاليدهم وتعلم لغتهم، تماماً مثلما يحصل في تركيا بالمدارس الرسمية، وأن تكون لهم حصة ساعة في التلفزيون الحكومي باللغة الشركسية، وهذا حق من الحقوق المصانة بالشرعة الدولية».
وختم بالقول: إن «استيعاب الدستور في سورية الجديدة هذه المطالب، سيزيد من تلاحم الشركس ضمن وحدة التراب السوري لتكون أصلب من أي وقت مضى».
وفيما ظهرت العديد مما يطلق عليها بـ«قوائم العار الشركسي» التي تضم متعاونين مع النظام، كتب الناشط الشركسي السوري المقيم حالياً في تركيا نارت طامزوق: «علينا جميعنا أن نرفض القوائم التي ينشرها البعض على مزاجه، بالأشخاص الذين تعاونوا مع النظام السابق، والتي في كثير منها مردها ربما إلى مشاكل شخصية، وخصوصاً أنها تضم أسماء بريئة إلى جانب أسماء مجرمين».
وتابع عبر صفحته على «الفيسوك»: «الحكومة وحدها هي المختصة بوضع مثل هذه القوائم، ونشرها يضرّ بمجتمعنا أكثر مما يفيده، وهناك قضاء يعرف من ارتكب جريمة ومن هو البريء، وعلينا أن نرفض مثل هذه التصرفات وأن لا نسمح لأحد أن يأكل لحم أخيه ظلماً».
في المقابل، نشر طامزوق، كغيره من نشطاء كثر، دعوة «ناشد فيها كل المجموعات وكل الصفحات الشركسية والسورية منها تحديداً، للعمل على تنظيم حملة تبرعات نقدية لنثبت من خلالها أننا قادرون، وتستمر لأسبوع كامل لدعم أهلنا في سورية».
الحمدالله لخلاص الامة السورية الحرة من عهد الظلام والاجرام النظام البائد وبداية عهد يسوده العدل والسلام والمحبة بين جميع اطياف الشعب السوري الحر الشريف الشعب السوري بإذن الله واحد تحت راية الدولة السورية الخرة الابية الجديدة بقيادة مجلس ادارة العمليات وعلى راسهم القائد المحترم السيد أحمد الشرع وفقك وحمى الله بلادي سوريا ويجمعنا على المحبة والخير والسلام وحب البلد الواحد عاشت سوريا حرة غبية والله يرحم شهداء سوريا الاحرار والله ينتقم من كل مجرم من النظامالاسدي البائد ساهم بقتل وتعذيب واغتصاب مواطن سوري حر مبروك ولادة سوريا الحرة الابية الجديدة مبروك لكل سوري شريف حر.. سوري حر من اصول قوقازية ابخازية
الحمدالله لخلاص الامة السورية الحرة من عهد الظلام والاجرام النظام البائد وبداية عهد يسوده العدل والسلام والمحبة بين جميع اطياف الشعب السوري الحر الشريف الشعب السوري بإذن الله واحد تحت راية الدولة السورية الخرة الابية الجديدة بقيادة مجلس ادارة العمليات وعلى راسهم القائد المحترم السيد أحمد الشرع وفقك وحمى الله بلادي سوريا ويجمعنا على المحبة والخير والسلام وحب البلد الواحد عاشت سوريا حرة والله يرحم شهداء سوريا الاحرار والله ينتقم من كل مجرم من النظامالاسدي البائد ساهم بقتل وتعذيب واغتصاب مواطن سوري حر مبروك ولادة سوريا الحرة الابية الجديدة مبروك لكل سوري شريف حر.. سوري حر من اصول قوقازية ابخازية
خطاب جيد وعملي ومتوازن وعملي شكرلك