دمشق ـ «القدس العربي»: في خطوة تعكس الرضا الدولي عن الإدارة السورية الجديدة، مثّل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أمس الثلاثاء، سوريا لأول مرة في تاريخها في منتدى الاقتصاد العالمي دافوس في سويسرا.
وقال في تغريدة له الثلاثاء، عبر حسابه الشخصي على منصة «إكس» سأتشرف بتمثيل سوريا لأول مرة في تاريخها في منتدى الاقتصاد العالمي دافوس في سويسرا، لافتا إلى أنه سينقل للعالم «رؤيتنا التنموية حول مستقبل سوريا وتطلعات شعبنا العظيم».
ويقام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس سنويا، ويضم نخبة العالم الاقتصادية والسياسية وخاصة ممثلي عالم المال والشركات، وهو منصة للقاءات المهمة وصياغة الشراكات والصداقات، وتعكس دعوة سوريا حسب مراقبين بداية تحول سوريا نحو السوق الحر والانتقال إلى المعسكر الغربي بعد عقود طويلة في معسكر روسيا وإيران والصين.
وحسب مصادر «القدس العربي» فإن الشيباني، «سيتولى رئاسة الجلسة الخاصة بمناقشة أولويات الحكومة السورية في المرحلة المقبلة، وستحمل الكلمة التي سيلقيها في غالبها، رؤية قائد الإدارة الجديدة، أحمد الشرع في الاقتصاد والمالية والتي تم صقلها في الأيام الأخيرة خلال الحوارات التي شارك فيها كبار الاقتصاديين السوريين ذوو الخبرة والنجاحات العالمية، الذين زاروا دمشق تمهيدا للعودة والاستثمار في سوريا».
ويأتي المنتدى هذا العام بعنوان «التعاون من أجل العصر الذكي» حيث من المفترض أن تستمر فعالياته حتى 24 يناير/ كانون الثاني، ويناقش قضايا اقتصادية وسياسية وتكنولوجيا وبيئية راهنة.
من المقرر أن يشارك في الاجتماع السنوي لـ «دافوس» الذي يحمل عنوان «التعاون في العصر الذكي» نحو ثلاثة آلاف مشارك من أكثر من 130 دولة.
وحول أهمية مشاركة سوريا لأول مرة في هذا المنتدى، يقول الكاتب والأكاديمي الدكتور محمود حمزة لـ «القدس العربي» إن دعوة سوريا إلى هذا المنتدى، تعكس التعامل الإيجابي مع الإدارة الجديدة.
فرصة تاريخية
ولفت إلى أن «هذا المنتدى الاقتصادي العالمي، كان قد دعي إليه الشرع، لكنه أوفد ممثلا عنه الشيباني، لحضور المنتدى» معتبرا أنها «فرصة تاريخية للقيادة الجديدة والإدارة الجديدة في دمشق، أن تتواصل مع العالم، من هذه المنصة الهامة.
سيترأس جلسة مناقشة أولويات حكومة تصريف الأعمال… وخبراء تحدثوا عن مكاسب
وبين أنه «حدث كبير جدا، ويجب الانتباه إليه، سيما أن هناك دولا ذات أهمية، لا تدعى إلى هذا المنتدى» وبالتالي فإنه اعتبر أن مشاركة سوريا الجديدة عبر ممثلها وزير الخارجية، هي مكسب سياسي واقتصادي ومعنوي، سيما أنه لأول مرة في تاريخ سوريا يحضر ممثل عن البلاد في هذا المنتدى، فهي علامة مميزة.
وتأمل المتحدث أن يخرج الشيباني من اجتماعات ولقاءات المنتدى الكثيرة التي سيعقدها مع وزراء خارجية الدول وشخصيات عالمية، بفرص قيمة.
عبد الناصر القادري اعتبر أن زيارة الشيباني إلى مؤتمر دافوس هي نقطة بداية في تحول سوريا نحو السوق الحر والانتقال إلى المعسكر الغربي بعد عقود طويلة في معسكر روسيا وإيران والصين.
وأضاف: قد يؤدي الانتقال السريع إلى السوق الحر لمشاكل اقتصادية جمة، وسوريا تحتاج إلى اقتصاد هجين يراعي واقعها السابق ويضع خطط اقتصادية عبر لجان مختصة بعيدا عن القرارات المرتجلة التي قد تضطر الحكومة إلى تغييرها فيما بعد. أما التحدي الأكبر، حسب القادري، فهو في تأمين الخدمات دون خصخصتها بشكل كامل كالخبز والكهرباء والماء والمحروقات والتعليم والمشافي، فيه أساسيات لا يمكن للسوريين تحمل أعباءها دون دعم ولو كان محدودا.
وكان قد التقى الشرع، خلال الأسابيع الماضية، بعدد من رجال الأعمال السوريين في العاصمة دمشق، ونشرت الإدارة السورية صورا أظهرت جانبا منها بحضور الشيباني
من هم رجال الأعمال؟
وحضر الاجتماعات رجال الأعمال موفق قداح، أنس الكزبري، وغسان عبود، وأيمن الأصفري ووفيق رضا سعيد ووليد الزعبي وغيرهم.
ويملك القداح، المنحدر من درعا «مجموعة ماج» التي توسعت لتشمل قطاعات متعددة مثل التطوير العقاري، الشحن البحري، تجارة مواد البناء، والأدوات الكهربائية. تُعد المجموعة اليوم من أبرز الشركات في المنطقة، حيث تدير عمليات في أكثر من 80 دولة حول العالم.
فيما يشغل الكزبري، منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة «آي جي أو» (IGO) للتطوير العقاري. وقد بدأ مسيرته المهنية في السعودية مع «مجموعة السواني الاستثمارية» حيث كان شريكا ومديرا في مجالات متعددة، وانتقل لاحقا إلى دبي وأسس «السواني لمشاريع الشرق الأوسط» التي اهتمت بالاستثمارات في المنطقة.
إضافة إلى غسان عبود، مالك «مجموعة غسان عبود» المتخصصة بتجارة السيارات وقطع الغيار، ونمت المجموعة لتصبح تكتلا دوليا يعمل في قطاعات متعددة، و«مجموعة أورينت الإعلامية» ثم «مجموعة كريستال بروك» وهي شركة إدارة ضيافة مقرها أستراليا.
أما الأصفري، فيملك شركة «بتروفاك» وهي من كبرى شركات خدمات النفط والغاز عالميا، ثم أنشأ شركة «فينتيرا» للطاقة المتجددة.
يجب أن نبدأ من الصفر وننسى النظام السابق البائد. فلم يكن هناك ثمة أقتصاد أو حتى نظام إقتصادي لا إشتراكي ولا حر . وبالتالي لا ضير أن يكون إقتصاد السوق هو الذي يجب أن تتبناه الإدارة السياسية الجديدة والدولة واجبها الإشراف على الإقتصاد بحيث يتحقق العدل الإجتماعي للجميع.