الدوحة ـ”القدس العربي”:
دشنت قطر رسمياً معهداً للرعاية الصحية الدقيقة لعلاج الأمراض وتطبيق ممارسات رائدة تسمح باكتشاف الأمراض مسبقاً، ووضع خرائط الأمراض التي تصيب السكان، ومقارنتها بالآخرين في جميع أنحاء العالم. وسيعمل المعهد على دمج جهود المراكز البحثية التابعة لمؤسسة قطر وغيرها في أنحاء قطر، لتقديم الأدلة والمعلومات المستندة إلى نتائج البحوث العلمية، واستخدامها لاستكشاف تأثيرات أنماط الحياة والبيئة والوراثة التي تطال السكان. وسيواصل معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة هذه الجهود من خلال استقطاب أعداد كبيرة من السكان القطريين وتحليل عيناتهم البيولوجية وجمع معلومات حول حالتهم الصحية وأنماط حياتهم، مما سيجعل البحوث الصحية الحيوية، والبيانات البحثية متاحة للباحثين في قطر والمنطقة والعالم.
وافتتحت الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، رسميًا معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، الذي يهدف إلى توحيد الجهود المبذولة في مجال العلوم الصحية والجينوم لدى كلٍ من قطر بيوبنك، وبرنامج قطر جينوم، وتسخيرها لدعم مساعي البلاد في اعتماد ممارسات الطب الشخصي وتطبيقها. وحضرت حفل الافتتاح الرسمي لمعهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائبة رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيسة التنفيذية للمؤسسة، إلى جانب عدد من الوزراء وكبار الشخصيات.
حضرتُ اليوم جلسة نقاشية بعنوان "وضع أسس الطب الدقيق في الممارسة السريرية". نوقشت خلال الجلسة سبُل سدّ الفجوة بين البحث والممارسة وأهمية التعاون وتبادل المعرفة في مجال الطبّ الدقيق الذي فتحَ لنا آفاقاً واسعة ستهيّئ لحدوث تحولات كبيرة في مجال الرعاية الصحية
Today I attended a… pic.twitter.com/LFfvFoQwx3
— موزا بنت ناصر Moza bint Nasser (@mozabintnasser) April 29, 2024
وأكدت الشيخة موزا بنت ناصر في كلمة بهذه المناسبة على أهمية تعزيز الفهم العام للطب الدقيق وفائدته للفرد والمجتمع.
وقالت: “الطب الدقيق ليس سلعة يمكن للبلدانِ أن تشتريها أو تستوردها وتقدمها لمستشفياتها لتوزعها على المرضى، إنّما فضلًا عن الاستثمارات المالية، يتطلب التنفيذ الناجح وتسخير الإمكانات الكاملة للـطبّ الدقيق إنشاء تقنيات وبنية تحتية متقدمة تسمح لنا برسم الخريطة الجينية والجزيئية ليس فقط لأفراد محددين، ولكن للسكان بصفة عامة ومقارنتهم بالسكان الآخرين في جميع أنحاء العالم.” واستطردت الشيخة موزا قائلة:” أظهرت الأبحاث أن المرضى يستجيبون بشكل متباين للعلاجات المختلفة وأن خصوصيات التركيب الجيني والجزيئي للفرد وبيئته الاجتماعية ونمط حياته، والتي تحدد خطر الإصابة، توضح كيفية تأثيرها على حياة المريض ومدى استجابته لمختلف العلاجات، الأمر الذي يمكـننا أيضًا من تطوير أساليب وقائية مشخصنة جديدة.”
إيذانًا بتدشين عصرٍ جديدٍ من خدمات الرعاية الصحية لشعب دولة قطر 🇶🇦 والعرب في المنطقة
صاحبة السموّ الشيخة موزا بنت ناصر حفظها الله تعلن رسميًا عن "معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة" – عضو مؤسسة قطر الذي "ظلَّ يعملُ بصمتٍ لعدة لسنوات"
• حيث يمثل المعهد ركيزةً أساسية للنهوض… pic.twitter.com/JtGruKfWTH
— نديب قطر (@NadeebQa) April 30, 2024
وتحدثت رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر، عن جهود قطر في هذا المجال قائلة: “كنا في قطر من بين الحالمين بالمستقبل، الذين آمنوا بوعود الطب الدقيق ووضعوا خطة منهجية لتلبية كل هذه المتطلبات ابتداء من بناء مرافق حديثة لتسلسل الجينوم في سدرة للطب وليس انتهاء بإنشاء بنك حيوي متطور بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية ووزارةِ الصحة العامة، وصولًا إلى الحوار حول الأخلاق الإسلامية في علم الجينوم والطب الدقيق الذي يديره علماؤنا في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة.” وأعلنت الشيخة موزا في الحفل الذي نظم بالمناسبة رسميًا عن افتتاح المعهد القطري للرعاية الصحية الدقيقة، الذي ظل يعمل بصمت منذ عدة سنوات بوصفه مظلة للمؤسسات ذات الصلة وأفقًا واسعًا لصحة مجتمعيّة تتناسب مع غايات رؤية قطر الوطنية ألفين وثلاثين.
وأسهمت الجهود الحثيثة التي بذلها كل من قطر بيوبنك وبرنامج قطر جينوم، عضوي مؤسسة قطر، خلال السنوات العشر الماضية في تمهيد الطريق نحو تأسيس معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة.
وسيعمل معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة على تقديم الطب الشخصي من خلال نقل نتائج البحوث من المختبرات إلى العيادات، وهو نهج يعرف باسم “من المختبر إلى السرير”، مما يحقق الاستفادة المباشرة للمرضى من خلال تحديد مجالات التركيز السريرية الرئيسية التي تلبي احتياجات قطر، وتوسيع نطاق الطب الشخصي لاستخدامه في الممارسات السريرية، ووضع برامج السياسات التي توفر التوجيه والإرشاد في مجال الطب الشخصي إلى جانب الرقابة والتنظيم.
وصرحت الدكتورة حنان محمد الكواري، وزيرة الصحة العامة في قطر، أن: “إطلاق معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة بمبادرة من الشيخة موزا بنت ناصر، يجسد رؤية البلاد في تسخير قوة العلم والابتكار لتحسين صحة السكان، حيث سيعمل المعهد على دفع بناء مستقبل الرعاية الصحية الدقيقة في قطر من خلال نهج مخصص ومحدد يستغل الإمكانات التي تقدّمها البيانات والتكنولوجيا لتحسين نتائج الرعاية الصحية المتمركزة حول الفرد”.
وتعد دولة قطر الأولى في المنطقة التي تؤسس برنامجًا يدرس التركيب الجيني للسكان من خلال برنامج قطر جينوم، وقد كان لقطر بيوبنك دورٌ رائد أيضًا في هذا المسعى، حيث أسهم في ضمان تمثيل التسلسل الجيني العربي بشكل أفضل في مجموعات البيانات الجينومية العالمية، بعدما كان يواجه نقصًا في التمثيل سابقًا. وقد استطاع برنامج قطر جينوم حتى الآن إجراء أكثر من 40 ألف تسلسل جينوم قطري وعربي، مما وفر ثروة من البيانات حول الجينوم العربي.
وأعرب البروفيسور فيكتور دزاو، رئيس اللجنة الاستشارية العلمية الدولية في معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة، وهو من أوائل الداعمين لمساعي دولة قطر في أن تصبح رائدة عالميًا في مجال الطب الشخصي والرعاية الصحية الدقيقة، في كلمة له عن اعتقاده بأن معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة يعد “تجسيدًا لجهودنا الجماعية الرامية إلى تعزيز ممارسات الرعاية الصحية في قطر”. وأضاف: “يمثل افتتاح المعهد علامة فارقة في رحلتنا، حيث نحول تركيزنا من مجرد مكافحة الأمراض إلى تحسين مستويات الرعاية الصحية لشعب قطر بشكل مباشر واستباقي من خلال الرعاية الصحية الدقيقة”. وقال البروفيسور سعيد إسماعيل، رئيس معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة بالإنابة: “إن إطلاق معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة يبشر بعصر جديد من التميز في مجال الرعاية الصحية في قطر. من خلال دمجنا للأبحاث المتقدّمة مع التطبيقات السريرية، سيعمل معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة بتزويد مقدمي الرعاية الصحية بالوسائل اللازمة لتوفير العلاج الشخصي في قطر، ورفع مستوى الرعاية الصحية المقدّمة، إلى جانب ترسيخ مكانة قطر كدولة رائدة في مجال الطب الدقيق على الساحة العالمية”.
بارك الله في الشيخة موزا أم الشيخ تميم حكيم قطر العزة والكرامة والشهامة والبطولة ✌️🇵🇸😎👋👋👋