الشيخة هند بنت حمد آل ثاني
الدوحة ـ “القدس العربي” ـ من إسماعيل طلاي:
أكدت الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أن دولة قطر تسعى بشكل كبير إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وقالت الشيخة هند، شقيقة أمير قطر، في تصريح نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، نقلته وكالة الأنباء القطرية (قنا) إن سياسة دولة قطر تهدف إلى خلق اقتصاد معرفي متنوع، مضيفة أن “المال وحافز المشاريع مثل كأس العالم 2022، لا يحل سوى جزء صغير من هذه التطلعات”.
وتابعت: “ليس سرا أننا مجتمع غني، ولكن معرفة أن بإمكانك المساهمة في تطوير بلدك ودفعه للبروز أكثر، أمر يشعر الجميع بالفخر، والحصار الذي تتعرض له قطر ساعد على ذلك، نحن نرى فرصة كبيرة اليوم لتحقيق الاكتفاء الذاتي”.
استهجان المطالبة بإغلاق الجزيرة
وحول مطالب دول الحصار بإغلاق قناة الجزيرة، أعربت الشيخة هند عن استهجانها لمثل هذا الطلب قائلة “تخيل دولة أخرى تقول لبريطانيا أغلقوا هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، سوف تصاب بصدمة، إنها تقدم نموذجا قويا بفضل الأثر التحريري الذي حققته هيئة هذه الإذاعة، أعتقد أنه عندما تتحدث عن المكان الذي نريد أن تكون منطقتنا فيه، فإن الجزيرة جزء مهم من ذلك”.
وأضافت: “ربما لا يشعر الكثير من الناس بالرضا عن الأشياء التي خرجت من الظلام، ولكن إذا كنت ترغب في بناء مجتمع مدني، والسماح للناس بالتفكير في أنفسهم، ولكي يكونوا أكثر أهمية فيجب أن تظهر كل قصة”.
موفد الغارديان: الحصار منح قطر ثقة للتحدي والإصرار
وسلطت الصحيفة في تقرير لموفدها إلى الدوحة تيم أدمز، تحت عنوان “رؤية جديدة وجريئة وغير متوقعة تظهر من حصار قطر”، الضوء على تداعيات حصار قطر بعد مرور نحو عام على فرضه عليها، مؤكدة أن الحصار منح قطر مزيدا من الثقة لمواصلة بناء نموذجها الثقافي والسياسي بتحد وإصرار وجرأة.
ويرى الكاتب الصحفي أن الإجراءات التي اتخذتها دول الحصار من إغلاق المنافذ الجوية والبرية والبحرية، يراد من ورائها إخضاع السياسة القطرية وتوجيهها بحسب ما تريده تلك الدول.
وأضاف أنه في وسط هذه الإجراءات والأجواء التي خلفها الحصار، نمت داخل نفوس الشعب القطري حالة حب لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مشيرا إلى أن صور سمو أمير البلاد المفدى في كل مكان، وتغطي نوافذ السيارات والأبراج الزجاجية وسط الدوحة.
ولفت إلى أن الحرم الجامعي للمدينة التعليمية “مؤسسة قطر”، يضم عشرات الجامعات، منها جامعة جورجتاون وتكساس إيه أند إم، وغيرها.
وأشار إلى أحدث الإضافات التي ضمتها مؤسسة قطر، وهي مكتبة قطر الوطنية، والتي وصفها بـ “المذهلة”، مضيفا أن نحو 51 بالمئة من القطريين حصلوا على عضوية المكتبة، بينهم عدد كبير من الأطفال، وتم استعارة نحو 150 ألف كتاب على الأقل، عقب افتتاح المكتبة.
وقال إن المكتبة تضم مجموعة كبيرة من المخطوطات النادرة المتعلقة بالعالم العربي. واعتبر الكاتب أن هذه المشاريع تدل على أن دولة قطر تهدف إلى التفوق الثقافي بالإضافة إلى التفوق الاقتصادي.
وأضاف أن في مؤسسة قطر هناك سقف من الحرية في تدريس المواد، دون أي إملاء أو فرض من قبل السلطات، بحسب ما يقول إيفريت إي دينيسن، العميد في كلية نورث ويسترن بمؤسسة قطر، “لم يكن هناك أي تدخل فيما نعمله أو ندرسه، نناقش كل شيء بحرية”.
قطر استجابت لمطالب دولية حول تطوير أوضاع العمالة
وتابع العميد دينيس، أن روح التحقيق النقدي دفعت السلطات في الدوحة إلى معالجة المخاوف الدولية بسبب سوء معاملة العمالة الوافدة، لقد استجابت قطر لهذه المطالب التي تتعلق بالحد الأدنى للأجور، وأيضا نظام الرعاية الصحية الأولية، الحصار عجل في زيادة الشفافية حول هذه الأمور.
وفي ختام التقرير، أشار الكاتب إلى تأكيد الشيخة هند بنت حمد آل ثاني أنه بالرغم من تأثير الحصار السلبي على الروابط الاجتماعية، إلا أن الدافع لتحقيق الاستدامة الذاتية تزايد الآن.
والله يا سمو الشيخة هذا كلام جميل ولكن; أَ لا يشمل ذلك قطاع النفط والغاز المسال