لندن ـ «القدس العربي»: أشعل تعيين الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله اللبناني موجة جديدة من الجدل على شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي، وسرعان ما تصدر اسمه قوائم الوسوم الأكثر تداولاً والأوسع انتشاراً، وتحول إلى موضوع للنقاش، خاصة في أعقاب تداول تهديدات على لسانه للإسرائيليين، وتداول تهديدات إسرائيلية له في المقابل.
وتصدر الهاشتاغ «#نعيم_قاسم» والهاشتاغ «#شيخ_قاسم_الخلف_الصالح» قوائم الوسوم الأوسع انتشاراً والأكثر تداولاً في العديد من الدول العربية خلال الأيام الماضية، ولم يتوقف الموضوع على لبنان وفلسطين فقط.
وأعلن حزب الله اللبناني يوم الثلاثاء الماضي انتخاب نعيم قاسم أميناً عاماً خلفاً للسيد حسن نصر الله الذي اغتيل في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت في 27 أيلول/سبتمبر الماضي.
وقال الحزب في بيان له: «عملاً بالآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، توافقت شورى حزب الله على انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أميناً عامّاً لحزب الله».
وفور الإعلان الصادر عن حزب الله تصدر الشيخ نعيم قاسم أحاديث العرب على شبكات التواصل وتجدد الجدل بشأن مستقبل العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وكتب الزعيم اليمني محمد علي الحوثي معلقاً في تغريدة على شبكة «إكس» يقول: «نُهنئ حزب الله بانتخابه الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً. إنّ خبرته الطويلة وتفانيه في خدمة الحزب ووطنه تجعلنا نثق بقدرته على قيادة الحزب نحو مزيدٍ من النجاحات والانتصارات، مواصلاً المسيرة المباركة لسماحة القائد الشهيد السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه في إيلام كيان العدو الإسرائيلي».
وقال الناشط أحمد سرحان متحدثاً عن الشيخ قاسم: «إنه صاحب خبرة لعقود من الزمن، كان نائباً للسيد عبّاس الموسوي، والسيد حسن نصرالله.. نثق به وبقدراته وهو الأولى باستلام الأمانة، هو حامل راية الثأر.. خادم الإمام الرضا، الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم».
لن تروا نعيماً معه
وعلق علوي الغريفي مخاطباً الإسرائيليين: «جاءكم النعيم الذي لن تروا نعيماً معه.. جاءكم القاسم الذي سيقصم ظهر بعيركم ويمسكه من رسنه ليعيده للحظيرة».
أما الناشط الفلسطيني باسم «أبو بيسان» فكتب معلقاً على انتخاب قاسم بالقول: «لا أنتظر من سماحة الشيخ قاسم أن يكون نسخة كربونية من الشهيد القائد السيد حسن نصرالله، لا من حيث الحضور الطاغي ولا البلاغة ولا كل الصفات التي تلزم لتعويض الهالة التي صنعها جمهور المقاومة للسيد الشهيد». وأضاف: «الشيخ قاسم يتولى منصب الأمانة العامة في ظروف صعبة وحالكة، تعتبر الأقسى في تاريخ الحزب ولبنان. الأعباء الملقاة على عاتقه كبيرة، والثمن المطلوب هو رأس الحزب بالدرجة الأولى، داخلياً وخارجياً.. ما المطلوب اذن، استمرار النهج؟! ربما، لكن المطلوب أكثر هو نقل النهج إلى مستويات جديدة أعلى مما عهدناه سابقاً، وهنا عند الشدائد لا بد أن تظهر بصمة مختلفة تميز الشيخ عما سبق. التغيير هو عنوان المرحلة، على مستوى جمهور الحزب، وأعداء الحزب».
ويقول أبوبيسان إن «جمهور حزب الله يجب أن يعرف أن هناك قائداً جديداً ذو شخصية مغايرة عن شخصية السيد الشهيد، لا نقول التغيير في النتائج المرجوة، إنما في طريقة تناول الأمور وعرضها على الناس. وأما الأعداء، فإننا لا بد أن ننوه أنهم راهنوا على غياب السيد في إضعاف الحزب واطفاء بل إخماد بريقه للأبد، وهنا يجب أن يعرف العدو والصديق أن دماء جديدة تم ضخها في قيادة الحزب، وأن هذه الدماء لن تقبل أبداً أن يتم التقليل من شأنها والاستهانة بها، بل يجب أن يصلوا إلى مرحلة يترحموا بها على أيام من رحلوا، وأن قابل الأيام لن يكون سهلاً، بل إن دعت الضرورة يجب ألا يكون لهم أياماً قادمة ليتحسروا فيها على من مضوا».
وعلق أحمد سلمان قائلاً: «مرحباً بنعيم الذي سيجعل حياة القوم جحيماً» فيما قال حساب يمني: «العدو سيندم ويترحم على السيد نصرالله لأن الشيخ نعيم قاسم أشد على العدو الإسرائيلي.. انتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً للحزب في هذه المرحلة الحساسة تأكيد على صلابة المقاومة واستعادتها لزمام المبادرة وإثبات لقدرتها العالية على مواجهة العدو وإيلامه وإحباط عدوانه وإفشال خططه».
بداية جديدة لحزب الله
وقال راوي حداد: «من المجحف ومن غير الإنصاف المقارنة بين السيد الشهيد حسن نصر الله والشيخ القائد نعيم قاسم، انتبهوا أن لا يأخذنا الحب إلى حيث لا نحتسب.. الشيخ قاسم هو اختيار مجلس شورى المقاومة التي نثق في قراراتها وحكمتها، ونفخر بالشيخ القائد نعيم قاسم أميناً عاماً جديداً، ومعك معك لا مع عدوك».
وكتبت معلقة تُدعى «رقية» على شبكة «إكس» تقول: «نعيم قاسم.. بداية جديدة لحزب الله، اليوم نحتفل بتولي الشيخ نعيم قاسم، رجل الدين والمقاومة، الأمين العام.. نبارك له وللأمة هذا الانتصار» وأضافت: «نعيم قاسم، الأمين العام الذي يُعد لمستقبل مشرق لحزب الله ولبنان.. الحزب فكرة لا تنتهي، والشيخ نعيم قاسم راعيها الآن».
وعلق علي عبده: «تريثت جماعة حزب الله كثيراً قبل أن تعلن نعيم قاسم أميناً عاماً، ومن الممكن أن انتخابه في هذا الظرف، والذي تأخر لأربع عقود، يأتي لتوحيد الجماعة من جهة، والتخلص من قاسم في آن، لأن الرجل يتقلد منصبه كنائب للأمين العام منذ الثمانينات بدون أن يكون مضطلعاً بعمق على شؤون التنظيم».
وكتبت ناشطة تُدعى «فضة» إن «الخيار الأنسب والأفضل هو الشيخ نعيم قاسم لما يمتلك من ذكاء فذ واحاطة تامة تُمكنهُ من التعامل مع الحرب الجارية».
ونشر همام شعلان مقطعاً مرئياً للشيخ نعيم قاسم، وقال إن هذا المقطع يُنشر للمرة الأولى ويعود لمقابلة تم تسجيلها مع قاسم قبل بدء العدوان الإسرائيلي، وكتب شعلان معلقاً على المقطع: «الشيخ نعيم قاسم يخاطب المستوطنين في شمال فلسطين: أنصحكم بمغادرة المنطقة فوراً، ما دام لديكم فرصة».
يشار إلى أن الشيخ نعيم قاسم كان يشغل منصب نائب الأمين العام للحزب، وتولى منذ 1991 منصب نائب الأمين العام ومسؤولية متابعة العمل النيابي والحكومي في حزب الله، ويأتي انتخابه بعد اغتيال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين الذي كان يُعتبر المرشح الأبرز لخلافة نصر الله. وفي 23 تشرين الأول/أكتوبر نعى الحزب صفي الدين، مؤكداً أنه قضى كما سلفه، إضافة إلى عدد من «إخوانه المجاهدين» في غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت مطلع الشهر.
وظهر قاسم في ثلاث خطابات متلفزة منذ استشهاد حسن نصر الله، آخرها في 15 تشرين الأول/أكتوبر، وأكد حينها أنّ «الحلّ هو بوقف إطلاق النار» لكنه شدد على أن الحزب ماضٍ في معركته، وأن إسرائيل «ستُهزم» في هذه الحرب.
وعلى الصعيد الإسرائيلي، قال وزير الحرب في تل أبيب يوآف غالانت إن انتخاب نعيم قاسم أميناً عاما لحزب الله اللبناني خلفاً لحسن نصر الله، هو «تعيين مؤقت ولن يدوم طويلا» في إشارة إلى السعي لاغتياله. وأرفق غالانت صورة لقاسم في منشور له على منصة «إكس» مع عبارة «تعيين مؤقت.. لن يدوم طويلا».
وتعليق غالانت هو أول رد فعل إسرائيلي على انتخاب قاسم (71 عاماً) أمينا عاما لحزب الله خلفا لحسن نصر الله، فيما كانت إسرائيل قد أعلنت خلال الشهرين الماضيين اغتيال العشرات من القادة السياسيين والعسكريين الكبار في حزب الله.