الصحراء الغربية والهجرة السرية أبرز تحديات الدبلوماسية المغربية في العام 2006

حجم الخط
0

الصحراء الغربية والهجرة السرية أبرز تحديات الدبلوماسية المغربية في العام 2006

الصحراء الغربية والهجرة السرية أبرز تحديات الدبلوماسية المغربية في العام 2006مدريد ـ القدس العربي ـ من حسين مجدوبي: تواجه الدبلوماسية المغربية خلال سنة 2006 ملفات شائكة تتعلق أساسا بالقضايا الترابية، الصحراء بشكل رئيسي بعدما تلقي المغرب ضربة قوية من خلال اعتراف الأورغواي بالبوليزاريو قبل أسبوعين، علاوة علي ملف الهجرة السرية.ويصعب تحديد بانوراما بعض التطورات التي ستشهدها سنة 2006 علي المستوي العالمي لمعرفة مجال تحرك ومناورة الدبلوماسية المغربية في الملفات الشائكة التي ترهن تطور البلاد وتصيغ علاقاته مع الأطراف الأجنبية. في هذا الصدد، فالشريك الاقتصادي والسياسي الأول للمغرب، وهو الاتحاد الأوروبي، ترأسه ابتداء من الاول كانون الثاني/يناير الي غاية نهاية حزيران/يونيو المقبل النمسا التي لا يدخل المغرب العربي ضمن اهتماماتها. وفي الولايات المتحدة، تؤكد الدراسات والتحليلات التي تنشرها الدوريات المختصة وحتي الصحافة الجادة أن المحافظين المهيمنين في البيت الأبيض بزعامة الرئيس جورج بوش يرغبون في تغيير صورتهم بالدفاع عن الديمقراطية والحق في تقرير المصير لتفادي مزيد من سقوط صورة العم سام في أعين الرأي العام الدولي. ومن جهة أخري، يبدو أن الاتحاد الافريقي يحاول لعب دور مؤثر في قضايا القارة مثل دارفور أو نزاعات افريقيا الغربية ويرمي الي تنسيق مكثف مع باقي التكتلات الدولية ولاسيما الصاعدة منها، ولا يتردد في الاشارة الي ملف الصحراء بضغط من الجزائر رغم أن المغرب ليس عضوا في هذا الاتحاد. في حين أن أمريكا اللاتينية تنحو نحو اليسار.ملف الصحراء سنة 2006والتساؤل الذي يردده المراقبون، الي أي حد يمكن أن تؤثر بانوراما 2006 علي الملفات المغربية المطروحة دوليا وخاصة ملف الصحراء؟فقد سجلت 2005 تراجعا في هذه القضية التي يعتبرها المغاربة القضية الوطنية الأولي علي المستوي الدولي بعد إقدام دول من طينة كينيا والأورغواي وهي دول متوسطة التأثير علي الاعتراف بالبوليزاريو. كما سجلت مطالبة الكثير من الدول المغرب بحق تقرير مصير الشعب الصحراوي، علما أن الدول التي تعترف بالبوليزاريو تبرر عملها بما تصفه عدم احترام المغرب للشرعية الدولية من خلال رفض قبوله حق تقرير المصير . في أبريل المقبل، سيدرس مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة نزاع الصحراء، ويبدو أن البوليزاريو مصممة علي التأثير علي مجريات الملف من خلال فرض واقع جديد، بدأت فصوله مع حالة العصيان المدني النسبي التي تعيشها مدن الصحراء وخاصة العاصمة العيون من خلال استمرار التظاهرات المناهضة للتواجد المغربي. ويتوقع المهتمون أن البوليزاريو قد تراهن علي مواجهات مسلحة محدودة قبل نهاية مهمة المينورسو لحفظ السلام في محاولة لإجبار مجلس الأمن الدولي إجبار المغرب علي قبول مقترح تقرير المصير. وقد بدأ رئيس البوليزاريو محمد عبد العزيز بالضغط علي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لحماية سكان الصحراء من القمع المغربي حسبما جاء في بعض رسائله الأخيرة.ماذا سيكون موقف الأطراف الدولية؟ الاتحاد الأوروبي في كل المناسبات أعرب عن تأييده لحق تقرير المصير، وانتقال الرئاسة الدورية الي النمسا سيجعل الاتحاد يستمر في هذه السياسة بل بمعدل أكبر بسبب تعاطف النمسا مع الصحراويين.ومن جهة أخري، لا يمكن انتظار الكثير من منطقة أمريكا اللاتينية، فصعود اليسار في دول أمريكا اللاتينية لا يصب في مصلحة المغرب بل أن أبرز اسم سياسي الآن وهو هوغو تشابيس رئيس فنزويلا سبق وأن صرح أنه سيكون الناطق باسم البوليزاريو في محافل أمريكا اللاتينية والعالم. واعتراف الأورغواي التي يحكمها رئيس يساري، تابري منذ شهور معدودة بالبوليزاريو كدولة يدخل ضمن مساعي فنزويلا بتنسيق مع الجزائر.ومن جانب آخر، هناك شكوك قوية حول مدي دعم الادارة الأمريكية للمغرب. فتاريخيا، وقف المغرب الي جانب واشنطن خلال الحرب الباردة، ورغم تناوب الديمقراطيين والجمهوريين علي الحكم في البيت الأبيض لم يؤيدوا أبدا حق المغرب في استرجاع الصحراء بل تركوها بمثابة ورقة للتفاهم مع الجزائر بشأن احتياطاتها البترولية. عموما، يواجه المغرب سنة 2006 تحديات في ملف الصحراء إذا ما استطاع البوليزاريو فرض واقع جديد مهد له نسبيا من خلال العصيان في مدن الصحراء. وسيكون التحدي الكبير هو أنه في حالة مصادقة مجلس الأمن الدولي علي حق تقرير المصير بصفة نهائية للبوليزاريو، فهل يمتلك المغرب الوسائل الكفيلة بمنع انتقال الملف من الفصل السادس لميثاق الأمم المتحدة؟ أي الانتقال من مساعي الوساطة الي الفصل السابع من الميثاق الذي يتحدث عن وسائل إجبار الطرف الرافض للقرار الأممي.الهجرة السريةمن الملفات التي تواجده فيها الدبلوماسية المغربية تحديات كبري، تنطلق من ضغوط الاتحاد الأوروبي الي تنديدات الجمعيات الحقوقية الوطنية والدولية كما جري في شهر تشرين الاول/أكتوبر خلال عمليات ترحيل المهاجرين السريين في أعقاب عمليات اقتحام سبتة ومليلية. المغرب يجد نفسه بين المطرقة والسندان، فمن جهة الاتحاد الأوروبي يضغط دون تقديم مساعدات، ومن جهة أخري موجات الأفارقة الراغبين في اعتناق الحلم الأوروبي لا تتوقف عن الوصول الي المغرب. وتوجد أمام المغرب فرصة سانحة لمعالجة حقيقية لهذا الملف من خلال التقليل من خطورته خلال المدي القريب والمتوسط عبر القمة الأوروافريقية التي اقترحها رفقة اسبانيا لحل إشكالية الهجرة الافريقية التي ستجري أعمالها في المغرب خلال مايو المقبل. الي غاية الآن، ورغم حساسية الموقف، فالمغرب لم يتخذ خطوات واضحة للإعداد لهذه القمة من خلال بلورة برنامج واضح وزيارات الي الدول المصدرة للهجرة، وينضاف الي هذا أن النمسا لا تولي اهتماما كبيرا لمعالجة الهجرة القادمة من جنوب البحر الأبيض المتوسط بقدر ما تواجد هجرة أوروبا الشرقية والدول المنبثقة عن تفكك الاتحاد الأوروبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية