حنه كتسير ابنة الـ 78، التي اختطفت من بيتها في “كيبوتس نير عوز” وتحررت في صفقة المخطوفين الأولى بعد 49 يوماً في أسر حماس، رحلت إلى عالمها هذا الأسبوع. “قلبها لم يحتمل المعاناة الرهيبة منذ 7 أكتوبر”، قالت ابنتها، كرنيت بالتي كتسير. رئيس الوزراء نتنياهو، أعرب عن حزنه على موت كتسير، وأضاف بأنه “ملتزم بعمل كل شيء ومواصلة العمل” إلى أن يعود كل المخطوفين. أحقاً؟
لإعادة المخطوفين، على نتنياهو أن يوقف الحرب في قطاع غزة، ويأمر الجيش الانسحاب، لكنه غير مستعد لذلك. في مقابلة مع “وول ستريت جورنال” هذا الأسبوع، أعلن رئيس الوزراء بأنه لن يوافق على صفقة مخطوفين تنهي الحرب ما بقيت حماس في الحكم في القطاع. فما بالك مع وجود نقاط خلاف أخرى، تعرقل حتى صفقة جزئية (انسحاب كامل من معظم محور فيلادلفيا، مسألة مروان البرغوثي وهوية السجناء الفلسطينيين الذين سيتحررون)، بحيث إن “الالتزام” الذي يعرب عنه نتنياهو هو في واقع الأمر التزام من الشفة إلى الخارج.
في الواقع، عاد الفريق الإسرائيلي من قطر، وتواصل عائلات المخطوفين التخمين ما إذا كانت الاتصالات انهارت، أم أن عليها وعلى أعزائها الذين يذوون في الأسر مواصلة العذاب حتى ترسيم الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب في 20 كانون الثاني. في كل مرة يكون فيها أمل حقيقي في عقد صفقة، تنكشف أسماء سرية جديدة – من “محور فيلادلفيا حتى “ترسيم ترامب” التي تصبح سبباً للتأخير. قدر كبير من الإبداعية لإخفاء السبب الحقيقي: بقاء نتنياهو السياسي وتخوفه من تفكيك بن غفير وسموتريتش للائتلاف.
ثمة تقرير يبين جملة التنكيلات التي اجتازها المخطوفون الذين تحرروا في الصفقة الأولى وفي عملية الإنقاذ توفر تذكيراً بالجحيم الذي يعيشه المخطوفون المتبقون. التقرير يبسط؛ شهادات مفصلة عن المعاملة القاسية التي تعرض لها المخطوفون: تنكيل جسدي ونفسي، تجويع، منع العلاج الطبي، تعذيب وإهانات، اعتداءات جنسية ضد نساء ورجال وقاصرين. وتندرج في التقرير شهادات عن أن حراساً فلسطينيين أحدثوا حروقاً في أجساد المخطوفين على سبيل وسمهم.
محظور إشاحة النظر عن الحقيقة: أي تأخير إعادة المخطوفين معناه ترك 100 المخطوفين لعذابات حتى الموت. كما أنه محظور انتظار ترامب لإنهاء الصفقة مع حماس. لقد أثبت نتنياهو بأنه عندما يريد عقد صفقة فإنه يفعل هذا حتى بثمن وقف الحرب والعودة إلى الواقع البعيد عن أن يكون مثالياً، مثلما في الشمال.
لقد حان الوقت لوضع حد لهذا الكابوس: وقف الحرب في قطاع غزة مقابل إعادة كل المخطوفين.
أسرة التحرير
هآرتس 26/12/2024
السؤال جميل جدا، من يصدق هذا المجرم، الجواب بسيط جدا، الذي يصدق هذا السفاح هم العرب لا غير .