الصين تضيف التلوث الي صادراتها لدول العالم

حجم الخط
0

الصين تضيف التلوث الي صادراتها لدول العالم

مع تدفق بقعة زيت سامة الي روسياالصين تضيف التلوث الي صادراتها لدول العالمبكين ـ من ايما غراهام هاريسون: من الواضح أن المشكلات البيئية للصين انتقلت عبر حدودها مع تدفق بقعة زيت سامة الي روسيا في كانون الاول (ديسمبر) ولكن صادرات التلوث أصبحت بكثرة عدد القمصان الرياضية الرخيصة لهذه القوة الاقتصادية الهائلة.بدأ زعماء البلاد لتوهم في مواجهة العواقب السياسية في الداخل بعد سنوات من السعي للتوسع الاقتصادي بأي ثمن تقريبا. ومن المشكلات الشائعة التي تعاني منها بيئة الصين والدول المجاورة المياه القذرة أو ندرة المياه والهواء الخانق والمخلفات المتدفقة من المصانع.ولكن الاثر الدولي لمشكلات الصين لم يعتبر الا في حالات نادرة مدعاة للقلق بالنسبة للقيادة الصينية. فقد استغرقت الصين أياما لابلاغ روسيا بأن انفجارا في مصنع للبتروكيماويات أدي الي تدفق مئة طن من مركبات البنزول السامة الي فرع من فروع نهر أمور. ويجثم الدخان فوق المحيط الهادي متجها الي الساحل الغربي من الولايات المتحدة وهناك أمطار حمضية في كوريا الجنوبية واليابان وتدمر الغابات في مناطق تمتد حتي افريقيا. هذه من بين الصادرات السلبية الاخري التي يقول خبراء انها قد تخيم علي امال الصين في أن ينظر لها علي أنها قوة عالمية مسؤولة. وقال ما تشونغ نائب عميد كلية البيئة والموارد الطبيعية في جامعة رنمين في الوقت الراهن لم يدرك كبار الزعماء في الصين مدي الاهمية التي يمكن أن تكون عليها الصراعات البيئية من حيث العلاقات الدولية .وأضاف انهم أكثر اهتماما بالعلاقات الاقتصادية والاجتماعية .أما بالنسبة للدول المجاورة للصين فان العناصر الثلاثة متداخلة بشكل دائم. ويعيش تقريبا نصف سكان العالم في أحواض الانهار التي تقع منابعها في الصين كما يقول ليو هورن وهو مستشار بادارة التنمية الدولية في بريطانيا. ومن بينها بعض من أعظم الانهار في اسيا مثل نهري ميكونج واندوس.وبالرغم من أن هذين النهرين أفلتا من التلوث الذي تعاني منه الممرات المائية المحلية مثل نهر يانجتسي فان بكين بدأت بالفعل في النزاع مع جيرانها منذ سنوات حول خطط لاقامة سدود. وقد يكون الاسوأ قادما. قال ما جون مؤلف كتاب (أزمة المياه في الصين) ليست تلك (الانهار) هي الاكثر تلوثا في البلاد…ولكن مجرد حجم توسعنا الاقتصادي يعني أنه في المناطق النائية ستزيد الانشطة وستزيد المشكلات سوءا .ويقول علماء ان عدم تحمس الصين للتضحية بالنمو مقابل بيئة أنظف يسبب مشكلات حتي في أماكن أبعد اذ أن بعض الدخان الصناعي الذي يغلف مدنها يتحول الي هواء قذر بامتداد السواحل الغربية للامريكتين. ولكن الموقف السابق الذي يري أن الغرض من الموارد هو زيادة النمو فحسب وان حماية البيئة ترف برجوازي بدأ يتغير. فقد تعهد كبار الزعماء مؤخرا بمعالجة الوضع البيئي المفجع للبلاد ووضع فاعلية الطاقة في مخططاتهم الاقتصادية خلال السنوات الخمس القادمة وموازنة التكلفة المالية للتلوث. ولكن بالنسبة لبعض الدول فان مشكلاتها بدأت عندما تحولت الصين الي معالجة هذا الدمار في الداخل. فرضت الصين حظرا علي أغلب ممارسات قطع الاشجار في أواخر التسعينات بعد اتضاح أن ازالة الغابات هو العامل الرئيسي وراء الفيضانات الهائلة التي تضرر منها نحو خمس سكان البلاد وتسببت في خسائر حجمها مليارات الدولارات. وأغلقت غاباتها في وقت زادت فيه الرغبة الجامحة في صناعة المنتجات الخشبية بين الاثرياء الجدد وتوسعت صادرات الاثاث. وأدي هذا الاجراء الي جعل الشركات الصينية تلجأ الي ميانمار (بورما سابقا) في حين توجه المشترون الي ليبيريا واندونيسيا. وقالت سوزان كمبل التي تعمل في منظمة جلوبال ويتنس غير الحكومية زادت الصين من استخدامها المحلي وزادت من الصادرات ولديها عدد محدود من الاشجار التي يمكن قطعها بشكل مشروع فيمكنكم ان تلمسوا الوضع بأنفسكم . وأضافت انها تصدر مشكلات ازالة الغابات للدول التي عادة ما تتمتع بسيطرة أقل أو غير مستقرة سياسيا .وأضافت أنه في العام الماضي عبر نحو مليون متر مكعب من الاخشاب الحدود بشكل غير مشروع من مناطق في شمال ميانمار التي تعد واحدة من أكثر المناطق تنوعا من الناحية البيئية في العالم. حتي عندما لا تكون الصين تحصل علي موارد دول أخري بشكل مباشر فان شركاتها التي تجوب الكرة الارضية بحثا عن الطاقة والمعادن يمكنها أن تحدث دمارا بسبب المناجم التي لا تلقي ادارة جيدة أو بسبب الحفر. وقال ما المقيم في بكين هناك افتقار الي الاعتبار الدائم للقضايا البيئية في القرارات التجارية والاستثمارية في الصين .ويقول مدافعون عن البيئة يأملون في أن يساعد ضغط المستهلكين الي اجبار الشركات علي مراعاة الجوانب البيئية انه يجب ألا يلقي بكل اللوم علي الصين في التلوث الذي يسببه المستوي العالي من التصنيع داخل حدودها بما أن الكثير من المنتجات مصممة للاسواق الغربية. وأضاف ما الصين الان هي ورشة العالم وفي حين أن الغربيين يتمتعون بسلع رخيصة… فاننا نلقي كل المخلفات في أفنيتنا وفي أنهارنا . ومضي يقول المستهلكون يتحملون جزءا من المسؤولية في هذا الامر . (رويترز)4

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية