الطبيب أبو صفية يسير إلى اعتقاله مرفوع الرأس.. وسكان شمال غزة يروون قصص الإجبار على التعري والإعدامات الميدانية

أشرف الهور
حجم الخط
4

غزة- “القدس العربي”:

لاقت عملية اعتقال الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، شمالي قطاع غزة، على يد قوات الاحتلال، بعد اقتحامها المشفى، تفاعلا كبيرا بين سكان القطاع، بعد أن ظهر في صورة توضح ذهابه إلى المجهول، في الوقت الذي أكد فيه شهود عيان اقتراف قوات الاحتلال إعدامات ميدانية طالت المدنيين خلال رحلة النزوح الأخيرة، علاوة على إجبارها رجالا ونساء على خلع الملابس عند نقاط التفتيش.

اعتقال الطبيب الشجاع

في مشهد مؤثر، عبّر عن كم الوجع الذي أصاب الطاقم الطبي والمرضى في ذلك المشفى، ظهر الدكتور أبو صفية وهو يرتدي الرداء الطبي، ويخرج من المشفى ويسير في شارع مدمر بنهايته تقف دبابات إسرائيلية، وذلك بعد أن طالبته قوات الاحتلال بتسليم نفسه، حيث قامت باعتقاله من تلك المنطقة، ونقلته إلى منطقة مجهولة.

وقد أظهرت الصورة أيضا حجم الدمار الكبير الذي لحق بمحيط المشفى جراء التدمير الممنهج الذي مارسته قوات الاحتلال خلال الفترة الماضية، وطال جميع منازل الحي في تلك المنطقة.

ولاقت عملية اعتقال أبو صفية تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتداول المواطنون على صفحاتهم صورا سابقا للدكتور خلال عمله، وأخرى وهو يودع نجله الذي استشهد في اجتياح سابق للمشفى، وأخرى وهو في طريق الاعتقال، كما شارك المواطنون صورا كاريكاتورية تظهر شجاعة هذا الطبيب، خاصة عند خروجه من المشفى صوب الدبابات.

وكتب محمد العجلة: “الطبيب حسام أبو صفية، صمد في مهمته الإنسانية كطبيب، ارتقى ابنه، وأصيب لكنه عاند جراحه وصمم على مواصلة أداء مهمته، الحرية للدكتور حسام أبو صفية”.

أما فاطمة عاشور، فكتبت: “انا متخيله تماما بشو ممكن يكون بيفكر، ويا الله شو صعب الي بيفكر فيه، الله يحميك يا دكتور حسام و يجازيك خير أنت و كل الكادر الطبي و كادر الدفاع المدني”. أما ماري ثابت فكتبت: “تحدثوا عن الدكتور حسام ابو صفية، أوصلوا للعالم صوته، لقد رفض التخلي عن المرضى لآخر ثانية، فهل نتخلى عنه تحدثوا عنه في كل مكان”.

أما فادي عاروري فكتب معلقا على صورة الاعتقال: “المناضل الدكتور حسام أبو صفية  في طريقه للمجهول”. وكتبت شيرين خليفة: “منذ بداية الحرب وهو يقف كالجبل الشامخ ما هزه القصف ولا أثناه الموت الموزع شمال القطاع، طبيب أوفى للقسم،  وها هو أسير دون ذنب سوى الوفاء للقسم”، أما ريما رشيد، فعلقت على ذلك بكتابة تدوينة جاء فيها: “جبل الشمال الدكتور حسام أبو صفية”، وقد وضعت صورته لحظة اعتقاله.

إجبار على التعري

وسلطت حادثة اعتقال الدكتور حسام أبو صفية، الضوء على ما عاشه سكان قطاع غزة والمرضى والمصابون خلال الأيام الأخيرة، بعد الاقتحام الأخير لستشفى كمال عدوان، حيث اضطر المرضى ومرافقوهم والطواقم الطبية بعد خضوعهم لتحقيق ميداني، إلى السير مسافة طويلة سيرا على الأقدام وهم عراة رغم تدني درجات الحرارة، حيث وثقت ذلك عدسات جنود الاحتلال.

وأظهرت الصور حجم الألم الذي لحق بهم، وقد تحدث الكثير منهم عن رحلة العذاب الأخيرة، والتي تهدف من ورائها قوات الاحتلال إلى إخلاء بلدات شمال قطاع غزة بالكامل من السكان، ضمن الخطة العسكرية الموضوعة مسبقا، والتي تهدف إلى تعزيز الاستيطان لاحقا.

وظهرت الطبيبة أحلام المصري، التي كانت تعمل في المشفى في مقطع مصور وهي تروي ما تعرضت له وزميلاتها من إذلال على أيدي قوات الاحتلال، حيث طُلب منهن خلع حجابهن، وتعرضن للضرب واللطم على الوجه بعد رفض ذلك، وأجبرن على رفع الملابس تحت تهديد السلاح، ومن ثم استجوابهن في تحقيق ميداني قاس. وقالت إن الضابط هددها بالقتل خلال التحقيق، وتحدثت عن رحلة النزوح من بلدة بيت لاهيا حتى الوصول إلى غرب مدينة غزة.

وتحدث أحد الشبان في مقطع مصور انتشر على مواقع التواصل، عن إجبار جنود الاحتلال عند منطقة تفتيش، إحدى الفتيات على خلع ملابسها، فيما أكد شهود عيان أن جنود الاحتلال نفذوا إعدامات ميدانية بحق مدنيين في محيط مستشفى كمال عدوان، وأنهم أعدموا رجلا بالرصاص، رغم أنه كان يرفع بيده راية بيضاء.

إعدامات ميدانية

وقال أحد الناجين لـ”القدس العربي”، وطلب عدم ذكر اسمه، بعد وصوله إلى منطقة بعيدة عن عملية التوغل البري، إنه على مدار رحلة الخروج من منطقة سكنه في بلدة بيت لاهيا، حتى الوصول إلى المكان الذي يتواجد فيه، ومن حوله الدبابات الإسرائيلية وأمامهم على أعلى البنايات جنود القناصة، كان يظن كل لحظة أنه سيقتل لا محالة، وتحدث عن دمار كبير طال المباني في مناطق التوغل البري، بشكل لم يكن خلال آخر مرة شاهد فيها مباني الأحياء السكنية في بلدة بيت لاهيا وأطراف مخيم جباليا، علاوة على مشاهدة جثث ضحايا في الشوارع.

وفي السياق، نقل المرصد الأورمتوسطي عن مسعف متطوع كان يعمل في مشفى كمال عدوان شهادته التي تحدث فيها عن رحلة النزوح القسري. حيث أكد “ع. ع” (41 عاما)، أنه وآخرين محاصرين معه، اضطروا للخروج قبل تفجير الاحتلال روبوتات مفخخة.

وعن رحلة الخروج، قال إن جيش الاحتلال أعدم طفلا يعاني من اضطرابات نفسية، بمجرد أن بدأ بالجري نحو الدبابة الإسرائيلية، وقال أيضا وهو يصف ما فعله الجنود: “كان هناك ناقلة جند ودبابة في المكان، نادى أحد الجنود علينا، وطلب منا التجمع في مكان بالمنطقة، كان معنا 5 مصابين، وطُلب منهم التحرك أمام الدبابة، فجأة أطلقوا النار تجاههم بشكل مباشر، دون أي سؤال وقتلوهم، ثم نادوا علينا وطلبوا منّا التوقف قرب الدبابة، واعتقدت حينها أنها ستدوسنا”.

وقالت إحدى النساء اللاتي طردهن الجيش من المنطقة لفريق الأورومتوسطي: “أجبر أحد الجنود ممرضة على خلع بنطالها، ثم وضع يده عليها، وعندما حاولت التصدي له، ضربها بقوة على وجهها، ما أدى إلى إصابتها بنزيف في الأنف”ز وأفادت إحدى النساء أن أحد الجنود قال لامرأة كانت معهم: “اخلعي أو سنخلعك بالقوة”.

وفي حادثة أخرى، رفضت إحدى النساء خلع حجابها، فاعتدى عليها أحد الجنود بتمزيق عباءتها، ما أدى إلى كشف جزء من جسدها”، وتحدثت إحدى النساء عن تعرضها للسحل من أحد الجنود، حيث أجبرها على الالتصاق به قائلا: “اخلعي الآن”، مع توجيه كلمات بذيئة إليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    أكثر من 1000 طبيب وممرض قتلتهم عصابة الشر الصهيو نازية الأمريكية البريطانية الغربية الحاقدة على الفلسطينيين منذ 1948 ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒💣🔥

  2. يقول الله يجيبك يا طولة البال:

    كل التحية للدكتور الراقي الشجاع حسام ابو صفية.
    أتحدى ان يجروء اي مسؤول عربي بالتدخل لدى إدارة بايدن لطلب إخلاء سبيله وإرجاعه إلى أولاده.
    اتحدي.

    1. يقول فصل الخطاب:

      نسأل الله له السلامة من شر الصهاينة الملاعنة الذين يستأسدون على أبناء فلسطين الشرعيين فيقتلونهم ويهدمون منازلهم بغير وجه حق منذ 1948 وإلى يوم الناس هذا بدعم أمريكي بريطاني وغربي غادر حاقد جبان سارق لأرض فلسطين 😓🤲

  3. يقول فصل الخطاب:

    عصابة بنغفير وسموتريتش و على رأسهم سفاح غزة النتن المقبور بإذن المنتقم الجبار الذي سينتقم لدماء أطفال غزة العزة من عصابة الشرذمة الصهيو نازية الفاشية الحقيرة النتنة المدعومة بالسلاح الأمريكي والأوروبي القذر الذي يعربد تقتيلا بالفلسطينيين منذ 1948 ✌️🇵🇸☹️☝️🔥🐒💣🚀

اشترك في قائمتنا البريدية