بغداد ـ «القدس العربي»: فقد رئيس الوزراء العراقي، زعيم ائتلاف «النصر»، حيدر العبادي، فرصته في تمديد الولاية له بالمنصب، بعد خسارته دعم زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، على خلفية تعاطي الحكومة مع الأزمة في محافظة البصرة الجنوبية.
ولم يفلح العبادي في إقناع الصدر، الداعم الأبرز لتحالف «سائرون»، وحلفائه في «تحالف النواة»، بأن أزمة البصرة التي تفاقمت في الأيام الأخيرة لا تتعلق بـ«سوء الأداء الحكومي»، الأمر الذي دفع حلفاءه وخصومه للاتفاق على المطالبة بإقالة الحكومة.
وعقب تلك المطالبات لم يتضح بعد موقف تحالف «النصر»، المنقسم إلى فريقين، من البقاء ضمن «النواة» أم مغادرة التحالف الرباعي والانضمام لفريق «الفتح ـ دولة القانون».
ووسط ذلك، علمت «القدس العربي» من مصدر مطلع في تحالف «الفتح، بزعامة هادي العامري، أن «هناك تحركات تجري حالياً بين الفتح وسائرون، بهدف تشكيل تحالف يجمعهما مع حلفائهما في الكتلة الأكبر».
ووفقاً للمصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن «سائرون لن يدعم تولي العبادي ولاية ثانية، انطلاقاً من مقولة المرجعية الدينية (السيستاني) المجرب لا يجرب، إضافة إلى تعاطي الحكومة مع أزمة البصرة».
وأضاف: «المفاوضات جارية حتى الآن ولم تتضح بعد نتائجها»، مبيناً أن «الأمر يحتاج إلى وقت، وقد يعلن قبل جلسة مجلس النواب المقررة في 15 أيلول/ سبتمبر الجاري».
وسبق لزعيم التيار الصدري أن أصدر بيانا حدد فيه عدّة نقاط لحل أزمة البصرة.
وتضمن بيان الصدر الدعوة إلى «الإسراع بتشكيل الحكومة وفقاً لاسس جديدة وبوجوه جديدة، فالمجرب لا يجرب». وطرح مبادرة تستند على «توافق الكتل» تتمثل بـ«ترشيح ثلاثة أسماء وطنية وفق شروط وضوابط وطنية لرئاسة الوزراء، ويخول أحدهم بتشكيل الكابينة الوزارية من دون محاصصة او تدخل بعمله لتكون حكومة أمنية خدمية بحتة بعيدة عن التدخلات الطائفية والحزبية».
وفي موقف لافت للنظر، سارع الأمين العام لعصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، إلى تأييد بيان الصدر، ووصفه بأنه «ينسجم مع بادرة الفتح لاختيار رئيس الوزراء والكابينة الوزارية».
وقال في تغريدة له على صفحته في «تويتر» إن «البيان الأخير للسيد مقتدى الصدر جاء بالوقت المناسب لمعالجة الأوضاع الحالية»، مبينا أن البيان «ينسجم مع مبادرة الفتح في الاحتكام الى شروط المرجعية في اختيار رئيس الوزراء والكابينة الوزارية».
وأضاف أن «توافق الفتح وسائرون يعني استقرار العراق ونجاح الحكومة القادمة في تلبية مطاليب الشعب»، مشيرا إلى أنه «لن يصح إلا الصحيح». (تفاصيل ص 2)