العراق: الصدر يقود حملة لجمع توقيعات تطالب مجلس الأمن بوقف الحرب على غزّة

مشرق ريسان
حجم الخط
4

بغداد ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي تبنّى فيه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، حمّلة لجمع توقيعات تطالب، الدول العربية والإسلامية، بالضغط على مجلس الأمن لإصدار قرار فوري مُلزم بوقف إطلاق النار في غزّة المحاصر، ندّد سياسيون ورجال دين عراقيون بمواصلة سلطات الاحتلال ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، آخرها استهداف مدرسة «التابعين» في القطاع.
وقال الصدر في وثيقة مذيلة بتوقيعه: «أطالب الحكومات العربية والإسلامية والدول المعتدلة والمحبة للسلام، بالضغط على أعضاء مجلس الأمن الذي سينعقد خلال الأيام المقبلة بطلب من الدولة الشقيقة الجزائر ومطالبتهم بإصدار قرارات ملزمة وفورية لوقف انتهاكات حقوق الإنسان وقتل الأبرياء في غزة الحبيبة، ومطالبة (العدو الصهيوني) بوقف فوري لأطلاق النار دون قيد أو شرط».

جريمة مروعة

وأضاف: «كل ذلك يمثل ضمير الأمم والشعوب الحرة».
وفجر السبت، استشهد نحو 100 مدني فلسطيني كانوا يحتمون داخل مدرسة في مدينة غزة جراء غارة جوية نفذها الاحتلال.
وخلّف الاستهداف موجة من ردود الفعل الغاضبة في العراق، إذ دعا رجل الدين الشيعي البارز علي السيستاني، الشعوب الإسلامية إلى التكاتف والتلاحم للضغط في اتجاه وقف حرب الإبادة في غزة.
وذكر في بيان صحافي، إنه «مرة أخرى ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة كبرى في قطاع غزة الأبية باستهداف من تؤويهم (مدرسة التابعين) من النازحين والمشرَّدين، أدّت إلى سقوط أعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء بين شهيد وجريح، في جريمة مروعة تضاف إلى سلسلة جرائمه المتواصلة منذ ما يزيد على عشرة أشهر».
هذه الجرائم، «اشتملت في المدة الأخيرة على عمليات اغتيال غادرة استهدفت قيادات بارزة في مقاومة الاحتلال وأدّت إلى استشهاد عدد منهم، وقد خرق بها الاحتلال سيادة عدد من دول المنطقة، وزاد بذلك مخاطر وقوع مصادمات كبرى، تتسبب لو حدثت ـ لا سمح الله ـ في نتائج كارثية على مختلف دول هذه المنطقة وشعوبها».
ولفت إلى أن «الكلمات تقصر عن إدانة هذه الجرائم النكراء التي باءت بآثامها وحوش بشرية تجرّدوا من كل القيم الإنسانية والمبادئ السامية، ومن المؤسف أنهم يحظون بدعم غير محدود من عدد من الدول الكبرى يمنع من أن تطبق عليهم القوانين الدولية الخاصة بمرتكبي الجرائم ضد الإنسانية».
ودعا، «العالم ـ مرة أخرى ـ للوقوف في وجه هذا التوحش الفظيع ومنع تمادي قوات الاحتلال عن تنفيذ مخططاتها لإلحاق مزيد من الأذى بالشعب الفلسطيني المظلوم، كما ندعو الشعوب الإسلامية – خاصة – الى التكاتف والتلاحم للضغط في اتجاه وقف حرب الإبادة في غزة العزيزة وتقديم مزيد من العون إلى أهلها الكرام».
أما رجل الدين الشيعي بشير النجفي، فقال في بيان: «ندين ونستنكر بأشد العبارات الاعتداءات الغادرة على الشعب الفلسطيني خصوصاً اعتداء (فجر السبت) على مصلين في بيت من بيوت الله في غزة الصامدة، والذي ذهب ضحيته عدد كبير من ‏الشهداء والجرحى ظلما وعدوانا. وما ذلك إِلا استمرار لمنهج الغدر والعدوان على الشعوب ‏والأُوطان». ‏
وأشار أيضاً إلى «الاعتداء السافر على جمهورية إِيران الإسلامية الذي تم من خلال انتهاك سيادتها ‏باغتيال القيادي المقاوم إِسماعيل هنية، وسبقها اعتداءات على الأَراضي اللبنانية والسورية واليمنية ‏وغيرها، وقد راح ضحيتها العديد من الشهداء والجرحى وفي طليعتهم الشهيد القائد السيد فؤاد ‏شكر». ‏

سياسيون ورجال دين ينددون بمجزرة مدرسة «التابعين»: الاحتلال لن يتوقف إلا بردع حاسم

وأضاف: «كما ورافق ذلك الانتهاكات الصارخة لكل القيم والقوانين السماوية والوضعية بالتجويع والتهجير ‏والترهيب وقتل الأطفال والنساء استهتاراً بالإنسان والإنسانية».
وذكّر النجفي الدول والمنظمات التي قال بأنها «ترفع شعارات حقوق الإنسان» أنه «لا قيمة لما عملتم عليه من قوانين ‏وإجراءات، طالما لم يكن لكم موقف حاسم بردع الظالم المغتصب ونصرة المظلوم» مستدركاً بالقول: «نشد على أيدي المسلمين بالعمل الجاد على إزالة هذا الكيان الغاصب من أرض فلسطين وبلاد ‏الإِسلام».‏
سياسياً، أكد رئيس «تيار الحكمة الوطني» عمار الحكيم، أن الجريمة الجديدة التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة انتهاك للقيم الإنسانية.
وقال في بيان صحافي: «بأشدّ عبارات الشجب والاستنكار ندين المجزرة الوحشية الجديدة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني باستهداف المصلين عند أدائهم صلاة الفجر بحي الدرج في قطاع غزة المنكوب، مخلفاً أكثر من مئة شهيد وأضعافهم من الجرحى في صفوف المصلين والأبرياء النازحين».
وأضاف أن «هذه المجزرة تضاف الى سجل الجيش الصهيوني الحافل بالدموية النكراء» لافتاً الى أن «هذه البشاعة والإجرام تدل على إصرار هذا الكيان المتغطرس بانتهاك القيم الإنسانية، وعدم الاكتراث للإدانات والمناشدات الدولية المطالبة بإيقاف المجازر وحرب الإبادة الجماعية التي تنفذها آلته العسكرية براً وجواً وبحراً ضد شعبنا المظلوم في غزة».
أما المكتب السياسي لحزب «الدعوة الإسلامية» بزعامة نوري المالكي، فعدّ استهداف المصلين في مدرسة التابعين يمثل جريمة نكراء تضاف إلى السجل الإجرامي للكيان الصهيوني.
وأوضح في بيان «لم يعد الصمت المريب على المجازر الصهيونية من قبل الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم مقبولا، بل هو دعم وتشجيع لقوات الكيان الغاصب في المضي بالقتل والإجرام اليومي في غزة الجريحة المظلومة، وهي تستصرخ الضمائر الحية في إيقاف آلة القتل الهمجية التي تحصد أرواح الأبرياء العزل».
ورأى أن «استهداف المصلين فجرا في (مدرسة التابعين) للنازحين في حي الدرج وسط غزة وقتل أكثر من مئة مصل بدم بارد، جريمة نكراء تضاف إلى السجل الإرهابي والإجرامي لهذا الكيان الغاصب المستزرع في أحشاء المنطقة الذي فاق النازية في الإبادة الجماعية، كما أن الداعمين لهذا الكيان هم شركاؤه في هذا الإجرام والانتهاك المريع لحقوق الإنسان وتجاوز المعاهدات والمواثيق الدولية».
وتساءل عن «مواقف المجامع الفقهية ومجالس علماء المسلمين، فمتى يبرئون ذمتهم أمام الله؟ ومتى تنتفض غيرتهم على مقتل المظلومين؟».
وأشاد الحزب بموقف المرجع الشيعي علي السيستاني الذي قال إنه «وضع الجميع أمام مسؤولياتهم الإنسانية والإسلامية، وأكد على نهوض المنظمات الدولية بدورها ووظيفتها إزاء ما يجري من الظلم الفظيع والقتل اليومي للشعب الفلسطيني الجريح».
وفي الوقت الذي استنكر فيه الحزب «الجريمة الإرهابية المروعة» دعا إلى «احتجاجات عارمة في كل الدول العربية والإسلامية والعواصم الأوروبية، وإطلاق صرخات منددة تطالب بإنهاء القتل المجنون الذي تستمر عليه القيادة الصهيونية والضغط على مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار ملزم بهذا الصدد».
في الأثناء، أكد الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، أن المجازر المُروعة التي يرتكبها أعداء الإنسانية الصهاينة في غزّة العز والصمود، ما هي إلّا دليل دامغ على الإجرام والغطرسة والعنجهية.
وقال في «تدوينة» له، إن «المجازر المُروعة التي يرتكبها أعداء الإنسانية الصهاينة في غزّة العز والصمود، ما هي إلّا دليل دامغ على الإجرام والغطرسة والعنجهية، التي تجسدت بأبشع صورها في هؤلاء الشرذمة الممقوتة، التي استحلت ما حرمه الله تعالى، وحرمته القوانين والأعراف الدولية أيضاً».

سلسلة مجازر

وأضاف أن «الجريمة التي قامت بها آلة القتل الصهيونية (فجر السبت) في مدرسة التابعين في فلسطين الحبيبة، تقع ضمن سلسلة المجازر المستمرة، التي كشفت للعالم أجمع، الوجه الحقيقيّ القبيح لهذا الكيان المسخ» حسب قوله.
ودعا الخزعلي، جميع الأحرار والمقاومين في العالم، إلى «التصدي والوقوف بحزم، للضغط على هذا الكيان الغاشم، من أجل وقف حربه وإجرامه بحق الشعب الفلسطينيّ، وكذلك ندعو كل الدول والمنظمات والجمعيات الدولية، لأخذ دورها الذي كتبته على نفسها، بحفظ الحقوق الطبيعية لشعبنا الفلسطينيّ، مثله مثل أي شعب من شعوب العالم الأُخرى».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول AR:

    صار الصدر رقيق حساس قد نسمع انه يدعو لاضاءة الشموع مساءا تضامنا مع غزة كما لو اننا بايسلندا!! عجبي لمن ملأ العالم صراخا لامور تافهه فأذا جد الجد، اصبح حملا وديعا يجمع التواقيع للمطالبة مجلس الامن وقف الحرب

  2. يقول Hasson:

    احتفال غير رسمي بالحدث لاستنشاق الهواء من خلال كلمات الإدانة النارية هذه والبدء مرة أخرى لتكون جاهزًا للإدانة

  3. يقول كريم إلياس /غزة الجريحة:

    جمع التوفيعات لوقف محرقة غزة..!! حقيقة شر البلية ما يِضحك.!؟ أهذا ما تنتظره غزة منكم و من غيركم ..جمع التوفيعات! و كأننا نريد خوض غمار ألإنتخابات.

  4. يقول تاريخ حروب الغرب وأتباعهم:

    اطلق حمامة السلام البيضاء!

اشترك في قائمتنا البريدية