بغداد ـ «القدس العربي»: دعا ممثل العراق لدى مجلس الأمن الدولي، عباس كاظم عبيد، دول المجلس إلى إنقاذ الشعب الفلسطيني ووقف العدوان وإيصال المساعدات الإنسانية والتحقيق في الانتهاكات ومساءلة قوات الاحتلال، حاثّاً على وجوب إنهاء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وانسحاب قوات الاحتلال من الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري.
وألقى القائم بأعمال الممثلية الدائمة لجمهورية العراق لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عباس كاظم عبيد، بيان المجموعة العربية خلال عقد مجلس الأمن جلسة رسمية على المستوى الوزاري بشأن «الحالة في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية» برئاسة وزير خارجية روسيا الاتحادية، التي تترأس المجلس لهذا الشهر.
وأشار الدبلوماسي العراقي إلى «حجم الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في عدوانها على غزة، واستهدافها للبنى التحتية والمنازل ودور العبادة» داعياً مجلس الأمن إلى «تنفيذ قراراته لإنقاذ الشعب الفلسطيني بوقف العدوان وإيصال المساعدات الإنسانية والتحقيق في الانتهاكات ومساءلة قوات الاحتلال».
وأعرب عن تقديره لـ«جميع الدول التي اعترفت بدولة فلسطين وصوتت لصالح منحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة» مدينا في الوقت عينه «الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وطالب بانسحاب قوات الاحتلال من الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري».
كما ألقى الدبلوماسي العراقي بيان العراق خلال الجلسة، أكد فيه أنه «رغم العديد من قرارات الشرعية الدولية التي طالبت بوضع حد للانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن هذا الكيان الغاصب يتجاهلها دون رادع أو محاسبة، بل يجد ذرائع باطلة للدفاع عن هذه الجرائم».
وأوضح أن «قوات الاحتلال اتخذت مسار الانتقام والإبادة الجماعية، وهو ما تؤكده الأرقام المرعبة للضحايا وحجم الدمار الذي خلفه هذا العدوان» مطالباً مجلس الأمن بـ«ممارسة مسؤولياته القانونية والأخلاقية والعمل على وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية، وإلزام قوات الاحتلال بالانسحاب من الأراضي المحتلة، وعودة النازحين، وإعادة إعمار ما خلفه العدوان، ومنح الشعب الفلسطيني كافة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». ولفت أيضاً إلى «المساعدات التي قدمتها حكومة العراق لدعم الشعب الفلسطيني في إيصال المساعدات الإنسانية».
طالب بانسحاب الاحتلال من الجولان والأراضي العربية المحتلة
وأكد أهمية «التعددية كوسيلة لتحقيق المساواة بين الدول وحل المشكلات الدولية» منوهاً أن «التعددية تعتبر أساسًا مهمًا لتعزيز ودعم ركائز الأمم المتحدة الثلاث: السلم والأمن وحقوق الإنسان والتنمية. كما تساعد التعددية في إيجاد حلول جماعية للمشاكل العالمية، حيث تعكس التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء بدلاً من الاعتماد على المسارات الأحادية والثنائية».
وأشار إلى أن «رغم مزايا قيم التعددية، فإن هناك توجهات حالية قد تبتعد عن هذه القيم، مما يؤدي إلى تفاقم النزاعات الإقليمية والدولية» مضيفاً إن «العالم اليوم أصبح أكثر تواصلاً بفضل التطور التكنولوجي، وأن التحديات المعاصرة أصبحت أكثر تعقيداً، مما يزيد من صعوبة مهمة المنظمات الدولية وأجهزتها في حفظ السلم والأمن».
ورأى أن «الحلول الممكنة لتعزيز التعددية تشمل إصلاح المنظمات الدولية وزيادة فعاليتها، وتعزيز الثقة والتفاهم من خلال التعاون المشترك والمستمر» داعياً إلى «إصلاح مجلس الأمن وتوسعة عضويته لتمثيل الأقاليم بشكل عادل ومتساوٍ، واعتماد نهج جماعي متعدد الأطراف يؤدي إلى الإزالة التامة لأسلحة الدمار الشامل وضبط انتشار الأسلحة التقليدية».
يأتي ذلك في وقتٍ دعا فيه مرصد حقوقي عراقي إلى ضرورة البدء بمحاسبة المسؤولين عن استشهاد 160 صحافياً في فلسطين منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
بيان لـ«مركز النخيل للحقوق والحريات الصحافية» أفاد أنه «تتواصل مجازر الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة بحق المدنيين العزل والكوادر الصحافية والإعلامية والتي قدمت لغاية اليوم 160 شهيدا على مدى 9 أشهر من حرب الإبادة على القطاع المنكوب».
وأضاف: «إننا إذ نجدد استنكارنا الشديد لهذه المجازر والانتهاكات ونعرب عن تضامننا الكامل مع الصحافيات والصحافيين، فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى إقامة منطقة آمنة للصحافيين لتجنب إعطاء مزيد من الخسائر».
وأكد في بيانه ضرورة «البدء بمحاكمة مجرمي الحرب المسؤولين عن هذه المجازر وتحقيق العدالة الكاملة في هذا الملف وإنهاء الصمت المريب من العالم تجاه ما يحصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة».
كذلك، شدد السفير العراقي في روسيا، حيدر العذاري، على وجوب إنهاء المجازر التي يتعرض لها الشعب في فلسطين.
جاء ذلك خلال لقاء جمع الدبلوماسي العراقي بنائب وزير الدفاع الروسي الفريق ألكسندر فومين، في العاصمة الروسية موسكو.
وحسب بيان للخارجية العراقية، فإن اللقاء شهد «بحث سبل التعاون الثنائي في مجالي الأمن والدفاع بين بغداد وموسكو».
وأعرب السفير العراقي، عن شكره «لدولة روسيا الصديقة لدعمها للعراق في حربه ضد الإرهاب».
وأكد «موقف العراق الثابت من الصراع الروسي الأوكراني، الذي يدعم حل النزاع بالطرق السلمية» مشيراً إلى أن «العراق يرتبط بعلاقات دبلوماسية مع كل من روسيا الاتحادية وأوكرانيا».
وشدد على ضرورة «إنهاء المجزرة البشرية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة من قبل الكيان الإسرائيلي المحتل، والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى الفلسطينيين».