يواصل الكيان الصهيوني جرائمه في قطاع غزة والتي لم يشهد العالم لها مثيلاً في هذا القرن. هذه العربدة الصهيونيّة الفاشيّة الممنهجة كشفت أكثر فأكثر عن طبيعة الكيان، ووجهه الحقيقي، وأهدافه التوسّعية والعنصريّة، كما عرّت صمت العالم المدوي وتخاذله إزاء هذا الهولوكوست ضد الشعب الفلسطيني.
في مجمّع الشفاء الطبيّ الذي حوصر لمدة أسبوعين، ارتكبت قوات الاحتلال أبشع مجازر تقشعر لها الأبدان، ويندى لها الجبين؛ تمثلت بإعدام أكثر من 400 إنسان، جلّهم من الأطفال والنساء والمصابين، واعتقال نحو 500 واحتجاز 900 آخرين رهناً للتحقيق معهم. وفي مشهدٍ لا تتحمّلُ مشاهدته عين، قام جنود الاحتلال الإسرائيلي بالتّنكيل بالمرضى والمصابين وتعريتهم أمام ذويهم. كما أقامت قوات الاحتلال في محيط المجمّع ما سميَّ « مناطق إعدام «، وأحرقت أبنيةً كاملةً بساكنيها الأحياء، ولم تراع حرمة الموت ؛ إذ عمدت إلى تجريف ونبش القبور، وترك جثث الشهداء تتحلل بالعراء. وقبيل انسحابهم قامت القوات الغازية بحرق وتدمير المجمّع بالكامل، ليصبح إضافةً إلى 32 مشفىً آخر خارجاً عن الخدمة تماماً.
إن ما حدث في مجمّع الشفاء يندرج ضمن خطّة قادة الاحتلال الرامية إلى تدمير منشآت وتجهيزات القطاع الصحيّ برمته، وتدمير كل جوانب الحياة الفلسطينية؛ بحيث تصبح غزة مكاناً غير صالحٍ للعيش، وبالتالي تحقيقاً للهدف الأسمى الذي يسعى إليه نتنياهو ومجلسه الحربي وهو التهجير القسريّ للفلسطينيين.
كل هذه الجرائم تتم وقادة الاحتلال يضربون بعرض الحائط كل المواثيق والأعراف والقوانين الدوليّة وخاصةً اتفاقيّات جنيف عام 1949 ولاهاي عام 1954 وفيّينا وتعديلاتهما وما نص عليه القانون الدولي الإنساني والتي جميعها تدعو لحماية المنشآت العامة والمشافي وأن تضمن القوات المحتلة عدم تهديد حياة المدنيين، بل حمايتهم من أي خطرٍ يتهددهم، والمحافظة على حياة الجرحى والأسرى.
ومن جهة أخرى، لم تكن الضّفة الغربيّة المحتلة بمنأى عن هذه العربدة الإسرائيليّة النازيّة، حيث يتم نسف البيوت و تدمير البنى التحتيّة وتجريف الطرقات وإرهاب المواطنين واستهدافهم بالقتل بدم بارد، والاعتقالات المستمرة، وإطلاق يد المستوطنين لمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي والاستيلاء عليها للتوسّع في بناء المستوطنات. وتهدف هذه العربدة المتصاعدة هنا إلى الحيلولة دون انفجار الوضع الأمني لمساندة ودعم غزة، واتساع رقعة المقاومة، وتعميق معاناة الناس، وترويعهم، وشل السلطة التي لا تحرك ساكناً، سوى الشكوى والإدانة.
متى ستستمر هذه العربدة، وهذه الفاشيّة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء؟ وهل سيبقى العالم يمتثل لغريزة القطيع بالّلهاث وراء المواقف الأمريكية المزدوجة؟
ولا بد من التذكير أن هذه العربدة استهدفت أيضاً الهيئات والمؤسسات الدوليّة ورموزها، وعلى رأسها الأمم المتحدة وأمينها العام ووكالة الأونروا ومحكمة العدل الدوليّة ومنظمة الصحة العالميّة ومنظمة الصليب الأحمر؛ عندما اتهمها أكثر من مسؤول إسرائيليّ، غير وزير خارجيّة الكيان كاتس، بالإرهاب أو التعاون مع الإرهاب دون أيّ اعتبارٍ للأعراف الدوليّة واللياقة الدبلوماسيّة. ناهيك عن الاستهداف المستمر لمنشآت هذه الهيئات التي تؤوي أو تساعد النازحين.
وآخر هذه العربدات كان استهداف سيارات عمال الإغاثة الدوليين «المطبخ المركزي العالميّ» وقتل سبعة عمّال أجانب؛ في محاولةٍ لثني هذه الهيئة الدوليّة من تقديم المساعدات للنازحين الفلسطينيين وذلك استكمالاً لحرب التجويع والإبادة ضد أهالي غزة.
وعلى الضفة الأخرى، لم يسلم الإعلام من هذه العربدة. فبعد استهداف العشرات من الصحافيين والإعلاميين وأسرهم، ها هو الكنيست يصوّت بأحد وسبعين صوتاً «يهودياً» لصالح قانون يبيح إغلاق قنوات أجنبية تعمل في دولة الكيان. وعليه فإن قادة الاحتلال يحاولون دائما إسكات صوت الحقيقة، وإخفاء صور المجازر التي يرتكبها جنودهم. لذلك فإن « قانون الجزيرة» يأتي بعد سلسلة من المعطيات، بثتها قناة الجزيرة لتعرية جرائم الجيش الإسرائيليّ ومرتزقته المتعدّدي الجنسيات.
وفي هذا السياق، فإن ما صرح به نتنياهو بقوله «الجزيرة قناة الإرهاب، ولن تبث من إسرائيل بعد اليوم» إلا عقاباً على ما بثته هذه القناة. إن هذا دليلٌ آخر يكشف زيف ادّعاء قادة الكيان بأن» إسرائيل « هي الواحة الديمقراطيّة الوحيدة في المنطقة.
وبناء على ما تقدم، يمكن القول أن «إسرائيل « دولة مارقة فوق القانون وهي الوحيدة التي تقترف الجرائم والمجازر ولا تُحاسب ولا تُعاقب بل على العكس يشاركها الكثير من دول «الغرب الحضاريّ» وخاصة الولايات المتحدة سواءً بالدعم اللوجستي العسكريّ المباشر أو الاستخباري أو السياسي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي.
ومن البديهي، أن هذه العربدة تحمل عنواناً وحيداً وهو فشل قادة الكيان الصهيوني بتحقيق أيٍ من أهداف حربهم الشعواء في مواجهة المقاومة الباسلة، ونتيجة لفداحة خسائرهم التي مني بها جيشهم المقهور، وللتغطية على تفسخ وانقسام بنيتهم المجتمعيّة و تصدّع أحزابهم.
في نهاية المطاف، إلى متى ستستمر هذه العربدة، وهذه الفاشيّة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء؟ وهل سيبقى العالم يمتثل لغريزة القطيع بالّلهاث وراء المواقف الأمريكية المزدوجة؟ وهل سيبقى الصمت العربي شعوباً وأنظمةً سيد الموقف؟ وهل ستبقى الحقيقة، والصورة الحيّة الصادقة، والصّوت الحر رهينةً لقوانين العربدة الصهيونيّة، والإرهاب الفاشيّ، وداعميها غرباً وعرباً؟
كاتب فلسطيني
لا تفسير لهذه الهستيريا الإجرامية الصهيونية سوى كونها هستيريا قيادة تعاني من العار
إضافةً إلى كونها قيادة تعرف انّ أمريكا والغرب الرسمي معها وسوف يدافع عنها مهما
كانت العواقب .
سيعود العدو الصهيوني إلى رشده بعد أن يصل الإحتقان الداخلي للكيان إلى تصدعات
في جسد الكيان كله تجعله يترنح وعندما يتيقن الغرب وأمريكا بأن الكيان الصهيوني قد
فقد الصلاحية تماماً وبعد أن تتأكد الإبادة بما لا مجال لإنكارها حتى مِن الصهاينة
أنفسهم وساعتها يلعق الغرب عاره ويلجم الصهاينة لجماً وسيفعل ذلك مضطراً
بعد أن تتعرى حكومات الغرب أمام شعوبها بالكامل .
طوفان الأقصى تجاوز الكيان وهو الآن يكتسح الغرب الرسمي ويضعضع أركانه
وأعني تحديداً أن الطوفان يضعضع زيف الديمقراطية الغربية وازدواجية معايير الغرب .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته العربدة «الإسرائيلية» … إلى متى. أستاذي المحترم نحن أمام عالم لا يفهم شيء غير مبدئ القوة إذن علينا أن نكون أقوياء قبل أي شيء ومن غرائب هذا الزمان طلبك من عدوك المساعدة والنجدة ولا تعتمد على نفسك في بناء قوتك وعندما تترك نفسك لعدوك سيفعل بك ما لا عينا رأت ولا أذن سمعت ولكن إصرار الضعيف على أن يكون ضعيفا ويطلب الحماية من القاتل هذا من السفه وغرائب الطبيعة أمريكا والغرب لأن يقف معنا بأي حال من الأحوال علينا أن نفهم هذا جيدا وهذه القضية التي نتكلم عنها من 76 عاما ونحن نلهث خلف سراب العدل ك الظماءان 76 عاما وإذا نظرنا خلفنا لنرى حجم الخسائر التي منيت بها المنطقة العربية إذا منيت به أمريكا لأن تتحملها المهم كان من الممكن هذه المنطقة أن تكون من أقوى جيوش العالم تملك المال والشباب والخبرات للتصنيع ولكن الحمد لله على حسن الختام اعذرني أن كنت أطلب المستحيل. اعذرني مرة آخرة إنسان وصل في العمر 81 عالما واعشق عالمنا العربي بما فيه من تناقضات تهد الجبال ولكن عمري ما فقدت إيماني به وهذا- بإذن الله- حتى أنفاسي الأخيرة…
بوركت اخي الكريم على ما تفضلت به ، هذا ما يتوجب علينا دائما العمل عليه مزيدا من فضح جرائم الإحتلال وداعميه وتعرية زيف قوانينه التي سنها ولايلتزم بها ، وكأن هذه القوانين تعني مواطنيه المخدوعين فقط .شكرا
شكرا جزيلا على هذه الإضاءة.
لايفل الحديد إلا الحديد. ولابد للقيد أن ينكسر بهمة وسواعد المناضلين الشرفاء المتسلحين بأمل النصر وبلوغ الأهداف لأمتنا العربية العظيمة .يرونه بعيدا ونراه قريبا.
طالما أن الانظمة العربية موجودة وما يهمها العروش القذرة وسرقة مدخرات الاوطان.
شكرا على مروركم الكريم.نحن متفقون ان هذه الأنظمة لاتهمها مصالح الأوطان ولا الشعوب .صدقت
عار ثم العار ثم العار لهذا العالم….
العالم كله مهزلة ومزدوج المعايير اما الشعوب والأنظمة العربية فتعيش في كوكب اخر الا ما رحم ربي ….