نيويورك (الأمم المتحدة) “القدس العربي” عبد الحميد صيام: أمام حشد كبيرمن الدبلوماسيين وموظفي الأمم المتحدة والضيوف المدعويين وعلى وقع الزغاريد الفلسطينية والعربية والهتافات الوطنية قام الرئيس الفلسطيني محمود عباس الساعة الواحدة من بعد ظهر الأربعاء بالاحتفال برفع العلم الفلسطيني في حديقة الورودبعد أن قام إثنان من حرس الشرف يرتديان زيهم الرسمي برفع العلم في أعقاب كلمات رئيس الجمعية العامة والأمين العام للأمم المتحدة وكلمة الرئيس عباس نفسه.
وقال عباس في كلمته المقتضبة إنه “يهدي هذا العلم لآلاف الشهداء والجرحى والأسرى الذين ضحوا بالكثير من أجل أن يروا هذا العلم مرفوعا على القدس عاصمة الدولة الفلسطينية”. وقال “على الشعب الفلسطيني في كل مكان أن يرفعوا العلم الفلسطيني. إن هذا العلم رمز العزة والكرامة والنضال وعلى الشعب الفلسطيني أن يلتف حول هذا العلم”. وقال ”باسم شعبنا أرفع علم دولة فلسطين على مقر الأمم المتحدة اليوم. في هذه اللحظة التاريخية من مسيرة نضالنا الوطني نحو الحرية والاستقلال. ثم أعلن عباس عن اعتماد هذه الـ 30 من سبتمبر لكل عام يوم العلم الفلسطيني.
وكان من بين الحضورعدد كبير من وزراء الخارجية العرب والأجانب من بينهم وزراء خارجية كل من فرنسا وروسيا واريطانيا وفي ظل غياب أي تمثيل أميركي. وقد أعلن الرئيس محمود عباس عن اعتماد هذا اليوم “يوم العلم الفلسطيني” يحتفل به في كل مكان في الثلاثين من أيلول /سبتمبر من كل عام..
وقال رئيس الجمعية العامة، مونيس لوكوتوفت في بداية الاحتفال إن الجمعية العامة قد إتخذت قرار رفع العلم الفلسطيني وها نحن ننفذ هذا القرار. مبروك للرئيس عباس وللشعب الفلسطيني. وقال “الآن تستطيعون أن تمارسوا نفس شعور الفخر الذي نشعر فيه جميعا عندما نرى ألوان أعلام بلادنا مرتفعة أمام مقر الأمم المتحدة”. وقال إن العمل يجب أن يستمر لتحقيق حل الدولتين لنرى دولة فلسطين المستقلة تعيش بسلم وأمن إلى جانب دولة إسرائيل”. و أكد رئيس الدورة السبعين في كلمته أن الأمم المتحدة ستبقى تتحمل المسؤولية إلى أن يتم تحقيق هذا الحل.
ثم ألقى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، كلمة في الحضور الذين زادوا عن 800 مشارك إن هذا يوم فخر واعتزاز للشعب الفلسطيني في كل مكان. وهي خطوة رمزية في الطريق السليم ورمزيتها في مواصلة الشعب الفلسطيني للنضال من أجل تحقيق دولتهم المستقلة كما أنها خطوة رمزية تمثل مشاركة الأمم المتحدة في طموحات الشعب الفلسطيني. وقال: “إن هذا الاحتفال لا يمثل نهاية الطريق بل سيحفز الفلسطينيين لتحقيق الوحدة بين غزة والضفة الغربية باعتبارهما وحدة واحدة. كما أنها خطوة تدفع باتجاه إستئناف الحوار الجاد بين الفلسطينيين والإسرائيليين لتحقيق التسوية القائمة على تحقيق حل الدولتين”. وأنهى الأمين العام كلمته قائلا “مبروك” بالعربية.
وقد تجمعت وسائل الإعلام بشكل غير مسبوق في “حديقة الورود” مكان الاحتفالات وحدث تدافع وشيء من الفوضى بسبب الازدحام.وقام عدد كبير ن الدبلوماسيين بتهنئة الرئيس الفلسطيني بعد رفع العلم وبعد انتهاء الرئيس عباس من إلقاء كلمته كما تبادل العديد من الفلسطينيين التهاني واتسمت الأجواء بالفرح.
يذكر أن مراسم الاحتفال جرت في ساحة الورود وليس أمام الجمعية العامة حيث سيرتفع العلم الفلسطيني إلى جانب أعلام بقية الدول الأعضاء دائمة العضوية، وعلم الفاتيكان الدولة الوحيدة الأخرى المراقبة في الأمم المتحدة. وتم اختيار ساحة الورود لأسباب أمنية ولضيق المكان أمام مقر الجمعية بسبب الحضور الواسع من الإعلام والدبلوماسيين حيث حضر المئات مراسم الاحتفال. وكانت الجمعية العامة قد تبنت، في العاشر من الشهر الجاري، قراراً يسمح برفع علم فلسطين أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك وللمرة الأولى في تاريخها وبشكل دائم. وكانت قد أيدت القرار 119 دولة وعارضته 8 دول من بينها الولايات المتحدة وكندا وإستراليا وإسرائيل وامتنعت 45 دولة عن التصويت.
وقد تجولت ” القدس العربي” بين الحضور موجهة سؤالا حول شعور المشاهد. فقالت بهية عبد ربه، وهي معلمة فلسطينية من نيوجرزي “هذه لحظة تجمع الحزن والتفاؤل معا. الحزن على أولئك الذين سقطوا في الطريق قبل أن يروا هذا العلم مرفوعا والتفاؤل لإن النضال الفلسطيني بدأ يثمر شيئا فشيئا. إن هذه ألوان العلم تمثل بالنسبة لي الفخر والاعتزاز بهويتنا الوطنية”. وقالت الناشطة الحقوقية فايزة الجالودي “إنها خطوة مهمة في الطريق الصحيح للاستقلال الكامل”. السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرنسوا دي لاتر، قال إنها خطوة عظيمة ومهمة. وعندما سئل عن الخطوة التالية قال إن هذا الأمر ليس لي أن أقرر فيه. أما السفيرة فداء عبد الهادي، نائبة المراقب الدائم لدولة فلسطين، فقد غالبها التأثر وانهالت دموعها وهي تقول إنتظرنا طويلا لنرى هذا العلم يرفرفإلى جانب الأعلام الأخرى. ماريا-لويزا شافيس يونانية مؤيدة للشعب الفلسطيني كانت أيضا تغالب دموعها وقالت ل “القدس العربي” “ما تمنيت أحدا يكون حاضرا هذا الاحتفال مثل المرحوم زهدي الطرزي،سفير فلسطين الأول في الأمم المتحدة، والذي تأثر عندما رأى علم ناميبيا يرفع أمام الأمم المتحدة عام 1990 وقال يومها “هل سيأتي اليوم الذي نرفع فيه علم فلسطين؟”.
برفع علم فلسطين في حديقة الأمم المتحدة مع باقي الدول ، هذا يعتبر فشل الرهان الصهيوني فشل ذريع وعليهم لم حاجياتهم المسروقة من الآخرين والإتجاه نحو “مامتهم” أمريكا أو “ستهم” أوروبا الإستعمارية ، ولهم جميعاً الْخِزْي والعار وباءووا بغضب من الله وحسرة وندم على مؤامراتهم الخسيسة ضد العرب والمسلمين طوال أكثر من ستون سنة!