العيد الكبير في المغرب.. تمسك البعض بالاضحية اوقعهم ضحية الاقتراض احيانا والنصب اخري

حجم الخط
0

العيد الكبير في المغرب.. تمسك البعض بالاضحية اوقعهم ضحية الاقتراض احيانا والنصب اخري

العيد الكبير في المغرب.. تمسك البعض بالاضحية اوقعهم ضحية الاقتراض احيانا والنصب اخريالرباط ـ القدس العربي ـ من محمد البقالي:أيام ويحل العيد، موسم العبادة والفرح والأكل و.. الاقتراض. في المغرب يسمونه العيد الكبير، وذلك لتمييزه عن العيد الصغير الذي هو عيد الفطر. أن يكون الأمر يتعلق بسنة مؤكدة تجب علي من استطاع اليها سبيلا فهذا لا يهم المغاربة في شيء، فالعادات حولت ذبح الأضحية الي أكثر من واجب. الناس في المغرب يقدسون شعيرة الذبح، وبالنسبة لكثيرين، الأمر يتعلق بعادة غير قابلة للتجاوز أو الاهمال مهما كانت التضحيات. فصبيحة العيد لا بد من ذبح كبش مليح أقرن يباهي به الأطفال أصدقاءهم ويحدثون عنه زملاءهم في المدرسة، حتي لو اقتضي الأمر اللجوء الي الاقتراض أو بيع أثاث المنزل. فالمسألة مرتبطة بالكرامة، ومن لم يذبح ذات عيد، فقد حلت عليه الشفقة من قوم والشماتة من آخرين. أمي فاطنة، عجوز قاربت الستين، تعيش وحدها في مدينة الرباط، تزوجت بناتها وتفرقت بهم السبل كل الي مدينة، ووجدت نفسها تقضي أرذل العمر وحيدة فقيرة، لكنها رغم كل شيء تصر علي ذبح أضحية العيد، وهي في سبيل ذلك تجمع المال اللازم درهما درهما. تقول انها لا تأكل اللحم كثيرا، ولكن هذا لا يثنيها عن التضحية. فالأمر بالنسبة لها يتعلق بعادة مقدسة.شراء الكبش يرهق ميزانية الكثير من الأسر، لكنها لا تستطيع أن تتخلي عن هذه الشعيرة، خاصة تلك التي لها أطفال، الذين يقضون أياما جميلة مع الكبش يطعمونه ويلاعبونه، وأحيانا يتعرضون لنطحاته.قبل عشرة أيام من العيد، تنشط سوق الأكباش، ومعها تجارة موازية: بيع العلف، والسكاكين، والمشاوي، والتبن في المدن الكبري، يفضل الأثرياء اللجوء الي الأسواق الممتازة، حيث الأكباش نظيفة وتباع حسب أوزانها (50 درهما تقريبا للكيلوغرام الواحد)، أما الطبقات الأخري فعادة ما تفضل اللجوء الي الأسواق الشعبية حيث الماشية معفرة برائحة التراب والروث، وحيث الأثمان تخضع للمساومة والأخذ والرد بين البائع والمشتري. في هذه الأسواق يأتي مربو الماشية لبيع أكباشهم وماعزهم التي سهروا علي تربيتها طيلة السنة، والأثمان تتراوح من 1000 درهم (حوالي 100دولار) الي 3000 درهم. في المساء يشترون اللحم والسمك والحلويات والفواكه ولعب الأطفال وفساتين للنساء ويعودون الي أسرهم فرحين. لكن هذه الأسواق لا تعدم الفضوليين واللصوص والمحتالين.القرويون يعرفون ذلك جيدا، لذلك يأتي الكثير منهم مسلحين بسكاكين تستعمل عند الضرورة. كثيرون منهم يحكون أنهم باعوا أكباشهم، وغادروا فرحين ليكتشفوا عند أول بائع أن النقود غادرت جيوبهم. فقد كانوا ضحية سرقة غادرة.المشترون هم أيضا حذرون، فهم يخشون التعرض للاحتيال، من قبل البائعين. يحكي سي أحمد، موظف، أنه اشتري كبشا مليحا اقرن بمبلغ 2300 درهم (230 دولارا)، وعاد سعيدا الي أبنائه الثلاثة الذين كانوا فرحين وهم يلاعبون الكبش ويناطحونه. وقبل أيام قليلة قبل العيد غاب ثغاؤه، وقلت حيويته، قبل أن يكتشف أهل البيت أنه مريض. البيطري الذي عاد الكبش أكد أنه كان ضحية مواد غير صحية قدمت قبل ايام العيد من أجل تسمينه بسرعة مما أدي لوفاته.ويحكي آخرون أنهم تعرضوا لنصب أكبر من ذلك، فالكبش تعرض للنفخ، فاعتقد المشتري أنه اقتني كبشا كبيرا ليجد الكبش بعد أيام وقد صغر حجمه الي النصف أو أكثر.ولمن كان موظفا ولم يقدر علي الشراء ، فهناك لوحات اشهارية ضخمة تنتصب في أهم الشوارع الرئيسية للمدن المغربية الكبري، تحمل صورة لكبش مليح اقرن، مع دعوة لاقتراض 10 الاف درهم (1100 دولار)، يتم تسديدها بأقساط علي امتداد أربع سنوات، بشروط يقول عنها الاعلان انها لا مثيل لها. ليس ذلك فحسب، بل أن كل المقترضين سيشاركون مباشرة في قرعة كبري ستمكن الفائزين منهم من الفوز بـ كبش شبيه بذلك الذي تظهر صورته علي اللوحة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية