الغارديان: الجناح المؤيد للاستيطان والضم يعزز من قوته في إدارة ترامب

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن- “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا لمراسلها أندرو روث قال فيه إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لغزة تقترح أن مستشاريه المؤيدين للاستيطان هم في صعود داخل إدارته. وقال إن فكرة احتلال الولايات المتحدة غزة وتهجير الفلسطينيين تعتبر أخبارا سارة للحركة المؤيدة للاستيطان في إسرائيل وحلفائهم في أمريكا.

وأضاف أن خطة ترامب من أجل غزة لا ميزانية لها ولا أي تقديرات لكلفتها. وكذلك لا تقدير لعدد القوات الأمريكية التي سينشرها أو خطوط عريضة لدور البنتاغون. وحتى ترامب نفسه، اعترف أن مقترح “استيلاء” أمريكا على غزة بما في ذلك عدد الفلسطينيين الواجب ترحيلهم إلى أماكن أخرى، كانت فكرة خطرت بباله في ليلة الثلاثاء عندما طرحها فجأة مستشاروه المقربون.

خطة ترامب من أجل غزة لا ميزانية لها ولا أي تقديرات لكلفتها. وكذلك لا تقدير لعدد القوات الأمريكية التي سينشرها

وكانت الحركة اليمينية المؤيدة للاستيطان في إسرائيل وحلفاؤها في الولايات المتحدة من بين الدوائر الانتخابية القليلة التي رحبت بالاقتراح، الذي إذا تم تنفيذه فسيرقى إلى مستوى التطهير العرقي الفعلي للمنطقة.

وفي هذه الدوائر، هناك تفاؤل بأن السياسة الأمريكية المتغيرة تعطي الضوء الأخضر لتوسيع المستوطنات أو حتى ضم جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك الضفة الغربية.

وبحسب مات داس، مستشار الشؤون الخارجية، لمرشح الرئاسة السابق بيرني ساندرز “ما تغير الآن هو أن ترامب يقول إن سياسة الولايات المتحدة تدعم هذا الهدف النهائي” و”بالطبع فإنها ستطبق على الضفة الغربية، ولا نقاش في هذا”.

وعلى الفور، أشاد اليمين الإسرائيلي المؤيد للاستيطان بإعلان ترامب. واستشهد وزير المالية القومي المتطرف بتسلئيل سموتريتش بفقرة من الكتاب المقدس حول عودة الحجاج اليهود إلى إسرائيل، وكتب: “شكرا لك أيها الرئيس ترامب. معا، سنجعل العالم عظيما مرة أخرى”. وقال إيتمار بن غفير، الذي ترك حكومة بنيامين نتنياهو الائتلافية المهتزة بسبب وقف إطلاق النار مع حماس: “عندما قلت مرارا وتكرارا أثناء الحرب إن هذا هو الحل لغزة، سخروا مني”. وأضافت الصحيفة أنه في ظل إدارة جو بايدن، كان الحديث عن غزة كمكان غير قابل للعيش فيه، إدانة للحملة العسكرية الإسرائيلية.

لكن ترامب، متجاهلا الهجوم الإسرائيلي الذي وصف بأنه “قتل لكل شيء” أدى إلى تفريغ مدن غزة، مضى قدما وقال ذلك ببساطة.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الفكرة كانت تتطور بين ترامب وحلفائه المقربين لأسابيع، وتسارعت بعد أن سافر مبعوثه ستيف ويتكوف إلى المنطقة وقال إن “غزة لم يتبق منها شيء تقريبا”. ومع ذلك، فاجأ ترامب مساعديه وحتى نتنياهو بالاقتراح، حسبما ذكرت الصحيفة، واصفة إياه بأنه “ليس مجرد فكرة داخل رأس الرئيس”.

وقد تكون خطة ترامب لاحتلال الولايات المتحدة لغزة غير قابلة للتنفيذ وتشتيتا للانتباه عن الأسئلة الأكثر إلحاحا في الجولة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

كان رد الفعل الأوسع على تصريحات ترامب فوريا، وأعلنت السعودية أنها لن توقع اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، وهو هدف رئيسي لإدارة ترامب، دون إنشاء دولة فلسطينية

لكنها تمثل أيضا تحولا خطيرا باتجاه بعض المستشارين المؤيدين للمستوطنين الذين رفعهم في إدارته، بمن فيهم مرشحه لمنصب السفير لدى إسرائيل، مايك هاكابي، الذي قال على قناة “فوكس نيوز” في أيار/ يناير: “كانت هناك دولة فلسطينية. كانت تسمى غزة. انظر كيف انتهى الأمر”.

وقدم ترامب هدايا أخرى للجماعات المؤيدة للمستوطنين، بما في ذلك إلغاء عقوبات إدارة بايدن ضد الأفراد والجماعات المتهمة بالتوسع والعنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وكان رد الفعل الأوسع على تصريحات ترامب فوريا وسلبيا، وأعلنت السعودية أنها لن توقع اتفاقية تطبيع مع إسرائيل، وهو هدف رئيسي لإدارة ترامب، دون إنشاء دولة فلسطينية، وهي نقطة يرفضها نتنياهو. قال الأردن، حليف الولايات المتحدة في المنطقة، إن الملك عبد الله الثاني “شدد على ضرورة وقف التوسع الاستيطاني [الإسرائيلي]، معربا عن رفضه لأي محاولات ضم للأراضي وتهجير الفلسطينيين”.

وبالنظر للإدارة الحالية، فإن الدوائر المؤيدة للمستوطنين باتت على ما يبدو تؤثر على الرئيس وهي في صعود مستمر. وتضم إلى جانب هاكابي، إليس ستيفانيك، سفيرة ترامب في الأمم المتحدة والتي قالت خلال جلسة المصادقة على تعيينها بأنها تدعم تصريحات سمورتيش وبن غفير بأن إسرائيل لها حق إلهي في كل الضفة الغربية. أما الآخرون مثل ويتكوف، فيمثلون جناحا من مؤيدي ترامب أقل صقورية فيما يتعلق بإسرائيل ويركزون على الصفقات حول العالم.

ويقول جيرمي بن عامي، رئيس منظمة “جي ستريت” إن ترامب قبل مؤتمره الصحافي كان أمام خيارين يوم الخميس، إما أن يسلك طريق “صانع الصفقات” أو “المسار الخاطئ”. وقال إنه لكي تقيم السعودية علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، يتعين على ترامب على الأقل أن يسعى إلى كبح جماح إسرائيل فيما يتعلق بتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية. ولكن “إذا كان يسلك طريق الخطأ وقال أنا لا أهتم حقا بما يعتقده أي شخص، وأريد غرينلاند وبنما ويمكنهم الحصول على الضفة الغربية، كما تعلمون، فنحن في عالم مختلف”، كما قال بن عامي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    ههه لا تخشوا فقاعة ترامبو المتصهين الأرعن المجنون، فورب العزة و الجبروت سينقلب السحر على السحرة من عصابة البيت الأسود الصهيوني الأمريكي يا انريكي والأيام بيننا ✌️🇵🇸😎☝️🔥🐒🚀

اشترك في قائمتنا البريدية