الغارديان: هجمات “حماس” كشفت عن تدهور العلاقات الروسية- الإسرائيلية.. وأوكرانيا تستعد لملء الفراغ

إبراهيم درويش
حجم الخط
9

لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “الغارديان” تقريراً لمراسلها بيوتر سوير قال فيه إن هجوم “حماس” على إسرائيل، نهاية الأسبوع الماضي، كشف عن مستوى تدهور العلاقات الروسية– الإسرائيلية، فلم يصدر بعد عن الرئيس فلاديمير بوتين أي شجب للهجمات ضد إسرائيل، واكتفى بالحديث عن فشل الدبلوماسية الأمريكية.

وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طالما صوّرَ نفسه صديقاً لبوتين. وفي مذكرات صدرت له أثناء الحرب الروسية على أوكرانيا، امتدحَ نتنياهو، وبشكل مستمر، الزعيم الروسي لذكائه، وتحديداً موقفه الصديق للشعب اليهودي. وبالمقابل، قدَّمَ بوتين نفسه، وعلى مدى السنين بأنه حليفُ دولة إسرائيل ودعم العلاقات الثقافية والتأشيرات الحرة بين البلدين.

وبعد الهجوم الأسوأ الذي تعرضت له إسرائيل، فإن الصداقة التي تم الحديث عنها باستمرار تلاشت، على ما يبدو، فبعد أربعة أيام على  هجوم “حماس” المفاجئ، لم يتصل بوتين بنتنياهو، فيما لم يُصدِر الكرملين رسالة تعزية، وهي لفتة دبلوماسية عادة ما ترسلها روسيا وبشكل روتيني للقادة في العالم بعد أحداث دموية.

الغارديان: كانت هناك فرحة في موسكو بسبب الفشل الأمني والعسكري الإسرائيلي، الذي قُدِّم في موسكو على أنه دليل ضعف للغرب

 وفي يوم الثلاثاء، كشف بوتين، وفي أول تعليق له على اندلاع العنف بين إسرائيل والفلسطينيين، عن السياسة الأمريكية الفاشلة في الشرق الأوسط، والتي لم تهتم باحتياجات الشعب الفلسطيني. وقال: “أعتقد أن الكثير من الناس يوافقون معي على أن هذا مثالٌ حيّ عن فشل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط”، وبدون الحديث عن القتلى في إسرائيل.

وتعلق الصحيفة بأن التحول في النبرة يؤشر إلى شقٍّ أوسع بين موسكو وتل أبيب، والذي بدأ منذ الحرب على أوكرانيا.

 وظلَّ بوتين على مدى سنين حكمه حريصاً على بناء علاقات قوية مع إسرائيل ودعم القضية الفلسطينية، وهو تحالف نابع من الحقبة السوفييتية. ونجحت الدبلوماسية الروسية عندما رفضت إسرائيل الانضمام للدول الغربية وفرض عقوبات على روسيا، ما أغضبَ كييف، التي اتهمت إسرائيل بتجاهل معاناة اليهود في أوكرانيا.

 وتحت السطح، كان هناك تدهور في العلاقات بين روسيا وإسرائيل بسبب مزاعم بوتين بأنه يخوض حرباً ضد “النازيين الجدد” في أوكرانيا، وتحويل مسار بلده باتجاه إيران التي تعتبر العدو اللدود لإسرائيل.

 ونقلت الصحيفة عن الحاخام بنحاس غولدشميدت، الذي ظل الحاخام الأكبر لموسكو مدة 39 عاماً، قبل أن يفرّ جراء معارضته للحرب: “بردت العلاقات [بين روسيا وإسرائيل] والتي شاهدناها تحت بوتين، ونحن  الآن في عالم مختلف”. وأضاف أن “إسرائيل كانت حذرة وطورت علاقات جيدة مع موسكو في ضوء الجالية اليهودية الكبيرة وتأثيرها في سوريا”.

وقال غولدشميدت إن الكثيرين من اليهود في روسيا لم يرتاحوا من تأطير بوتين الحرب، ومقارنة الحكومة الأوكرانية بألمانيا النازية لتبرير غزو البلد. وخرجت التوترات للعلن في الصيف الماضي، عندما اتهم مسؤولون روس إسرائيل بدعم “النظام النازي” في كييف. واندلع الخلاف عندما نَشَرَ وزيرُ الخارجية معلومات عن نظرية مؤامرة تقول إن هتلر لديه دماء يهودية، وهو تعليق وصفته إسرائيل بأنه “لا يغفر، ومستفز”.

ولاحقَ الكرملين الفرعَ التابع للوكالة اليهودية في موسكو، وهي المنظمة المرتبطة بالحكومة الإسرائيلية، والتي ساعدت على ترحيل عشرات الآلاف من المهنيين اليهود الروس للهجرة إلى إسرائيل. وما زاد قلق إسرائيل هو الاعتماد الروسي المتزايد على إيران، فقد استثمرت موسكو، التي باتت معزولة عن الأسواق الغربية، المسيّرات الانتحارية الإيرانية من أجل استخدامها في أوكرانيا، في وقت حذرت فيه الولايات المتحدة من محاولات إيران الحصول على أعداد كبيرة من المروحيات القتالية والمقاتلات وأنظمة الدفاع الجوي.

 ومع تعهد الولايات المتحدة بتقديم الدعم لإسرائيل بعد هجوم “حماس”، عبّرَ المعلّقون المؤيدون للكرملين بأن هذه الخطوة ستؤثر على الدعم الغربي لأوكرانيا. وقال سيرغي ماردان، المذيع في التلفزيون والدعائي: “هذه الفوضى مفيدة لروسيا، لأنه سيتم حرف نظر ضفادع العولمة عن أوكرانيا، وسينشغلون بإطفاء حريق أبدي في الشرق الأوسط”.

وكانت هناك فرحة في موسكو بسبب الفشل الأمني والعسكري الإسرائيلي، الذي قُدِّم في موسكو على أنه دليل ضعف للغرب. وقال الخبير العسكري بوريس روجين: “على ما يبدو، فإن قيادة جيش الدفاع الإسرائيلي نائمة على أمجاد الانتصارات القديمة”.

الخبير العسكري بوريس روجين: على ما يبدو، فإن قيادة جيش الدفاع الإسرائيلي نائمة على أمجاد الانتصارات القديمة

ويقول الخبير في الخدمات الأمنية الروسية أندريه سولداتوف إن التعليقات: “كشفت عن الصدمة النفسية التي عانى منها الجيش الروسي بعد الهجوم الكارثي ضد أوكرانيا، في الأشهر الأولى من عام 2022″، و”كانت خسارة الاحترام الدولي لدولة تفتخر بتقاليدها العسكري ثقيلة عليها، ولهذا قدمت “حماس” سيلاً من الشماتة، هل ضحكتم على عجزنا، حان دورنا” لكي نشمت.

وسخرَ المعلّقون على التلفزة الروسية من عشرات الآلاف من اليهود الروس الذي فرّوا إلى إسرائيل تجنباً للتجنيد. وفي كلمة أمام البرلمان الروسي، يوم الأربعاء، قال فيشاسلاف فولودين، المتحدث باسم الدوما، إن الروس الذين فرّوا من البلد للوقوف مع أوكرانيا يجب أن يحاكموا بتهمة الخيانة، ويرسلوا للعمل في المناجم. وقال: “نحن نتحدث عن المناجم، وبحاجة للعثور على مناطق فيها الجو ثابت، وبدون صيف”.

 وفي الوقت نفسه، يبدو أن أوكرانيا وضعت تظلماتها من إسرائيل، ومستعدة لملء الفراغ في العلاقات. وفي خطاب ألقاه إلى جانب الأمين العام للناتو يانس ستولتنبرغ، قال الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي بأن هجوم “حماس” ضد إسرائيل يشبه  الغزو الروسي لأوكرانيا، وأن شعبه يقف مع إسرائيل لأنه يعرف ما معنى المعاناة من هجوم إرهابي. وقال: “الفرق الوحيد هو أن منظمة إرهابية هاجمت إسرائيل، وهنا دولة إرهابية هاجمت أوكرانيا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    هه بل أمريكا اللعينة الخبيثة هي من ستسحق على يد الدب الروسي يا بيلوسي والتنين الأصفر الصيني يا عيني 🇩🇿🤕🇵🇸☝️🚀🔥🔥

  2. يقول فصل الخطاب:

    لأن بني صهيون في فلسطين المحتلة وقعوا في صف أوكرانيا وأمريكا ضد روسيا القيصرية يا عينيا 🇵🇸🤕🇩🇿☝️🚀🔥🚀🔥🚀🔥

  3. يقول الناقد السياسي:

    [الغارديان: كانت هناك فرحة في موسكو بسبب الفشل الأمني والعسكري الإسرائيلي، الذي قُدِّم في موسكو على أنه دليل ضعف للغرب] اهـ
    خلافا لتصريحات معد التقرير بيوتر سوير في صحيفة معتبرة كصحيفة الـ Guardian، فيما يُسمى بـ”السياسة الواقعية” Realpolitik ليس هناك شيء اسمه “فرح” من طرف معين بسبب الفشل العسكري الأمني من طرف معين آخر: أولا الهجوم المباغت الذي قامت به حماس لا يُعزى إلى تراجع إسرائيل بل إلى تقدم حماس في استيراتيجيات وتكتيكات الحرب غير التقليدية (سواء كان هذا التقدم مفيدا أو مضرا للشعب الفلسطيني) ؛ ثانيا إذا كان هناك تدهور دبلوماسي فعلا فهو في العلاقات الروسية-الأمريكية وليس في العلاقات الروسية-الإسرائيلية، وفلاديمير بوتين كان يتحدث عن فشل السياسة الأمريكية منذ البداية حقيقة !!؟

  4. يقول Neo:

    الغرب المنافق دو الوجهين وجها لوجه مع الواقع المر لحربه الصليبصهيونية.
    سبحانك اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرج منها المسلمين سالمين

  5. يقول سعدان. باريس:

    لاأظن أنهم سيفرحونولان هناك وزراء وجنرالات في الجيش الإسرائيلي كلهم روس أو اوكرانيون وبلنديون وربما هناك من قتل خلال هذه الحرب ولا يمكن أن يفرح الروس عند مقتل ذويهم والشعوب السلاڤية يتنافسون بينهم ولكنهم يتحابون كالمغربي والجزائزي.

  6. يقول Bouts Mustapha:

    كل هذه الاحداث في صالح القيصر بوتين ربما القدر الى جانبه ليقود روسيا لكي تصبح القوة الاولى في العالم ولو بأحداث بعيدة عن بلده تصب في صالحة

  7. يقول تاريخ حروب الغرب وأتباعهم:

    ولاء اليهود يكون للحلفاء والناتو وإن كانو على أرض روسيا. فهم يشعرون أن أمريكا هي حصن حفظهم ومستودع ثررواتهم وناصرهم. بينما لا يأمن الروس مكرهم وإن كان بينهم في الماضي من تشربوا الفكر الماركسي والعداء للامبريالية ولكن ستالن أعدم وسجن الكثير منهم(تروتسكي، كامينيف، زينوفييف، ياغودا، زوجة مولوتوف معسكرات الاشغال الشاقة لصلاتها بصهاينة الاحتلال لفلسطين) وبسبب التوجس والمنافسة.

  8. يقول سامي السويد:

    اليهودي المتصلين زلنسكي….هجوم حماس على دولة الابرتايد يشبهه بهجوم روسيا على دمية امريكا في أوروبا!!! ي لها من بجاحة ما بعدها بجاحة!!! النصر للشعب الفلسطيني و قضيته العادلة . و الغرب ثار اعمى عن الحق و الشرعية الدولية….تخيلوا لو العرب و المسلمون اتحدوا!!!! نهاية الماسات….و عودة الامجاد….

  9. يقول Harry:

    الى المعلق ……… تاريخ حروب الغرب وأتباعهم
    ليس لليهود ولاء لاي طرف سواء امريكي اوروبي اماراتي …. لان ولائهم هو فقط لانفسهم ومكتساباتهم .
    لا يمكن ان تعتبر طفلا يهوديا ولد وعاش معظم عمره في الصين بانه صينيا وكذك امريكيا او بريطانيا او اوروبيا – بل فقط يهوديا بالرغم من اية جنسية يحملها .
    وهذا كلام ليس من عندي , ومقتنع به طوال عمري بل هو رأي ثابت وقول مؤلف يهودي اسمه ALFRED M. Lilianthal الفرد م ليلينثال – وجاء في كتابه – ما هو ثمن ايجاد اسرائيل – WHAT PRICE ISRAEL.
    وبالطبع قامت حملات ضخمة ضد هذا الكاتب اليهودي من كل مؤسسات الصهيونية واتباعهم حول العالم – او الادق – عبيدهم – من الغرب خاصة .
    لا اعتقد بوجود اية نسخ من هذا الكتاب الان في الاسواق , ولكن اذا وجدت نسخة منه فلاا تفقدها .

اشترك في قائمتنا البريدية