الغرب بين حريّة سبّ الإسلام وحرمة الحديث عن الهولوكست

حجم الخط
0

الغرب بين حريّة سبّ الإسلام وحرمة الحديث عن الهولوكست

يحيي أبو زكرياالغرب بين حريّة سبّ الإسلام وحرمة الحديث عن الهولوكست تجيز القوانين الغربية للمواطن الغربي أن يعيش الحريّة بكل تفاصيلها وأن يتحررّ من كل القيود التي تكبلّه وبناء عليه أصبحت الحريّة الجنسية والحرية السياسية والحرية الإقتصادية في متناول الجميع، وهناك كمّ هائل من القوانين الرئيسية والفرعية التي تكفل مبدأ الحرية للمواطن الغربي الذي يحقّ له أن يستهين بالقيم الدينية وبالأنبياء، وعلي الرغم من ذلك فإنّ مناقشة موضوع الهولوكست تعتبر محرمة ولا يجوز مطلقا الخوض فيها أو الحديث عنها أو الدعوة إلي إعادة قراءة ظاهرة الهولوكست فإنّ ذلك يعتبر محرما ويعرّض الداعي إلي إعادة قراءة هذه الظاهرة إلي الملاحقات القانونية والإعتقالات، كما حدث مع روجي غارودي وفوريسون في فرنسا وكما حدث مع أحمد رامي في السويد الذي سجن ستة أشهر بسبب تناول إذاعته راديو الإسلام موضوع الهولوكست وأستضاف شخصيات غربية تحدثت في راديو الإسلام عن الموضوع. و للإشارة فإنّه في تاريخ 19 آذار (مارس) 2005 أقام الكيّان الصهيوني معرضا في تل أبيب أطلق عليه معرض الهولوكست المحرقة العظيمة ودعت الحكومة الإسرائيلية إلي هذا المعرض آلاف الشخصيات والزعماء الدوليين التي لبّت الدعوة وحتي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لبّي الدعوة وزار المعرض متناسيا جرائم الكيّان الصهيوني في قانا وجنين وغيرها من المجازر الصهيونية. وقد تعرض الكثير من الكتّاب الغربيين إلي الإعتقال في ألمانيا وهولندا والنمسا بسبب حديثهم عن الهولوكست وتفنيد مزاعم الرواية الإسرائيلية للمحرقة اليهودية. وللإشارة فإنّ السويد وعندما دعت الكاتب البريطاني الهندي الأصل سلمان رشدي صاحب كتاب آيات شيطانية رحبّت كل وسائل الإعلام السويدية بقدومه وأتاحت له فرصة واسعة لمخاطبة الجمهور السويدي، وفي نفس زمن وجوده في السويد دعت جمعية عربية الكاتب الفرنسي المعروف بطروحاته ضدّ الحركة الصهيونية فوريسون وقـــــامت الدنيـــــا ولم تقعد ضدّ فوريسون المعادي للصهيونية وقوبل بتظاهرات مضادة الأمر الذي جعــــــل البعض يقول لماذا الحرية متاحة لسلمان رشدي والذي تهجمّ علي المسلمين وشبّه طوافهم حول الكعبة بمثابة طواف الزناة حول بيت الزانية، وغير متاحة لرجل كفوريسون أو روجي غارودي بمجرّد حديثهم عن الحركة الصهيونية ومزاعمها؟ وفي الغرب مسموح لوسائل الإعلام ودور المسرح أن تطعن في كل الأنبياء بدءا بالرسول محمد ـ ص ـ ومرورا بعــيسي عليه السلام ولكن غير مسموح لا من قـــــريب ولا من بعـــــــيد تناول موضوع الهولوكست، لا مباشرة ولا بالإيحاء.ففي هولندا مثلا قامت نائبة هولنديّة من أصل صومالي بسبّ رسول الله ـ ص ـ وتنتمي هذه النائبة الصوماليّة إلي حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية الهولندي. وكانت النائبة الهولنديّة حرسي علي قد أدلت بتصريحات صحافيّة مثيرة لجريدة هولنديّة وصفت فيها رسول الإسلام والدين الإسلامي بأخسّ النعوت والتي لا تليق مطلقا برسول علمّ البشريّة أسمي المبادئ. وأرادت حرسي علي العزف علي الوتر الذي يأنس إليه الغربيون، حيث صرحّت أنّ رسول الله ـ ص ـ حارب المرأة وحرمها من العمل والخروج من بيتها. وفي كل لقاءاتها التلفزيونيّة كانت تتهم الإسلام بأخسّ النعوت، وقد رأي المراقبون في هذه التصريحات ونقلها بسرعة البرق في وسائل الإعلام الهولندية بأنّ اليمين الهولندي يريد أن يفتح معركة مع الجالية المسلمة في هولندا، وكثيرا ما يحتفي اليمين الغربي عموما بأشخاص من أصول عربية ومسلمة ليهاجم من خلالهم الحضارة الإسلامية، ليقال هذه الحرب علي الإسلام يقف وراءها اناس قدموا من الجغرافيا الإسلامية ويدينون بالإسلام علي شاكلة سلمان رشدي وتسليمة نسرين وحرسي علي ومئات آخرين. وفي الوقت نفسه فقد تعرض بعض الكتّاب الهولنديين في هولندا إلي مضايقات قانونية بسبب حديثهم عن المحرقة اليهودية وتشكيكهم فيها. ولا يكاد يمرّ يوم في الغرب إلاّ وتتحفنا الصحف الغربية في كل البلاد الأوروبية بمقالات وتصريحات مضادة للإسلام ورسول الله محمد بن عبد الله ـ ص ـ ولم يعد التهجم علي الإسلام في الغرب حكرا علي الملوك ورجال السياسة والقرار ورؤساء الأحزاب الدينية بل باتت كل طبقات المجتمع الغربي تشترك في نعت الإسلام بأخس النعوت، ومن قبيل ذلك ما صرّح به الكاهن والواعظ السويدي رينار سوغارد زوج أشهر مطربة في السويد كارولا، لجريدة أفتون بلادت وقد وصف سوغارد رسول الله بأنّه مرتبك للغاية ومزواج ويحبّ النساء وخصوصا الصغيرات منهنّ حيث تزوج بفتاة لم يتعد عمرها تسع سنوات، كما خصّ سوغارد الإسلام بأوصاف قبيحة. كما قال سوغارد لجريدة أفتون بلادت أنّ كتب التاريخ تحدثنا عن شخصية محمد المرتبكة وهي نفسها التي تشير إلي حبّه للفتيات الصغيرات وولهه بهنّ. ويقول في تصريحه بالحرف : محمد، الله ليس ربّا مطلقا، وقد أورد سوغارد كلمة الله بصيغتها العربية وكما يتلفظها المسلمون. هذا وقد نشرت جريدة أفتون بلادت الذائعة الصيت في السويد تصريحاته بالعنوان العريض: سوغارد يتهجم علي الإسلام، وفور صدور هذه التصريحات من شخصية مشهورة في السويد حيث لسوغارد حضور إعلامي كبير في السويد ودول شمال العالم. ولم يحدث لسوغارد أي شيء مطلقا وفي نفس الفترة تقريبا إقتحم القضاء السويدي مسجد ستوكهولم لحجز كل الأشرطة الدينية التي كانت معروضة في مكتبة مسجد الشيخ زايد في ستوكهولم والتي إدعّي القضاء السويدي أنهّا تحرضّ علي كراهية اليهود، كما رفع مواطن سويدي دعوي قضائية علي الرابطة الإسلامية في ستوكهولم بحجة إستضافتها للدكتور يوسف القرضاوي الذي تحدثّ بسلبية عن الحركة الصهيونية. وفي النرويج تهجمّ رئيس حزب التقدم المسيحي النرويجي كارلي هاغين المعادي للعرب علانية علي رسول اللّه ـ ص ـ والذي في نظره يجبر الأطفال علي قتل الآخرين لأسلمة العالم.بينما يعتبر الحديث عن الهولوكست في النرويج جريمة نكراء ولا يسمح لكائن من كان أن يشكك في المحرقة اليهودية. وفي الدانمارك سمحت جريدة رسمية لنفسها بتصوير رسول الله ـ ص ـ في رسوم كاريكاتورية، بينما تلتزم كل الصحف الدانماركية بمبدأ عدم جواز الحديث عن الهولوكست أو حتي الحركة الصهيونية. وفرنسا التي حظرت الحجاب وتصف المسلمين بأخس النعوت فإنّه لا يسمح مطلقا الحديث عن الهولوكست وغرف الغاز وأبرز من تعرض للإيذاء في هذا المجال الكاتب الفرنسي الراحل روجي غارودي الذي أنكر في كتابه المسألة اليهودية غرف الغاز Marp والتي مات فيها أكثر من 6 ملايين يهودي أو يزيد. وظل غارودي محل ملاحقة منذ سنة 1998 فرض عليه عندها حصار متعددّ الوجوه وفي كل المجالات بمجرّد أنّه تنكرّ للهولوكوست وأعتبره من إنتاج مخيلة الإستراتيجيين اليهود والحاخامات الذين كرسوا الحركة الصهيونية من خلاله وكسبوا تعاطف الرأي الــعام الرسمي والشعبي في الغرب. ہ كاتب من الجزائر يقيم في السويد8

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية