الغرب منع أوكرانيا من استعمال سلاحه ضد روسيا مقابل الضوء الأخضر لإسرائيل لتوظيفه في قتل الفلسطينيين

حسين مجذوبي
حجم الخط
1

لندن ـ «القدس العربي»: وضع الغرب الرسمي المشرف على السطة (استثناء الجزء الآخر من الغرب المتضامن مع الفلسطينيين) شروطا على أوكرانيا بشأن استعمال الأسلحة التي تتوصل بها منه في مواجهتها لروسيا. غير أنه منح الضوء الأخضر للأسلحة التي يبعثها لإسرائيل في استعمالها ضد الفلسطينيين بما في ذلك عدم الاحتجاج على قصف المستشفيات. وهذا التصرف يبزر مدى مستوى التناقض الصارخ الذي يصل إلى المشاركة في جرائم ضد الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة.
ومنذ اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية، انخرط الغرب في تسليح أوكرانيا بأسلحة متطورة منها قذائف جافلين التي ألحقت خسائر بالدبابات والمدرعات الروسية وصواريخ من نوع هيمارس التي كانت أكبر تحد لأنظمة الدفاع الجوي الروسي، وقنابل منها عنقودية ثم دبابات من نوع ليوبارد والطائرات المسيرة ومنها التركية بيرقدار. في الوقت ذاته، سهل الغرب لأوكرانيا الحصول على طائرات الميغ 29 من دول مثل بولونيا وجمهورية التشيك، وينوي تزويدها كذلك بمقاتلات من نوع أف 16 حيث تطوعت دول مثل الدنمارك وهولندا بمنحها هذه المقاتلات بعد الموافقة الأمريكية.
ورغم أن هذه الأسلحة الغربية لأوكرانيا لا يمكنها هزم الجيش الروسي، وذلك نظرا لتفوق الأخير عسكريا ولوجستيا وبشريا، إلا أن الغرب كان حريصا كل الحرص على أن لا يتم استعمال هذه الأسلحة ضد الأراضي الروسية بل فقط لمواجهة القوات الروسية في شرق أوكرانيا، إقليم دونباس، أي المتواجدة في الأراضي الأوكرانية بمعنى مواجهة الغزو. وشدد الأمين العام للحلف الأطلسي جان ستولتنبرغ وكذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولف شولتز على هذا الشرط، أي اقتصار استعمال السلاح على مواجهة الغزو.
وبرر الغرب الرسمي على مستوى عواصمه الرئيسية من واشنطن وباريس ولندن وبرلين وكذلك منظمة شمال الحلف الأطلسي هذا القرار بأنه من جهة، لا يريد أن يتم استعمال السلاح الغربي في قتل المدنيين الروس، وهذا يفترض أنه يبدي خوفه على أرواح الروس وخاصة المدنيين، ومن جهة أخرى، يعتبر أن هجوم الأوكران على روسيا بسلاح غربي يعني توريط الحلف الأطلسي في الحرب بشكل مباشر مع روسيا. وسيترتب عن هذا اتساع رقعة الحرب. ولهذا، يقتصر السلاح الغربي حتى الآن على الدفاع عن الأراضي الأوكرانية وليس الهجوم على روسيا.
في المقابل نجد العكس تماما في حرب إسرائيل الوحشية ضد قطاع غزة. في هذا الصدد، لم يضع الغرب وخاصة الولايات المتحدة أي شروط بشأن توظيف واستعمال هذه الأسلحة في الحرب، وهو عدم مهاجمة الأراضي الفلسطينية بل لم يشترط حتى عدم قتل المدنيين. ولعل من المفارقات الكبرى، كان تصريح الإدارة الأمريكية الذي جاء على لسان وزير الخارجية أنتوني بلينكن بأن إسرائيل عليها استعمال قنابل صغيرة.

تزويد الكيان الصهيوني بأسلحة متطورة

في هذا الصدد، منذ اندلاع الحرب في غزة، تسابق عدد من دول الغرب وخاصة الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا في تزويد الكيان الصهيوني بأسلحة متطورة، وخاصة القذائف والقنابل الكبيرة. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الأربعاء الماضي إن “الطائرة رقم 200 ضمن الجسر الجوي الأمريكي، وصلت إلى إسرائيل وهي محملة بالعتاد والسلاح والمركبات المصفحة الأمريكية”. وأضافت الوزارة، في تغريدة على موقع إكس، أنها استلمت منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أكثر من 10 آلاف طن من الأسلحة والمعدات الأمريكية، بما في ذلك: مركبات مدرعة، وأسلحة، ومعدات حماية شخصية، ومعدات طبية، وذخيرة وغيرها. ويعتقد أن إسرائيل استعملت عشرات الآلاف من الأطنان من المتفجرات ضد الفلسطينيين.
كما لم تفرض أي شروط على استعمال السلاح الغربي، بل حاولت تبرير قصف إسرائيل للمستشفيات مثل الشفاء والمعمداني وقصف المدارس بما فيها التابعة لمنظمة الأمم المتحدة. ومنح الغرب الرسمي للكيان الضوء الأخضر لتدمير مختلف البنيات التحتية وقتل الأبرياء. ومن المفارقات الإجرامية للغرب، ما نشرته جريدة “نيويورك تايمز” يوم 4 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بأن الغرب ومنه الولايات المتحدة منحت إسرائيل قنابل يحظر استعمالها في مناطق سكن المدنيين بل هي قنابل تزن قرابة طن ومخصصة لضرب التجمعات العسكرية الكبيرة والتحصينات العسكرية تحت الأرض. وهذه هي القنابل التي استعملتها في ضرب المستشفيات. وفي إجراء استثنائي، طلب الرئيس جو بايدن من الكونغرس المصادقة على بيع إسرائيل 45 ألف قذيفة لدبابات ميركافا.
في غضون ذلك، الغرب اشترط على أوكرانيا عدم استعمال سلاحه ضد الأراضي الروسية خوفا من رد فعل موسكو ولأن قيمة هذه الحرب محدودة، بينما يسمح لإسرائيل باستعمال كل الأسلحة بدون شرط لأن هذه الحرب ذات انعكاسات تاريخية وعالمية تمس إحدى ركائز الغرب وهي عدم إضعاف سيطرته على العالم العربي. الغرب يؤكد من خلال الكيل بمكيالين “لن نسمح بهزيمة إسرائيل”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول كوكو:

    طبعا لاننا عرب ومسلمين لا يريدون أن يكون هناك وجود لنا
    ولأن اسرائيل هي التي تحكمهم

اشترك في قائمتنا البريدية