من يلقي نظرة على العالم من الممكن أن يصف حاله بـ«المعمعة الجامعة المانعة»؛ خليط من سوء النوايا واستفزاز واستكبار ونفور الكبار، وتُرجِم ذلك إلى ارتباك وفوضى تتجاذب المتصارعين والمتنافسين، وكان كل منهم في اتجاه معاكس للآخر، وهناك من يرى في عصر دونالد ترامب؛ الرئيس الأمريكي السابق بكل سوءاته حلا؛ يتمناه قطاع كبير من الأمريكيين وبعض العرب والمسلمين، ويرون في إجراءاته ورعونته، واشهاره لسلاح العقوبات في وجه المؤيدين والخصوم على السواء؛ مع انحياز طفولي للمشروع الصهيوني، وهو في الأصل «مشروع عنصري من رحم غربي» وما زال يتوسع ويتمدد، ولم يتأثر ذلك بخروج ترامب المدوي من البيت الأبيض. وها هو يستعد لخوض الانتخابات الأمريكية في 2023.
كانت ابتزازات وتهديدات وتدخلات ترامب المالية والعسكرية وغير العسكرية، وكعادة الصياد قليل الخبرة حين يتربص بفريسته ويواصل مطاردتها حتى وهي تترنح، ثم ينقض عليها، وقد جرب وصوب سهامه صوب أباطرة المال وأثرياء العرب، وصوب القادرين على حشد وتسليح ونقل وإعاشة جماعات العنف المسلح؛ بطابعه الطائفي والمذهبي والانعزالي؛ إلموزع في أنحاء «القارة العربية» ودمروا ما وجدوه في طريقهم، واستقروا في مواقعهم العديدة؛ من العراق شرقا، وصولا لسوريا ولبنان وفلسطين شمالا؛ وليبيا غربا.
وما زالت الأيديولوجية الصهيونية مُحَدِّدة لسياسات الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ ما زالت بوصلته هادية لخطاه وانحيازاته المتعثرة، ومصدر حماسه وأساس التزامه بها، وتعنته في التعامل مع الحقوق الفلسطينية المشروعة، وأضحت حقوقا صهيونية «مقدسة» وكانت سببا في القفز على خيار الدولتين(!!)
واستكمل حلف شمال الأطلسي (الناتو) أداء دوره، وتولى التعاطي مع الأزمة الليبية كحلقة مهمة في سلسلة أمركة وصهينة الحلول المطروحة على المنطقة، ونفذ المطلوب وتولى إغتيال العقيد القذافي وتصفيته بعمل خارج القانون، وكان ذلك أقرب لسلوك المافيا الدامي، الذي يأتي على الأخضر واليابس، ويعمل حثيثا على تنفيذ مخطط تقسيم ليبيا، وتسليمها للميليشيات، وسلوك الناتو أساء إساءة بالغة، للغرب، أفقد الثقة في ما يُعقد معه من معاهدات وأحلاف، ومع ذلك وصف حلف شمال الأطلسي نفسه بأنه «حلف دفاعي» على غير حقيقة ما قام به من عمل عدواني، ومن إنزال العقوبات فرض الحصار على الليبيين.
ومنذ أحداث 11 سبتمبر 2001؛ بالغ الغرب في تعامله الخشن؛ وفي التمييز العنصري مع مواطنين ومقيمين من أصول غير بيضاء؛ بالأخص الأصول العربية والإسلامية، وقد وصل الحال للذروة في عصر «جورج بوش الابن» وحين حل عصر الرئيس الأمريكي السابق ترامب زادت الأوضاع تعقيدا بسبب الإفراط في العقوبات على كل من هب ودب، وفي زيادة التدخلات العسكرية، وتوافد الجماعات المسلحة؛ من كل فج؛ وكان الهدف واضحا، وهو شيطنة الحراك الوطني ودمغه بالطابع الدموي والعنصري والعشائري، وما زال جو بايدن ملتزما بالسير على خطى ترامب في موقفه من القضية الفلسطينية، وهي أم قضايا العرب التي يتوقف عليها استقرار العالم من عدمه، ولم يتراجع بايدن أو يصحح موقفا واحدا من مواقف تفريط، ترامب في الحقوق الفلسطينية ومنحها مجانا للدولة الصهيونية!!.
مشكلة النظام المأمول في الآمال المعلقة عليه، وانتشال البشر مما هم فيه؛ عنف وإرهاب وتوتر؛ نظام مأمول أقدر على تلبية مطالب واحتياجات الزمن الجديد
وكما تجاوز حلف شمال الأطلسي القانون والعرف في تعامله مع الوضع الليبي؛ كان من الواجب كما يحدث في كل الحروب أن تقام محاكمات لرموز النظام السابق لكن الحلف أبى وفضل هذه الطريقة المسيئة له، وكأن الهدف هو الانتقام وفتح الأبواب أمام التقسيم، وتمكين «أمراء الحرب» وتوزيع الغنيمة على جماعاتهم المسلحة، وغلب الانتقام على العمل العسكري والمدني السليم، وتم إنزال العقوبات، وفرض الحصار على الليبيين ودُمِغ الحلف بـ«الميليشيا الدولية والرسمية» متجاوزا الأعراف العسكرية والسياسية والأخلاقية، وتحولت الاشتباكات إلى ما يمكن تسميته بـ«القتل المسيس»؛ مرادف مذابح الميليشيات، وادعى «الناتو» البراءة بعد تنفيذ كل ما طُلب منه من مذابح شاملة أو محدودة، ووصل التجاوز مداه، وتم حشد «وحوش بشرية كاسرة»؛ لم يرها أحد عربي أو غير عربي من قبل.
وحين يستفحل الأمر، فإن من لا يرضى بالسياسة الصهيو غربية؛ يتحول لصيد ثمين برسم القنص والافتراس، وما زال ذلك نهجا قائما في تعامل شياطين الصهاينة، إلذين تحولو لمبشرين بدين جديد؛ «دين ابراهيمي» ويُختار أنبياءه ورسله من كهوف وأقبية البنتاغون الأمريكي ودهاليز المخابرات المركزية، التي تأسست عام 1947. كخدمة مدنية تتبع للسلطة الاتحادية؛ وتختص بجمع ومعالجة المعلومات المتعلقة بالأمن القومي الأمريكي من جميع أنحاء العالم.
هذا وتأسس «الموساد» فى وقت قريب من ذلك؛ في ديسمبر 1949، كمؤسسة مدنية؛ توأم ولد من رحم المنظمات الصهيونية المسلحة، ولا يحمل العاملون بالموساد رتبا عسكرية، وكلهم خدموا فى الجيش الصهيوني؛ المسمى (جيش الدفاع الإسرائيلي) وأغلبهم ضباط، وأبناء شرعيون للموساد الذي سبق المخابرات المركزية في النشأة قبيل النكبة، وانسلخ عن العصابات المسلحة، وتحول فيما بعد لـ«جيش الدفاع الإسرائيلي» قبل اندماج الأجهزة الأمنية؛ الأكثر دموية وإرهابا وإهلاكا للزرع والنسل؛ على مستوى العالم!!.
وشياطين الموساد؛ اخترقوا العرب وأفقدوا كثيرا منهم طبيعتهم وحولوهم لفرائس، مجردة من الوطنية، وانتهى ببعضهم لكيانات قلقة، وهناك من فضل المخاطرة على العمل الوطني؛ المحقق للسلامة والأمن وارتماء البعض أو وقعوهم في شراك شياطين المهمشين، وهم من أسر وعشائر، لها وجود محدود في المحيط العربي الإسلامي، وتمثل نماذج للخسران، ومنهم من ينتهي به حاله للانخراط في أعمال معادية، واختراق مواطنين دول العالم الإسلامي والدول الإفريقية والآسيوية، وكانت دولا صديقة وشقيقة، وعلى علاقة تاريخية بهم منذ القدم، وقت أن كان العرب يولون وجهوهم شطر الشرق، ولم تكن أواصر العلاقة العربية اللاتينية قد ضعفت، وكان منهم أشقاء يعتزون بأصولهم العربية والمشرقية، وكانو من أوائل الذين وفدوا إلى «العالم الجديد» فنهضوا به مع غيرهم، واندمجوا في «مجتمع المهجر» وتطورت بهم الأحوال، وبرزوا كعلماء وأدباء وشعراء ومثقفين ومفكرين وسياسيين؛ تقلدوا مناصب عليا في مواطنهم الجديدة، بجانب اقتصاديين ساهموا في تغذية النهضة والاستقلال والتقدم في «القارة العربية».
ورغم كل ذلك فنحن في حقبة يتطلع فيها العالم لنظام جديد؛ غير تقليدي؛ تحدوه رغبة جادة في المشاركة في وضع أسس نظام جديد؛ يتخلص من ركام العنصرية، ويَلفَظ التمييز، ويمثل نظام «ما بعد الليبرالية» وكانت الليبرالية تاريخيا ترجمة مباشرة لنشأة «التحررية الأوروبية» ونبتت مع الثورة الفرنسية، واستمرت حتى الآن، لكنها اُستُهلِكت واستهلكت نفسها ولم يبق لها إلا الحروب والدمار والتمييز، والعالم يبحث عن نظام جديد مبرأ من هذه الآثام، ويمر بمرحلة انتقالية خطا تحت أعلام الفوضى الخلاقة إسما، إلا أنها ممعنة في العنف، ومشغولة بترميم القديم وتحسينه، وقد عفى عليه الزمن، وأضحى غير قابل للتحسين أو الحياة.
ومشكلة النظام المأمول في الآمال المعلقة عليه، وانتشال البشر مما هم فيه؛ عنف وإرهاب وتوتر؛ نظام مأمول أقدر على تلبية مطالب واحتياجات الزمن الجديد، والعقبة في القوى القديمة، وما زالت صاحبة غلبة، ومنشغلة بدور تتطلع إليه، والقوى القديمة لا يستهان بها، خاصة عندما تكون بقوة وأفق وعقلية الولايات المتحدة، ودوائرها ونفوذها ومصالحها، وتتطلع منفردة لبناء عالم جديد، ولن يكون ذلك إلا بمشاركة ندية في صياغة مشروع النظام المأمول، الذي لا يجب أن يتجاهل الواقع الحالي، وأخطر ما فيه هو جريمة العصر المرتكبة بشطب فلسطين من خريطة «القارة العربية» والعالم، وهذا مبحث آخر قد نعمل علي تناوله.
كاتب من مصر
هههههههه أنى للغرب الجاني أن يعترف بجرمه في حق أمة فلسطين فهو مشارك حتى أخمص القدمين في جريمة اغتصاب أرض فلسطين ومنحها للشرذمة الذين كانوا يعيشون في أوروبا فتخلصوا من ازعاجهم بازعاج شعب فلسطين الذي يأبى الاندثار
” ورغم كل ذلك فنحن في حقبة يتطلع فيها العالم لنظام جديد؛ غير تقليدي؛ تحدوه رغبة جادة في المشاركة في وضع أسس نظام جديد؛ يتخلص من ركام العنصرية، ويَلفَظ التمييز، ” إهـ
هذا نظام خيالي لا يحلم به الغربيون أنفسهم!
المصلحة, والمصلحة فقط هو النظام المستمر!! ولا حول ولا قوة الا بالله
قبل الإسلام تركز تواجد اليهود بالشرق الأوسط خاصةً الحجاز لتنبؤ كتبهم بقرب مجيء نبي خاتم فيها ولما تبين أنه عربي أسلم بعضهم وتعنت معظمهم لكن بالنهاية تحولوا لمواطنين محميين كأهل كتاب بالدولة الإسلامية وانتشروا مع توسعها السريع بل تخطوا حدودها لأوروبا ووسط آسيا فراكموا ثروات هائلة وضاقت بهم نخبها فطردتهم روسيا تدريجياً لأوروبا الشرقية التي بدورها قتلت نصفهم وطردت الباقي لأمريكا وفلسطين وشجع ذلك صدور قرار أممي لتهويد فلسطين 1947 فانتهز ذلك مدن عربية وإسلامية فطردت يهودها لفلسطين واستولت على أملاكهم
حل معضلة يهود إسرائيل سلماً بإتاحة مدن عربية وإسلامية وشرق أوروبية وروسية لملايين يهودها عودة لها من فلسطين وضمان أمنهم وعرضهم ومالهم وإعادة عقاراتهم ووكالاتهم وورشهم من أحفاد متنفذين وأزلام استعمار سلبوها بحينه فبقرآن وحديث وإنجيل وآثار ثابت أصل وعرق يهود كل مدن شرق أوسط ولو عاد نصفهم لمدن أصلية لانتهت صهيونية ولن يجد الغرب شعب يهود يدعمه بفلسطين بل سندعم طلب يهود تعويض عن اضطهاد أوروبا لهم وقد عاد يهود للمغرب مع عرب من أندلس بلا مشاكل بل استقبلنا بعد مذابح تركيا وروسيا أرمن وأكراد وشركس وشيشان
عودة فلسطين مرهون بعباد الله فمتى وجدوا بضم الواو اذاك سترجع فلسطين وواقع الحال يقول باننا لم نستكمل بعد هذه العبودية فعندما نجد ان دولة اسلامية تعادي دولة اسلامية اخرى او بالاحرى تقاتلها فاعلم ان تلك العبودية مازالت بعيدة و معها عودة فلسطين
اما الغرب فسيبقى غربا لا ينظر الى الا من منظور المصلحة ذات بعد ديني
فاول ما قام به ترامب بعد فوزه هو زيارة الكنيسة في اول بلد في العالم يسوقوه لنا انه لا ديني
الغرب لن يقوم باي فعل جديً لاًيرضي اسراءيل . السوءال الاهم هل يوجد زعيم عربي قادر على فرض الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية ومنها حق اقامة الدولة على الاراضي الفلسطينية المحتلة على اسراءيل والغرب؟