بيروت – «القدس العربي»: بعد غياب لسنتين بسبب جائحة كورونا عادت جائزة محمود كحيل لفن الكاريكاتير لتجمع المتبارين الذين مثّلوا هذا العام 18 دولة عربية. وفي بيروت أعلن في احتفال حاشد في دار النمر للثقافة والفنون عن أسماء الفائزين، بعد أن جال الحضور على رسوماتهم وإبداعاتهم مطلقين الثناء والإعجاب. إنها الدورة السابعة وفيها فاز فنانون من العراق والمغرب والأردن ولبنان ومصر وفلسطين. إنها جائزة تمنحها «مبادرة معتزّ ورادا الصوّاف للشرائط المصوّرة» في الجامعة الأمريكية في بيروت، وقد أعلنت بحضورهما.
شارك في هذه الدورة أكثر من 120 عملاً مثّلت مدارس وموضوعات مختلفة. وفاز عن فئة الكاريكاتير السياسي الفنان الأردني المقيم في الولايات المتحدة رأفت أحمد محمد الخطيب. وفيما تعذّر قدومه إلى بيروت تسلمت والدته الجائزة وقدرها 10 آلاف دولار أمريكي. وفي كلمة مصورة عبّر الخطيب عن اعتزازه بجائزة تحمل اسم محمود كحيل «وهو من أكثر رسامي الكاريكاتير الذين تأثرت بهم، إلى جانب رسام الكاريكاتير اللبناني حبيب حداد والتشكيلي المصري حلمي التوني».
وعن فئة الروايات التصويرية فاز اللبناني المقيم في بروكسيل برّاق ريما عن روايته «بالتاكسي». وفاز المصري محمد صلاح بجائزة الشرائط المصورة وهي المرة الثانية التي ينالها، نظراً لتميّزه وسعة خياله وتطوّر أسلوبه بشكل لافت. جائزة الرسوم التصويرية والتعبيرية نالتها اللبنانية كارين كيروز. ونالت براء أحمد اسماعيل العاوور من غزّة – فلسطين جائزة رسوم كتب الأطفال عن كتاب «مطاردة». يذكر أن براء واجهت صعوبات جمّة حتى وصلت من غزة إلى بيروت.
أما الجائزة الفخرية لإنجازات العمر فنالها التشكيلي العراقي علي مندلاوي. وهي جائزة تمنح تقديراً لمن أمضى ربع قرن أو أكثر في خدمة فنون الشرائط المصورة والرسوم التعبيرية والكاريكاتير السياسي.
أما جائزة «راعي القصص المصورة العربية» الفخرية التي تمنح للذين يدعمون الشرائط المصورة والرسوم الكاريكاتيرية في العالم العربي، ويساهمون في اغناء التراث الثقافي للمنطقة، فنالها مشروع «سكف كف» من المغرب.
ومنحت جائزة تكريمية خاصة للصحافي الفلسطيني اللبناني البريطاني جهاد الخازن الذي كان من مؤسّسي وداعمي جائزة محمود كحيل منذ إنشائها، وتسلمتها زوجته نظراً لعدم تمكنه من الحضور بسبب المرض.
وبالمناسبة تحدّثت رادا الصواف عن أهمية استمرار الجائزة وتطوّر المبادرة، التي بدأت تظهر نتائجها في تحفيز وتشجيع فن الشرائط المصورة في العالم العربي، عبر تقدير المواهب الغنية والإنجازات الإبداعية. وأشارت الى أن «الجائزة كانت سباقة في تنظيم أول معرض افتراضي لفنانيها في العام 2021 ووصلنا الى جامعات دولية في مدينة ليون الفرنسية وشاركنا في مؤتمرات ومعارض عالمية في «أنغوليم». ولفتت الى أن صحفاً دولية وفرنسية خاصة أشادت بالمبادرة. وخلُصت للقول «لقد حولنا هذه الفنون مع المبدعين من هامشية الى ملتزمة بقضايا المجتمع والانسان».
وتولت مديرة المبادرة في الجامعة الامريكية في بيروت الدكتورة لينا غيبة، الإعلان عن أسماء الفائزين بالجائزة، بحضور راعيها معتز الصواف وأعضاء لجنة التحكيم وعدد من والسياسيين والدبلوماسيين والفنانين والباحثين والأكاديميين والإعلاميين.
وفي كلمتها قالت غيبة إن جائحة كورونا كانت الموضوع المهيمين على فئة الكاريكاتير السياسي لهذا العام، والذي عُبِّر عنه بقناع الوجه كرمز للمرض والوباء العالمي. وإلى ذلك برزت مسائل الفساد في لبنان والمنطقة.
وفلسطينياً استحوذت قضية الإخلاء القسري من حي الشيخ جرّاح على اهتمام كثيرين.
كما كان التأمل الذاتي والتوجه نحو الداخل البشري موضوعاً مشتركاً في الأعمال التي تقدمت للمشاركة بالجائزة.
وتألفت لجنة التحكيم في الدورة السابعة من جولي تايت المديرة المؤسّسة لمهرجان البحيرات الدولي لفن الشرائط المصورة في المملكة المتحدة. ونهى حبيب رسّامة تعمل بين الدوحة وتونس. والمصريان هيثم ومحمد السحت وهما فنانان ومحاضران في كتب الشرائط المصوّرة ومعروفان كثنائي بـ «توينز كارتون» الذي نال جوائز عدّة منها جائزة محمود كحيل لسنة 2019، وأسّسا مجلة «جراج كوميك». إضافة الى جورج خوري «جاد»  وهو ناقد فني وأحد رواد الشرائط المصوّرة في العالم العربي، ومن أعماله تمّ اختيار «ألف ليلة وليلة» و«شهرزاد»، من ضمن المجموعة الدائمة في متحف الشرائط المصوّرة الدولي في أنغوليم – فرنسا.
يذكر أن جائزة محمود كحيل تأسست سنة 2014 ومقرّها الجامعة الأمريكية في بيروت.