الفنان المغربي احميدة الباهري يلجأ إلى القضاء في مواجهة المطربة إبتسام تسكت

عبد العزيز بنعبو
حجم الخط
0

الرباط – «القدس العربي»: عاد إلى الواجهة الفنان المغربية احميدة الباهري، أحد رواد أغاني المجموعات في المغرب، بعدما اتهم المغنية إبتسام تسكت بـ «التطاول» على إحدى أغانيه القديمة التي كتبها ولحنها وأداها، كما قام بتسجيلها سنة 1998 في «المكتب المغربي لحقوق المؤلف».
واتهم المطربة تسكت بانتحال أغنيته «دابا تندم علي» وتوظيفها في أغنيتها الجديدة التي طرحتها مؤخرا تحت عنوان «سالينا». وقال الباهري لـ «القدس العربي»، إنه بعد تصريحاته الإعلامية «المهذَّبة طلبا للإنصاف»، اجتمع بالفنانة ابتسام تسكت، لكن دون جدوى، لأنها ترفض تقديم تعويض مادي عن الضرر الذي لحق به، موضحا أنه يعيش بمداخيل كتابة الكلمات والألحان كفنان محترف.
وأبرز أنه إلى جانب رد الاعتبار المعنوي يجب أن يكون هناك رد اعتبار مادي على شكل تعويض، «وهو ما رفضته ابتسام تسكت، لذلك أجدني مضطرا إلى اللجوء للقضاء من أجل انصافي»، على حد قوله، مضيفا أن هذا الطريق لا يحب المضي قدما فيه، لكنه مكره على ذلك، لأنه مصر على رد الاعتبار له ولمجهودي الفني.
احميدة الباهري الذي يذكره جيل السبعينيات والثمانينيات، هو أحد رواد أغاني المجموعات الشهيرة، كمجموعة «المشاهب» التي ساهم في تأسيسها، وسجل معها ألبومها الأول في تاريخها الفني، وعندما انفصل عنها أسس مجموعة «لجواد» التي عمرت عقدا من الزمان، كما خاض تجربة فنية أخرى وانضم إلى المجموعة الرائدة «جيل جيلالة»، وكانت تجربة ناجحة توجت بتسجيل ألبوم غنائي معها.
ويسجل تاريخ أغاني المجموعات في المغرب لحميدة الباهري كونه أول من أسس مجموعة غنائية نسائية تنتمي للظاهرة الغيوانية أطلقت عليها اسم مجموعة «بنات الغيوان»، والتي كانت تتعرض لبعض التوقفات. وهو ما جعله يفكر في تأسيس «أروكيسترا احميدة» للأغنية الشعبية. لكن الحنين كان دائما يراوده للعودة إلى «الأغنية الغيوانية». ذلك الحنين لا يدعمه واقع أغاني المجموعات حاليا، التي «تهمشت وركنت إلى الظل في زمن الرقمنة، ولم تستطع مسايرة الأغنية الجديدة التي سميت بالشبابية وهيمنت على المشهد، وأصبحت في الواجهة رغم البعض من التفاهة ولا أعمم»، يقول الباهري.
وبكل أسف، يوضح الفنان الذي عاشر عمالقة الأغنية الغيوانية أمثال بوجميع والعربي بطمة وغيرهما، أن «الأغنية المغربية الأصيلة أصبحت تعد من الماضي، لأن الرواد رحلوا ولم نصنع جيلا يتسلم المشعل، وجاء البعض من الشباب واستغلوا الفراغ واستولوا على الأغنية المغربية وأعادوها بصيغة أخرى، وهذا في نظرهم نوع من التجديد لكنهم أفقدوها هويتها»، وفق تعبيره. وجوابًا على سؤال الغياب عن الميدان الفني، يجيب أنه يعود للعوامل المذكورة سالفا، بالإضافة إلى التهميش الذي طاله من عدة جهات، علاوة على ظروف الإنتاج الفني التي أصبحت صعبة، في تقديره، واستطرد قائلا إنه «في السابق كانت هناك شركات فنية للإنتاج تشجعني على الإبداع، أما اليوم فقد أصبحت المواقع الإلكترونية هي البديل». وبالنسبة إليه، فإن «الوضع الفني بالمغرب أصبح يغلب عليه الطابع التجاري أكثر من الجانب الفني، وتطاول عليه البعض ممن يؤمنون بصناعة الفنان النجم من أجل الربح المادي ولا يهمهم الإبداع ولا الأغنية المغربية ولا أي شيء من هذا القبيل».
ويشدد احميدة الباهري على أن وضع الرواد لا يسر، الكثير منهم رحل عن دنيانا، والبقية تعيش التهميش وصارت جزءا من الماضي. ورغم ذلك يؤكد الفنان أنه لم يعتزل «لكن العودة إلى الواجهة أصبحت صعبة جدا اليوم، وتتطلب المساعدة ممن بيدهم الشأن الفني أو على الأقل أنال نصيبي من المشاركة في التظاهرات الفنية والثقافية».
وفي ما يتعلق بحركية المشهد الفني خاصة الجانب الموسيقي منه، لم ينف احميدة الباهري أنه مع كثرة الانتاجات، وقال: «هناك إبداعات فنية رائعة وذلك يعود إلى اجتهاد شباب مبدع وباحث يسعى إلى تطوير نفسه وتطوير الأغنية المغربية»، لكنه يستطرد قائلا إن الأفق «تشوبه الضبابية، فلا هو بالواضح ولا هو بالمظلم، وهذا ما يجعلني أخشى على كل الفاعلين والرواد من عدم نيل نصيبهم من العرفان والاعتراف شأنهم شأني أنا كذلك، التهميش والنسيان وعدم الاعتراف وربما حتى التطاول على أعمالهم».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية