مهرجانات السينما العربية تُخصص فلسطين بمسابقات وتفتتح بأفلام عن معاناة أهلها مع الاحتلال
بيروت ـ «القدس العربي»: بين 7 أكتوبر 2023 ونهايات 2024 كانت فلسطين حاضرة في العالم كحالة إنسانية توخز الضمير. وضعت البشر أمام موقف من إثنين: الانتصار للأخلاق وإدانة الإبادة، أو الصمت المشبوه المؤيد لجرائم الصهيونية. فهل للثقافة بكافة أنواعها غض الطرف عن إبادة على الهواء مباشرة منذ سنة و3 أشهر؟ هكذا باتت غزّة اختباراً يومياً للإنسانية، بعد سقوط الغرب الأخلاقي نتيجة معاييره المزدوجة بين حربي أوكرانيا وغزّة.
بعض حكّام العرب اختاروا النأي بالنفس «عن وجع الرأس الفلسطيني»، وأبحروا نحو احتفاليات كثيرة بدت مفرطة ومُسقطة. وكُتم خلالها النفس عن سيرة غزّة السابحة بدمائها. في حين أنّ كثيرا من أهل الفن في العالم وفي الدول العربية داسوا المكاسب المادية، عبّروا عن إنسانيتهم، وأدانوا الإبادة والتطهير العرقي، وإذ بالإقصاء يبعدهم عن جنّات هوليوود، وجنّات الترفيه الحديثة.
رغم الإجراءات القمعية والعقابية كانت غزّة و«فلسطين حرّة» حاضرة في كافة المهرجانات العالمية من سينما، ومسرح وغناء. حضرت بالكلمة والموقف والإهداء، وبالملابس ذات الدلالة من السهم الأحمر، إلى الدبوس الحامل لـ«حز البطيخ»، والكوفية وألوان العلم الفلسطيني.
وفي دارة هوليوود أدان المخرج البريطاني جوناثان غلايزر لدى تسلمه جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي الإبادة في غزّة. وقال: «نقف هنا كرجال يرفضون أن تُختطف يهوديتهم والمحرقة من قبل الاحتلال، الذي أدى لنزاع بالنسبة للعديد من الناس الأبرياء..» كما وأدان كثير من مشاهير هوليوود الإبادة بمواقف معبّرة.
«أحلام عابرة»
يفتتح مهرجان القاهرة السينمائي
حضور فلسطين كان بهياً في كافة المهرجانات خاصة السينمائية في مصر. وإدانة مجازر الصهاينة في غزّة ولبنان باتت عنواناً مشتركاً بين المنظمين وضيوفهم. مهرجان القاهرة السينمائي الدولي افتتح بالعرض الأول للفيلم الفلسطيني «أحلام عابرة» للمخرج والكاتب رشيد مشهراوي، من بطولة عادل أبو عيّاش، وإميليا ماسو، وأشرف برهوم. ويعرض لقصة حقيقية جرت في مدينة بيت لحم الفلسطينية مع سامي البالغ من العمر 12 سنة. سامي يأخذ المشاهدين في رحلة مؤثرة ليوم واحد برفقة عمه وابنة عمه بحثاً عن طائره المفقود.
حرص رئيس مهرجان القاهرة للعام 2024 الفنان حسين فهمي بأن تكون علامة الدورة 45 فلسطين. أولى الأمر عنايته رغم رحيل شقيقه مصطفى فهمي قبل أيام من انعقاد المهرجان. يقول فهمي أنه وخلال متابعته لمهرجانات سينما دولية حول العالم، لاحظ تحوّلها لمنصة سياسية تتحدّث عن الحرب في أوكرانيا. فوجد حقاً طبيعياً أن يتكلم في مهرجان القاهرة عن القضية الفلسطينية، ولبنان الذي كان يتعرّض لعدوان صهيوني كبير خلال انعقاد المهرجان. ولفت حسين فهمي إلى أن مهرجان القاهرة حدث دولي، وكان مهماً تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني من خلاله، وأن يكون افتتاحه بعرض فلسطيني تراثي راقص.
واستُحدثت للسينما الفلسطينية مسابقة وجوائز في الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة، وحصد فيلم رشيد مشهراوي «المسافة صفر» والذي يتضمّن 22 فيلماً لـ22 مخرجة ومخرج من غزّة ثلاث جوائز. يتراوح زمن كل منها بين 3 و6 دقائق. أفلام رصدت التحديات اليومية التي داهمت أهل غزّة، بعد العدوان الصهيوني. لعب المخرج مشهراوي في هذه الأفلام دور المنسق، وترك لعين كل شاب وصبية التقاط المشهد الأكثر إثارة له أو لها. فسجّلوا مشاهد وتحولات حياتية كثيرة لم يسبق لسكان غزّة اختبارها. أفلام تميزت بعفوية وشغف مخرجيها. كرّم المهرجان المخرج مشهراوي بمنحه جائزة تقدير بقرار من لجنة التحكيم. وفازت ثلاثة أفلام من ضمن فيلم «المسافة صفر» بجوائز منها: «جلد ناعم» للمخرج خميس مشهراوي و«خارج التغطية» للمخرج محمد الشريف و«يوم دراسي» للمخرج أحمد الدنف.
ومن الأفلام الفلسطينية التي حازت تقديراً في مهرجان القاهرة «حالة عشق» للمخرجة كارول منصور والذي فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل مناصفة مع الفيلم الوثائقي المصري «أبو زعبل 89». و«حالة عشق» يتناول سيرة طبيب الترميم الفلسطيني المقيم في بريطانيا غسان أبو ستة، والذي كان يسارع لدخول غزّة في كل مرة يشعر أنّ حرباً كبرى سيرتكبها الاحتلال. وفي اليوم التالي لطوفان الأقصى كان في غزّة. وعرض في مهرجان القاهرة فيلم الفنانة التونسية دُرّة رزوق «وين صرنا». شريط يحكي قصة أم من غزّة وصلت إلى مصر مع طفلتيها بعد ثلاثة أشهر من العدوان، ولم يتمكن زوجها من الانضمام إليهنّ.
ميزة مهرجان القاهرة هذا العام حسب النقّاد المصريين «استعادة ثقة الرعاة، وغالبية الشركات الداعمة كانت مصرية». وتوسّعت دائرة عروضه خارج أسوار دار الأوبرا، إلى قاعة سينما الزمالك، وقاعة الجامعة الأمريكية، وفي التجمّع الخامس والشيخ زايد. وحظيت العديد من الأفلام العالمية المشاركة في المهرجان بالجوائز، منها جائزة الهرم الذهبي لأفضل فيلم، نالها منتج الفيلم الروماني «العام الجديد الذي لم يأت أبداً»، بوجدان موريشانو.
ونلفت أن العديد من الأفلام العربية نالت جوائز من خلال مسابقات متعددة في مهرجان القاهرة، ومنها جائزة سعد الدين وهبة لكل من المخرجة كارول منصور والمنتجة منى الخالدي لأفضل فيلم عربي عن فيلمهما «حالة عشق». وحصد الفيلم اللبناني «أرزة» للمخرجة ميرا شعيب جائزة أفضل سيناريو، وحصدت بطلته دياموند بو عبود على جائزة أفضل ممثلة. وحصد محمد خوي جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «المرجا الزرقا» لداوود السيد. كما كرّم المهرجان المخرج يُسري نصرالله على مسيرته. أما الفيلم الوثائقي «أبو زعبل 89» فمخرجه بسّام مرتضى يروي قصة حقيقية عايشها طفلاً مع والدته، حين كانا يزوران والده المسجون لنضاله في صفوف عمّال حلوان. رسالة الفيلم أن المرأة عندما تجد نفسها وحيدة، تتصدى وتواجه، لكونها لا تملك ترف الانهيار، في حين ينعزل الرجل أو يبدّل خياراته.
مهرجان الجونة كرّم السينما الفلسطينية واللبنانية استحقاقاً
وتميزت السينما الفلسطينية في مهرجان الجونة السينمائي بكونها تتناول حياة الفلسطينين الفريدة بأزماتها نتيجة الاحتلال. وفازت مع عدة أفلام لبنانية استحقاقاً وليس تعاطفاً، بتأكيد من كبيرة النقّاد المصريين ماجدة موريس. من تلك الأفلام «برتقالة من يافا» للمخرج محمد المغني الفائز بجائزة نجمة الجونة الفضية مناصفة مع فيلم برتغالي. وفاز فيلم «شكراً لأنك تحلُم» للمخرجة ليلى عبّاس بجائزة نجمة الجونة لأفضل فيلم روائي عربي، وتقاسمها مع آخر تونسي بعنوان «ماء العين» للمخرجة مريم جعبر. عبّاس أهدت جائزتها لنساء فلسطين. وفاز فيلم «ما بعد» للمخرجة الفلسطينية مها الحاج بجائزة أفضل فيلم روائي قصير.
الأفلام اللبنانية التي حصدت جوائز في مهرجان الجونة هي: جائزة «سينما من أجل الإنسان» وبتصويت الجمهور لفيلم «مْشقْلبْ»، موقع من أربعة مخرجين هم لوسيان بورجيلي، وبان فقيه، ووسام شرف وأريج محمود. ويتناول قضايا لبنانية، وأهدى الفائزون جائزتهم للبنان وفلسطين. وحاز الفيلم الوثائقي اللبناني «نحن من الداخل» للمخرجة فرح قاسم «الجائزة الذهبية للفيلم الوثائقي». يُذكر أن مهرجان الجونة كرّم المخرجين اللبنانيين جوانّا حاجي توما وخليل جريج ومنحهما جائزة الإنجاز الإبداعي.
مهرجان الإسكندرية يُخصص فلسطين بأفلام محورها التجارب الإنسانية
مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط الـ40 خص فلسطين بتسعة أفلام عُرضت على هامش الدورة، كدعم للشعب الفلسطيني وقضيته، خاصة في ظل العدوان الصهيوني المتمادي. الأفلام المختارة ركزت على التجارب الإنسانية المرتبطة بفلسطين وقضيتها. وتنوعت بين روائية قصيرة ووثائقية لمخرجين من الأرض المحتلّة والشتات. منها «بلا جواب» الروائي القصير للمخرجة رزان ياغي، كواحد من آلاف القصص التي عاشها الشعب الفلسطيني إثر النكبة، ويستند إلى رسالة محفوظة في الأرشيف الفلسطيني. والفيلم الوثائقي «بعيداً عن الشمس» للمخرج فايق جرادة، ويتناول أساليب التعذيب ضد الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية. وفيلم «شيرين» للمخرج معن سمارة، والذي يتناول حياة واستشهاد الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة. إلى أفلام أخرى لمخرجين عرب تعالج قضايا إنسانية خاصة بفلسطين، كفيلم «خبّرهن عاللي صاير» للمخرج المصري عمر وليد، وفيه يوثق مشاعر الناس حيال غزّة، مركزاً على صورة المنزل الرمز. وحصد الفيلم الفلسطيني التركي «الغميضة» للمخرج رامي عباس جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
وفي المهرجان الدولي الـ21 للسينما في مراكش فاز الفيلم الفلسطيني «ينعاد عليكو» بالجائزة الكبرى للمهرجان. أخرجه اسكندر قبطي الذي ولد ويعيش في مدينة يافا، وهو الروائي الثاني له. تسلّمت الجائزة نيابة عنه زوجته منى معلنة الفرح للتقدير الكبير. وقالت «نقف هنا بمشاعر مثقلة في ظل جرائم وإبادة بحق شعبنا في غزّة… وأتساءل كيف صار القتل والدمار مشهداً مقبولاً من العالم؟؟» وفازت الممثلتان الفلسطينيتان منار شهاب ووفاء عون مناصفة بجائزة أفضل دور نسائي عن الفيلم نفسه. والفيلم يحكي قصصاً متصلة عن عائلة فلسطينية تعيش في الداخل الفلسطيني المحتل.
مهرجان كرامة عمّان:
العدالة لشعوب جنوب العالم
أكّد مهرجان كرامة لحقوق الإنسان في دورته الـ15 في عمّان، وانطلاقاً من شعار «العدالة لشعوب جنوب العالم» بأن الأفلام تشكّل خيوطاً تنسج قصص القهر والمقاومة. وسعت الدورة الـ15 للمهرجان لنسج علاقة بين الفن والنضال. فاُلغيت كافة الجوائز وخصصت الدورة بالكامل لفلسطين تضامناً مع أهل غزّة. وكان الافتتاح بفيلم «حالة عشق» لكارول منصور، وفاز بجائزة الجمهور. وأيضاً فاز فيلم «يلاّ غزّة» للمخرج الفرنسي رولان نورير بجائزة الجمهور.
يُذكر أنّ المهرجان الدولي لسينما المؤلف بالرباط في دورته الـ29 احتفى للعام 2024 بالسينما الأردنية، ومنح جائزته الكبرى للفيلم المكسيكي «سوخو».
السينما في لبنان نابضة
وتتحدى العدوان
رغم الأزمات المعيشية التي يمرّ بها لبنان، وحرب صهيونية لم تهدأ كان الإنتاج السينمائي ملحوظا بوفرته. شاركت الأفلام اللبنانية في المهرجانات المصرية الثلاثة وحصدت جوائز. كما وأصرّ مهرجان بيروت الدولي للأفلام القصيرة على الانعقاد بين 26 و30 تشرين الثاني/نوفمبر. وتأهّل للمشاركة بجائزة الأوسكار، وأصبح ثالثاً بعد مهرجاني القاهرة وقرطاج. وبات المهرجان مؤهلا لجوائز الأوسكار للأفلام الواقعة في خانة أفضل فيلم روائي، ووثائقي وتحريكي. ومن نتائج هذا التأهُّل وفي الدورة الـ18 من المهرجان تأهلت ثلاثة أفلام أجنبية لمسابقة الأوسكار، من الصين، وألمانيا والولايات المتحدة، وبات يحق لها المشاركة في التصفية الأولية للأوسكار. وشارك في هذه النسخة من المهرجان 92 فيلماً. والجديد في اهتمامات المهرجان استحداث مسابقة بعنوان «الأرض والسلام والعدالة» بمشاركة 10 أفلام. وفاز فيلم «برجعلك دقايق» للمخرج الفلسطيني عدي جعبة بجائزة أفضل فيلم. ووصفت لجنة التحكيم الفيلم بأنه ينطوي على «رمزية وحس فكاهي ممزوج بالأمل». وقال المخرج عبر الشاشة إثر تلقيه الجائزة «أفخر بأني فلسطيني. نحن هنا وسنبقى ولن تغادر لأي مكان آخر».
جوائز لبنانية من المهرجانات العربية
فيلم «أرزة» للمخرجة ميرا شعيب يصوّر واقع مدينة بيروت وناسها. من بطولة بيتي توتل ودياماند بوعبود وفؤاد يمين وفادي ابي سمرا وآخرين. قصة لبنانية، يتناول خلالها السيناريو حال اللبنانيين، بتنوع انتماءاتهم من دون تجميل أو تبخيس. ويسلط الضوء على المرأة اللبنانية المناضلة من أجل حياة أفضل. ربح جائزة أفضل سيناريو في مهرجان القاهرة. ونالت دياموند بوعبود جائزة أفضل ممثلة. كما ويُمثل الفيلم لبنان في مباراة أفضل فيلم دولي لسنة 2025.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة لمهرجان الإسكندرية 40 فاز «جئت من البحر» للمخرجة فيروز سرحال بجائزة أفضل فيلم. وفاز «لا تزال وحيدة» للمخرج كارل حداد بجائزة أفضل فيلم وثائقي.
وفي مهرجان السينما اللبنانية في فرنسا فاز فيلم المخرجة شيرين يزبك «هل تدين؟ غزّة تصرخ في العتمة» بجائزة الصوت. فيلم ينقل استغاثات أهل غزّة في ظل الإبادة، وتصفه مخرجته بـ«كبسولة صوت».
أيام قرطاج المسرحية: المسرح مقاومة
وفي ظل الإبادة الصهيونية عرّف مدير مهرجان قرطاج الدورة الـ25 بـ«المسرح مقاومة». وعُقدت ندوة فكرية بعنوان «المسرح والإبادة الإسرائيلية والمقاومة نحو أفق جديد». وتميز المهرجان بعرض من البرازيل بعنوان «صرخة في الظلام»، جسّد على الخشبة تعذيب السجناء الفلسطينيين في السجون الصهيونية. وفي نتائج المسابقة حصدت المسرحية التونسية «بخارة» للمخرج الصادق الطرابلسي التانيت الذهبي، وجائزتي أفضل ممثل وممثلة.
المسرح اللبناني
يقدّم تجارب جديدة جميلة
اختارت الهيئة العربية للمسرح الفنانة نضال الأشقر لتلقي رسالة اليوم العربي للمسرح للعام 2024 في كانون الثاني/يناير، انطلاقاً من القيمة الفنية التي مثّلتها وما تزال في المسرح. وكان المسرح اللبناني مثابراً على تقديم تجارب مميزة على الخشبات الثلاث الناشطة في العاصمة بيروت. إذ أن مسارح المدينة ودوّار الشمس والمونو حُجزت منذ بداية العام 2024 وإلى بدايات الصيف. وعُرضت مسرحيات حجزت مكاناً في الذاكرة النقدية واستمرت.
المخرج والكاتب يحي جابر واصل صعوده ككاتب ومخرج يترافق اسمه مع الممثل أو الممثلة، إن لم يسبقه. قدّم في ربيع 2024 مسرحيتين معاً حققتا نجاحاً كبيراً هما «مورفين» وجسّدتها سوسن شوربا، و«شو منلبس» وجسّدتها أنجو ريحان. مسرحيتان تختزنان قدراً من الكوميديا السوداء ومن وضوح التعبير، وتفيضان بالإنكسارات والمرارة.
وحجز المخرج عصام بوخالد مع الممثلة برناديت حديب مكاناً عالي التقدير بمسرحية «ماغما». أتى النص مشحوناً، وتصدت له برناديت حديب بحرفية عالية.
وعادت المخرجة المميزة لينا خوري في مسرحية «فيزيا وعسل» بعد سبع سنوات من الغياب، لتطرح أسئلة عن الوجود والإرادة والحرية.
أما مسرحية «شو يا قشطا» للمخرج رياض شيرازي وتشاركه الكتابة مع الممثلة وفاء حلاوي، فشقّت طريقها بنجاح بين جمهور متعطش لموضوعها. طرحت التحرش والاغتصاب، وتركت في مسرح المونو حالة نقاش غير مسبوق.
في السياسة والمسرح ومقاطعة داعمي الكيان الصهيوني والمطبعين، نجح «إخبار قُدّم للمحكمة العسكرية» بتحقيق مغادرة سريعة للمخرج اللبناني الكندي وجدي معوض من بيروت. وكان بصدد تقديم عرضه المسرحي «وليمة عرس عند رجال الكهف» في أيار/مايو الماضي في مسرح المونو. فالمادة الأولى من قانون مقاطعة العدو الإسرائيلي كانت ستدينه. ففي سنة 2017 قدّم على مسرح لاكولين الباريسي عرض «الكل عصافير» وتلقى لأجله تمويلاً من سفارة الكيان في باريس ومن مسرح كاميري في تل أبيب، وعرضت المسرحية في فلسطين المحتلّة.