تتعرّض الكرة الأرضيّة اليوم لموجات حرارة استثنائيّة… إنها القبّة الحراريّة كالسرادق؛ فرضت انقلابا على الأرض نتيجة العبثيّة؛ فنال النّاس هيولي القلق… حتى القطب المتجمّد الجليد ذاب وشهق؛ وأصبح:
هواء المدينة أسود كالدخـــان
وأشجارها مكسورة الأغصان
إسفلــت الشــوارع مخلـــوع؛
كمفاصل حصان أعـــرج…
الشّمس تشرق في الليل فقط
دون قمــــر ونجـــوم…
أصوات الرصاص كالأزيز
كرات الثلج في أواخرالصيف
تقتل السنابل بصمت عنيــف
والسكارى يترنحون في الطرقات…
كأنّهم يحملون أثقـــال سيزيـــف.
لا نساء في المدينة العطشى للحبّ
كآبــة الشكّ تسود على النّـــاس…
كأنّهـــا أسراب غربــان جائعة…
من بعيد تسمع عواء الذئاب…
وهي تقترب من المدينة بنهم:
إنها متخمـــة من الجـوع؛
إنها ساغبـــة من الشبع؛
إنها صاديــــة من الريّ؛
إنها راوية من ملح العطــش…
انقلاب حلّ على الزمان والمكان
أيّتها الشمس الحارقة وارحماه؟
قــال الحكيــم: أتعلــم يابُنـــــي:
سواد هواء المدينة لسواد قلوب النّاس…
والأغصان المكسورة لانكسار آمال الناس
ألا ترى خوذ الجنود مثقوبة كالغربال؟
ألا ترى عيون الفتيات حائرة كالغريب؟
ألا تـرى دفاتـــرالتلاميـذ وقد تحوّلت
إلى مظاريـف في دكاكيــن البقاليــن؟
فقلت: لمـــاذا كلّ هذه الأحــزان يا حكيم؟
قال: الزمان زمانان؛ زمن الفرح؛ رحل وفرّ؛
وزمن الحزن حلّ حتى إشعار آخر؛ بعدما قرّ.
إنه غضب السّماء على الأرض وملح البحر.
فقلـــت يا حكيـــم: ومـــا هـــوالحـــــلّ إذن؟
قال: حلول السّــــلام المغروس في النفوس
وحلول المــــودّة المخلصة بين النّاس…
ثمّ صمت لقابيــل أبديّ؛ وطــرد لإبليس.
فقلت هذا محال اليوم؛ كما في الأمـــس!
سكــت الحكيم… فإذا به منقطع الأنفاس.
شاعروكاتب من العراق
ولك مني خالص التحيّة والسّلام؛ والتقدير لشاعر الفراتين…وأكرر شكري لجميع المعلقين الكرام.وكلّ وجهة نظر لها قيمة
خير في الميزان؛ ونكهة قرنفل في اللسان ومودة حبّ في الجنان.وسأبقى { تلميذًأ أبديًا } أتعلّم أبجديّة المعرفة من كلّ
صاحب علم وأدب وفنّ وعرفان.وشكرًا للقدس العربيّ التي جمعتنا على مائدة عبقريّ رفرف حسان.حفظكم الرّحمن…
كم كنت بحاجة لمثل هذا النص الذي بدد حرارة الجو…..الكلمة الطيبة تلامس الوجدان
وتجمع الخلان على مادة من الحوار اللطيف والتفاعل؛ تتنوع الآراء حولها كقوس قزح.مع
تحياتي لصديقي عبد الله العقبة.
حقا العراق وطن الشعر والشعراء..اعجبتني القصيدة فهي نموذج شعري غير مألوف النظم.خالص امتناني لجريدة القدس العربي.
تحية لكاتب النص، وتحية لكل من ساهم بالقيِّم والنفيس من بين هذه التعليقات، وخاصة تعليق (أشعلي المصباحَ ورَيْ عاتفًا حاجبَيْه) الذي يتحفنا دائما بالأفكار العميقة وهنا بالإشارة إلى المتنبي، وهو القائل أيضا:
*
وَمِنَ البَلِيَّةِ عَذْلُ مَنْ لَا يَرْعَوِي / عَنْ جَهْلِهِ وَخِطَابُ مَنْ لَا يَفْهَمُ
وَإِذَا أشَــــارَ «مُعَقِّبًـــــــا» فَكَأَنَّهُ / قِــرْدٌ يُجَعْجِعُ أو عَتُوفٌ يَخْطِمُ
**
أحسنت يا باقر العسفة العتفة بالرد وبالاستشهاد بهذين البيتين الخالدين من المتنبي !!
الآن قرأت النص البدري.لقد اعجبني فهو مكتوب بلغة تشبه الانواء الجوية الساخنة مزجه الكاتب بحكمة لتخفيف وطأة الحرارة.
ويبقى الادب والفن متنفس للانسان المتمدن.
(( إنه غضب السماء على الأرض )) !!!!!!!!!
هكذا يعتقد (المؤمنون) ويضللون الغافلين معهم
ولا ينظرون إلى القضية الكارثية بمنظار علمي معقول
حتى لو كان من خلال نص أدبي كهذا أو هكذا يبدو
نثني على كل من ساهم بالتعليق النقدي المفيد
وشكرا للسيدة المحررة
ما أثار انتباهي وأنا أتابع الصفحة الثقافية أن
كتابات الدكتور جمال تثير جميع الأقلام ذات
التباينات الثقافية المختلفة في آن واحد فيحقق نصه تجاذبات فكرية ونقدية واضحة..ما يدل على أنه كاتب متمرس في جذب القاريء حتى لو اختلف معه..وهذه قدرة لا تتوافر لكل كاتب اليوم.شكرا للجميع.
لقد سقط جدار برلين..لكن الصراع ازداد حتى وصلنا الى حرب اوكرانيا..والان نواجه القبة الحرارية ولا نستطيع فعل شيء.ما أعجز الإنسان وهو يتوهم أنه سوبرمان.نص جميل
اكيد أثار الشجون.
أولا تحية للأخ كاتب النص جمال البدري وتحية أيضا للأخ (أشعلي المصباحَ ورَيْ عاتفًا حاجبَيْه) وللأخ (باقر العسفة العتفة) على كافة ما أبدوه من ملاحظات نقدية ألمعية وقيّمة حقا