“القدس العربي” ترصد أحوال السكان مع تصعيد الهجوم على جنوب القطاع.. “مراكز الإيواء” امتلأت والنازحون افترشوا الأرصفة في رفح

أشرف الهور
حجم الخط
1

غزة – “القدس العربي”:

بشكل خطير تزداد أوضاع سكان قطاع غزة، خاصة مناطق الجنوب، صعوبة، بسبب الهجمات الحربية الإسرائيلية الجديدة، التي بدأت مع انتهاء فترة “الهدن الإنسانية”، قبل خمسة أيام، والتي أجبر خلالها جيش الاحتلال سكان مدينة خانيونس، التي كانت ملجأ لأعداد كبيرة من النازحين من مناطق غزة والشمال، على النزوح القسري إلى مدينة رفح، التي تتعرض أيضا كغيرها من مناطق القطاع، لقصف جوي عنيف.

نزوح جديد

وتحت قصف الطائرات الحربية والمدفعية، والتقدم البري لقوات الاحتلال، الذي قطع الطريق بين وسط القطاع ومدينة خانيونس، والذي ترافق مع طلب جيش الاحتلال من سكان الكثير من أحياء مدينة خانيونس، تركها كما فعل سابقا في مدينة غزة والشمال، تواصل في هذه الأوقات غالبية العوائل ترك منازلها، والنزوح إلى عدة أماكن، أبرزها منطقة “المواصي” غرب المدينة، ومدينة رفح.

وكان جيش الاحتلال، بعد انتهاء الهدن الإنسانية صبيحة الجمعة الماضية، نشر خارطة لقطاع غزة، وزعت فيها المناطق السكنية على أساس “البلوك السكني”.

وضمنيا طلب من سكان تلك “البلوكات” حفظها، ومعرفة منطقة سكنهم، وكذلك حفظ أرقام المناطق الأخرى “البلوكات”، لمعرفة الطريق، والمنطقة التي يلجأون إليها، في حال طلب جيش الاحتلال منهم النزوح القسري، على اعتبار، حسب ادعاءات الاحتلال، أن هذا الأمر يحمل تحذيرات للسكان، قبل شن الغارات على غزة.

ويؤكد سكان من مدينة خانيونس، من النازحين الجدد، أن الوضع الإنساني والحياتي يسوء بشكل خطير في جنوب القطاع، وتحديدا في مدينتهم، التي تحولت أحياء كثيرة منها إلى مدينة أشباح، بعد أن خلت من السكان، الذين أجبروا على تركها والنزوح الجماعي تجاه مناطق أخرى.

وبهدف إجبار باقي السكان على النزوح، شن الطيران الحربي الإسرائيلي منذ ليل الاثنين وحتى الثلاثاء، غارات على شكل “أحزمة نارية” ضربت المناطق الواقعة بين وسط القطاع ومدينة خانيونس، وكذلك عدة مناطق في الأخيرة، كما نفذ غارات جوية عنيفة على منطقة الفخاري، الواقعة شرق المدينة، والتي طلب جيش الاحتلال من السكان النزوح إليها، كما فعل أيضا ذلك في مدينة رفح، الواقعة على أقصى الحدود الجنوبية لقطاع غزة، والتي باتت لا يوجد فيها بسبب حركة النزوح مكان في “مراكز الإيواء” أو الساحات العامة أو الشوارع، لإيواء العدد الكبير من النازحين الجدد.

النازحون على الأرصفة

وقال مواطنون من مدينة رفح تواصلت معهم “القدس العربي”، إن المدينة تشهد حركة ازدحام غير مسبوقة، وإن ما فيها في هذا الوقت من سكان لم يشهد من قبل.

وأشار أحدهم إلى أن هناك خشية كبيرة من نفاد كامل لأي مواد غذائية سواء معلبات أو خضروات من المدينة، في ظل النزوح الكبير، وعدم ملاءمة ما يدخل من مساعدات للمنظمات الإغاثية مع مطالب السكان.

ويؤكد ذلك شكوى المواطنين هناك، من نفاد الكثير من المواد الغذائية، وإغلاق الكثير من المحال التجارية أبوابها، لعدم وجود ما تبيعه.

وأشاروا إلى أن مدينتهم التي كانت “مراكز الإيواء” فيها ممتلئة قبل النزوح الجديد، زاد العدد فيها بشكل كبير، ما دفع السكان للإقامة أسفل بنايات غير مكتملة البناء، وفي محال تجارية وفي ساحات عامة، وفي مراكز تتبع “الأونروا”، رغم عدم تجهيزها بما يخدم السكان، وافتقارها لكل وسائل الحياة، فيما بقي الكثير منهم في الشوارع، بانتظار أن يتم توجيههم إلى أحد الأماكن للإقامة فيها.

وقال نبيل حسن من المدينة لـ “القدس العربي”، إنه يستضيف في منزله أسرتين نزحتا سابقا من مدينة غزة، لافتا إلى أن الغالبية من الجيران والأصدقاء، لديهم نازحون، حيث لم يعد في المدينة ومنازلها مكان يتسع للنازحين، وقد عبر عن خشيته من أن تسوء الأوضاع بشكل أخطر، وأن يطلب من سكان رفح لاحقا النزوح أيضا.

وكان قادة جيش الاحتلال توعدوا بتوسيع العمليات العسكرية الجديدة ضد قطاع غزة، ونقل عن قائد سلاح المدرعات في جيش الاحتلال قوله “نستعد لتوسيع عملياتنا البرية لمناطق أخرى في قطاع غزة”.

ومع عودة جيش الاحتلال لشن الهجمات الدامية ضد قطاع غزة، بعد انتهاء “الهدن الإنسانية”، وطلبه من سكان مدينة خانيونس مغادرتها، زاد عدد النازحين، وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” إن حوالي 1,9 مليون شخص (أو أكثر من 80 بالمئة من السكان) في مختلف أنحاء قطاع غزة باتوا من النازحين.

وقال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لـ “الأونروا”، إن المئات من العائلات التي نزحت باتت في الشوارع على أعتاب “مراكز الإيواء”، حيث لا مكان لهم، لافتا إلى أن مراكز الإيواء لا يمكنها استيعاب المزيد من النازحين.

وأشار إلى وجود ازدحام هائل في تلك المراكز، مشيرا إلى أن الأمراض المعدية على وشك الانتشار، لافتا إلى أن هناك 170 ألف طفل لديهم التهابات رئوية.

ويبيت حاليا الغالبية العظمى من النازحين في رفح، بلا خيام أو أغطية تقيهم برد الشتاء، كما لم تقدر حتى اللحظة “مراكز الإيواء” على توفير احتياجات هؤلاء النازحين، ودفع ذلك الكثير منهم لتوجيه مناشدات عاجلة لمن يسمع صوتهم، طالبين إغاثات سواء لتوفير المسكن، أو لتوفير أغطية وملابس لأطفالهم الصغار.

هذا وقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مناشدة لسيدة وضعت طفلا قبل أيام قليلة، تطلب ملابس له، لتدفئته من برد الشتاء القارس.

كما نشر آخرون صورا لهم في الشوارع، وكتب أحدهم معلقا على صورته “لليوم الثاني بلا مأوى”، وكتب سائد أبو عيطة على موقع فيسبوك، وهو أحد النازحين الجدد “نزحت إلى رفح، مضت ليلة قاسية في البرد أفترش الأرض وأنظر إلى السماء تبقى بضع ساعات على الصباح”.

وأضاف “صباحا سأبحث عن مأوى، إنه النزوح الثالث لي، لدي أمل أن أجد مشفى لاستكمال العلاج ومكانا يأويني”.

كما كتب محمد عايش وهو يصف الوضع “حرفيا الناس نايمين على الأرصفة في الشوارع، وأنا أولهم”.

كما اضطر آخرون ممن نزحوا من مدينة خانيونس، إلى التوجه إلى مناطق ملاصقة لمراكز تتبع “الأونروا” غرب المدينة، وفي منطقة قريبة من “المواصي”، ونصبوا هناك خياما في العراء، من بعض الأقمشة، أقاموا فيها، لكنها لا تقيهم برد الشتاء ولا الأمطار في حال هطولها، فيما لا يوجد في تلك المنطقة أي مرافق حياتية بالمطلق.

رفض التهجير

جدير ذكره أن الهجمات الحربية الإسرائيلية الدامية ضد قطاع غزة، أدت منذ بداية الحرب لاستشهاد نحو 16 ألف شهيد، فيما هناك الآلاف لا يزالون تحت الأنقاض، لم يجر حصرهم، وقد سجل أن غالبية الشهداء من النساء والأطفال، كما فاق عدد الجرحى الـ 40 ألفا.

وقد اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة دولة الاحتلال بتعمد “ارتكاب أكبر قدر من المجازر ورفع فاتورة الضحايا”.

وأكد أنه لا يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة، في وقت يمارس الجيش الإسرائيلي “التهجير القسري” بحق مئات آلاف السكان.

وأشار إلى أن قطاع غزة يشهد تفاقم كارثة إنسانية بشكل غير مسبوق، لا سيما بعد هدم نحو 300 ألف وحدة سكنية بشكل كلي وجزئي، وترك العوائل بلا مأوى في ظل حلول موسم الشتاء وانخفاض درجات الحرارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم على هذا العجب العجاب الذي يحدث في هذا الزمن البئيس جدا جدا لإخواننا الفلسطينيين في غزة العزة و الصمود والبطولة والشهادة والله ناصر الفلسطينيين وهازم بني صهيون وعد رب العالمين وكان وعد الله مفعولا اقتربت نهاية دويلة السراب والخراب التي تجثم على أرض فلسطين منذ 1919 بدعم أمريكي وغربي حاقد ظالم سارق لأرض فلسطين، وسود الله وجه عرب التطبيع والتنسيق عاجلا غير آجل بإذن المنتقم الجبار الذي يمهل ولا يهمل وكما تدين تدان 🇵🇸🤕✌️🔥🐒🚀🐒🔥🔥🚀🔥

اشترك في قائمتنا البريدية