تنعى “القدس العربي” الكاتب والمفكر والروائيّ والكاتب اللبنانيّ إلياس خوري، الذي توفّي اليوم الأحد في بيروت عن عمر يناهز 76 عامًا. ويعتبر خوري من أهم الكتاب العرب وهو قاص وروائي وناقد وكاتب مسرحي ومفكر لبناني، ومن أعمدة الكتاب في صحيفة “القدس العربي” ورئيس تحرير مجلة الدراسات الفلسطينية، ولد في بيروت عام 1948، كتب عشر روايات ترجمت إلى العديد من اللغات وثلاث مسرحيات وسيناريوهات، وله العديد من الكتابات النقدية. عمل في تحرير عدة صحف لبنانية، وشغل منصب رئيس تحرير الملحق الثقافي الأسبوعي لصحيفة النهار اللبنانية اليومية. كما قام بالتدريس في جامعات مهمة في الولايات المتحدة وفي الدول العربية والأوروبية، وكان أستاذا زائرا للأدب العربي الحديث والأدب المقارن في جامعة نيويورك في 2006.
إلياس خوري: القضية الفلسطينية بالنسبة لي هي قضية وطن بأكمله، وليست قضية الفلسطينيين وحدهم
كانت القضية الفلسطينية هي شاغل الراحل من خلال كتاباته سواء الإبداعية أو النقدية، وكذا مقالات الرأي، وكما يقول هو إن “القضية الفلسطينية بالنسبة لي هي قضية وطن بأكمله وليست قضية الفلسطينيين وحدهم”. لذا حاول خوري صياغة تفاصيل هذه القضية من خلال استعادة الذاكرة وبالتبعية استعادة تأسيسها، وتأتي روايته (باب الشمس) من أهم ما كُتب أدبياً عن فلسطين.
من ناحية أخرى جاء موقف الرجل واضحاً من أحداث الربيع العربي وتبعاتها، قائلاً .. “إن دفاع بعض المثقفين عن الديكتاتورية بسبب الخوف من الإسلاميين هو (جنون) و(خطأ كبير) يرتكبه المثقفون وتكرره بعض القوي اليسارية في العالم العربي اليوم”. وبالفعل تدفع شعوب الربيع العربي نتيجة هذا الخطأ.
ربطت إلياس خوري بالشاعر محمود درويش علاقة أدبية وفكرية وشخصية، فقد التقى الاثنان في بيروت وعملا معا في مركز الأبحاث الفلسطيني وفي مجلة “شؤون فلسطينية” ومجلة (الكرمل) وكتب خوري العديد من الدراسات حول أشعار درويش. هذه الأشعار الذي يستحضرها في رواياته، خاصة “أولاد الغيتو” بجزأيها تحضر تأويلات نقدية وآراء ظاهراتية فيها، من خلال شخصيات روائية يختفي إلياس وراءها، فما يرد على لسان الشخصيات الروائية يرد في دراسات إلياس ومقالاته. وبما أن الموضوع الفلسطيني هو موضوع “أولاد الغيتو” بجزأيها، وبما أن أحداث الرواية يجري قسمها الأكبر في فلسطين في الفترة التي عاصرها الشاعر، فإن حضور بعض تجاربه يحضر في الرواية، وأبرز تجربة وأكثرها شهرة هي علاقة الحب التي ربطته بالفتاة اليهودية التي كتب فيها القصائد. أنها ريتا الدال الرمزي لفتيات يهوديات عرفهن الشاعر.
ربطت إلياس خوري بالشاعر محمود درويش علاقة أدبية وفكرية وشخصية، فقد التقى الاثنان في بيروت وعملا معاً في مركز الأبحاث الفلسطيني، و“شؤون فلسطينية” و”الكرمل”
ويرى خوري أن المجتمع نفسه هو الذي يرسم حكاياته وشخصياته الروائية، فيقول .. “أحسب اننا في مجتمع انتقالي وفي مجتمع تتفكك فيه كل السلطات، لذلك يؤخذ على رواياتي عموما ان فيها الكثير من التفكك. رأيي ان المجتمع هو المتفكك لا رواياتي. رواياتي تعبر عما اشعر به وليس من الضرورة ان يكون حقيقة، فليس المطلوب من الادب ان يكون شهادة حقيقية على مجتمعه بقدر ما هو شهادة متخيلة عن المجتمع. لذلك في هذا المجتمع المتفكك فإن الهامشي هو الذي يمسك، عادة، بمسار الحدث الحكائي”.
ونعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” المناضل والروائي إلياس خوري، في بيان قالت فيه إنه “رحل عنا اليوم بعد مسيرة نضالية طويلة كرسها من أجل فلسطين، وسخّر فيها قلمه وإبداعه ونشاطه لتوثيق السردية الفلسطينية، وحماية الحق وإيصال الصوت الفلسطيني إلى كل مكان”.
وسجلت الحركة “فخرها واعتزازها بهذه القامة الروائية، وبما جسدته من إرث سيكون وثيقة لكل الأجيال السابقة واللاحقة ولسان حق فلسطيني بلغات الإنسانية المؤمنة بنضال شعبنا الفلسطيني وصولاً للحرية والخلاص من الاحتلال”.
وتابعت “فتح” في بيانها: “تحفظ الحركة لهذه القامة الروائية الوطنية تاريخ التصاقه بالقضية، وكل ما قدمه لفلسطين من ترؤّسه لمجلة شؤون فلسطينية، وإدارة تحرير مجلة الكرمل، وتحرير سلسلة ذكريات الشعب في مؤسسة البحوث العربية، والروايات اللافتة، والتي كان أبرزها “باب الشمس”، قصة اللجوء الفلسطيني، التي اعتبرت واحدة من ضمن أفضل 100 رواية عربية ترجمت لأكثر من عشرة لغات”.
وختم بيان الحركة بالقول: “نودع إلياس خوري اليوم، ولا تودّعنا عشرات الأعمال الأدبية والدراسات وإرثه الكبير، وأصالة الانتماء والوفاء للقضية وهموم الناس وقضايا الشعوب التي انتمى إليها.. داعين لروحه بالرحمة والسلام ولذويه ومحبيه بالصبر والسلوان”.
وداعا أيها الكبير، في أخلاقه وانتمائه وتبنيه القضية الوطنية الكبرى قضية فلسطين. والعمل المتفاني الصادق في قضية مواجهة الاستبداد و الاضطهاد والنضال لحق المواطن العربي في التفكير بحرية والعمل بحرية وان يرفع صوته في قول الحق والحقيقة بغية انتزاع حقه في بناء مجتمع العدل والمساواة والحرية. الرحمة ،كل الرحمة لفقيدنا الغالي.
الياس خوري
رحل عن عمر يناهز عمر النكبة فهو من مواليد ذلك العام اللعين.
كان افضل من عشرات ممن يدعون الثقافة، وكان مناضلا اكثر من العديد ممن يدعون الوطنية والنضال.
كان فلسطينيا اكثر من كثير ممن ينتمون “ظلما وكفرا” لفلسطين.
الياس خوري لروحك الرحمة والخلود
احببنا ادبه ..ونضاله العالي والمتجذر من اجل القضايا الانسانية العادلة وفي العمق قضية فلسطين ..تحية اكبار لهذا المثقف الكبير الذي فتح لنا ابواب مجلات عديدة بصمت المشهد الثقافي والادبي العربي ..عليه الرحمات
يذكر قراء كاتبنا الراحل الياس خوري انه قبل شهرين اطلعنا على حاله في عامٌ من الألم الزمه سريره في مقال
–
تحسست فيه آلامه التي لم تعجز فيه حب الحياة الذي استمده كما باح من صمود غزة و فلسطين الصامدتين
–
في وجه اعتى القتلة على وجه الارض لروحه الطيبة سلام
رحمهُ الله ، لبنان ولادة و الأدب أبد
على أية حال هنا، رحم الله الأخ الكاتب القدير إلياس خوري وسوف نفقده كل الفقد ولا ريب في هذا
وتتوالى الخسرات . فقدنا الكثير من اولائك الذين سبقوا وفتحوا لنا باب الشمس والامل .
رحمة الله على الاديب المتعدد المواهب والإنسان المبدئ الذي جعل من القضية الفلسطينية قضيته الأساسية .
خبر غيابه ترك في القلب غصة . كانه كان على موعد مع النكبات جاء للدنيا في سنة النكبة و ترجل عن صهوة الحياة و نحن نعيش نكبة مستمرة : الإبادة الجماعية في غزة و الهجمات الاسرائلية على لبنان وسوريا و اختلال محور صلاح الدين
غريبة صدف الحياة
السكينة لروحك النقية
لا حول ولا قوة الا بالله