القدس تحسم مستقبل الانتخابات
القدس تحسم مستقبل الانتخابات يبدو ان مدينة القدس المحتلة وناخبيها ومرشحيها سيحسمون، بطريقة او بأخري، مستقبل الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقرر اجراؤها في الخامس والعشرين من الشهر الحالي. فالمسؤولون الفلسطينيون، وعلي رأسهم الرئيس محمود عباس، اعلنوا انه لا انتخابات بدون القدس، والسلطات الاسرائيلية تصر علي العكس من ذلك تماما.وجاء اقدام قوات الشرطة الاسرائيلية علي منع مرشحي مدينة القدس في هذه الانتخابات من بدء حملاتهم الانتخابية بالقوة، واعتقال اعداد كبيرة منهم ليفاقم من حدة هذه الازمة، ويجعل مسألة التأجيل شبه مؤكدة.الادارة الامريكية التي تدخلت في مسائل خلافية كثيرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وكان آخرها قضية معبر رفح، بدأت تستشعر مدي خطورة مسألة تأجيل الانتخابات علي الوضع الفلسطيني ومستقبل العملية السلمية، ولهذا قررت التدخل بشكل مباشر.فالمتحدث باسم البيت الابيض الامريكي فاجأ الجميع يوم امس عندما اعلن ان الرئيس جورج بوش يريد ان تمضي الانتخابات الفلسطينية قدما كما هو مقرر لها هذا الشهر بلا تأخير، ويعتقد انه ينبغي ان يتم السماح للفلسطينيين في القدس الشرقية بالتصويت فيها .ومن المؤكد ان الحكومة الاسرائيلية لن تكون ممتنة لهذه الرسالة الامريكية الواضحة والحازمة الموجهة اليها من الحليف الاقوي في العالم، ولذلك سيكون رد فعلها علي درجة كبيرة من الاهمية، لما يمكن ان يترتب عليه من تبعات.بمعني آخر لا تستطيع الحكومة الاسرائيلية مخالفة رأي الحليف الامريكي، والاستمرار في منع الفلسطينيين في القدس من المشاركة في الانتخابات، مما قد يؤدي الي ازمة في العلاقات بين البلدين في هذا الوقت الحرج الذي تواجه فيه الادارة الامريكية ازمات متفاقمة في المنطقة، ابرزها فشلها في تحقيق الامن والاستقرار في العراق، وفي تحقيق نصــر ملموس في حربهـا علي الارهــاب التي كلفتها حتي الان اكثر من 300 مليار دولار وثلاثة آلاف قتيل امريكي علي الاقل.الادارة الامريكية باتخاذها مثل هذا الموقف لصالح اجراء الانتخابات الفلسطينية في موعدها انقذت جانبا كبيرا من مصداقيتها كدولة حامية للحريات الديمقراطية، وحريصة علي دعم مسيرة الاصلاح في المنطقة العربية، ولكن هذا الموقف سيكون عديم الجدوي اذا ظل حبرا علي ورق ولم يترجم عمليا علي الارض.الانتخابات يجب ان تجري في موعدها، حتي لو حصلت حركة حماس علي نسبة كبيرة من مقاعد المجلس التشريعي الجديد، لان عدم اجرائها سيكون نهاية السلطة، ونهاية رسمية لاتفاقات اوسلو التي جاءت بها ورموزها والعملية السياسية التي ترتبت عليها طوال الاعوام العشرة الماضية.والتدخل الامريكي في هذا الصدد هو ثمرة صمود فلسطيني، وتحد مباشر من السلطة للسلطات الاسرائيلية. فعندما تتصارع الارادات تأتي النتائج الحاسمة في معظم الاحيان في صالح الطرف الذي يتمسك بموقفه ويصر عليه، خاصة اذا كان هذا الموقف يستند الي المنطق وينطوي علي قدر كبير من المصداقية.القدس المحتلة ارض فلسطينية مغتصبة ومحتلة، وجزء لا يتجزأ من التراب الفلسطيني، ولهذا يجب ان تعامل معاملة كل المناطق الاخري، خاصة ان ما يطالب به الفلسطينيون في هذا الخصوص ليس امرا غير مسبوق، فقد شاركت المدينة في التصويت والترشيح في الانتخابات التشريعية والرئاسية السابقة، فلماذا يتغير الحال الان؟9
mostread1000000