القضاء الجزائري يحكم ببراءة الناشط والمعارض البارز سمير بلعربي

حجم الخط
0

الجزائر- «القدس العربي»: قضت محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة الجزائرية ببراءة الناشط والمعارض سمير بلعربي، بعد أن قضى أربعة أشهر في الحبس المؤقت، بعد أن وجهت له تهمة كتابة منشورات على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي تهدد الوحدة الوطنية.
وكان القاضي قد نطق بحكم البراءة في حق سمير بلعربي صباح الإثنين بعد جلسة محاكمة جرت وقائعها الأسبوع الماضي، والتي شهدت جدلًا بسبب تصريحات المحامين الذين أكدوا أن الملف فارغ، وأن بلعربي تم حبسه بقرار سياسي، وأن الوقائع المنسوبة للناشط بلعربي لا أساس لها، لان المتهم كان دائمًا حريصًا على الوحدة الوطنية، وأن كل منشوراته تدعو إلى الوحدة الوطنية، وأنه لما كان الجميع صامتين، كان سمير بلعربي يحارب عصابة النظام السابق، ويفضح ممارساتها وسياساتها، وأن الجميع يتذكر كيف تصدى لوزير الطاقة الأسبق، شكيب خليل، لما سعى إلى تبييض صورته من خلال جولات في الزوايا الطرقية.
ويأتي الحكم بالبراءة لينهي أربعة أشهر من المعاناة بالنسبة لسمير بلعربي وعائلته، خاصة وأنه تعرض إلى حملة تشويه طوال أسابيع طويلة أعقبت توقيفه، وهناك صفحات مشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي حاولت في إطار سياسة إرضاء أصحاب الحل والعقد لتلويث سمعة سمير بلعربي واتهامه بما ليس فيه، كما أن وكيل الجمهورية كان خلال المحاكمة التي جرت قبل أسبوع قد التمس ثلاث سنوات سجنا في حق سمير بلعربي، وهو ما يجعل الحكم مفاجأة نوعا ما، خاصة وأنه في العادة لما يتم وضع شخص في الحبس المؤقت، ثم يتقرر إطلاق سراحه إما لأن التهم غير ثابتة، أو لأن هناك خطأ ارتكب على مستوى معين، يتم الحكم عليه بالفترة التي قضاها في الحبس المؤقت لتبريرها، ثم تمكينه من مغادرة السجن، لكن تبرئة بلعربي قد تكون نقطة تحول في ملف المعتقلين، لأنها إقرار بأن الرجل تعرض للظلم، والآن أنصفه القضاء، وقد تكون بداية لإطلاق سراح من تبقى من النشطاء في السجن، والتي تعتبر نقطة سوداء في مسار الأشهر الماضية من تسيير شؤون البلاد، خاصة وأنها ساهمت في تعقيد الأوضاع أكثر مما مكنت من تهدئتها.
وبعد النطق بالحكم، تجمع العشرات من أقارب وأصدقاء سمير بلعربي أمام سجن الحراش تحسبًا لخروجه حرًا طليقًا، وهو ما تم بسرعة ومباشرة بعد الانتهاء من الإجراءات، وكانت الفرحة عارمة عند خروج بلعربي من باب سجن الحراش، وهو يرسم بيده إشارة النصر، قبل أن يقول بعض الكلمات التي من خلالها شكر الشعب الجزائري على الدعم والمساندة التي تلقاها طيلة فترة حبسه، مشددًا على أن خروجه من السجن، وتبرئته كان بفضل نضالات الشعب الجزائري، وبفضل قضاء حر، تصرف بضمير ونزاهة، كما اعتبر أن توقيفه وحبسه كانا بقرارات عليا، ولم يكن .هناك شيء يبرر ما حدث طوال خمسة أشهر قضاها خلف القضبان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية