دمشق ـ «القدس العربي»: من الصعوبة بمكان أن تتحدث عن تاريخ مدينة وتعدد ما كان فيها من آثار ومجتمعات بشرية، عندما تكون هذه المدينة قد باتت كتلة من الركام، أو تعيش حالة من الدمار الذي جاء على كل شيء فيها. ولا نبالغ بالمقارنة، إن قلنا اليوم علينا التحدث عن المواقع الأثرية في مدينة غزة أو خان يونس التي مسحها الاحتلال الإسرائيلي من على الخريطة، وحالهما بذلك كحال ما فعله بمدينة القنيطرة على هضبة الجولان السورية، ولكن منذ أكثر من خمسة عقود وقبيل انسحابه منها في الـ25 من حزيران/يونيو عام 1974 تنفيذاً لاتفاق فض الاشتباك أو فصل القوات الذي أنجزه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في 31 أيار/مايو العام ذاته، بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والجيش السوري.
المدينة الشهيدة، مرتين، التي تركها حافظ الأسد «شاهدا» على التدمير الممنهج للاحتلال الإسرائيلي للإنسان وحتى للحجر، ما زالت على حالها بعد مرور كل هذه السنوات، والاحتلال إن غادرها المرة السابقة تحت الضغوط الأمريكية، يبدو أنه قد عاد واحتلها مرة ثانية بعد إسقاط نظام بشار الأسد وتحت عيون الحليف الأمريكي أيضاً، وسط إصرار إسرائيلي على البقاء في القنيطرة.
اغتيلت القنيطرة في زهرة شبابها وعنفوانها، وتوقف نموها منذ ذلك الحين، أي منذ احتلالها عند الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر يوم السبت العاشر من حزيران/يونيو عام 1967، وذلك بعد أن هرب أهلها خوفاً من مجازر إسرائيلية محفورة في الذاكرة، ثم حولها المجرم ذاته إلى خرابة كبيرة ولم يبقِ فيها حجراً على حجر، قبل انسحابه منها بعد سبع سنوات، حتى لا يعود أهلها ويسكنوها وتعود الحياة لتدب في أحيائها.
قبل احتلالها وصلت المدينة الفتية إلى أقصى نمو لها، وباتت تمتد على مساحة إجمالية تصل إلى نحو أربع كيلومترات مربعة على صحن تلّين بركانيين يحدانها من الغرب، أول هو العرام ويرتفع إلى 1171 متراً، والثاني يقع إلى الجنوب منه وهو تل أبو الندى بارتفاع 1204 متراً، ليكون بذلك أعلى تلال هضبة الجولان، وأقامت إسرائيل على قمته قاعدة عسكرية تضم شبكة رصد متطورة وقاعدة صواريخ وملاجئ.
الجسر
والقنيطرة تصغير لكلمة القنطرة، وتعني الجسر، وهي بمثابة جسر يصل بين فلسطين وسوريا، والمدينة عاصمة هضبة الجولان ومركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، وتقع على خط الطول 35.84 درجة وخط العرض 33.13 درجة جنوبي غربي دمشق بنحو 67 كيلومتراً وبارتفاع 942 متراً عن سطح البحر، وإلى الشمال منها تقع قرية الحميدية وفي شرقها رسمي الرواضي والشولي والبحيرة المتشكلة من سد المنطرة على وادي الرقاد، وهو سد تجميعي يتسع لنحو 40 مليون متر مربع من المياه القادمة من جبل الشيخ ويعتبر أكبر سدود المنطقة الجنوبية في سوريا، وفي الجنوب من المدينة تقع قريتا عين زيوان والقحطانية أو المدارية الشركسيتان، كما تقع قرية المنصورة الشركسية إلى الغرب من المدينة أسفل تل العرام على الطريق الواصل إلى القرى السورية المحتلة الخمس على سفوح جبل الشيخ، بقعاتا ومسعدة وعين قنية والغجر ومجدل شمس.
يخترق المدينة من الغرب إلى الشرق واد يجري فيه سيل في أشهر المطر والربيع، ويحمل اسم واد الجاج، وأقامت عليه قوات الاحتلال في القسم الذي يقع تحت سيطرتها غرب المدينة، سداً تجميعياً، انهار منتصف ثمانيات القرن الماضي، لغزارة الأمطار حينها، وجرفت المياه المتدفقة سيارة لقوات مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة «أوندوف» ما أدى إلى مقتل أحد أفرادها.
طقس لطيف
إن انفتاح مدينة القنيطرة من الغرب، وقربها من البحر المتوسط ساعدا على وصول المؤثرات البحرية الملطفة، وتتراوح المتوسطات السنوية للحرارة بين 14- 19 درجة، وتحمل الرياح الغربية السائدة نسبة عالية من الرطوبة، ويصبح الطقس لطيفاً في الصيف والربيع، كما يتشكل الندى الكثيف الذي يبلل الأرض والنباتات ويقلل من قسوة الجفاف.
ويتساقط على المدينة كميات جيدة من الأمطار حيث يصل معدلها السنوي إلى أكثر من 620مم، ولا يمر شتاء من دون أن تكتسي القنيطرة ثوباً أبيض من الثلوج مرتين أو ثلاث.
ومحافظة القنيطرة، تقع جنوب غربي سوريا، وهي أصغر محافظات البلاد بمساحة تبلغ نحو 1860 كيلومترا مربعا، أي لا تشكل سوى 1 في المئة من المساحة الإجمالية للبلاد، منها 1200 كيلو متر مربع احتلتها إسرائيل عام 1967، ثم انسحبت من نحو 100 كيلومتر مربع بعد التوصل لاتفاق فض الاشتباك عام 1974 وكان من ضمنها مدينة القنيطرة، لتعود وتحتل معظم هذه المساحة اليوم.
الشركس
ترجع البدايات المبكرة المؤكدة لإعمار الجولان، ومركزها، إلى العهد الكنعاني، وحسب دراسة للبروفسور الجغرافي عادل عبد السلام فقد استمر هذا الإعمار عبر جميع العهود التاريخية حتى اليوم، لكن الجولان عاش في أثنائها فترات مد وجزر سكاني، بل وهجر ثم إعادة استيطان، وآخرها إعادة إعماره في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، ثم تهجير سكانه عام 1967، وإنشاء مستعمرات صهيونية فيه يقرب عددها من 40 مستعمرة حتى عام 2002. السكان الأصليون هم أحفاد القبائل العربية التي امتهنت حرفة تربية الحيوانات في مراعي الجولان وخارجه، إلى جانب أشكال متواضعة من الاستقرار الريفي، لكن الإعمار الثابت الحديث أخذ يظهر في أعوام 1878- 1897، حين أسكن العثمانيون آلاف المهجرين الشركس في عدد من المواقع، وداخل مدينة القنيطرة، وكذلك استوطن نحو ألفين من التركمان واليوروك قرى على طريق القنيطرةـ فلسطين، وأعقب ذلك تحول أعداد متزايدة من البدو الرحل إلى ريفيين مستقرين، فأخذ عدد السكان بالنمو، ولاسيما في النصف الأول من القرن العشرين، بنمو مدينة القنيطرة التي صارت مركزاً إدارياً تابعاً لمحافظة دمشق، وسوقاً وعقدة مواصلات مهمة بين سوريا وفلسطين ولبنان الجنوبي.
إن الطفرة السكانية وزيادة التوسع العمراني في الجولان وتحديدا في القنيطرة، حصلت بعد عام 1948، بتحوله إلى منطقة مواجهة عسكرية مع الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين، ووصول أفواج اللاجئين الفلسطينيين إليه، وما رافق ذلك من نشاط ونمو اقتصاديين، فوصل عدد سكان المحافظة إلى نحو 153 ألف نسمة عام 1967، يعيشون في 273 تجمعاً سكنياً، أكبرها مدينة القنيطرة بعدد وصل إلى 28 ألف نسمة، بعد أن أصبحت مركز محافظة القنيطرة منذ عام 1964.
وخلا القسم المحتل من الجولان ومدينة القنيطرة من السكان بعد احتلالهما عام 1967 وتهجير الأهالي الذين نزحوا إلى محافظتي دمشق ودرعا بالدرجة الأولى وإلى محافظات سورية أخرى، كما هاجرت أعداد منهم إلى أقطار عربية وإلى الولايات المتحدة.
شكل سكان مدينة القنيطرة لوحة من الفسيفساء، تضم كل الشعوب والملل والمذاهب، فعاش فيها من العرب عشائر النعيم والفضل والبحاترة وغيرها، وعائلات من المسيحيين الذين وصلوها من قرى على جبل الشيخ، ومن الشركس الذين يعود أصلهم إلى شمال القفقاس في روسيا الاتحادية، قبائل الأديغية من القبرطاي والبجدوغ والأبزاخ، إضافة إلى الأباظة (الأبخاز) والشيشان والداغستان والقوشحة (الأوسيتيين)، كما سكنت فيها قبل الاحتلال عائلات تجار دمشقيون معظمهم من حي الميدان، إلى جانب لاجئين فلسطينيين وافدين بعد عام 1948، وعائلات لكثير من أفراد الجيش السوري الذي كان مرابطا في المنطقة.
أحياء المدينة
في دارسة له عن المدينة، يقول الكاتب السوري عبد الكريم الفياض، إن مباني القنيطرة انتشرت بشكل دائري، وما ميز المدينة أنها كانت مقسومة إلى شطرين، يفصل بينهما وادي الجاج، الأول يغلب عليه الطابع الشركسي والداغستاني، والآخر يمثل الأحياء العربية، وتركزت مساكن الشركس في الأحياء الجنوبية والغربية في حارة الشركس على الطريق باتجاه فلسطين وكان أغلب بيوتها من قبائل الأديغي، وحارة الداغستان المتجهة نحو المنصورة.
وحمل البيت الشركسي الطابع القفقاسي، فلكل منزل سور خاص مبني من الحجارة البازلتية وبوابة حديدية والبيوت مبنية من الحجارة المربعة البازلتية، وسقف المنزل الشركسي مصنوع بشكل هندسي رباعي مغطى بالقرميد الأحمر، وفي داخل المنزل غرف عدة بنيت على نسق واحد وتطل على فسحة وحديقة صغيرة تزرع فيها بعض الخضروات والورود والشجر وفي البيت زريبة للحيوانات منفصلة وغرفة علف.
أما الحي العربي، فهو الأحدث، ويقع في شمالي شرق المدينة، وتأثر سكان هذا الحي بجيرانهم الشركس فكانت البيوت العربية شبيه بالشركسية وتألفت من سور وممر وعدة غرف بعضها بني بالحجارة البازلتية والآخر بالإسمنت وبعض البيوت بني فيها أكثر من طابق.
ونتيجة للتطور السريع للمدينة زاد عدد السكان وانتشرت الأسواق ونشأت أحياء جديدة منها حارة الشوام إلى الشمال من حارة الداغستان، وحارة المسيحية إلى الشمال منها حتى شمال غرب المدينة.
ومن أحياء القنيطرة المشهورة كان حي القبرطاي وهو من أقدمها، ووصل عدد سكانه إلى 11500 نسمة قبل الاحتلال، وفيه كان دار الحكومة والبلدية والجامع الكبير وكنيسة البروتستانت وروضة الأطفال الإنجيلية ومدرسة إناث القنيطرة وسوق ضخم يضم عشرات المحال التجارية، ودمر الاحتلال الإسرائيلي هذا السوق بعد أن نهب موجوداته، وكذلك دمر بيوت الحي بالكامل ماعدا دار الحكومة والجامع والمدرسة وروضة الأطفال.
وإلى جانب الحي السابق كان في المدينة أحياء التقدم والنهضة والنصر وحي المسيحية والجلاء أو الحاتوقواي، ومن أبرز الساحات كانت الجلاء وبانياس و8 آذار والشهيد أحمد مريود.
وباتت القنيطرة مركزاً تجارياً هاماً للجولان فكان أهالي القرى والمدينة يتبادلون المنتجات والحاجيات في أسواق كبيرة ضمت العديد من المحلات والدكاكين لبيع المواد الغذائية والحبوب والزيوت والصابون والدبس واللحوم والبيض والألبان والجبن والسمن والعسل والحلي وغيرها، كما باتت القنيطرة مركزاً يضم بالإضافة إلى الحرف المعروفة كالنجارين والحدادين والبنائين، منشآت لإنتاج الطحين وعصر الزيوت وصناعة السجاد والبسط والقلابق (قبعات شركسية من صوف الخروف) والألبسة ومواد البناء والمدافئ وغيرها.
الموت السريري
وبعد احتلال المدينة، يوم السبت في الـ10 من حزيران/يونيو 1967 وتهجير معظم سكانها، دخلت القنيطرة فيما يمكن وصفه بالموت السريري، فباتت فارغة من أهلها باستثناء بضع عائلات لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين استطاعت الصمود حتى استعادة المدينة عام 1974، ولم يتبقَ من هؤلاء سوى منزل الحاج زهدي، الشاهد الذي تحول بيته إلى مزار لكل من أم المدينة الشهيدة من زعماء وقادة وفي المقدمة منهم حافظ الأسد والملك الأردني حسين بن عبد الله والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وغيرهم، وفي ذات المنزل تم تصوير لقطات مطولة من فيلم «الليل» لمحمد ملص، و«حجر أسود» لألفوز طنجور، وظل الحاج زهدي يروي لضيوفه ما شاهده بأم عينيه عن كيف سرق الصهاينة المدينة بكاملها، ثم دمروها بالجرافات قبل انسحابهم منها بأيام باستثناء بعد الأبنية الطابقية التي لم تنجُ من عمليات التخريب بالجرافات، وحتى المساجد والكنائس دمروها بل ونبشوا مقبرة المسيحية في المدينة، وقد تقدمت الحكومة السورية بشكوى إلى الأمم المتحدة اتهمت فيها إسرائيل بتدمير المدينة، وبعد إرسال لجان تحقيق خاصة صدر قرار من الأمم المتحدة حمل الرقم 3740 بتاريخ 29/11/1974 وخلاصته «أن إسرائيل قامت عن عمد بتخريب مدينة القنيطرة وتدميرها وهو ما يشكل خرقاً خطيراً لاتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب المؤرخة في 12 آب 1949»، وصوت لصالح القرار 89 دولة، وضده إسرائيل وبوليفيا وكندا ونيكارغوا، مع امتناع 36 دولة.
المتحف
ظلت المدينة كما تركتها إسرائيل، طوال العقود الخمسة الماضية، والحياة لم تكن تدبّ في عروقها، إلا مرة واحدة كل سنة، حيث كان يتجه إليها الآلاف لزيارتها في عيد جلاء المحتل الفرنسي عن سوريا الموافق في السابع عشر من نيسان/إبريل، فيؤم المدينة أبناؤها، وكل يحاول أن يقضي نهاره على أطلال منزل العائلة المدمر.
وبشكل أقل كثافة بكثير، كانت المدينة تستقبل أيام الجمع، في فصلي الربيع والصيف، بعضاً من الزائرين الباحثين عن التمتع بأجواء الجولان الرطبة هربا من صيف العاصمة السورية.
وتركت الحكومة السورية الوضع على حاله، وما أضافته اقتصر على بناء مقصف ومطعم على الشريط الحدودي مع الاحتلال ضمن حرم خزان المياه القديم للمدينة، إضافة إلى ترميم الخان الأثري في المدينة وتحويله إلى متحف.
وأسس متحف القنيطرة عام 1986 وافتتح في العام نفسه لحفظ آثار وحضارة ومدنيات محافظة القنيطرة، وكان يقع وسط المدينة المحررة في مبنى أثري بعد إعادة ترميمه.
والمبنى هو خان أثري بطول 40 متراً وبعرض 12 متراً بمساحته تصل إلى 480 متراً مربعاً، أنشئ في القرن التاسع الهجري من قبل التاجر الثري شمس الدين بن المزلق الذي عاش ما بين 754- 848 للهجرة في أواخر العصر المملوكي، وبنى خانات عدة على طريق التجارة ما بين العمق السوري وفلسطين والبحر المتوسط ومصر والجزيرة العربية، ويعتبر هذا الخان محطة استراحة هامة على طريق القوافل التجارية والحجيج.
وقبل عام 1967 تم إشغال المبنى من قبل دوائر حكومية أبرزها دائرة النفوس والقائم مقامية بالقنيطرة بعد بناء عدة غرف في الطابق الثاني، وهذه تم تحويلها بعد افتتاح المتحف إلى معرض للصور الفوتوغرافية.
يقسم المتحف إلى رواقين بشكل طولاني، وتعرض فيه الآثار المكتشفة في محافظة القنيطرة والمؤرخة لمختلف العصور حسب التسلسل التاريخي ومنها آثار حضارة العصور الحجرية النحاسية المؤرخة للألف الرابع قبل الميلاد، وآثار حضارة الشرق القديم في الألف الأول والثاني قبل الميلاد، وآثار العصر البرونزي القديم والوسيط والحديث والمؤرخ ما بين /300- 1500/ ق.م، وآثار الحضارة الكلاسيكية والهللنستية والرومانية والبيزنطية في القرن الأول الميلادي حتى القرن السابع الميلادي، بالإضافة إلى آثار الحضارة الإسلامية في القرن السابع الميلادي حتى القرن التاسع عشر ميلادي، وجميع القطع الأثرية الموجودة كانت محفوظة في خزن خشبية بلغ عددها 27 خزانة.
وكان من أهم القطع المعروضة في المتحف آثار تل نبع الصخر الأثري ومنها الجرار والأباريق الصغيرة المختلفة الألوان والأشكال، ودمى فخارية للربة عشتار، وأخرى ذات تأثير فرعوني، وناي من العاج، وإبريق فخاري باللون الأسود عليه زخارف وخطوط ورأس أميرة من خربة رويحينة تعود للفترة الرومانية وتمثال ربة النصر من قرية مسحرة، إلى جانب العديد من شواهد لقبور عليها كتابات يونانية ولاتينية.
وحسب مديرية الآثار والمتاحف فإن عدد خزائن العرض في المتحف وصلت في قسم حضارة الشرق القديم والبرونز إلى 14 خزانة وفي قسم الحضارة الكلاسيكية وصلت إلى 8 خزائن وفي قسم الحضارة العربية الإسلامية وصلت إلى 5 خزائن، عرض داخلها جميعها 412 قطعة أثرية من مختلف العصور، كما كان يعرض إلى جانب الخزن 34 قطعة أثرية، أما في حديقة المتحف الخارجية فعرض في الهواء الطلق 9 قطع أثرية.
يعطيك العافية استاذ