الكبار يدفعون ثمن التشويق!

عندما أعاد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) استحداث المسابقة العالمية المفضلة، دوري أبطال أوروبا، لم يكن يدري مدى تأثير هذه التغييرات على الفرق الكبيرة والمرشحة للقب، لكنه كان يعلم أنه سيرضي أذواق الجميع بمباريات من العيار الثقيل مع تشويق واثارة، حتى لو كان على حساب العمالقة.
حسابات التأهل لم تعد مقتصرة على 4 فرق في كل مجموعة، ولا حتى على المنافسين الذين تواجههم، لأن من هم قريبون منك في جدول الترتيب قد لا تواجههم بتاتا في هذا النظام الجديد لدوري الأبطال، وهو ما قاد الى زعزعة استقرار الكبار، وأبرزهم العملاق حامل اللقب ريال مدريد الذي خسر للمرة الثالثة في خمس مباريات في المسابقة حتى الآن، وهو نفس عدد المباريات التي خسرها في 24 مباراة سابقة لذلك، ما قاد الى سؤال كبير: هل حقا ستدفع الفرق الكبيرة مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي وباريس سان جيرمان الثمن باهظاً، بعدم التأهل مباشرة الى دور الـ16، والمحجوزة للفرق الثمانية الأولى، أو الأسوأ الاقصاء الكامل لحلولها أسوأ من المركز الـ24؟ علما أن الريال حاليا يحتل المركز الرابع والعشرين الأخير المؤهل الى الأدوار الاقصائية مع تبقي 3 جولات، حيث سيلعب المباراة المقبلة في ضيافة اتالانتا الايطالي المتألق ويختم مبارياته بلقاءي سالزبورغ النمساوي وبريست الفرنسي، وهو سيكون مؤكدا بحاجة الى تحقيق كل النقاط فيها، فيما يحتل السيتي المركز السابع عشر، فيما يقبع سان جيرمان خارج مراكز التأهل في المركز الخامس والعشرين.
وفي حين أن كل ما يجمع هذا الثلاثي الكبير معاناتهم من الاصابات والغيابات الكثيرة لأبرز نجومهم، الا أن هناك حالة غريبة تحدث مع ريال مدريد بالتحديد، وهي بالتأكيد معاناة نجمه الأبرز كيليان مبابي، بعدما كان التوقع بأن يزيد بطل أوروبا قوة وتوهجاً، لكن على النقيض بات الفريق يعاني، بل أن زملاءه النجوم والمتألقين في الموسم الماضي، أصابهم العقم والخيبة، ليبرز السؤال الكبير: لماذا يحدث هذا الأمر؟ هل هو عامل نفسي؟ أم سوء تقدير من الادارة وسوء تخطيط؟ أم أنه بطل بسوء طالع وحظ عاثر؟ خصوصا أن هذا الأمر تكرر في السنوات الماضية مع النجم البلجيكي ايدين هازارد والمهاجم الصربي لوكا يوفيتش والى حد ما مع النجم الويلزي غاريث بيل، وكأن ارتداء الفانلة البيضاء تثير في جسدك تركيبات كيماوية، فاما أن تتألق وتقدم أفضل ما لديك، مثلما فعل الكثير من النجوم على مر السنوات، أو أن تصيبك اللعنة والعقم والتردد والخيبة، وكأن الحمل يصبح أثقل مما تتصور، فترتبك وبالتالي ترتكب الكثير من الاخطاء وتقع في مصيدة الشامتين، وتصبح كل تسديدة مخيبة، وكل ركلة جزاء ضائعة مثلما حصل ليلة الأربعاء أمام ليفربول، وكأنها نهاية العالم، فلا سبيل لاستعادة الوهج والرونق، وكلما حاولت فستخيب أكثر مما تصيب، وتدريجياً ستشعر باليأس وفقدان الأمل، رغم الدعم وكلمات التشجيع من الزملاء والمدرب وبعض المشجعين، لكن مجرد الدخول في هذا النفق لن يجدي معه نفعا أي شيء، بل وأتوقع أنه خلال الأسابيع المقبلة سنسمع عن غياب مبابي بداعي الاصابة، لأن هذا سيكون المسار الطبيعي لبداية شبه كارثية.
المدرب كارلو أنشيلوتي، الذي يرزح بدوره تحت ضغوط هائلة، يعلم كيف يعالج الأمر، رغم ان تبديل المراكز، وتخصيص مبابي في مركزه المفضل على الجناح الأيسر حتى قبل اصابة فينيسيوس جونيور، لم يؤت ثماره، بل صار الأمر أكثر الحاحا من مجرد اعادة مبابي الى الصواب والى جادة التألق، لأنه مطلوب من أنشيلوتي اعادة كل الفريق الى حالة التوهج والتألق في ظل خيبته الأوروبية والمحلية، خصوصا في ظل غيابات واصابات طالت الكثير من النجوم، وعلى رأسهم فينيسيوس جونيور وزميله في الهجوم رودريغو، والمدافعين ايدر ميليتاو وديفيد ألابا وداني كارفاخال ولاعب الوسط أوريليان تشاوميني.
صحيح أن الخسارة أمام ليفربول هي الأولى في تسع مباريات، والأولى منذ 2009، وهي تحدث من حين الى آخر، لكن المقلق للريال أن ليفربول انتصر بسهولة، ولم تكن المباراة متكافئة، وهو ما لخصه نجم الفريق جود بيلينغهام بالقول: «كان ليفربول يريد الفوز أكثر منا»، وكأنه يقول انه وزملاءه تشبعوا ووصلوا الى مرحلة الذروة والفيض، وهي مرحلة تعني انه يتوجب تجديد الدماء، ليس فقط عبر دعم الصفوف بل التجديد في الادارة والتوجه، أي تغيير المدرب.
حال السيتي لا يختلف كثيراً، من جهة الشعور بالتشبع والتخمة، فرغم الغيابات المتكررة على غرار الريال، مثل اصابة افضل لاعب في العالم رودري وكيفن دي بروين وروبن دياز ودوكو وفقدان ووكر وفودن وغندوغان وغيرهم تألقهم المعتاد، أيضا تقود الى السؤال الكبير: هل كان خطأ تجديد عقد غوارديولا؟ وأن وقت التغيير قد حان؟ أما سان جيرمان فهو في حالة انتقالية بحتة، بعد فقدان العديد من النجوم مثل ليونيل ميسي وكيليان مبابي ونيمار وسلسلة من المدربين، وهو يحاول حاليا ايجاد «هوية» جديدة، لم نتعرف عليها بعد.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول S.S.Abdullah:

    لأن(الأوقاف) بعد الدولة العثمانية، والتي سُجّلَت في (الأرشيف العثماني) في كل (فلسطين)، من المسؤول عنها، بعد قيام المملكة الأردنية/المغربية أو الكيان الصهيوني؟!

    هناك تقصير/غش/فساد (واضح) من العائلة الهاشميّة (الأردن) أو العائلة العلويّة (المغرب)، من يجب أن تتم محاسبته عليه؟!

    ولتوضيح معنى وقاحة بدليل عملي، أي (يهودي)، تذكير جيد بالتاريخ 👇قبل بضعة أيام،

    أثار روس فاينجولد، رئيس منطقة آسيا والمحيط الهادئ السابق للحزب الجمهوري الأمريكي، مناقشات بإتهامه لمستخدمي الإنترنت الصينيين، بعدم التعاطف مع الشعب اليهودي، فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

    ورد أحد مستخدمي الإنترنت بكتابة مقال مُطوّل ومقتبس جيدًا، مما أعطى الجمهوري الأمريكي اليهودي درسًا شاملاً في التاريخ.

    وردًا على ذلك، انتهى الأمر بفاينجولد إلى حذف تعليقه.

  2. يقول S.S.Abdullah:

    *قوة مستخدمي الإنترنت الصينيين*

    السيد فاينجولد، لقد صُدمت بشدة وغضبت من ردك على مستخدمي الإنترنت.

    إن بيانك، “إذا ساعد العالم الشعب اليهودي أثناء الحرب العالمية الثانية، لما قُتل ستة ملايين يهودي”، هو بيان إشكالي، ولا يُبرّر قتل الفلسطينيين.

    علاوة على ذلك، هناك خطأ في بيانك. على أقل تقدير، خلال الحرب العالمية الثانية، قبلت شنغهاي، على الرغم من معاناتها، أكثر من 50 ألف لاجئ (يهودي) دون قيد أو شرط.

    ولكن كنوع من الشكر، تعاون بعضهم مع (اليابانيين)، في محاولة لإنشاء (دولة يهودية) في شمال شرق الصين. وهذا ما يعرف باسم “خطة فوجو”. ولحسن الحظ، فشلت الخطة في نهاية المطاف، ولم تتجذر قصة “المزارع والثعبان” الكلاسيكية في (الصين).

    والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنّه قبل أسبوعين فقط، زعم أحد موظفي السفارة الإسرائيلية أمام الكاميرات، أن أحد شوارع شنغهاي، كان جزءًا من الامتياز الفرنسي السابق. ولكن الصلة بين الصين والشعب اليهودي تعود إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير.

  3. يقول S.S.Abdullah:

    كما أوضح ذلك، بشكل جميل (أحمد البحيري) في الرابط التالي👇
    https://youtu.be/L0vUusuOxzE?si=JiWiUVM1oRj0h50u

    تحت عنوان (طلّع الجنسية اللي معاك؟!)

    فمن هنا قلّد أو كان ببغاء من، ولماذا؟!🥸🧐🤬

    أو ما معنى (د عبدالحليم قنديل) تنشر له جريدة القدس العربي عنوان (اتفاق لبنان بلا ضمان) https://www.alquds.co.uk/?p=3428350

    كذلك أنا حقيقة، لا أستسيغ زوايا رؤية وطريقة طرح الإعلامي (جمال ريان)،🤭🤣🫣

    بمعنى آخر، زاوية رؤية أهل (نظرية المؤامرة)، لا تفهم هل هي نقد أم مسخرة أم تهريج، أم ضياع القدرة على التمييز، في الفهم والاستيعاب، بشكل عام؟!

    لأن في عام 2024، في أجواء بورصة أسهم سوق (العولمة/الإنترنت/ الشّابِكة) أو التعامل (عن بُعد OnLine) مع موقع جريدة القدس العربي، البريطانية، من خلال (الآلة/الروبوت) التي في يد أي إنسان (ة) أو أسرة أو شركة أو مؤسسة حول العالم،

  4. يقول S.S.Abdullah:

    بخصوص فهم واستيعاب كيف وصلنا إلى إدارة وحوكمة أي دولة أو وزارة أو محافظة أو وظيفة أو مهنة بواسطة (الآلة/الروبوت)،

    ورد التالي (دور أجهزة الكومبيوتر في أداء الوظائف التي تتطلب ذكاء بشريا)، تحت عنوان (الذكاء الاصطناعي والنظرية المعرفية) https://www.alquds.co.uk/?p=3425199

    فالسؤال، الذي لم أجد إجابة له، هنا👆؟!

    هل (إنتاج) أي نص لإنتاج (كتاب) أو (عمل فني)، لتسجيله، في سجلات تاريخ أي مجتمع أو لغة، بواسطة الإنسان (ة) أو أسرة أو فريق من خلال الآلة أو بدونها،

    يدخل من ضمن مفهوم أي مهنة أو وظيفة، أي له (أجر) أم (لا أجر) أو (إيرادات)؟!

    أقصد أين المال، أو السوق، أو الإقتصاد أو لغة الدولة أو (ثقافة النحن) أو المسؤولية وليس (ثقافة الأنا) أو المزاجية الانتقائية أو الفوضى،

    ولذلك بدأ الإعتماد، على (الآلة/الروبوت) لتقليل المشاكل التي تُثيرها فوضى انتقائية أو مزاجية الإنسان (ة)، في أي مكان للعلم؟!🤭🤣🫣

اشترك في قائمتنا البريدية