الكشف عن مخطط لبناء 483 برجاً سكنياً ستغير وجه القدس

حجم الخط
1

يتم التخطيط لإقامة 483 برجاً سكنياً في القدس على مدى السنوات القريبة القادمة، في إحدى العمليات الأكثر دراماتيكية لتغيير وجه المدينة، هذا ما بينته وثيقة وصلت إلى “هآرتس”. تبين الوثيقة أنها أبراج قد تشمل 60 ألف وحدة سكنية، هي تقريباً ربع إجمالي الوحدات السكنية الموجودة في القدس الآن.

الوثيقة التي أعدتها البلدية تلخص المخططات لإقامة الأبراج، سواء للسكن أو المكاتب، ضمن إجراءات تخطيط مختلفة. هكذا يتبين أنه يخطط لبناء 483 برجاً في المدينة، كل برج يشمل 18 طابقاً وربما أكثر. في القدس اليوم عدد قليل من الأبراج بمثل هذا الارتفاع، تقريباً 30 برجاً. هذه حقيقة تشير إلى قوة التغيير المقترحة لوجه المدينة.

متوسط عدد الطوابق في هذه الأبراج، مثلما تقترحه الوثيقة، هو 26.7 طابقاً، تشمل 58.728 وحدة سكنية. هذا بدون خطط بناء أخرى يتم الدفع بها قدماً في المدينة، لكنها غير موجودة في إطار البناء العالي. إضافة إلى السكن، سيخصص في هذه الأبراج 2.5 مليون متر مربع للتشغيل. معظم الأبراج التي يخطط لبنائها قد تبنى بطريقة إخلاء – بناء، بدلاً من المباني القائمة، التي هي على الأغلب مبان من الخمسينيات. والأحياء الرائدة لإقامة الأبراج هي “كريات يوفيل”، التي يخطط لبناء فيها 73 برجاً، و”تلبيوت” (65 برجاً)، و”غيلو” (43 برجاً)، والقطمون (39 برجاً). وتشمل القائمة أيضاً 41 برجاً يخطط لبنائها في الحي الجديد المتوقع إقامته على أراضي المطار القديم في “عطروت” [قلنديا]. هذا الحي مخصص للحريديم، وهو يواجه معارضة شديدة من المجتمع الدولي ومن الإدارة الأمريكية لكونه حياً يهودياً جديداً كبيراً خلف الخط الأخضر.

يخطط لبناء الأغلبية الساحقة من الأبراج في أحياء يهودية غربي المدينة وشرقيها. أربعة أبراج فقط يخطط لبنائها في حي عربي، شعفاط، في شمال القدس. مع ذلك، تم بناء عشرات الأبراج في السنوات الأخيرة في الأحياء العربية الواقعة خلف جدار الفصل، مثل كفر عقب، ومخيم شعفاط للاجئين. أغلبية هذه الأبراج تشمل أقل من 18 طابقاً، لكن جميعها بنيت بدون تراخيص.

معظم الأبراج الموجودة في القدس بنيت في السنوات الأخيرة، حتى نهاية التسعينيات كانت في القدس معارضة كبيرة للبناء المرتفع، بالأساس لاعتبارات المس بطابع المدينة والمشهد الطبيعي. توسع المدينة وتهديد المناطق المفتوحة والحاجة إلى التحديث الحضري، كل ذلك أضعف معارضة البناء المرتفع، ولكن بدأت خطط لإقامة الأبراج صادقت عليها البلدية، حتى لو كان ذلك بوتيرة بطيئة. بدأت الانعطافة السياسية عند استكمال الخط الأول للقطار الخفيف قبل 13 سنة، مع المصادقة على البناء بارتفاع 18 طابقاً إلى 30 طابقاً في المناطق القريبة من خطوط القطار، سواء القائمة أو المستقبلية. ولأن في القدس شبكة لخطوط القطارات، فقد دخلت مناطق واسعة في المدينة تحت هذا التعريف، وبدأ الكثير من المقاولين ورجال الأعمال، بتشجيع جهات التخطيط، في تقديم مخططات لإقامة الأبراج.

سياسة بناء الأبراج في القدس تدفع بها قدماً اللجنة اللوائية برئاسة شيرا بباي، التي تحصل على دعم من رئيس البلدية موشيه ليون. كلاهما يعتبران الأبراج حلاً للمشكلات في المدينة. وبحسبهما، فإن الاكتظاظ ضروري لمنع توسع المدينة إلى المناطق المفتوحة. العرض الكبير للوحدات السكنية وفضاء التشغيل سيجذب للمدينة سكاناً أثرياء وسينعش الاقتصاد في القدس. هناك جهات في البلدية تعترف سراً بأن خوف الحريديم من السكن في طوابق مرتفعة هو حظر استخدام المصعد في أيام السبت، وهو أفضلية في كل ما يتعلق ببناء الأبراج، ما يمنع جعل الأحياء حريدية.

في المقابل، يعمل في المدينة ائتلاف واسع من النشطاء والمخططين والمهندسين الذين يعارضون الإفراط في بناء المباني المرتفعة. حسب ادعاءاتهم، فإن خطط إقامة الأبراج تنبع من الضغط للمصادقة على أكبر عدد من الوحدات السكنية مع تجاهل الاحتياجات الأخرى لسكان الأحياء في المستقبل. مثلاً، ستؤدي الخطط إلى كمية أكثر من 70 وحدة سكنية في كل دونم. وهذا اكتظاظ غير معروف تقريباً في إسرائيل. يقول المعارضون أيضاً إن معنى هذا الاكتظاظ من ناحية البنى التحتية والمواصلات والمدارس والمباني العامة، لم يؤخذ في الحسبان عندما صودق على بناء الأبراج.

وثمة مشكلة أخرى تتعلق بالتكلفة المرتفعة لصيانة الأبراج، والخوف من عدم تمكن العائلات التي تعيش الآن في المباني المنوي هدمها، من تلبية هذه التكلفة. هذا الأمر قد يؤدي إلى تدهور المباني وخلق أحياء عمودية فقيرة. كل ذلك إضافة إلى معارضة مبدئية بسبب المس المتوقع بالمشهد الطبيعي وطابع المدينة. أشار المعارضون أيضاً إلى أنه رغم المصادقة على بناء الأبراج الكثيرة، فإن أجهزة التخطيط تمضي بخطط في المناطق المفتوحة والخضراء، على رأسها خطة لإقامة حي في غربي المدينة باسم “ريخس لفان”.

في غضون ذلك، صادقت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء هذا الأسبوع على بناء البرج الذي أصبح رمز البناء المرتفع في القدس، المجمع السكني والفنادق في جبل هرتسل، الذي حصل على اسم “برج خليفة القدس”. قد يكون هذا البرج الأعلى في القدس، وسيكون بارتفاع حوالي 50 طابقاً بالمتوسط، لكن مكان إقامته على خط سلسلة الجبال المرتفعة في القدس، بعيداً عن متحف “يد واسم” وعن المقبرة العسكرية، يثير معارضة كبيرة. حوالي 200 منظمة ومواطن قدموا اعتراضاً على الخطة، من بينهم نقابة المهندسين وجمعية “يد للأبناء”، التي سحبت الاعتراض قبل ثلاثة أسابيع. في بيان الجمعية للجنة اللوائية، كتبت أنه “بعد فحص عميق لوثائق الخطة، توصلنا إلى استنتاج بأنه تم إجراء التوازن والإجراءات المطلوبة لمنع المس بمشاعر العائلات والحفاظ على طابع الجبل”. يوم غد، ستناقش اللجنة اللوائية الاعتراضات على هذه الخطة.

نير حسون
هآرتس 15/7/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    هه وتمكر عصابة الشر الصهيو نازية التي سرقت أرض فلسطين العام 1948 ويمكر الله والله خير الماكرين ✌️🇵🇸😎☝️🚀🐒🔥

اشترك في قائمتنا البريدية