الأمم المتحدة- “القدس العربي”: أكد فرحان حق، نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) شدد على ضرورة رفع الحصار الشامل عن قطاع غزة والسماح العاجل بعمليات الإغاثة الإنسانية. وأضاف في مؤتمره الصحافي اليومي: “هذان المطلبان هما الأكثر إلحاحا الآن من أي وقت مضى”، مشيرا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بعد مرور نحو عشرة أسابيع على توقف المساعدات والإمدادات عن القطاع.
وفي رده على سؤال لـ”القدس العربي” بشأن تقرير “اليونيسف” الذي أفاد بأن نحو 96% من سكان غزة لا يحصلون على مياه صالحة للشرب، قال حق: “نعم، نحن قلقون للغاية من القيود المفروضة على الغذاء والمياه النظيفة. المطلوب الآن هو إعادة تشغيل محطات تحلية المياه، لكن نقص الوقود حال دون تشغيلها في بعض المناطق، ما يعيق إيصال المياه النظيفة لمن يحتاجونها”.
وأوضح أن المخزونات التي تديرها الأمم المتحدة وشركاؤها قد وُزعت بأمان وبضمانات موثقة، لكن معظم الإمدادات داخل غزة نفدت، بينما تنتظر كميات كبيرة خارج القطاع. وتابع: “فرقنا جاهزة لتوسيع عملياتها فور السماح لها بالدخول”.
وأضاف أن التقارير الميدانية تشير إلى تزايد عدد الأطفال، وخاصة الرضع، الذين يترددون على العيادات بسبب سوء التغذية، وأن نسب سوء التغذية الحاد تضاعفت مقارنة بشهر شباط/فبراير الماضي. كما أشار إلى قصف مدرسة تابعة للأونروا في مخيم البريج بدير البلح مرتين خلال ساعات، حيث كانت تؤوي نحو 300 عائلة. وقال: “الناس هناك بحاجة ماسة إلى مراحيض، وخيام، وخزانات مياه، وفرشات”.
وتحدث حق عن استمرار الخدمات الصحية في مدينتي غزة وخان يونس، حيث يجري العمل على إنشاء مستشفى إضافي يضم أكثر من 100 سرير وأجهزة أشعة ومختبرات. أما على صعيد الاتصالات، فأكد أن كابل الألياف الضوئية في غزة متضرر منذ أكثر من ستة أسابيع، في حين تواصل إسرائيل رفض طلبات التنسيق لإصلاحه، مما يعرقل جهود الاستجابة الإنسانية.
وفي ما يتعلق بالوقود، قال إن الأمم المتحدة استعادت كميات محدودة من محطة وقود في رفح لليوم الثاني على التوالي بعد نحو ثلاثة أسابيع من المنع، لكنها لا تغطي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات. وأشار إلى أن 70% من مساحة غزة تقع ضمن منطقة عسكرية إسرائيلية أو تحت أوامر بالإخلاء، مما يصعّب وصول العاملين في المجال الإنساني.
وفي رده على سؤال ثانٍ لـ”القدس العربي” بشأن عملية عسكرية إسرائيلية في نابلس أسفرت عن مقتل شخصين، أوضح حق أن الأمم المتحدة تنشر تقارير دورية عن الضفة الغربية، وأنه شخصيا نشر تقريرين هذا الأسبوع. وأضاف: “لا أملك تفاصيل عن حادثة نابلس بالتحديد، لكننا نأمل دائمًا في تجنّب سقوط ضحايا مدنيين”.
أما بخصوص التقارير التي تتحدث عن نية إسرائيل والولايات المتحدة إنشاء “مؤسسة إنسانية” لإدارة الأوضاع في غزة، ومدى تواصل إسرائيل مع الأمم المتحدة بهذا الخصوص، فقال حق لـ”القدس العربي”: “لم نتلقَ أي طلب رسمي للمشاركة في مثل هذه المبادرات. ونؤكد أن أي شخص لا يعمل حاليا في الأمم المتحدة لا يمثلنا ولسنا مسؤولين عن أفعاله”.
وأضاف أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وشركاءه حضروا مؤخرا اجتماعا مع الجانب الأمريكي ضمن إطار الحوار المستمر لتأمين وصول المساعدات، مؤكدا التزام الأمم المتحدة بالمبادئ الإنسانية، وعلى رأسها الحياد والموضوعية، وعدم تسييس المساعدات، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي.