غزة- “القدس العربي”: استمرت المجازر والهجمات الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وذلك على وقع عملية التوغل البرية الجديدة شرق مدينة خان يونس، وهجمات الاحتلال على المناطق الحدودية لوسط القطاع.
وميدانياً، استهدفت قوات الاحتلال العديد من المناطق والبلدات الواقعة شمال قطاع غزة، ووقعت مجزرة دامية في إحدى الغارات، بعد استهداف قوات الاحتلال منزلاً في منطقة الجرن، أدت لاستشهاد خمسة مواطنين.
كذلك قامت المدفعية الإسرائيلية بشن عدة هجمات على المناطق الشرقية لبلدة جباليا والشمالية لبلدات بيت حانون وبيت لاهيا، والتي تحرم غالبية سكانها من الوصول إلى منازلهم القريبة من مناطق الاستهداف.
وفي مدينة غزة، استمرت هجمات جيش الاحتلال أيضاً، وسقط شهيد وعدد من الإصابات في قصف طائرات الاحتلال تجمعاً للمواطنين في حي الشيخ رضوان شمال المدينة.
كما شنت قوات الاحتلال عمليات قصف مدفعي على الأحياء القريبة من الحدود الشرقية، وتلك القريبة أيضاً من جنوب المدينة، وتحديداً المناطق المجاورة لـ “محور نتساريم” الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه.
وأشارت مصادر محلية إلى أن المدفعية الإسرائيلية قصفت أطراف حي الزيتون شرقاً وتل الهوا جنوباً، وكذلك محيط الكلية الجامعية.
كما سمعت أصوات انفجارات وسط المدينة، ناجمة عن غارات شنتها قوات الاحتلال، فيما أطلقت طائرة مروحية النار صوب المناطق الجنوبية لمدينة غزة.
واستهدف الطيران المروحي حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة بأكثر من غارة.
وفي وسط قطاع غزة، كثفت قوات الاحتلال القصف المدفعي العنيف على المناطق الحدودية الشرقية لمخيمات البريج والمغازي وعلى شرق مدينة دير البلح.
وأجبرت هذه العمليات، المتصاعدة منذ ثلاثة أيام، عدداً من سكان المناطق الشرقية لمدينة دير البلح للنزوح إلى عمق المدينة المكتظة بالأصل بالسكان والنازحين المقيمين فيها من عدة مناطق في القطاع، آخرهم وصلها من المناطق الحدودية الشرقية لمدينة خان يونس، التي بدأ جيش الاحتلال فيها قبل ثلاثة أيام عملية عسكرية برية.
وتزداد يومياً خشية سكان وسط القطاع من شن الاحتلال عملية برية تستهدف مناطق الحدود الشرقية، بسبب كثافة القصف.
وقصفت قوات الاحتلال منزلاً سكنياً في شارع البركة في مدينة دير البلح، ما أدى إلى تدميره دون وقوع أي إصابات.
كذلك شنت قوات الاحتلال غارتين استهدفت فيهما مناطق متفرقة في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وقد قامت قوات الاحتلال باستهدافات أخرى طالت المناطق الشمالية لمخيم النصيرات، والقريبة من منطقة “محور نتساريم”، مع تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي، وآخر من نوع “كواد كابتر”، الذي يُستخدم في استهداف المواطنين بالرصاص.
وقد قامت تلك الطائرات في أكثر من حادثة بإطلاق النار على عدد من المنازل شمال غربي النصيرات.
وفي خان يونس، حيث العملية البرية التي بدأها جيش الاحتلال منذ ثلاثة أيام، استمرت الهجمات الدامية على شرق المدينة، التي هجر سكانها قسراً إلى مناطق الغرب ووسط القطاع.
وذكرت مصادر محلية أن مواطنين اثنين استشهدا، بينهما طفل، وأصيب آخرون برصاص جنود الاحتلال شرق مدينة خان يونس.
وحسب المصادر، فإن الطواقم الطبية نقلت جثمان شهيدين وعدد من الإصابات إلى مجمع ناصر الطبي وسط المدينة، جراء إطلاق جنود الاحتلال النار على مدرسة “عيلبون”، التي تؤوى نازحين في بلدة القرارة.
وسقط ثلاثة شهداء وصلوا إلى مشفى ناصر، خلال استهدافات لجيش الاحتلال للمناطق الشرقية من المدينة.
كما سقط عدد من المصابين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، عند استهدافهم قرب دوار أبو حميد وسط مدينة خان يونس.
وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي والاستطلاعي والمدفعية العديد من بلدات شرق خان يونس، وطال القصف المناطق التي لم يرحل سكانها بعد.
ويؤكد شهود من النازحين أن هناك عشرات الجثث لمواطنين وأقارب لهم لا تزال في مناطق القصف، حيث يصعب على طواقم الإسعاف الوصول إلى تلك المناطق التي توغل جيش الاحتلال في الكثير منها.
وعلى وقع العملية البرية، قامت قوات جيش الاحتلال بنسف مربعات سكنية في بلدة القرارة شمال شرق خان يونس، كما استهدفت البلدة بعدة غارات جوية.
كما نسفت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي مباني سكنية قرب حي الشيخ ناصر شرقي المدينة أيضاً.
كما قامت الدبابات المتوغلة بإطلاق النار من رشاشات ثقيلة على منازل المواطنين في بلدة بني سهيلا.
وأكد شهود من خان يونس أن جيش الاحتلال استهدف بغارة جوية منزلاً في منطقة السطر.
وطال قصف الطيران الحربي الإسرائيلي أيضاً الجهة الشرقية لمدينة حمد، وسط تحليق مكثف للطيران في تلك الأجواء.
جدير ذكره أن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قال إن 150 ألف شخص نزحوا من خان يونس جنوب قطاع غزة خلال يوم واحد فقط.
وأشار إلى أن كل “أوامر الإخلاء الإسرائيلية تقلب حياة الناس رأساً على عقب”، لافتاً إلى أن أوامر الإخلاء التي أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت قصير جدًا عن طريق إرسال منشورات قبل الهجوم “تزيد من المخاطر على حياة الناس”.
وقال: “الناس اضطروا إلى الفرار دون أن يأخذوا أي شيء معهم”، مؤكداً أن هناك مشكلة كبيرة تواجه السكان، تتمثل في عدم وجود بنية تحتية في المناطق التي توجّه إليها النازحون.
ولم يكن الحال مغايراً في مدينة رفح، التي تتعرّض، منذ أكثر من شهرين ونصف، لعملية برية عنيفة، أدت إلى سقوط آلاف الضحايا وتدمير غالبية منازل المدينة.
وقصف الطيران الحربي والمدفعية المناطق الشرقية للمدينة، كما شهدت مناطق الوسط والغرب غارات مماثلة، حيث تركز القصف المدفعي في منطقة الغرب على حي تل السلطان، فيما استهدفت طائرات “كواد كابتر” تلك المناطق أكثر من مرة بعمليات إطلاق نار مركز.
وقام الطيران الحربي الإسرائيلي أيضاً بشن غارة جوية استهدفت منطقة تقع شمال مدينة رفح، حيث شوهدت سحب الدخان تتصاعد من تلك المنطقة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال ارتكبت ثلاث مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 55، وإصابة 110 آخرين، خلال الساعات الـ ـ24 الماضية
وقالت إن حصيلة الشهداء في قطاع غزة وصلت إلى 39145، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأضافت أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 90257 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
واستمرت مأساة السكان جراء النقص الكبير في المواد التموينية والوقود والأدوية، بسبب استمرار سلطات الاحتلال في تشديد إجراءات الحصار، وإغلاق معبر رفح البري.
وتغلق قوات الاحتلال معبر رفح الفاصل عن مصر، وتمنع سفر المواطنين، وخاصة المرضى والجرحى المقدر عددهم بـ 20 ألفاً، منذ 79 يوماً، أي مع بدء عملية التوغل البري في مدينة رفح.
وكانت منظمات أممية كثيرة حذرت من تردي الأوضاع الإنسانية في القطاع، وأكدت أن السكان يعانون من “انعدام الأمن الغذائي”، بسبب تقليص كميات المساعدات والبضائع.
وسبق أن حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من ارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع، خاصة بين الأطفال، وقال إن 3,500 طفل يتهددهم الموت بسبب سوء التغذية وانعدام المكملات الغذائية والتطعيمات.
وبسبب تشديد الحصار تواجه مشافي القطاع ومراكز الخدمات الأساسية صعوبة في توفير الخدمات، بسبب شح الوقود الذي تحتاجه لتشغيل مولدات الطاقة.
وفي هذا السياق ذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” أن الأطفال في غزة “يدفعون الثمن الأكبر”، وأكدت، في منشور لها على نشرته على منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الأطفال “يفقدون طفولتهم وسط النزوح والخوف”.
وذكرت أن فرقها تواصل تقديم الأنشطة النفسية والاجتماعية والترفيهية لـ “تمكينهم من الشعور بالحياة الطبيعية قدر الإمكان”، وشددت على وجوب أن تتاح لهم “فرصة أن يكونوا أطفالًا”.
وقد استمرت فصائل المقاومة الفلسطينية في تنفيذ عمليات استهدفت فيها قوات الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، وأعلنت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، عن استهداف جرافة إسرائيلية من نوع “D9” بقذيفة “الياسين 105” قرب مسجد الظلال شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وتبنت أيضاً تدمير ناقلة جند صهيونية بعبوة “شواظ” واشتعال النيران فيها وسط بلدة بني سهيلا شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع.
كما أعلنت عن قيام ناشطيها باستهداف قوات الاحتلال المتوغلة في منطقة جحر الديك، وسط قطاع غزة بقذائف الهاون.