“القدس العربي”: في إطار توثيق جرائم الحرب الإسرائيلية، وتأثيرها على حياة الفلسطينيين، عمل المجلس العالمي لكتب اليافعين بغزة “أيبي” على تسجيل شهادات حية لعدد من الأطفال الذين عاشوا ويلات الحروب المتتالية على القطاع، والتي شنّ الاحتلال الحرب الرابعة منها في مايو/ أيار 2021.
ورصدت شهادات الأطفال مشاهد عايشوها خلال العدوان الذي استمر أسبوعين، ناقلين من خلالها انعكاسات القصف والتدمير على حالتهم النفسية والجسدية بما فيها انعدام النوم، والتبول اللإرادي، وحالات الذعر والقلق الشديدين، فضلاً عن الأحلام المزعجة التي تعيدهم مباشرة للحرب.
وذكر المجلس في سلسلة القصص التي استهدفت الأطفال في منطقتي بيت حانون “شمالاً” ورفح “جنوباً”، كيف تمكنت الحرب من تدمير هؤلاء الأطفال بعد أن سلبتهم الشعور بالأمان، وخلقت بداخلهم الخوف من المستقبل، وحرمانهم من عيش طفولتهم كما هو منصوص عليه في القوانين الدولية.
وأِشارت السلسلة القصصية التي تُرجمت للغة الإنكليزية وأرسلت نسخ منها لعدد من المؤسسات الداعمة لحقوق الأطفال حول العالم، إلى أن الهدف منها هو التأكيد على حق الأطفال الفلسطينيين بالعيش الآمن دون خوف، فضلاً عن الدعوة لمقاضاة إسرائيل ومحاكمتها على اختراقها لكل قواعد القانون الدولي الإنساني.
وتكشف شهادات الأطفال وأمهاتهم عن التفاصيل اليومية التي عاشوها تحت القصف والعدوان الذي استخدمت فيه إسرائيل أسلحة محرمة دولياً، وكيف أنهم فقدوا القدرة على إيجاد مكان آمن في ظل استمرار القصف بالطائرات الحربية وإلقاء القنابل العنقودية والفسفور الأبيض الذي طال المحافظات الخمس لقطاع غزة من أقصى شماله وحتى جنوبه وعلى مدار الساعة.
وفي شهادته، قال محمد نصير (8 سنوات)، ويسكن في بيت حانون “شمالاً”: “في ليلة كانت الكهرباء مقطوعة وعند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بدأ القصف على البلدة من كل مكان، لا أعرف ماذا حدث ولماذا، أصبحنا مستهدفين كما كل منازل الحي، كنت نائماً في هذه الأثناء لكنني فجأة وجدت نفسي في مركز بيت حانون الطبي الحكومي بعد أن بترت قدم ابنة الجيران وكسرت يدي جراء القصف”.
وأضاف: “لأول مره أحمد لله أن الكهرباء كانت مقطوعة في ذلك الوقت، كي لا أرى ما حدث”، مواصلاً حديثه: “كان الكل يصرخ، الجميع أراد الوصول إلى المستشفى معتقدين أنه المكان الأكثر أمناً لكن للأسف القصف أصبح بالقرب منا وبتنا إلى الموت أقرب، بعد أن تم استهداف مبانٍ مجاوره له”، مشيرا ً إلى أنه كان اليوم الأصعب في حياته ويتمنى ألا يتكرر على الإطلاق.
أمّا آية حمدان (13 عاما) والتي تسكن كذلك في ذات البلدة التي يعيش فيها أحمد، فقالت: “كنّا نسكن في الطابق الأول مع أجدادي، كنت شديدة الانتباه والمتابعة لكل ما يرد من أنباء عبر التلفاز لمجريات الأحداث، في كل مره كان الخوف يتملكني، كل شيء كنت أفكر به هو ركام المنازل التي تحولت لأثر بعد عين، وهدمت على رؤس أصحابها”.
ولشدة خوفها من أن تتحول لمجرد جثة هامدة تحت ركام منزلها، كانت آية تطلب من والديها البقاء في الطوابق العليا من المنزل الذي كان يضم عوائل أعمامها وزوجاتهم، مبررة ذلك بالقول: “على الأقل لو قصف المنزل سيأتي الناس ويجدوننا سريعاً بدلا من أن نلفظ أنفاسنا تحت الأنقاض”.
ولكنها استدركت بحسب روايتها أن الموت قريب من الجميع، ولا مناص من البقاء في الطوابق العليا، فالصاروخ سيأتي من الأعلى، نحن محاطون بالموت!!”.
ويمثل أحمد وآية نموذجين لآلاف القصص التي عاشها الفلسطينيون في قطاع غزة على مدار 15 عاماً، شنت إسرائيل فيها 4 حروب جاءت على الأخضر واليابس فيها.
يشار إلى أن سلسلة الشهادات المذكورة تضمنت على عشرات القصص، التي تحكي تفاصيل الوجع الفلسطيني الممتد بكل تفاصيله.
شكرا للنشر ولكن للمزيد عن نشاط المكتبتين ومن كتابات الاطفال نتمنى عليكم اضافة صفحتنا الالكترونية كما ارسلت مع النص https://www.ibbypalestine.org.uk/
الفيس بوك IBBY Pal
مع الشكر،
جهان حلو