“المخطوفون يعانون لكنهم لا يموتون”، قال نتنياهو في مداولات جرت في الكابنيت الأمني قبل يومين، حسب تقارير نشرت في وسائل الإعلام. قال وسجل بذلك رقماً قياسياً أولمبياً جديداً، يتجاوز في اللحظة الأخيرة تساحي – خلل – هنغبي، السباق الذي يجري عنده في الحكومة حول مدى انغلاق الحس وفقدان الطريق. ليس أن ستروك تقتل البق أو بن غفير وسموتريتش ليسا متنافسين مناسبين، لكن لا يزال، نتنياهو كان هو الذي قص الشريط، وليس لفخار دولة إسرائيل.
إن صوغ رئيس وزرائنا هكذا أقوال تعد حقيقة مؤذية وفظة ومهينة. ومن أكثر من نتنياهو، وهو فنان الإعلام، يفهم بأنه ينبغي له أن يكون منقطعاً عن الحاضر الجماهيري ليلقي بالقمامة اللفظية هذه على رؤوس العائلات التي لا سبيل لوصف معاناتها.
ما قاله نتنياهو في واقع الأمر، فاجأنا بمدى الدونية، وبأن الوقت ما زال متاحاً؛ لا شيء ملح، وليكفوا عن تهديده مع ساعة التوقيت؛ فله سلم أولويات خاص به.
ويقال عن هذا ثلاثة أمور: أولاً، من حيث الوقائع؛ لا يوجد وقت بل ويموت الناس من هذا. التقديرات التي تتناول عدد المخطوفين والمخطوفات الذين وصلوا أحياء إلى غزة وماتوا في أثناء الأشهر التي انقضت منذئذ، هي وقائع قاسية. وحتى لو دار الحديث عن تقديرات فقط، فهذا يكفي ليوضح بأن الوقت عامل حرج. ثانياً، إن الادعاء الذي طرحه نتنياهو بأننا في طريقنا لتصفية حماس، هو ادعاء بائس. لسنا هناك. ولم ندمر بعد كل منظومة الأنفاق في غزة، ولم نصف كل، أو للأسف، معظم مخربي حماس، ولسنا قريبين من النصر المطلق لا بخطوة ولا بخطوتين
نتنياهو محق حين يقول إنه يجب إبادة النازية الحديثة في آخر أشكالها؛ إذ لا يحتمل أن منظمة إرهاب تعلن بأن هدفها الأعلى تصفية دولة إسرائيل واستعادة الأراضي المقدسة، تبقى على مسافة مئات الأمتار من منازل السكان في غلاف غزة. من جهة أخرى، في ضوء المواجهة الجارية منذ بضعة عقود، يجب وضع أساس ولا ندعي دائما بأننا بعيدون عن ساعة الصفر. فلا يزال أمامنا أيام. لا بد ستكون فرص. حماس لم تهبط في القطاع أمس، وستبقى هناك غدا أيضاً، حتى بعد أن يوقع الاتفاق، وبعد أن تخرج إسرائيل من القطاع، وبعد أن يعود المخطوفون إلى بيوتهم، يمكن الاعتماد على حماس بأن توفر لنا أسباباً وجيهة لخرق الاتفاق. لكنها ساعة الصفر للمخطوفين.
يوصلنا هذا إلى الموضوع الثالث المتعلق بمسألة ما الذي يعرفه نتنياهو حين يقول إن المخطوفين يعانون لكنهم لا يموتون، والذي لا يعرفه وزير دفاعه غالنت بأنه إذا لم يكن اتفاق في غضون أسبوعين، فإن مصير المخطوفين سيحسم. ما لا يعرفه رؤساء أذرع الأمن والجيش الإسرائيلي و”الشاباك” والموساد، الذين يقدرون بوجود احتمال جيد للنجاح في إنهاء المفاوضات الحالية. وأن إسرائيل قد تتصدى للمخاطر التي تنطوي عليها.
وختاماً، يمكن القول إن الرهان على حياة المخطوفين في روليتا الزمن، والذي يسمح به نتنياهو لنفسه، لا يمكن أن يكون في دولة سليمة ثم تترك هؤلاء المواطنين، المجندات والجنود، لمصيرهم للمرة الثانية، والذي هو جريمة لن ينجح المجتمع في الشفاء منها. وحتى لو قيل هذا مرات عديدة، بهذه الصيغة أو تلك، فمن المهم العودة للقول إن المخطوفين لا يعانون فحسب، بل ويموتون أيضاً.
أرئيلا رينغل هوفمان
يديعوت أحرونوت 18/7/2024
هه ولا ولن يأتي هذا النصر الموهوم الذي ينتظره سفاح بني صهيون ولو طلعت النجوم في عز الظهر ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🚀