المستشرقة سلمي الشماع.. وسياسة كله يدلع نفسه!

حجم الخط
0

المستشرقة سلمي الشماع.. وسياسة كله يدلع نفسه!

سليم عزوزالمستشرقة سلمي الشماع.. وسياسة كله يدلع نفسه!معذرة يا قراء، فأنا مضطر لان اسلك سبيل التهدئة السياسية مع أهل الحكم في مصر، وقديما قيل ان المضطر يركب الصعب. فحضرتنا تقدم بطلب تأسيس حزب سياسي، ومن المقرر ان يبت في أمره في الشهر المقبل، بحكم من المحكمة الإدارية العليا. ومن يعرف الجهة المنوط بها تقرير مصير حزبنا، قد يتعجب لأنني اسلك هذا المسلك، فالتهدئة لا تقدم ولا تؤخر، ما دام الأمر معقودا بجهة قضائية، والقضاء في مصر عادل في الجملة.لكن المطلع علي حقيقة الحاصل عندنا سوف يلتمس لي العذر، لان الجهة التي يتم الطعن امامها في قرارات لجنة شؤون الأحزاب (الحكومية)، ليست قضاء خالصا، فالقصد منها الايحاء للمجتمع الدولي بأنها جهة محايدة، مع أنها محكمة ذات تشكيل خاص، حيث ان نصف هيئتها معين من قبل وزير العدل ممن يطلق عليهم (الشخصيات العامة)، وفي ذات التشكيل كان رئيس هيئة المجاري عضوا فيها.التهدئة في حالتي تعبر عن كياسة المرء، ومحسوبكم كيس فطن، علي الرغم من انني صعيدي، ومعلوم عن الصعيدي انه (مدب)، الذي في قلبه علي لسانه وقلمه، لكنني (صعيدي) متطور، وقد لاحظت ان من هم في مثل حالتي فإنهم يلتزمون التهدئة المؤقتة، حتي وان كانوا من عتاة المعارضين. فقضية حزبنا محجوزة للحكم في ذات الجلسة التي سيصدر فيها الحكم في قضية حزب (الوسط) الإسلامي، ويلاحظ ان رئيسه ابو العلا ماضي قد اختفي من كل الفاعليات، فلم يشارك حتي في نشاط حركة (كفاية)، علي الرغم من انه احد مؤسسيها، وكل نشاطه في هذه الأيام محصور في افتعال الخلاف مع جماعة الإخوان المسلمين، تماشيا مع روح المرحلة.فالتهدئة إذن هي مناورة مني، وأعدكم، ووعد الحر دين عليه، انني بمجرد حصولي علي الرخصة، وبمجرد ان (أخبط) المئة ألف جنيه قيمة الدعم الحكومي السنوي المقرر لكل حزب، سأعود الي سيرتي الأولي، وقد بدأت التهدئة منذ الأسبوع الماضي، لاحظ ان الفقرة الرئيسية في المقال كانت مخصصة عن المغنية شيرين (آه يا ليل)، ولعلي بذلك أكون أكثر التزاما بسياسة هذه الزاوية: (فضائيات وأرضيات)، ولعل زميلنا حسام محمد سيكون اول السعداء بهذا القرار، وهو الذي قام بالتنبيه علي عشرات المرات بأن جرعة السياسة في كتاباتي زيادة عن القدر المسموح به، لكن قد أسمعت لو ناديت حيا، فقد كنت انسي ملاحظاته بمجرد ان تنتهي المكالمة الهاتفية، حتي أصابه اليأس، وتأكد له انه كمن ينفخ في (قربة مقطوعة)، فلم يعد يلفت انتباهي الي ذلك، وتحمل خروجي علي النص من باب الصبر علي المكاره!معذرة لهذه المقدمة الطويلة العريضة، وتعالوا ندخل في الموضوع!ففي الأسبوع الماضي، يا حضرات السادة القراء، تعرضت بوصفي مشاهدا لعملية خداع من قناة (النيل للمنوعات)، لصاحبتها المستشرقة سلمي الشماع، وهي مستشرقة لأنها تحرص علي ان تأكل الحروف من الكلمات والأسماء، من باب (الرقة)، فنكتشف أننا امام (خواجاية) تعلمت اللغة العربية علي كبر!القناة المذكورة ظلت فترة طويلة تزف إلينا بشري احتفالها بالكريسماس، وتدعونا الي انتظار حفلتها في ليلة رأس السنة المجيدة، وزيادة في التشويق فقد كانت وهي تعلن عن الحفل تعرض صورا للفنانين، والنجوم وأشباههم، وهم يهبطون من سيارة مكشوفة، ويدخلون الي قاعة الاحتفالات، بينما الفرقة الموسيقية تعزف عندما يحل احدهم ترحيبا بقدومه، مما يؤكد ان الحلقة (مسجلة) قبل الليلة الموعودة. وكانت فرصة طيبة لان نري الهام شاهين وهي تدخل علي أنغام الموسيقي، تتهادي في مشيتها، ولم يقطع علينا الاستمتاع بجمالها الطاغي وهي تمشي الهوينا، الا ما مثل مفاجأة لنا عندما رأيناها وقد زاد وزنها حتي أصبحت في حجم مقاتلة أمريكية، من تلك التي نشاهدها عبر شاشات التلفزة في العراق، ونحمد الله انه لم يتصادف دخولها القاعة مع ليلي علوي، وفريدة سيف النصر، فيتعرضن لقصف من المقاومة العراقية، باعتبارهن سرب دبابات تابع لقوات الاحتلال! كنا نعلم ان الحفلة (مسجلة) علي الرغم من ان المستشرقة سلمي الشماع أوحت لعموم المشاهدين أنها علي الهواء مباشرة، ولم يكن هذا العلم مرده الي الإعلان عنها بدخول الفنانين، وانما لان بعض ما جري فيها، كان مثار حديث للصحافيين قبل بثه، فضلا عن ان جريدة (المصري اليوم) أفردت لها مساحة كبيرة قبل البث، ونشرت صورة ضخمة لرئيس تحريرها وهو يتسلم جائزة أفضل صحيفة من المستشرقة المذكورة. ومما تردد ان سلمي الشماع أعلنت عن حضور عمرو دياب، لكنه لم يحضر، وقيل انها اتصلت به هاتفيا فرد سكرتيره بأنه (اخذ) مهدئا، فذهب في (سابع نومة)، وقيل والله اعلم انه كان في طريقه للحفل المنصوب، لولا علمه ان سلمي أسبغت علي صغار المطربين أوصافا رأي عمرو أنها لا تجوز، فإذا كانت قد وصفتهم بما وصفتهم به، فبماذا تصفه هو مع العلم انه حصل ذات مرة علي جائزة (صفيح)، قيل وقتها أنها جائزة عالمية، لا تقل ـ من حيث الوزن ـ عن جائزة نوبل؟المهم، فعلي طريقة كله يدلع نفسه تعاملت رئيسة قناة المنوعات في الحفل، فقد أسرفت في أكل الحروف حتي تثبت أنها مستشرقة، ثم كرمت بعض الفنانين، وقالت ان القناة لم تقم باستطلاع هذا العام، ولكن هناك (كبارا) اجتمعوا واختاروا المكرمين، ولم نعلم من هم هؤلاء (الكبار)، لأنه من الضروري ان يتم الإعلان عن اسم اللجنة التي اختارت الأسماء المكرمة، وما هي المعايير التي استندت إليها في عملية الاختيار، إذا كانت هناك لجنة بالفعل، ولم يكن ما جري قد تم بقرار من سلمي وأصفيائها!ولم ينته ملف الخداع عند هذا الحد، وإنما فوجئنا بالمستشرقة المذكورة تعلن في شجاعة منقطعة النظير ان التليفزيون المصري نجح في هذا العام، والدليل ان المشاهدين الذين هربوا منه عادوا اليه. ولم نسمع عن دراسة استخدمت المسح الشامل، او أسلوب العينة، قد أكدت ما قالته بأعصاب من حديد، عندما ذكرت عودة الابن الضائع الي حضن أمه. وقد كانت شجاعتها وهي تقول هذا الكذب البين، تليق حقا بمستشرقة، ربما لكونها لا تعيش بيننا تصورت ان كذبتها هينة لينة، وأنها مجرد (كذبة بيضاء)!لقد ذكرت مقدمة الحفل موشح نجاح التليفزيون المصري في وصلة تكريم عمرو عبد السميع صاحب برنامج (حالة حوار)، باعتباره البرنامج الرائد في المنطقة، والذي جاء لنا بالريادة الإعلامية جاثية علي ركبتيها. وهي نفس الوصلة التي شهدت تكريم عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار، والتي قدمته علي انه سوي الهوايل، وجاء بالذئب من ذيله، فقد قالت انه أحدث تطويرا شاملا. وقد بحثت عن هذا التطوير الشامل فلم أجده الا في تغيير (موسيقي) برنامج (صباح الخير يا مصر)، وفي استضافة احد أئمة المساجد كل اسبوع بعد ان عمل له (نيولوك) وألبسه ملابس الفرنجة، مع انه عندما ظهر في البداية كان يلبس اللباس الأزهري الشهير. وهذا الواعظ وان كان قد تغير شكلا الا انه لم يتغير مضمونا، فلا يزال يشيد بالقيادة السياسية.. جعل الله كلامنا خفيفا عليها كريش النعام، حتي نحصل علي رخصة الحزب، والمئة ألف جنيه، وبعدها يصبح لكل حادث حديث.الأخوان عبد السميع، وعبد اللطيف.. (وخير الأسماء ما عُبد وحُمد) تعاملا علي ان عودة المشاهد الي حضن الأم الدافئ، ونجاح التليفزيون، والتطوير الشامل الحاصل فيه، أمر مفروغ منه، وانطلقا يرجعانه الي التغيير الحاصل في المجتمع، مع ان المشاهد للبرامج السياسية وفي مقدمتها (حالة حوار) يعلم أنها لا تضع المجتمع في الاعتبار، فهي موجهة أصلا الي من نسأل الله تضرعا وخيفة ان ينزل كلامنا بردا وسلاما علي قلوبهم. فالمشاهد لـ (حالة حوار) يكتشف ان مقدمه يسعي بشكل مبالغ فيه الي ان يصدم مشاعر الناس، ففي مرحلة الانتخابات البرلمانية وبينما تحولت الشوارع المصرية الي ميادين قتال وشهدت كرا وفرا، كان البرنامج مخصصا للهجوم علي جماعة الإخوان المسلمين، لان كثيرين رأوا ان مرشحيها هم الأجدر بثقتهم. أما البرامج الإخبارية فقد كانت ترجع العنف الذي تقوم به أجهزة الأمن وعناصر الحزب الحاكم، الي من لا يستطيعون ضربا في الأرض ولا قتالا.ما علينا، فقد استمتعت خلال هذا كله بالمذيعة سلمي الشماع وهي تنطق اسم عبد اللطيف المناوي، فترقق الطاء حتي تحولت الي تاء، وحذفت الألف واللام من (المناوي) ليصبح (مناوي)، لزوم الاستغراق في الرقة والاستشراق، وفي ظني ان صاحب الاسم اكتشف موطن الجمال فيه وهو يخرج من فم المستشرقة سلمي كما البسبوسة.وصلة نفاق في عصر الاستبداد تم فصل صحافي من العمل هو المرحوم موسي صبري، لانه انتقد مذيعة هي همت مصطفي، التي اشتهرت بعد ذلك بـ (همت يا بنتي)، فهكذا كان يخاطبها الرئيس السادات في حواراته التليفزيونية معها. وفي عصر الديمقراطية انتقدت أداء رئيسة قناة تليفزيونية (بحالها)، ومع هذا لم يفصلوني، بل وسيمنحوني حزبا.. شكرا للإصلاح، وللفكر الجديد الذي تتبناه لجنة السياسات.محنة موفق حرب لا اعرف السيد موفق حرب رئيس قناة (الحرة) الأمريكية معرفة شخصية، ومع هذا فأنا متعاطف معه، لانه بات من الواضح ان أصحاب المحطة (يلبدون له في الذرة) حتي يبحثون عن مبرر للانقضاض عليه وتشليحه. فمنذ شهور قالوا ان قناتهم فشلت في تبييض الوجه الأمريكي، وعلقوا الفشل في رقبة المذكور، وهو ما دعاني لان انبري مدافعا عنه، وأقول انهم يريدون منه لبن العصفور، فالسياسات الأمريكية هي المسؤولة عن كراهية العرب لهم، وما تسببت فيه السياسة، لن تزيله الا سياسة أخري عاقلة، رشيد. ولن يستطيع موفق او غيره ان يغير ما في القلوب، حتي يلج الجمل في سم الخياط، ما دامت السياسات قائمة.وفي هذه الأيام تقول الخارجية الأمريكية ان فشل القناة راجع الي لبننتها، فموفق لأنه لبناني استعان باللبنانيين دون غيرهم، ولان اللهجة اللبنانية هي الغالبة فقد هجرها المشاهد في الدول العربية الاخري، وعليه فقد تفتق ذهنها عن بديل له سعودي اسمه سليمان الهتلان.لا أنكر ان (الحرة) فشلت في رهان المنافسة، لكن هذا لا يرجع الي لبننتها، فأنا أتابع التونسي ـ اللبناني غسان بن جدو، والتونسي محمد كريشان، وأتصور العمي ولا أتصور المصري احمد منصور. واري ان أفضل من يقرأ النشرة في عموم التليفزيونات العربية هما الأردني جميل عازر، والأردني (ايضا) جمال ريان. واستمع الي الجزائرية الرائعة خديجة بن قنة، وأفضلها علي كل مذيعات تليفزيون الريادة الإعلامية.فالمسألة لا ترجع الي لبننة او صوملة، والحل لا يكمن في السعودة، لكنها (تلاكيك) والسلام.العربية نت الجزيرة تفوقت علي العربية بالمقارنة بما يقدم علي الشاشة، والعربية تفوقت عليها بموقعها علي الانترنت، فالفرق بين العربية نت، والجزيرة نت هو فرق (السما من العمي).كاتب وصحافي من مصر[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية