المستوطنون يدنسون الأقصى ويكسرون “حرمة العيد” وقوات الاحتلال تسهل العملية- (فيديوهات)

حجم الخط
3

رام الله- “القدس العربي”:

في إطار “الحرب الدينية” التي تشتها سلطات الاحتلال، مستغلة القوة العسكرية، تعرض المسجد الأقصى في “يوم عرفة” إلى عملية اقتحام كبير شارك فيها مئات المستوطنين، تلبية لدعوة جماعات متطرفة، ضمن خطوات مدروسة لـ”تهويد” المسجد، وأدوا “طقوسا تلمودية”، بحماية أمنية مشددة، فيما تصدى لهم “المرابطون” في الأقصى، بالتهليل والتكبير، بعد أن شدوا الرحال، تلبية لدعوات مراجع دينية، لإفشال الخطط الاحتلالية.

ومع الساعات الأولى لصباح الخميس، بدأت أولى دفعات المستوطنين المتطرفين، بتنفيذ اقتحامات لباحات المسجد الأقصى، بعد دخولهم من “باب المغاربة” بحماية أمنية مشددة وفرتها شرطة الاحتلال الخاصة، التي انتشرت بكثافة في الشوارع المؤدية للمسجد، وداخل باحاته.

وبشكل استفزازي أدى المستوطنون المتطرفون “طقوسا تلمودية” في ساحة “مصلى الرحمة”، التابع للمسجد الاقصى، والذي تعمل دولة الاحتلال على إغلاقه من أجل السيطرة عليه وتحويله إلى “كنيس يهودي” ضمن مخطط تقسيم المسجد مكانيا وزمانيا.

وحسب شهود عيان فإن المستوطنين، قاموا بأداء الصلاة العلنية في الأقصى، وقاموا أيضا بالسجود في منطقة “باب الرحمة” لفترة طويلة بتواجد شرطة الاحتلال في ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل”.

وقابل المقدسيون الذين ذهبوا فجرا للأقصى من أجل الرباط في ساحاته وداخل المسجد وملحقاته، لحمايته من الاقتحام الكبير، بالتصدي لتلك الاقتحامات بالتكبير والتهليل بصوت عال، غير أن قوات الاحتلال التي تساند المستوطنين، قامت بالاعتداء عليهم، ومن بين من تعرضن للاعتداء سيدات، كما اعتقل الاحتلال أحد حراس الأقصى، وخمسة شبان أخرين.

وكانت ما تسمى جماعة “طلاب لأجل الهيكل”، دعت المستوطنين للمشاركة في حملة لتهويد المسجد الأقصى، تحت عنوان “جبل الهيكل بأيدينا”، وتهدف الحملة لجمع أكبر عدد من المشتركين في هذه الجماعة، وجمع التبرعات المالية لدعم برامج وأفكار تهويدية للأقصى، كما دعت الحملة لتنفيذ اقتحامات كبيرة ونوعية خلال ما يسمى بذكرى “خراب الهيكل”، وذلك من تاريخ 27 إلى يوم 30 من الشهر الجاري، على أن تركز الاقتحامات في اليوم الأخير.

ومن أجل تسهيل المهمة على المستوطنين، أغلقت قوات الاحتلال ليل الأربعاء بعض الطرق في المدينة المقدسة، وطالت عدة شوارع مؤيدة للأقصى، وخاصة الشوارع المؤدية لـ”باب المغاربة”، فيما أفتى حاخام يهودي بوجوب “تدنيس” المسجد الأقصى الخميس، وذلك من أجل تحريض المستوطنين على المشاركة الواسعة في العملية.

في السياق، كان مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، وقامات دينة أخرى، وكذلك دائرة الأوقاف الإسلامي، المقدسيين إلى “شد الرحال” إلى المسجد الأقصى في “يوم عرفة” الذي يسبق بيون حلول عيد الأضحى، وتناول الإفطار في ساحاته والتصدي لدعوات المستوطنين باقتحامه.

من جهته طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو ودول العالم، خلال رسائل رسمية متطابقة أرسلها لقادة تلك المنظمات والدول، بـ”ردع الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في فلسطين المحتلة”، ودعاهم لتوفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني وممتلكاته وأماكنه المقدسة المسيحية والإسلامية.

وشملت الرسالة شرحا لخطورة تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين، والمشاريع الاستيطانية المتواترة، وقال إن الانتهاكات الاسرائيلية “تثير المشاعر الدينية ومن شأنها أن تؤدي إلى عواقب وخيمة إن لم يُتخذ إجراء فوري لمواجهتها”.

وأكد مجلس الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية بالقدس، رفضه المطلق لكافة الإجراءات التعسفية بحجة الأعياد اليهودية، وأنها لم ولن تنشئ للمعتدين أي حق في المسجد الأقصى المبارك.

وكان قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، اتهم دولة الاحتلال الإسرائيلي بأنها “تدق طبول الحرب الدينية” من خلال سياساتها العدوانية تجاه المسجد الأقصى المبارك، الذي أكد أنه بكافة مرافقه وساحاته وأسواره بما فيها حائط البراق، “مقدس إسلامي خالص لا حق لغير المسلمين في أي جزء منه، وسيبقى كذلك إلى أن تقوم الساعة”.

ودعا كافة الفلسطينيين إلى مساندة المقدسيين المرابطين “ومشاركتهم معركة الدفاع عن المسجد وحرمته وقدسيته”، موجها نداءً عاجلاً للأمتين العربية والإسلامية قال فيه “أنقذوا الأقصى قبل فوات الأوان، وكونوا مع إخوانكم الفلسطينيين الذين يدافعون عن شرف الأمة وكرامتها”.

من جهته قال القيادي في حركة حماس خالد طافش “إن الأقصى هو الصاعق الذي سيفجر المنطقة برمتها نتيجة استفزازات الاحتلال ومستوطنيه المتتالية”، لافتا إلى أن استفزازات الاحتلال “لن تتوقف إنما ستزداد حتى يصلوا إلى ما يتوهمون من أحلام، وهي في الحقيقة ستتحول إلى كوابيس بالنسبة لهم ولكيانهم”، مشيرا إلى أن الهدف منها هو فرض أمر واقع، وأضاف “فهم ليسوا في زيارة سياحية بل تعبدية تلمودية توراتية وعنصرية ليصلوا للتقسيم المكاني والزماني في الأقصى المبارك”.

إلى ذلك فقد واصلت قوات الاحتلال حملات الدهم والاعتقال، التي طالت عدة مناطق بالضفة الغربية، بالرغم من بدء المواطنين بإجازة عيد الأضحى، حيث لم تمنع حرمة العيد، وشوق المواطنين لقضاء الإجازة بين أسرهم، تلك القوات، من اعتقال مواطنين بينهم أسرى محررين، لحرمانهم البقاء بين أطفالهم وعوائلهم، ولتكتب فصولا جديدة من مأساة الفلسطينيين.

حملات اعتقال واسعة تطال منسق BDS وأسرى محررين.. والاحتلال ينذر بهدم قرية شمال الضفة

واعتقل جنود الاحتلال خمسة أسرى محررين فجر الخميس، من بلدات تتبع مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، خلال مداهمات وتفتيش لمنازلهم، وقالت مصادر محلية إن المعتقلين هم مصعب اشتية، وعبيدة جبور، ووليد عصيدة، ومحمود عصيدة، وداود رواجبة.

كما اعتقلت قوات الاحتلال، ثلاثة شبان من قرية دير أبو مشعل غرب رام الله وسط الضفة الغربية، وهم سمحان زهران، ومحمد عبد الحفيظ زهران، وحسين زهران، حيث اندلعت في البلدة مواجهات شعبية مع الشبان الذين رشقوا آليات لاحتلال بالحجارة.

وطالت الاعتقالات فجر الخميس، ثلاثة شبان من منطقة جبل هندازة شرق بيت لحم جنوب الضفة، وهم محمد حسن عبيد الله نواورة، وعلي موسى نواورة، وصلاح يوسف عبيات، بعد دهم منازل ذويهم وتفتيشها، كما اقتحمت تلك القوات منازل في مدينة بيت ساحور غرب بيت لحم، وقامت بتفتيشها.

واعتقلت قوات الاحتلال المواطن وسام كمال العجلوني من المنطقة الجنوبية في مدينة الخليل جنوب الضفة، كما داهمت عددا من منازل المواطنين ومحلاتهم التجارية في منطقة دويربان بالخليل، وقامت بتفتيشها والعبث بمحتوياتها، كما اعتقلت منسق حركة المقاطعة BDS محمود نواجعة.

كذلك منعت شرطة ومخابرات الاحتلال، تنظيم وقفة تضامنية مع محافظ القدس المعتقل عدنان غيث، صباح الخميس، قرب محكمة صلح الاحتلال، واعتقلت خلال الوقفة أمين سر حركة فتح في القدس شادي مطور.

يشار إلى أن محافظ القدس ومدير المخابرات الفلسطينية في المدينة وعدد من كوادر فتح، اعتقلوا على أيدي قوات الاحتلال منذ أسبوع، في إطار مساعي الاحتلال للتضييق على القدس وأهلها.

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت ليل الأربعاء شابين مقدسيين بالقرب من منطقة “باب الأسباط” وافادت مصادر مقدسية بان قوات الاحتلال اعتقلت الشابين محمد زغير ومحمد نجيب، واقتادتهم إلى أحد مراكز التوقيف.

وفي سباق قريب، واصلت سلطات الاحتلال حرب الاستيطان، سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اخطارات بهدم قرية فراسين في منطقة يعبد غرب جنين، وقال رئيس مجلس قروي البلدة محمود عمارنة لوكالة الأنباء الفلسطينية، إن قوات الاحتلال اقتحمت القرية وسلمت 36 إخطارا، تقضي بهدم جميع منشآت ومساكن وآبار القرية، على أن تنفذ عمليات الهدم خلال أيام، لافتا إلى أن القرية يسكنها نحو 200 نسمة وتقع بين بلدتي يعبد غرب جنين، وقفين بمحافظة طولكرم، حيث اعتُمدت كقرية بقرارٍ من مجلس الوزراء قبل عدة أشهر.

وأشار إلى أن اعتداءات وممارسات قوات الاحتلال في قرية فراسين تهدف إلى “تهجير السكان من المنطقة، والاستيلاء عليها لصالح المستوطنات”، لافتا إلى أن بئر المياه في القرية عمرها ما يزيد عن 200 سنة، وتحتوي على مباني قديمة منذ مئات السنين، مطالبا المؤسسات المحلية والدولية، بضرورة العمل على إبطال قرارات الهدم والتهجير الجائرة التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق القرية بهدف قتل الحياة فيها وإفراغها من سكانها.

وكانت قوات الاحتلال استولت مساء الأربعاء على جرارين زراعيين يعودان لمواطنين من شمال محافظة أريحا والأغوار، ضمن المساعي الرامية لمنع المواطنين من استصلاح أراضيهم، لصالح الاستيلاء عليها لمشاريع استيطانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد:

    الذي مكن بنو صهيون لتدنيس الأقصى هم حكام العرب الخونة الذين تآمروا على شعوبهم مقابل ديمومتهم على عروشهم التي جاؤوها بالانقلابات والاغتيالات وبيع مصير شعوبهم للعدو. فبن زايد وبن سلمان والسيسي….هم المسؤول الاول.

  2. يقول Al NASHASHIBI:

    للأسف الشديد فلسطين مدنسه منذ زمن طويل علي وجود الكيان الاستعماري الصهيوني الإجرامي…
    وكذلك جميع الوطن العربي مدنس بوجود هذه القواعد الاستعمارية الصهيوامركانبيطنوفرنسيروسي السرطانية…
    والعالم العربي في نوم عميق

  3. يقول سامي - باريس:

    إذا كان حكام العرب خونة و متواطؤون مع الكيان الصهيوني ضد القدس و الأقصى و فلسطين فأكيد أن هؤلاء الجبناء الصهاينة يجدوا الضوء الأخضر و فرصتهم الساحة للإستفراد بالأقصى المبارك و الإعتداء عليه .. و لكن ذلك لن يدوم و سيأتي اليوم الذي تهب شعوب الأمة الإسلامية لتدوس على حكامها أولا و قبل كل شيئ و لتشد الرحال إلى فلسطين محررة و مقتلعة اليهود الصهاينة إلى الأبد و إلى غير رجعة و ما ذلك بالمستحيل و سيكون يوم مشهود

اشترك في قائمتنا البريدية